بابي وحارتي

تسائلني سلوان في وجل
وماء عينها الزلال يروي ظمئي
أي باب تريد الآن يا رجل ؟
وأية حارة تروم غدا ؟
ألا تدرين يا سلوان
أني حملت قصائدي
وخواطري ولملمت حروفي
وكل ما خطه القلم
لأجعلها معلقات على باب حارتي ؟
أي حارة تريد يا هذا – قالت -
وقد داستها أقدام همج
أقدام لا تعي تاريخا
ولا جغرافيا أمكنة ؟
ولا حتى أبجدية التراث ؟
أي باب وأية حارة وقد دنستها
طفيليات التاريخ عابثة ؟
يا سلوان حياك الله
وأنت في حضن القدس راقدة
قد أتيتك من هناك حيث
تغرب شمسك زاهية
حيث الحمامة البيضاء في ألق
تهفو للأقصى وقد هدها الوجد
ياسلوان .. الباب لي
ولا يهمني إن صارت حارته
ساحة مبكى أو مرقص
أو اسطبلا لقطيع الشتات ..
ورهط التيه يدنسها ..
أنا آت لأضاهي الأعشى
وامرأ القيس وعنترة
وأضع معلقاتي جامحة
لتحكي عن براق أسرى ليلا
وعن معراج
ثم أهرول وأغوص
في أزقة القدس العتيقة وهي لاهية
لأرتع وألهو وأضحك
وأشاكس فتيانها وفتياتها
في مرح
الباب لي والحارة أنا ابنها
هذا ما قاله لي صلاح الدين
الباب لي والحارة لي ..
وليذهب إلى الجحيم
أهل الشتات وليرحلوا
فليسوا سوى
عابرين في كلام عابر ..