نشر لأول مرة بتاريخ 18/5/2013في مدونة شارع عيون الحرية :
الحكاية أن ثارت الحيوانات في الغابة وتمردت وحطمت السياج وشقت عصا الطاعة وأعتدت علي الجلاد وحطمت القيود علي أثر التنكيل والتعذيب الذي تتعرض له من قبل الجلاد الذي كان يمارس كل صنوف التعذيب عبر أدوات شتي لا لشيء سوي ان يثبت لنفسه أنه السيد في هذه الغابة عبر التنكيل بأبناء الغابة المتهمون دوما بأثارة البلبلة وتكدير الامن العام . وعلي أثر ذلك تم أستدعاء الحراس بالنزول الي كافة أركان الغابة لتأمينها وأقناع الحيوانات بالهدوء . الا انه ابت الحيوانات الانصياع الي كلام الحراس وأصرت علي تنفيذ مطلبها بعزل الجلاد ورفع الظلم الواقع عليها منذ سنين . ونقل الحراس مطلب الحيوانات الثائرة لادارة الغابة و اتفقوا فيما بينهم انه لابد من اتخاذ خطوات تهديء من ثورة الحيوانات وامتصاص غضبهم ثم التفكير مليا في الرد علي هذه الثورة لاحتوائها في اسرع وقت حتي لاتتفاقم الامور . وأنتهت الادارة الي الرأي الرشيد الذي توافق عليه الجميع بما فيهم الحراس بعزل الجلاد . ويقوم الحراس بأدارة شئون الغابة لحين تعيين أخر بدلا منه . وزف الحراس الخبر للحيوانات التي فرحت وهللت وعاشت نشوة الانتصار . وظنا منها انها تحررت من قيود كبلتها سنوات وشاع الامل كل أرجاء الغابة ورفعت الحيوانات الحراس عاليا وأشادوا بدورهم ووووو. ! وفي لحظات الفرح نسي الحيوانات أو تناسوا أن الجلاد كان واحدا من الحراس بل كان قائدهم الاعلي وانه صاحب الفضل عليهم وانهم جميعا والادارة معهم كيان واحد لاينفصل ! وبدأت أطماع كل قطيع للاستفادة وجمع الغنائم والامتيازات وبدا كل منهم ينسب الفضل لنفسه وهنا دخل الحراس لازكاء الفتنة فيما بينهم والاستماع اليهم . فرادي ومجموعات . وهنا ايقن الحراس ان سياسة فرق تسد قد أثمرت ! وأصبح أصدقاء الامس أعداء اليوم وأصبح الحراس أصدقاء الجميع وظهرت أياديهم البيضاء علي الغابة فتم توسيع فتحات السياج لتشعر الحيوانات بالحرية وسمح لها ايضا ان تعبر عما يجيش به صدرها ووعد الحراس بحياة امنة وتوفير الغذاء الذي كان يلتهمه الجلاد وتخفيف القيود التي كانت سببا في الثورة علي الجلاد ووو. ومن ثم الاستقرار وصدر الحراس ومن ورائهم ادارة الغابة كل الازمات والقيود علي الغابة وتبدلت الحياة في الغابة الي الاسوأ وعمت الفوضي وصار القتل مشهدا دراميا يألفه سكان الغابة لايعرف المقتول لماذا قتل ولايعرف القاتل لماذا قتل واصبح أهل الغابة ولسان حالهم يقول ليتها دامت ايام الجلاد ! ولم تحقق الثورة فارقا جوهريا في حياة الحيوانات في الغابة غير انه بات بوسعهم الصراخ ليل نهار والسماح لهم بالاقتتال والحرب فيما بينهم واصبح الجميع في نظر الجميع أعداء بعض والحراس أصدقاء الكل والجلاد ومن معه باتوا يتصدرون المشهد واصبحوا الان هم الضحية واصبح من حقهم تحديد من هم أعداء الغابة ومن هم المخلصون لها . وتبدل السوط الذي كان ينزل علي الحيوانات فبدلا من الضرب علي المؤخرة حيث كان الجلاد قصيرا لاتطال يده أبعد من ذلك فأصبح الان الضرب علي القفا حيث الجلاد أطول من ذي قبل وتطال يده القفا . ذلك هو الفارق . تري هل تبدد الشعور بالالم ولو قليلا ؟ أشك في ذلك ! الاسكندرية في 18/5/2013