هي الحوادث تبدي للعالَم ما كان يجهله عن حقيقة حضارة الغرب العفنة!!

أثارت المعاملة الصادمة للمهاجرين "غير الشرعيين" لدى وصولهم الى مركز الاستقبال في جزيرة لامبيدوزا، الأربعاء، استنكارا في ايطاليا وأوروبا بعد أقل من ثلاثة أشهر على كوارث الغرق التي أودت بحياة مئات الأجانب. وفي تحقيق بثته قناة ‘تي جي 2′ في التلفزيون الإيطالي مساء الاثنين، تظهر مشاهد لمهاجرين عراة في الهواء الطلق قبل أن يتم رشهم أمام الجميع بمادة مطهرة ضد الجرب. ويبدو أنّ هذه الصور التقطها لاجىء يدعى خالد بهاتفه النقال، وصل إلى المركز قبل 65 يوما. وقال "نعامل معاملة الكلاب"، مؤكدا معاملة النساء بالطريقة نفسها.

وقالت جوسي نيكوليني رئيسة بلدية لامبيدوزا أنّ التسجيل يجعل مركز استقبال المهاجرين اشبه ‘بمعسكرات الاعتقال’ وأنّه يتعين على ايطاليا أن تشعر "بالخزي" من معاملتها للمهاجرين.وقال تقرير تلفزيون راي1 أنّ سوريين وإريتريين بل وبعض الناجين من حادث انقلاب القارب في أكتوبر كانوا بين الذين خضعوا للرش بمطهرات بطريقة مهينة.

هذه هي القيم وحقوق الإنسان والحريات التي يتغنى بها الغرب وقادته، أمريكا وأوروبا الذين أصمّوا آذان العالم وهم يقرعون طبولها!!، ففي الوقت الذي يتباكون فيه على حقوق الإنسان يعاملون الضعفاء من البشر المحتاجين اللاجئين الفارين من العذاب والفقر والاضطهاد معاملة "الكلاب"!، فأي انحطاط هذا الذي يتلذذ فيه هؤلاء بآهات الضعفاء والمستغيثين؟! فحتى أهل سوريا الذين يتباكى الغرب عليهم كاذبا لم يسلموا من هذه المعاملة!!

لقد بقيت شيمة إغاثة الملهوف عبر التاريخ من شيم الأحرار والرجال، والإسلام اعتبر إغاثة الملهوف واجبة بغض النظر عن لون أو جنس أو عرق أو دين الملهوف، أما الحضارة الرأسمالية فقد تنكرت لتلك القيمة والخلق الرفيع بما سطرته من مفاهيم النفعية والجشع والمادية التي طغت على كل اعتبار أو حساب عندهم، حتى حولّت أتباع الرأسمالية إلى وحوش لا رحمة ولا رأفة في قلوبهم، جل همهم منافعهم ومكاسبهم!!

هذه هي حقيقة الغرب وحضارته التي جعلت القيمة المادية تعتلي بقية القيم، والنفعية والمصلحية مقياسا لأعمالهم، وما سوى ذلك من الشعارات فهي ادعاءات زائفة يتوسلون بها للوصول إلى مصالحهم، مثلما يفعلون مع المسلمين الذين يسعون إلى دوام التدخل والسيطرة عليهم تحت بريق تلك الشعارات الزائفة الفارغة التي تخفي وراءها الجشع والوحشية.

قريبا سيبدل الله الحال إن شاء الله، وسيبزغ فجر الإسلام من جديد في ظل خلافة راشدة تعيد تسطير القيم والأخلاق أمام العالم، وترسم النموذج الراقي للإنسانية، ليدرك البشر جميعاً أنّ الإسلام وحضارته هما الحق، وما سواهما باطل وزبد.