حسين فيلالي
لمصر –أم الدنيا- حب في القلب، وامتداد في النفس، وعمق في الذاكرة.كان الفضل بعد الله لمدرسين مصريين أفاضل علموني حب العربية بالمدرسة الابتدائية في الستينيات، وغرسوا في حب الشعر، والنثر في المتوسطة. كانت المدرسة الجزائرية آنذاك تعمل بنظام الحوافز فتخصص لكل مادة جائزة.نظام الحوافز ساهم في خلق التنافس بين التلاميذ، وفي تفجير طاقاتهم.وكان أن وفقني الله في الحصول على جائزة اللغة العربية،ومن حسن الصدف أن تكون الجائزة رواية : كفاح طيبة للأديب الكبير نجيب محفوظ.

لم أن أكن يومها ،و أنا بالمتوسطة، أعرف نجيب محفوظ ،ولم يكن مستوايا الثقافي يسمح لي بمعرفة طرائق سرده، وجمالية أسلوبه، لكن ذلك لم يحل بيني وبين قراء ة الرواية، قراءة سطحية ، والاستمتاع بحكاياتها،كما كنت استمتع بحكايات والدتي عن الغول، وعنترة،وطوله.لم يكن عندي فرق بين الخرافة،والسيرة الشعبية،والفن الروائي الرسمي.كنت أركز على عنصر الحكاية وهو المشتركة بين هذه المرويات.
ويشاء الله أنا أصبح أستاذا في الجامعة،وأكتب كتيبا عنونته: السمة والنص السردي، فتكون أم الدنيا ممثلة في جريدة الأهرام أول من يكتب عن طبعته الأولى ويقدمه للقاريء،ويشاء الله أن تتكرر زياراتي لأم الدنيا،فيكون لشارع طلعت حرب،وتمثاله الشامخ،وميدان التحرير حضورا في أول نص روائي أكتبه.
لك في القلب حب،وشوق
وامتداد في النفس
وعمق في الذاكرة.
يا مصر أم الدنيا