بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدمة
اشتهر القائد جد الريفيين عبد الله الريفي بمقاومته للمسيحيين في فترة الدولة السعدية، وبصفته قائد على بطوية والريف، كان يساند سياسة السعديين في المنطقة الشمالية، فقاوموا الريفيين بلا هوادة : وإذا كان سلاطين الدولة السعدية قد اعتمدوا في سياستهم إزاء الجهة الريفية على امتداد قرنين من الزمن كان يُشترط في تعيين هذا القائد أن يكون من أصل ريفي وغالبا ما كان ينتمي إلى اسر مشهود لها بالشجاعة والشرف و تنحدر من الريف؛ ومن زعماء الريف وأشهرهم كانوا من قبيلة تمسمـان فيما عُرف في مصادر التاريخ بـ "جيش المجاهدين الريفيين".
وكما نعلم من إشارة دالة أوردها المؤرخ عبد الكريم بن موسى الريفي الذي عاصر تلك
المرحلة، أن "أولاد الريفي" هؤلاء، قد تبوءا منصب القيادة على ناحية جبالة، الفحص وكل مناطق الشمال منذ سنة 1084 / 1673، إذ، وكما يقول، ابتداء من: " تلك الـسنة وأهـل الريف عمال على تلك البـلاد وعلى الريـف وكـارت "
كان عامل الريف يسير ويشرف على الجهة الريفية بأكملها انطلاقا من مقر إقامته في طنجة أوتطوان واعتمادا القائد على وساطة خلفائه المحليين الذين كانوا يسهرون بالدرجة الأولى على تنظيم ومراقبة ومقاومة السفن الحربية القادمة الى السواحل الشمالية للمغرب والدفاع عن السحل الشمالي والثغور المحيطة بالسواحل المغربية
العسس البحرية المنتشرة على طول الساحل المتوسطي من سبتة إلى مليلة، وهذا مايفسر تسميته أيضا في وثائق تلك المرحلة "بعامل الثغور". أما لقبه الثالث أي، "نائب الملك"،
فهو دليل على الدور الدبلوماسي الذي كان يضطلع به، بحيث كان ينوب عن السلطان فيما
يخص الشؤون الخارجية، ولا سيما تلك التي تهم المنطقة الريفية، كالعلاقات التجارية الخارجية والمفاوضات السياسية مع الدول الأجنبية .وبعد وفاة المولى رشيد، السلطان العلوي اعتلا العرش أخيه المولي إسماعيل وفور اعتلاء العرش قام بتوحيد المغرب عبر شن حروب في جميع الاتجاهات والواجهات في الشمال والجنوب
في السياسة ليست هناك عداوات ولا صداقات دائمة بل فقط هناك مصالح دائمة،
الموضوع
أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :
الريفي وحكم العلويين والإخضاع والسيطرة

تمكن العلويون من توحيد المغرب والقضاء على باقي القوى المنافسة لهم.فما هي خطوات ذلك؟ وما مكانة المولى إسماعيل في تاريخ الدولة العلوية؟

ساهمت أوضاع المغرب المتدهورة في قيام الدولة العلوية :

عرف المغرب في منتصف القرن 17م أزمة سياسية، ظهر على إثرها أل النقسيس بتطوان والخضر غيلان بالعرائش والدلائيون بالأطلس المتوسط والسملاليون بسوس والمورسكيون بسلا تم السعديون وبعدهم الشبانات بتانسيفت.أما العلويون فظهروا بتافيلالت التي تتكون من عدة قصور وتشكل أهم طرق التجارة الصحراوية.

2 ـ قيام الدولة العلوية وتوحيد البلاد :

ينتسب العلويون إلى الحسن بن القاسم الذي استقدمه أهل سجلماسة من الحجاز، نظرا لنسبه الشريف. وهو الأمر الذي اعتمده المولى الشريف في الدعوة لابنه المولى محمد (1634م- 1664 ) الذي انطلقت معه حركة العلويين، واقتصرت تحركاته على سجلماسة وشرق المغرب بعد انهزامه في وقعة الكارة 1646م. وبعد صراع الأخوين، تمكن المولى الرشيد من الاستئثار بالسلطة ( 1664- 1672 ) ومتابعة توحيد المغرب، حيث احتل فاس سنة 1666م وقضى على الدلائيين سنة 1668، واحتل مراكش سنة 1669م، تم عاصمة السملاليين ايليغ سنة 1670م.


التـــاريــخ و العــــين الساهرة على الأحــــــداث

المطلع على تاريخ المغرب من خلال الكتب التاريخية وسير الإبطال، التي تشبع بقيادتهم وإقدامه، والتي تعود الاستمتاع بها والنهل من تجاربهم ن واعتبار أن امتلاك النصارى للثغور المغربية يعتبر خزيا وعارا على جبين الأمة وتحديا على القائد العسكري أن يركبه لتحريرها من المحتل وهكذا لم تمر الا بضع سنوات وبعد أن تبث ركائز الدولة ورسخ مفهومها من جديد بعد أن أصابها الهون، حتى شرع في ترتيب الصفوف واستجماع القوى لاسترجاع الثغور المغربية المحتلة من قبل الأجنبي ووضع حد لكل متربص بالوحدة الترابية المغربية

: العلويون شرفاء بنحدرون من علي بن أبي طالب ومنه أخدوا تسميتهم كان جدهم يستوطن تافيلالت وهو"الحسن القاسم" دخل المنطقة في النصف الثاني من القرن 13م، وهو من أشراف ينبع من أرض الحجاز، تزايدت ذريته بتافيلالت وانصهرت مع المجتمع التافيلالتي إلى أن أصبح للعلويين هيبة وسمعة كبيرتين هناك، ويعود ذلك إلى سلالتهم الشريفة وإلى كونهم كانوا يفصلون في النزاعات

التي تقوم بين سكان القصور والمجموعات القبلية.

ومع بداية القرن 17م، ساعدت الظروف العامة التي عاشها المغرب آنذاك وكذلك الظروف التي كانت تشهدها تافيلالت، على اتجاه العلويين إلى القيام بدور سياسي كبير انطلاقا من المنطقة، فتم سنة 1633م مبايعة سكان سجلماسة

لعلي الشريف العلوي ليتولى الدفاع عن المنطقة وحماية تجارتها التي أصبحت مهددة من الدلائيين والسملاليين الذين كانوا يهددون بالاستيلاء على المنطقة. وقد زهد علي الشريف في الملك وتنازل عنه لصالح نجله البكر محمد، وذلك

لمدى الحزم الذي أبداه محمد في التصدي لأطماع الإمارات القائمة آنذاك وتمكنه من طردهم من المنطقة. قضى العلويين على منافسيهم بتافيلالت والجنوب ثم انطلقوا لإخضاع مجموع التراب المغربي:- حروب محمد ضد منافسيه العلويين:

بدأ محمد يمارس سلطته على سجلماسة بمجرد طرد أنصار ابن حسون وولاته، حيث تلقى بيعة السكان في عين المكان، وبفضل التأييد السياسي والعسكري الذي لقيه من أهل سجلماسة، تطلع محمد إلى التوسع في المنطقة وإخضاع عدة مناطق كانت تابعة للدلائيين والسملاليين، وبهذا قد دخل في مواجهة مسلحة ضد هذه الإمارات. كما عمل على ترسيخ نفوذه داخل الصحراء حتى يستفيد من عائدات التجارة هناك، وانتقل لإخضاع مناطق الشمال الشرقي والمغرب الأوسط ودخل في مواجهة مع القوات التركية أسفرت عن عقد صلح اتـفق فيه الطرفان على وضع نهر تافنا حدا بين الدولتين.

السلطان رشيد وبداية إخضاع المغرب للسلطة العلوية:

دخل الرشيد أخ محمد في صراع مسلح ضد أخيه وذلك بعد استيلائه على
أموال وأمتعة بعض التجار اليهود، وبالأخص التاجر اليهودي الغني ابن مشعل
إذ تمكن بواسطتها من تسليح جيشه وتجهيزه، فوقع الاصطدام بين الأخوين في
معركة أنكاد التي انتهت بمقتل محمد، ومنذئذ اتجه الرشيد إلى فرض سلطته على
تافيلالت أولا ثم الريف الشرقي وكانت ترافقه كتائب المجاهدين من أبناء الريفي وبقيادة القائد الكبير عمر بن حدو الريفي وشقيقه القائد أحمد بن حدو الريفي ، وتم السيطرة على الشواطئ المتوسطية وظل الأمر كذلك إلى أن قبض المولى رشيد العلوي على أحمد النقسيس بالاستعانة بقائد الريف عمر بن حدو الريفي.
وقد اثبت الأستاذ محمد داود في تاريخه رسم شهادة بجماعة من أهل تطوان بتظلم أولاد النقسيس وطغيانهم:"ولم يزالوا (أولاد النقسيس) في البلاد التطوانية يضربون نار الحروب ويثيرون المحن الكروب، والأهواء تلعب بهم، والأغواء تسوسهم حتى طلبوا الإمارة، كما سولت لهم نفوسهم الإمارة، وصالوا واستطالوا مع أشياعهم زمن الفترة من الملك في الفتن، واستغاثتهم وتغلبهم على ما هو معروف لبيت مال الله وقهر الضعفاء والمساكين من عباد الله، وخاضوا فيما يلوح لهم من المال المستحق لبيت مال المسلمين برا وبحرا، وعمارة وقفرا، من كل ما يتعين لله، واستعان به على إقامة دين الله ووثبوا على بيد وليهم من متروك من انقطع، ويتحكمون فيمن أبى وامتنع، إلى أن غرسوا بذلك وبنوا، واشتروا العقار والأصول والأمتعة واستغنوا وصاروا بسبب ذلك مستغرقين الذمم مما ذكر".وقام جماعة من الأندلسيين بعد ذلك بشراء أملاك أولاد النقسيس، وقد حاولوا –بتحالف مع غيلان- أن ينهضوا من جديد، لكن القائد أحمد بن حدو الريفي، شقيق القائد عمر بن حدو الريفي، وبعهد السلطان المولى إسماعيل العلوي تمكن من القضاء عليهم، فقتل الخضر غيلان وفر أولاد النقسيس الأربعة من تطوان، إلى سبتة، وعين السلطان القائد أحمد بن حدو الريفي لمواصلة الجهاد وتحرير الثغور المحتلة،
وذكر الشيخ داود نقلا عن أبي محمد السكيرج- أن هذا القائد هو الذي تنسب إليه الزنقة المعروفة في حومة الطرنكات (وهي حومة أندلسية) بزنقة القائد أحمد بن حدو الريفي، لأنه كان يسكن بها واختياره لهذا الموقع يحمل دليلا قاطعا على أن الجالية الأندلسية بتطوان حمته ورعته وساعدته خاصة أنه سوف يستخدمها لمهاجمة عدد من الثغور" وتمكن من إيجاد منفذ على البحر للتزود بالأسلحة والبارود حتى يتمكن من إخضاع باقي المناطق المغربية لسلطته.ثم طارد السلطان الرشيد الخضر غيلان الذي كان مستقلا ببلاد الهبط(منطقة طنجة وتطوان وما والاها)، وكان إقامة المولى رشيد فى تفرسيث عبد الله الريفي قائد طنجة لمدة شهرين من الزمن وتم تعين القادة الريفيين على المناطق الريفية الشرقية وبعدها دخل الجيش العلوي ومعه القادة الريفيين مدينة تازة وسيطرت قوات رشيد عليها ومن ثم مدينة فاس ثم وجه اهتمامه وجهوده للقضاء على الدلائيين وذلك بتصفية الزوايا الدلائية التي أمر بتحطيمها وإخفاء معالمها وشتت زعماءها على مختلف أقاليم المغرب.كما تمكن من إخضاع مراكش والقضاء على قبيلة الشبانات، وبعدها قام بتجريد حملة كبرى نحو سوس استطاع من خلالها القضاء على النفوذ السملالي بتلك المنطقة. وبهذا يكون قد تم إخضاع المغرب للسلطة العلوية في مدة زمنية لم تتجاوز الست سنوات على تولية الرشيد، وقد توفي هذا الأخير بمراكش على إثر حادثة خلفه بعدها أخوه إسماعيل. المغرب في عهد إسماعيل

يرتبط توحيد المغرب بالمولى رشيد الذي استطاع القضاء على المنافسين مستفيدا من أوضاع المناطق الجنوبية وصراع باقي القوى فيما بينها، بينما يرتبط توطيد دعائم الدولة بشخصية المولى إسماعيل


. مرحلة المولى اسماعيل تعود بالدرجة الأولى لأهمية الفترة التي قضاها في الحكم والتي بلغت 64 سنة،منها سبعة سنوات كخليفة لأخيه السلطان و57 سنة كسلطان للمغرب،وهي فترة عرفت كل المراحل التي يمكن أن تواجه أمة معينة أوحاكما معينا،بدءا بالبيعة ومرورا بالتمردات ووصولا إلى إحكام السيطرة.
ونعتقد أن 57 سنة من الحكم كافية لتمثل وجوه الشخصية المغربية في حالة الإستقرار والقوة والنفوذ الذي كان عليهما المغرب على عهد المولى اسماعيل.



]

السلطان مولاي إسماعيل بن علي 1672/1727

1 ـ شخصية المولى إسماعيل :

ولد المولى إسماعيل بسوس سنة 1646، وتولى حكم المغرب سنة 1672، وتوفي سنة 1727م، وتميز بإيمانه القوي واطلاعه الواسع في علوم الدين، وبتشجيع العلماء وأصحاب الزوايا، كما تميزت شخصيته بالقوة والدهاء السياسي والشجاعة ، حيث استطاع توحيد المغرب والقضاء على الثورات.




أقام إسماعيل دولة مركزية اعتمدت على جيش من نوع جديد هو عبيد البخاري الذي تمكن بواسطته من إخماد مختلف التمردات التي شهدتها البلاد في عهده، وبذلك تمكن من توحيد البلاد تحت السلطة العلوية ومن توقيف الأطماع الخارجية والتحكم في المبادلات التجارية مع أوربا.
دعائم الدولة العلوية في عهد إسماعيل:
* مماليك المولى السلطان إسماعيل :



لما كان للمولى إسماعيل العديد من الأعمال الحربية، فاستن سنة جديدة، تمثلت في جمعه لعدد كبير من الصبيان والعبيد أغلبهم من السودان، سواء بالسلب أو بالشراء. وكون منهم جيش وذكر بعض المؤرخين أن هذا الجيش قد وصل عدده حوالي 150000 جندي في أواخر عهده، مما يجعلنا نتصور ما قد مثله هذا الأمر من تواجد لهؤلاء على الساحة السياسية المراكشية فيما بعد .


ولقد اعتمد إسماعيل على جيش البخاري بالأساس:
تركب الجيش الإسماعيلي من ثلاث فروع رئيسية هي: عبيد البخاري، ويمثلون القوات الأساسية، ثم قبائل الكيش التي أصبح دورها ثانويا بالقياس لعبيد البخاري، ثم الفرق المجندة من المدن والقبائل ومن المجاهدين.

* عبيد البخاري:

شكل أهم قوة عسكرية وأطلق عليه هذا الاسم نسبة ليمين الطاعة الذي كان الجيش يؤديه على كتاب الإمام البخاري، وتكونت نواته الأولى من 2000 من الجنود الزنوج الذين تم تجنيدهم من أجل محاربة أخ إسماعيل الرشيد، فكوَّن
إسماعيل منهم أول فيالق جيش البخاري وعنهم تفرع جيش ضخم العدد ومحكم
التدريب.

وعزز السلطان عبيد البخاري بتجنيده للعبيد المتفرقين في المدن والبوادي، ونظم حملات على تمبكتو لجلب العبيد من السودان، كما جمع الحراطين من مختلف القبائل والمدن وأدمجهم في جيش البخاري.


وبهذا يكون قد تكون جيش معزول عن كل فئة اجتماعية مغربية مرتبطا بشخص
السلطان فقط، وكان عليه أن يضمن جباية الضرائب ومراقبة الطرق التجارية
وحماية الدولة من المتمردين والأعداء وتوسيع نفوذها وتحقيق مركزيتها، دون كبير الاعتماد على تحالف أو مساعدة الشرائح الاجتماعية التقليدية كالزوايا وأعيان المدن الذين كانوا يساهمون من قبل في تزكية الحكم القائم مقابل وعلى سبيل المثال لقد حصل القائد علي بن عبد الله الريفي حاكم طنجة على الكثير من الامتيازات غير الدور الجهادي التي كان يقوم به، مثل التبادل التجاري والتجارة وعقد اتفاقيات مع فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية لصالح طنجة خاصة والمغرب عامة،
بالحصول على امتيازات لبعض القادة ، وقام المولى إسماعيل بتشكل جيش قادر على فرض مركزية الدولة الإسماعيلية
بدون تقاسم السلطة مع أية هيئة اجتماعية أخرى، بل وقادر أيضا على ردع الكيانات الراغبة في اللعب على التوازنات أو المهددة للمركزية التي أخذت في تطبيقها الدولة.

* قبائل الكيش:


تركبت قبائل الكيش من الأوداية الذين أنزلهم السلطان بسايس لحراسة
مدينتي مكناس وفاس من هجمات القبائل الجبلية، ونقل السلطان الشبانات من حوز
مراكش إلى ضواحي وجدة للتصدي للأتراك بالجزائر ولمراقبة قبائل بني يزناسن، كما أقام في سهل تادلا قبائل من الكيش لمواجهة الأطلس المتوسط ولضمان سلامة الطريق السلطانية الرابطة بين مكناس ومراكش.
وبلغ مجموع قبائل الكيش ثلاثة فيالق موزعة في كل من سايس وتادلا وفي المغرب الشرقي وأطلق اسم جيش الأودايا تغلبيا على كل قبائل الكيش التي قدم لها السلطان بعض الأراضي لاستغلالها وللاستقرار فوقها مقابل الخدمة العسكرية.

* المجاهدون والفرق المجندة من المدن والبوادي:


وهم فئات من سكان البوادي والمدن كان يتم تجنيدهم لتكوين فرق عسكرية
تنظم للجيش الرسمي، كما كون المجاهدون المشاركون في حركة الجهاد جيشا
إضافيا سهر على تشكيله شيوخ الزوايا ووضعوه في خدمة الدولة ضد التهديد
الأوربي، فكانوا يتصدون للسفن الأوربية ويساهمون في تحرير بعض الثغور المحتلة.

بالقراصنة ومولاي إسماعيل الأوروبي

عندما انتقلت إلى مولاي إسماعيل بالقراصنة Saletins السلطة كانت بالفعل نشطة جدا، بجولة في مضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط ​​بحثا عن السفن لنهب. لإعطاء فكرة، بين أكتوبر 1670 ونهاية مايو 1671 وحده، تمكنوا من اتخاذ ما لا يقل عن ست سفن الفرنسية. وردا على ذلك في 1671 العام نفسه (أي قبل عام من وصوله إلى السلطة مولاي إسماعيل)، تلقى الأدميرال جان كوت Estrees قيادة سرب إلى الانتقام المباشر.


ريغو لويس الرابع عشر، وذلك في عام 1701 هياسنتي، في محاولة للتفاوض مع مولاي اسماعيل لوقف أنشطة Saletins القراصنة.

أرسلت لويس الرابع عشر لم تكن ناجحة (هو ودي شاتو عدد رينو) لتدمير أربع سفن القراصنة فقط، مارس 1672 كونت رينو شاتو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكن الحرب اندلعت مع هولندا في 6 نيسان، سرب له اضطر إلى العودة للبدء في السعي من السفن الهولندية. كان هذا العام في أعقاب عدد أدت نفس سرب له ضد سلا، لكنها فشلت مرة أخرى لوقف أنشطة Saletins القراصنة. يجري مولاي إسماعيل إلى السلطة، كان الوضع ليس هو نفسه، لأنه استغرق تحت بالقراصنة له الجناح ويعتبر عملهم شرعية ومربحة. ولكن عندما جاء شحنة جديدة لSaletins الفرنسية بالقراصنة البحرية لمامورا، ومساعدتهم على تدمير أربع سفن وثلاثة سجناء مئات إلى البحارة، والتوقيع الرسمي للهدنة في 1 يوليو 1681 ومعاهدة تفرض الرسمية 13 يوليو. ووقع هذا الأخير بين مولاي إسماعيل المهيمن بن حدو عمر وفارس دي بري يفبفر لا. كما ينبغي التصديق على المعاهدة من قبل لويس الرابع عشر أيضا، استغرق مولاي إسماعيل الفرصة لإرسال سفيرها الحاج محمد تميم على متن سفينة شريط لأنه أراد أن يقنع ملك فرنسا لخوض حرب ضد اسبانيا له، الذي أراد أن يقود هو أنه لا يزال يمتلك الجيوب على ساحلها. والحقيقة أن نص الاقتراح مؤلم جدا وفجأة، وكان في استقبال جيدا ومفهومة جيدا رفض. من جانبها، طالبت لويس الرابع عشر معاهدة جديدة ل13 يوليوز ملزمة لجعل السجناء التي اتخذت خلال حملة 1681. اثنين من الأمناء خارجيته (الماركيز دي كولبير Croissy والماركيز دي Seignelay) كان يستعد له وقع معاهدة جديدة 29 يناير 1682 في سان جيرمان أونلي، التي تنص على الفداء من الاسرى الى 300 جنيها لل البشر. وكان السلطان فاي، وحالة الحرب المستمرة بين البلدين. إذا ذهب محمد تميم مرة أخرى في فرنسا في 1685، إلا أنها كانت وفقا لارادة تطوان المبدأ الرئيسي واحد، مما أغضب لويس الرابع عشر إلى درجة عدم السماح للسفير وصل في باريس. اسمحوا أنها القراصنة، Saletins لا تزال نشطة، لم أعد إرسال أسراب الفرنسي الجديد في 1686 و1687، لكن الحذر، تمر العاصفة لبدء مرة أخرى. خلال هذين العامين، تم حظر حتى التجارة بين البلدين. على الرغم من أن لويس الرابع عشر الانتهاء من إرسال سفير إلى مكناس في شخص سانت Olon Pidou الذي عاد خالي الوفاض إلى عناد السلطان لقبول والعودة إلى الحرب في فرنسا إلى جانبه ضد أسبانيا.


تلقي Pidou فرانسوا دي سانت Olon، السفير لويس الرابع عشر من قبل مولاي إسماعيل. بيير دوني مارتن (1663-1742)

هذه الأراضي المغربية المحتلة، مولاي إسماعيل تعتبر الحرب ضد المسيحيين، وهما فرنسا تساعد طرد الاسبان إما أن يترك له القراصنة Saletins مضايقة السفن الفرنسية في البحر المتوسط، بقيادة الذي كان قد عين 1684 بيع السفن العامة، عائشة عبد الله بن (في 1691 سماها قائد الأسطول المغربي)، ووضع الجهاد البحري تحت سلطته المباشرة. في نفس هذا العام 1691، أرسلت مولاي إسماعيل رسالة إلى لويس الرابع عشر والذي يطلب من مباشرة وليس عن طريق وكيل القنصلية الفرنسية، رسالة 22 سبتمبر 1691، وهنا هو جزء من النص:

لم نر صالح للتشاور معه (القنصل الفرنسي) من هذه الحالات، لأنه هو تاجر وليس النبلاء المحكمة Vostre، ولا ضباطك الرئيسية، بإتجاه الشرق لا تعطي التجار المصنوعة من الملوك، ولا لإدارة الشؤون التي تحدث بين الملوك. [...] إذا جلالتكم لديه ontention الحقيقي للحديث بصدق وبدقة الأعمال، وقالت انها ارسلت لنا واحدة من النبلاء من حاشيته على الكلمات التي يمكننا كسب المال.

الجديدة بقيادة المفاوضات رفيعة المستوى في نهاية الأمر من فبراير 1699، هذه المرة من جانب عائشة قرصنة السابق بن عبد الله بن نفسه، ولكن مرة أخرى كانت ناجحة، وكلا الطرفين الالتزام بها مواقف، حتى لو كان المغاربة قد انتهت يرجى قبول الفداء من أسرى المسيحيين لديهم ضد الإفراج عن الأسرى المغاربة العاملين في ألواح الطباعة لويس الرابع عشر. فإنه لا يمكن أن تقبل لأنها رقيقة على محمل الجد من طواقم القوارب الملكي. تفاقم الوضع أكثر في العام المقبل عندما فيليب الخامس العرش من فرنسا، وابنه الكبير لويس الرابع عشر، وهو ما يعني أن فكرة مولاي إسماعيل تصل فرنسا ضد اسبانيا حتى أصبح أكثر سخافة وليس من المرجح. تميزت هذه نهاية العلاقات بين فرنسا والمغرب في إطار مولاي إسماعيل (لمدة أربعين عاما حتى). التجار الفرنسية بدأت في مغادرة المملكة، وذهب القنصل الفرنسي في سلا لتحويل عام 1710، تليها أخرى في تطوان القنصل. رسميا تم كسر العلاقات من اورليان ريجنت فيليب دي في 1718.

بعد أن واجهت خلال السنوات الأخيرة من حياته على الثورة من بعض ابنه،ويفترض أنه مات 20 مارس 1727، أو خراج في البطن أو الجنسي العدوى. في الواقع، بعد امرأة قد حان ليشكو له عن وحشية زوجها، لكان قد سقط في حبها وأمر زوجها إلى طلاقها تحت طائلة الموت لوضع حريمه . وقالت إنها تنتقل العدوى ثم أنه لا الفرنسي سكان الذين أحاطوا طبيبها عرف أو شفاء. لم يرفض كل اللوم على نفسه، وقال انه لا تعاقب المرأة وأرسلت أسرته قبل قفل في قصره ليموت ببطء لمدة ثلاثة أشهر. بشرت وفاته في الفوضى السياسية التي شهدت مواجهة مختلف الأدعياء إلى العرش.

شانتال من فيرونا، مولاي إسماعيل الحياة، وفقا ليوسف

.مراجع اجنبية

J. Brignon، تاريخ المغرب، باريس، 1967، ص. 242.

الرائب، J.، "السفارات والبعثات المغربية في فرنسا،" Hespéris-Tamuda، المجلد. I، 1960، ص. 39-85 (39-40).

أوغست المحكمة، وإنشاء السلالات Chréifs المغرب والتنافس مع الأتراك لريجنسي الجزائر 1509 حتي 1830، عرض Bouchene عبد المجيد قدوري الطبعات، 2004، ص. 159.



والى هنا نكتفي بالحديث عن السلطان إسماعيل وحيث تزودنا بالعديد من المعلومات عن السلطان إسماعيل ومن عدة مصادر عربية وأجنبية وألان نبدأ بصياغة السيرة الريفية وندونها بين السطور لقد أنمزج تاريخ السلاطين العلويين بالتاريخ القادة الريفيين أجدادي، وسيرة أجدادي القتالية والجهادية غنية بالمواد والأدوار التاريخية الدسمة وكيف لا وأجدادي المجاهدون قادة للجيوش والقبائل والمجاهدين في القرن السادس والسابع والثامن عشر ميلادي الريفيون أجدادي من بين أكبر القادة المجاهدون في الجيش المغربي منذ التكوين الأولي له، وأجدادي من كبار قادة جيش المجاهدين السابقين في عهد حكم السعديين وبعد فترة حكمهم حيث عرف عن الريفيين أبناء المجاهد الكبير الشيخ عبد الله بن حدو الريفي الحمامي وأشقائه القائدين الكبيرين وهما القائد الكبير عمرو بن حدو الريفي، والقائد الشهير قائد قبائل غمارة ومحور الهبط أحمد بن حدو الريفي عرف عن الريفيين أن لهم القيادة في المناطق الشمالية لعدة قرون وبشهادة من التاريخ وهذا الكلام ليس مبالغ به لا سمح الله : وهناك العديد من المراجع والمصادر التي ذكرت أولاد الريفي بن حدو الحمامي التمسماني حث كانوا يقودون أكثر من 130 قبيلة وأزود ومن بينهم كبرى قبائل الشمال قبيلة ورياغل والقبائل الريفية الشمالية،
القادة الريفيون أبناء بن حدو نصروا ملوك العلويين منذ اللبنة الأولي للدولة العلوية ناصروا السلطان المولى الرشيد العلوي في عام /1664-1672م) تم تمكين وتثبيت حكم السلطان في إقليم تطوان ، والريف و بلاد سوس. كانت إقامة المولى رشيد فى تفرسيث عبد الله الريفي قائد طنجة .


توفي السلطان المولى رشيد 1672م . ودفن بفاس خارج باب الفتوح. وكان قد بلغ من العمر 43 سنة .

ويعتبر هو المؤسس الحقيقي للدولة العلوية ،,

بويع المولى إسماعيل بن علي الشريف مباشرة بعد وفاة أخيه

قدم من مراكش المولى إسماعيل وكان معه أبرز القادة في السلسلة التاريخية العسكرية للريفيين وقادة المجاهدين والقبائل وعلى رأسهم القائد الكبير عمر بن حدو الريفي وشقيقه القائد الشهير أحمد بن حدو الريفي قائد قبائل غمارة والحفص والمعمورة لقد جاء برفقة السلطان المولى إسماعيل في مقدمة الجيش العلوي بويع السلطان يوم الأربعاء 16 دي الحجة 1082 الموافق 13 ابريل 1672م ،وكان عمره قد بلغ 26 سنة وانفتح باب الثورة على مصراعيه في جهات مغربية مختلفة ،

فإنشاء مؤسسة عسكري منظمة وإخضاعها لتكوين احترافي علمي وتوفير الوسائل والمقومات اللوجستية، ترتيبات تبقى ذات أهمية قصوى لتنفيذ المشروع الإسماعيلي السلطاني المتعدد الأبعاد، والمنطلق من توحيد البلاد على المستوى الداخلي من جهة، تم تحصينها واستعانة ببعض قادة القبائل وقادة الجيوش من الريفيين لاسترجاع الثغور المحتلة وإعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية على المستوى الخارجي من جهة ثانية، وإذا كان الشرط الأول قد سار في اتجاه صحيح ومتفق عليه مبدئيا، وهو استرجاع هيبة الدولة وتوفير الأمن والاستقرار لساكنيها فأن الشرط الثاني المتمثل في استعادة المدن المغربية الساحلية،

وعندما عصفت رياح التغيير بالدولة السعدية التي عجزت عن تحمل مسؤولياتها التاريخية، وطنيا ودوليا، قيض الله لهذه الأمة من يحدد لها ملكها، ويجدد شبابها ويحمي حماها، ويذود عن حدودها، وينظم شؤونها ويقوم اعوجاجها ويوحد صفوفها في شخص الدولة العلوية ، التي جعلت في مقدمة اهتماماتها وانشغالاتها أمر تحرير المناطق المحتلة، والدفاع عنها، ورصد كل الإمكانات لإرجاعها للوطن، وفك أسرها.

وفي ظل هذا الاهتمام كانت مسيرة السلطان العلوي أبي النصر المولى إسماعيل بن الشريف، الذي كان ملكا ماضي العزيمة، أبي الهمة، شجاع النفس، وطنيا غيورا، استخلص غيرته الوطنية من أحكام الدين، وسيرة جده المصطفى سيد المرسلين. ومن تجارب الماضين من ملوك الأمة وزعمائها وعلمائها. وقد توطدت هيبته في النفوس، وهابه ملوك أوروبا والدول المجاورة، فكانوا لذلك يخطبون مودته، ويوفدون إليه السفارات ويستشيرونه. وكان هو ملتزما بأصول المعاملات السياسية الحكيمة، فكان يكرم من يتودد إليه ولا يعاقب ويؤنب إلا من يخرج عن الجادة. ويسلك مسلك الطغاة، ولا يعلن الحرب على أحد حتى يعلم الخصم بنيته، ويطلب منه التخلي عن أسباب النزاع والخصام، وله في هذا الشأن مراسلات مع ملوك فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وغيرها من الدول.

ومن أجل الإعداد لتحرير الثغور الغربية من براثين الاحتلال قام بإصلاحات داخلية كبيرة، كان من أهمها القضاء على الفتن الداخلية وعلى زعمائها، وتنظيم مالية الدولة، وتجريد القبائل من السلاح حتى لا يستعمل في الاقتتال بين المواطنين، وتكوين جيش وطني قوي مجهز بالأسلحة المناسبة للعصر، مدرب على خوض المعارك الضارية، وفرض الخدمة العسكرية الإجبارية بالمغارب -لأول مرة- على كل الرجال الأصحاء القادرين على حمل السلاح، وبنا القلاع العسكرية في كل جهات المغرب، وبذلك أعاد للمغرب هيكلة نظمه الأساسية التي تجعله قادرا على مجابهة تحديات العصر.

وعندما تمكن من التغلب على أكثر التحديات الداخلية وجه همته لتحرير الثغور المحتلة.ففي عام (1092هـ - 1681م) تمكن من فتح المعمورة (المهدية)، التي كان الأسبان احتلوها عام 1610م، ودخلها جيشه عنوة، وفتح (طبنجة)، وأجلى الإنجليز عنها عام (1095هـ 16.84م). وحرر (أصيلا) عام 1691. وتمكن من فتح (العرائش)، وانتزاعها من يد الأسبان عام (1101هـ 1689م)، ثم وجه عنايته لاسترجاع مدينة (سبتة) التي ضرب عليها الحصار إلى وفاته عام (1139هـ 1726م). كما وجه جيشه لحصار مدينة (مليلية).

وتذكر المصادر المغربية لتاريخ فتح مدينة (العرائش) من قبل المولى إسماعيل أنها فتحت بعد معاناة شديدة على يد القائد المغربي أبي العباس أحمد بن حدو البطوثي، وأن المجاهدين حفروا تحت خندق سورها الموالي للمرسي، وملأوه بالبارود، ثم أوقدوه فنفطت، وسقط جانب من السور، فاقتحم المسلمون منه، وتسلقوا نحو من كان من النصارى فوق الأسوار، ووقعت ملحمة عظيمة، فر على إثرها النصارى نحو حصن القبيبات الذي بناه المنصور السعدي واعتصموا به يوما وليلة، ثم خامرهم الجزع وطلبوا الأمان.

فآمنهم القائد أبو العباس أحمد بن على الريفي، المذكور على حكم السلطان، ثم أخذوا زسارى، ولم يعتق منهم إلا أميرهم وحده. وكان هذا الفتح يوم الأربعاء الثامن عشر من المحرم «سنة إحدى ومائة وألف».

وكان عدد نصارى العرائش قبل الأسر ثلاثة آلاف ومائتين، أسر منهم نحو ألفين، وقتل إثنتا عشرة مائة، ووجد المجاهدون بها من البارود والعدة ما لا يحصى كثرة، ومن المدافع مائتين وثمانين، اثنان وعشرون من النحاس، والباقي من الحديد، ومدفع كان يسمى باسم (الغصاب)، طوله خمسة وثلاثون قدما.وقد أعطى «مانويل القشتالي» معلومات عن هذه الموقعة تفيد أن مدينة (العرائش)، عندما دخلها الإسبان بإذن الملك السعدي الشيخ بن المنصور، وفي زمن الملك الإسباني فيلب الثالث، عملوا على إصلاح تحصيناتها حتى صارت في غاية المناعة، وأن الملك المغربي استعان في فتحها بالملك الفرنسي (لويس الرابع عشر) الذي أمده بخس بوارج (فراقط) لحصارها بحرا، بينما حاصرها المولى إسماعيل بستة عشرة ألف جندي برا، وأن الحصار انطلق من بداية عام 1689، وتخلى عنه المغاربة فترة من الزمن، ثم فرض الحصار عليها من جديد في يونيه من السنة المذكورة، ودام خمسة أشهر، إلى أن استسلم النصارى في الحادي عشر من نونبر.

وزعم «مانويل» أن ذلك كان على شرط إخلاء سبيل الحامية الإسبانية وتحريرها من الأسر، لكن السلطان أمر بأسرهم، وساقهم إلى فاس ومكناس، وقد قتل من المغاربة جثمانية عشر ألف رجل.وما ادعاء «مانويل» من كون استسلام النصارى للمغاربة كان على شروط -منها أمان الأسرى وتحريرهم- موضوع لا يسلم به الجانب المغربي. كما توضح ذلك رسالة السلطان المولى إسماعيل إلى ملك إسبانيا، التي تفيد أن الأمان بذل لمائة جندي إسباني، لكن هؤلاء رفضوه.

ولذلك لم يكن من الممكن أن يستفيدوا منه، ويظفروا بالتحرير من الأسر حسب مقتضيات الشريعة الإسلامية وفتاوي فقهاء المسلمين في الموضوع.

واغتنم المولى إسماعيل فرصة إثارة الموضوع لمطالبة إسبانيا بفداء أسراها بالكتب التي أخذها النصارى من مسلمي الأندلس، ومقابل الأسرى المغاربة الذين كانوا في حوزة الدولة الإسبانية.وفي هذا تقول رسالته المشار إليها:

«وجه خلاص هذه المائة بالوجه الذي عملناه لكم، وأعطيناكم فسحة فيه، وإلا فالمائة المذكورة أرقاء أسارى من جملة إخوانهم، وذلك أن تعطونا في الخمسين نصرانيا من هذه المائة خمسة آلاف كتاب، مائة كتاب عن كل نصراني من كتب الإسلام الصحيحة المختارة المثقفة… وتعطون خمسمائة أسير من المسلمين في الخمسين الأخرى، عشرة أسارى لكل نصراني من عبد الله إسماعيل المتوكل عن الله، المفوض أموره إلى الله، أمير المومنين المجاهد في سبيل رب العالمي الشريف الحسني أيده الله آمين.

ثم الطابع الملوكي، بداخله إسماعيل بن الشريف الحسني أيده الله ونصره، وبدائرته «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجل أهل البيت ويطهركم تطهيرا»:

«إلى عظيم الروم، وملك أقاليم اسبانية وبلاد الهند، والمتولي أمورها، والمنصرف في أقطارها (درنكرلوس).

السلام على من اتبع الهدى

أما بعد،

فقد بلغنا كتابكم صحبة خديمكم (دون منويل بيردلون)، وخديمكم (دون أبيل مسيح)، وهو الكتاب الذي وجهتم لنا جوابا عن كتابنا الذي أصدرناه -إليكم، ووصلكم صحبة (الفرايلي) قبل هذا.

وبعد أن قرأناه، وفهمنا لفظه ومعناه، وألقى إلينا خديمكم (دون أبيل مسيح) ما في خاطركم، وما طلبتموه منا من فك هذه المائة من النصارى، الذين وقع الكلام قبل هذا، رددنا إليكم جواب كتابكم، ووجهناه من خديم دارنا العلية بالله، كاتبنا ومتولي الخط الأقرب من بساطنا السيد (محمد ابن عبد الوهاب) الوزير.

ولولا مزيتكم عندنا، ومعرفتنا بمنصبكم، ما سمحنا بفراق كاتبنا عن بساطنا لمهمات أمورنا، وأذنا لخديمنا الأكبر الأعز الأشهر (أبي الحسن القائد علي بن عبد الله) أن يبعث معه رجلا من أصحابه، فوجه خديمنا (عبد السلام بن أحمد جسوس) معاشرا له ومرافقا، وعند الكاتب المذكور قضية دخول جند الإسلام المظفر بالله على نصارى العرايش، وفي علمه وعلى باله كل ما كان في ذلك من الكلام والأسباب، وكيفية الخبر في ذلك، فثقوا به، وتعرفوا منه، فإنه حفظه ورعاه من أوله إلى آخره، لملازمته لسلطنا العلي بالله في سائر أوقاته.

ونحن بلا شك كنا أعطينا القول لهذه المائة من النصارى بالسراح، ولكن وقع من النصارى ما اختل به منهم الأسباب ما يوجب عدم الوفاء لهم بذلك، فمنهم من كان ينادي بلفظ عينا على رؤوسهم، ومنهم من لم يرض بخروجهم على ذلك لذلك القول، وكاد يفتك بمن دخل إليهم من ختامنا الذين أوفدناهم عليهم، وبعضهم ركب لجج البحر، فارا بنفسه حتى أدرك وقت على الموج، وحاجنا مع هذا كله كبار ملتنا، وعلماء شريعتنا، وأئمة ديننا، بأن قالوا لنا: إن المسلمين كانوا أشرفوا على الغنيمة ساعتئذ، ووقع الغلب والظفر، ولم يبق للنصارى إلا المون بالسيف أو بالغرق، فلا وجه إسراحهم في الشريعة رأسا، وكنا في أثناء هذه المدة كلها نترك الكلام مع هؤلاء العلماء حفظهم الله. وقالوا لنا: هؤلاء المائة يكونون أسارى، ويسترقون من كل وجه، كيف وقد أخذوا العرايش من أول وهلة بلا موجب، بل أضغطوا الشيخ ابن السلطان الذهبي، وقبضوا عليه حتى أنفقوا عليه أموالا عديدة، ومسكوا أولاده بسببها حتى أعطاهم العرايش على ضغط منه، وعلى غير تأويل حقيقي في ذلك، وذكرونا في مسألة غير أسلافكم بأهل غرناطة وغيرهم، بما يزيد على الأربعين زلفا بعد تعدد الشروط على ستين شرطا، ولم يوفوا لهم بواحد منها، إلى غير ذلك من القدر والمكر بأهل غرناطة وغيرهم من أهل الأندلس في كل بلد وقرية بعد بلد وقرية، فألفيناهم ما تكلموا إلا بالحق. ويقينا في حيرة من أجل هذه المسألة من وجهين:

الأول: لا نقدر نخالف شريعتنا التي هي أساس ديننا.

والوجه الثاني: ذلك المقول الذي سمعه في تلك المائة أحببنا الوفاء به، وأنفت نفوسنا أن يسمع عنا الناس قلنا كلمة ولا نوفي بها، ولولا معارضة العلماء لنا بعذا الاحتجاج القوي لكنا سرحنا هذه المائة مع (الفرائلي) وأصحابه الذين أتوكم قبل هذا مسرحين.

فلأجل هذا، أبصرنا كلام علمائنا في هذه النازلة لابد منه ولا محيد عنه، وأحببنا أن تسع الناس أنا وفينا في قولنا، ولم يلزم فيه حرج، ولا معارضة، ولا كثرة اعتراض، ولم يلزم فيه من حجة الشرع إثم، فأردناكم تعملون لنا وجه خلاص هذه المائة بالوجه الذي عملنها لكم، وأعطيناكم فسحة فيه، وإلا فالمائة المذكورة أرقاء أسارى من جملة إخوانهم، وذلك أن تعطونا في الخمسين نصرانيا من هذه المائة خمسة آلاف كتاب (مائة كتاب عن كل نصراني) من كتب الإسلام الصحيحة المختارة المثقفة في خزائنهم باشبيلية وقرطبة وغرناطة، وما ولاهم من المدن والقرى، حسبما يختارها خديمنا المذكور، من المصاحف وغيرها، وتعطون خمسمائة أسير من المسلمين في الخمسين الأخرى (عشرة أسارى لكل نصراني) وإن لم توجد الكتب التي هي مرادنا فاجعلوا عرضها من أسارى المسلمين، وأعطوهم لنا من الأسرى الذين في الأغرية وغيرهم، وقبلنا منكم في العدد المذكور الرجل والمرأة، والصبي الصغير، أو الكبير والشيخ المسن، من أيالتنا وغيرها، إذ ما لنا قصد إلا في الأجر والثواب في فكاك أسرى المسلمين كيف ما كانوا، ومن أي بلاد كانوا، وإلا فالاعتناء الكلي إنما يكون بأهل الدواوين من الجند، أو العلماء حملة الشريعة، وعامة المسلمين، إنما نقصد بفكاكهم وجه الله تعالى، فإن أنتم سارعتم لهذه المسألة فما عملكم إلا الخير في أرواحكم وفي إخوانكم، وإن ثقل عليكم هذا الأمر، ولم تقدروا عليه، فرجعوا تخديمنا الكاتب الذي وجهناه إليكم في أمان الله كما أتاكم، والمائة من النصارى نصيرهم من جملة الأسارى إخوانهم، يخدمون مثلهم.

وإذا نحن أبصرنا منكم المسارعة لأغراضنا، والجد في ابتغاء مرضاتنا، وأنجزتم بأرواحكم في هذه المسألة فلا ترون منا إلا ما يعجبكم، وحتى باقي نصارا كم الذين هم عندنا من أصحاب العرايش وغيرها من غير هذه المائة نعمل لكم الكلام في سراحهم بما يرضينا فبهم عندكم، إن عملتم الواجب الذي لنا عليكم، وتعرفتم الصواب الذي تعين عليكم، كما ذكرتم في كتابكم.

وبرجوع خديمنا حامله بما ذكرناه في هذه المسألة نلقاه هذه المائة نصراني لسبتة، ويكون ملتقى الجميع فيها، ولا عندنا معكم في هذا إلا الجد الصحيح، والعمل الصريح بحول الله تعالى: وكتب لسادس عشر ذي الحجة الحرام خاتم عام واحد ومائة وألف.

ولقد استعان السلطان أبي النصر المولى إسماعيل ببعض من القادة المشهورين والمشهود لهم بمصارعة المحتلين والذين تتكون بهم الرجولة والقيادة والقبيلة اختار المولى إسماعيل العديد من قادة الجيش وخاصة من المناطق الريفية الساحلية ومن ابرز القادة وقادة المجاهدين وقادة القبائل الريفية الشمالية وهاهي أسماء القادة الريفيين في الذين شاركوا في تحرير الثغور المحتلة في العهد الأسماعيلي
ومن بين أبرزهم في الجيش المغربي وقادة الجهاد قبل حكم أو فترة حكم العلويين علي التراب المغربي و هم


القائد عمر بن حدو الريفي الحمامي البطؤيء التمسماني

والقائد أحمد بن حدو الريفي الحمامي البطؤيء التمسماني

والقائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي الحمامي التمسماني

منصب القائد عمر بن حدو الحمامي التمسماني عُين أول عامل على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم ألمخزني بناحية (جبالة والفحص) وذلك سنة1672م .والقائد عمر بن حدو الريفي شارك في محاربة البرتغاليين والأوربيين في كافة الثغور المحتلة وبعد وفاة القائد المجاهد الكبير عمر بن حدو تولى القائد علي قيادة المناطق الشمالية ومعظم مجمل الشمال

ومن أهم المدن التي تقع تحت سيطرة القائد علي الريفي : تطوان - طنجة - أصيلا - العرائش- القصر الكبير - وزان - شفشاون - تاونات.
ولقد شهدت مدينة تطوان في هذه الفترة تولية القائد علي بن عبد الله الريفي
قائد بلاد الهبط ومعلوم أن (الهبط) يشمل في عرف المؤرخين المحدثين مجموع المنطقة الشمالية الممتدة من طنجة عبر أصيلا و العرائش والقصر الكبير إلى البصرة والشاون ووزان ومسارة
(المتوفى سنة 1225هـ)، والذي كان بالرغم من أميته وبدويته رجلاً صالحاً عادلاً، فاستطاع أن ينظم الناس ويوجههم لاسترجاع أهم الثغور المحتلة، فقد كانت مدينة تطوان بعد «مركز الحكم الإسلامي بشمال المغرب ومركز القوة الوطنية المجاهدة، وبذلك كانت الحياة الاجتماعية بتطوان في ذلك العهد حياة بلد مرابط، قرب عدو محارب، يعيش فيه الناس بين حراسة واستعداد وهجوم ودفاع»


لقد تقرب السلطان للريفيين وخاصة بأولاد القائد عبد الله بن حدو الريفي البطؤي الحمامي التمسماني، التي عرف عنهم تم اعتمادهم من قبل السلطان مولاي إسماعيل لتثبيت حكمة بمناطق الشمالية ومناطق جبالة وأطلس وتحرير بعض الثغور المحتلة، لقد تمكن المغاربة الريفيين بقيادة القائد علي بن عبد الله الريفي، من تحرير جل ثغور الشاطئ الأطلنطي فحررت المعمورة سنة 1681 وطنجة سنة 1684 والعرائش سنة 1689 وأصيلا سنة

حيث عمد السلطان إسماعيل لتكليف القائد الكبير قائد محور بلاد الهبط في الجيش الإسماعيلي - علي بن عبد الله بن حدو الريفي إلى استرجاع المعمورة (المهدية) من اسبانيا عام 1681 بعد معارك طاحنة دارت بين القوات البرتغالية والاسبانية والجيش المغربي والمجاهدين من قبائل الريف الذي أوكلت لهم ألقيادته العسكرية تحت أمرة القائد عمر بن عبد الله بن حدو الريفي وغيره من القادة من أولاد الريفي.

البرنوسي :من أسرة تطوانية أصلها من قبيلة البرانس بنواحي تازة،و يوجد بعضهم في الرباط و غيرها، وكان من بين البرنوسيين التطوانيين شخص يشغل منصب خليفة الباشا تطوان، القائد علي بن عبد الله الحمامي في حدود سنة 1113هـ /1701م،هو عبد الرحمان بن محمد البرنوسي ،فقيه زاول القضاء بتطوان من سنة 1223هـ/1808م، إلى أن توفاه الله سنة 1228هـ/ 1813م.(محمد بن عزوز حكيم،معلمة المغرب الأقصى(م.س)ج4ص1198).

ويمكن الاستشهاد بما قام بها السلطان من تطويع لقبيلة آيت أومالو بفزاز عام 1693، حيث انضم إليه جيش قبيلة آيت يدراسن وقبائل زمور وأهل تذغت وفركلة وغريس، وتجب الإشارة إلى أن مختلف هذه القبائل تم إخضاعها من قبل السلطان مولاي إسماعيل جردها من الأسلحة والخيل في العام 1684، ودفعها إلى الاشتغال بالفلاحة بعد أن قدم لها حوالي عشرين ألفا من الغنم، لكنه يعود فيستعملها لإخماد بعض الفتن وضد القبائل التي تخرج عن سيطرة السلطة المركزية.

لقد تنوع الجيش التقليدي الإسماعيلي، فشمل إلى جانب الفرق التي تم ذكرها سابقا، فرقا أخرى، كانت تهم في كل وقت وحين إلى مساعدة الجيش النظامي في حركاته ونذكر منها : رماة المدن وبالخصوص بالمدن الكبرى كمدينة فاس ومدينة مكناس ومدينتي الرباط وسلا، يضاف إليها قبائل الرحل، وقبائل المجاهدين التي تم اعتمادهم من قبل السلطان مولاي إسماعيل، فكانت قبائل الحفص متخصصة في العمليات الجهادية بعد أن قنن هذا السلطان عملية الجهاد ضد الأجنبي، وأوكلت إليها مهمة تحرير بعض الثغور كالمهدية وطنجة والعرائش وأصيلا، وحصار مدينة سبتة.

كما عمل السلطان المولى إسماعيل في إطار تنويع مكونات جيشه التقليد على توظيف بعض العلوج الذين كانوا في الجيش السعدي، والأسرى المسيحيين، الذين استخدموا كتقنيين في المدفعية وفي صناعة المفرقعات واستخدامهم في حصار بعض المدن المحتلة.

إلى استرجاع المعمورة (المهدية) من اسبانيا عام 1681 بعد معارك طاحنة دارت بين القوات الإسبانية والجيش المغربي الذي أوكلت قيادته العسكرية للقائد عمر بن حدو البطوئي، إذ تم سحق تلك القوات وطردها من المدينة بفعل إتقان المغاربة لفن اختراق الحصون، وحسب طواس بيلو الإنجليزي وهو أحد الأسرى الذين أرخوا لتلك المرحلة، فإن المغرب تمكن من الحصول على ثمانية وثمانين مدفعا نحاسيا وخمسة عشر مدفعا حديدا، إضافة إلى أسلحة وآلات حربية متنوعة.

ركز الفكر العسكري الإسماعيلي، بعد النصر الذي حققه في المهدية، منصبا على مواصلة تحرير الثغور المغربية المحتلة، وقد عمل على محاصرة مدينة طنجة التي كانت محتلة من قبل الإنجليز، سنة 1684، حيث تم خروج الإنجليز من المدينة بعد معركة قصيرة حسمها الجيش المغربي بقيادة أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي، وغنم فيها المغرب مدافع نحاسية من صنع إسباني تم إرسالها إلى العاصمة مكناس.

ولاستكمال مسلسل تحرير بقايا الاحتلال الأجنبي للمدن المغربي، واصلت القوات المغربية تعبئتها لطرد الأسبان من مدينة العرائش التي تعتبر موقعا استراتيجيا مهما ورئة حيوية كانت أكثر تحصينا، وهكذا فعمد الجيش المغربي عام 1689، على اقتحامها بعد ثلاثة أشهر من الحصار، بقيادة أبي العباس أحمد بن حدو البطوئي، إذ عمل الجنود المغاربة على حفر الخنادق تحت أسوار الحصون وملئها بالبارود وإشعال النيران فيها، واستعمال آلات الاختراق، والمدافع الثقيلة، والحبال والسلالم لتسلق الأسوار، فنجحت الخطة العسكرية المغربية وجرى قتال عنيف، انتهت باستسلام القوات الإسبانية الموجودة بالمدينة، في حين تمت محاصرة الفارين منها بعرض البحر وتم اقتيادهم إلى مدينة مكناس، وغنم خلالها المغرب الكثير من العدة والعتاد، وصل عدد المدافع حوالي مائة وثمانين مدفعا منها اثنان وعشرين مدفعا نحاسيا.

وقد تابع جيش المجاهدين بقيادة القائد المجاهد علي بن عبد الله الريفي بأمر من السلطان مولاي إسماعيل تحركاته، نحو المدن المحتلة، حيث أقام حصارا قاسيا على مدينة أصيلا، وصلت مدته إلى سنة، عانت منه القوات الإسبانية الأمرين، ليتم طردهم نهائيا منها في العام 1691، لتنتقل الجيوش المغربية إلى المنطقة الشمالية المطلة على البحر المتوسط حيث تمت محاصرة مدينة سبتة سنة 1694، وأسس على مشارفها معسكرا عرف بـ معسكر الدار البيضاء، واستمر ذلك الحصار لمدة أكثر من ثلاثين سنة، كما حاصر مدن مليلية والحسيمة وبادس.

قد واجه السلطان عدة موجات من الانتفاضات والتمرد في شتى أنحاء البلاد وجه العديد من قبائل الأطلس. ولقد ورث هدا السلطان وضعا لم يكن مستتبا بالكامل الحركات الحربية تطلبت من المولى إسماعيل جهودا عسكرية جبارة ، في مواجهة حركة الأمير العلوي احمد بن محرز -ابن أخيه- ،الذي ثار بالهوامش الصحراوية معاقل السملاليين سابقا ، وقيام أمراء علويين آخرين كمولاي حران -أخيه- بتمردات في تافيلات ، وحركتي الخضر غيلان ، وال النقسيس الدين عاودوا إثارة القلاقل في الشمال المغربي بدعم من أتراك الجزائر ، وعصيان أهل فاس وتململ قبائل الأطلس المتوسط. وقد كان العنف هو الجواب الوحيد لكل التمردات التي واجهها السلطان بل أكثر من ذلك، وعند قدم المولى إسماعيل من مراكش كان معه العديد من القادة الريفيين ومنهم القائد أحمد بن حدوا الريفي وأخوه عمر بن حدو الريفي هم من قاموا بتثبيت حكم المولى إسماعيل علي الأرض وبعد عشرين سنة من وصول المولى إسماعيل إلى الحكم وفي معركة قطع فيها جيش السلطان إسماعيل على ما يذكر الناصري في الاستقصاء اثني عشر ألف رأس من جنود قبائل فازاز،وبعد هذه المعركة الحاسمة أحكم المولى إسماعيل سيطرته المطلقة على المغرب الأقصى ومنع القبائل من امتلاك السلاح والخيل وهي وسائل القوة الممكنة في تلك المرحلة،

القادة الريفيون أبناء بن حدو البطيوي الحمامي الريفي ناصروا السلطان منذ توليه للعهد ومن بين القادة الريفيين القائد أحمد بن حدو البطيوي الريفي وأخيه عمر بن حدو الريفي مجاهدي الثغور المحتلة أعدو جاهز يتهم وتوجيه السلاح من أجل القتال في وجه الخارجين على طاعة ولي الأمر السلطان العادل المولى إسماعيل، أولاد الريفي خاضوا حروب قاسية في فترة حكم المولى إسماعيل كانوا من اكبر القادة الريفيين والقبائل والمجاهدين وقبائل الفحص أوكلت لهم تحرير الثغور لأنهم امتازوا بسعة حبهم للتراب وصبرهم وصمودهم بأشياء كثيرة لكنهم أيضا تخصصوا وعرفوا بتخصصهم في العمليات الجهادية في محاربة الصليبيين الطامعين بالإستلاء على أجزاء كبيرة من تراب الوطن .أولاد الريفي امتازوا بهذه النسبة بين كل الجماعات والقبائل الأخرى

وبعد أن قنن هذا السلطان عملية الجهاد ضد الأجنبي وجمع الأسلحة من سلطة التمرد والقبائل وإخماد معقل الفتنة أينما كانت ولما توفي القائد الكبير عمر بن حدو الريفي تم استدعاء قائد ألمجاهدي في الجيش العلوي العقيد علي بن عبد الله بن حدو الريفي الحمامي التمسماني، أنه يرمز لمدى شجاعة هذا المجاهد البطل و المغوار و كفاح المئات من المجاهدين أمثاله واستلم القيادة علي طنجة والمناطق الشمالية ، وأوكلت إليه في السابق مهمة تحرير بعض الثغور كالمهدية وطنجة والعرائش وأصيلا، وحصار مدينة سبتة. حيث كانت محور بلاد الهبط : بقيادة أبا الحسن علي بن عبد الله الريفي، وصل عددهم 8000 فردا ؛كان القائد علي الريفي من أكبر القادة الذين لهم الخبرة والعسكرة و المعرفة المتنوعة بمكايد الحروب، والكر والفر، وتدبير نزول الجيوش، والأخذ بال أحوط ، وكيفية الهجوم، وافتتاح المحاربة، وعقد الصلح، والمهادنة، وترتيب الشروط، وتعلم الإقدام والمخاطرة، وإدراك المراتب والمزايا. (عبد الرحمان الفاسي، منتخبات من نوادر المخطوطات، مطبعة فضالة، المحمدية، 1978، ص. 17). .

ويقول محمد الصغير اليفرني عن امتداد حكم هدا السلطان ودخل في طاعته كثير من عمائر السودان ، وامتدت مملكته من جهة المشرق إلى قرب بلا د بسكرة من قرى بلاد الجريد ، وما تمهدت له البلاد الا بعد محاربة طويلة ومقارعة فظيعة ، وبعد أن قاسى من أهل المغرب والثوار المجاهدين الريفيين من الحروب ما هو ادهي وأمر..ولقد تمكن الجيش المغربي هده الانتصارات
وكللت جهود القائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي في تحرير معظم الثغور المحتلة بالنجاح ، فاسترد المهدية يوم 15 ربيع الثاني عام 1091الموافق 4ماي 1681، وطنجة في فاتح جمادى الأولى سنة 1096الموافق ابريل 1684، والعرائش في يوم 18 محرم 1699، وأصيلا سنة 1112ه/1700م، ولم يتم تحرير سبته رغم تكرار محاصرتها ، وكدا الشأن بالنسبة لبعض الثغور المغربية كمليلة والجديدة.
لنا تكملة للموضوع