آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية وائل الريفي
    تاريخ التسجيل
    31/05/2009
    العمر
    48
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المقدمة
    اشتهر القائد جد الريفيين عبد الله الريفي بمقاومته للمسيحيين في فترة الدولة السعدية، وبصفته قائد على بطوية والريف، كان يساند سياسة السعديين في المنطقة الشمالية، فقاوموا الريفيين بلا هوادة : وإذا كان سلاطين الدولة السعدية قد اعتمدوا في سياستهم إزاء الجهة الريفية على امتداد قرنين من الزمن كان يُشترط في تعيين هذا القائد أن يكون من أصل ريفي وغالبا ما كان ينتمي إلى اسر مشهود لها بالشجاعة والشرف و تنحدر من الريف؛ ومن زعماء الريف وأشهرهم كانوا من قبيلة تمسمـان فيما عُرف في مصادر التاريخ بـ "جيش المجاهدين الريفيين".
    وكما نعلم من إشارة دالة أوردها المؤرخ عبد الكريم بن موسى الريفي الذي عاصر تلك
    المرحلة، أن "أولاد الريفي" هؤلاء، قد تبوءا منصب القيادة على ناحية جبالة، الفحص وكل مناطق الشمال منذ سنة 1084 / 1673، إذ، وكما يقول، ابتداء من: " تلك الـسنة وأهـل الريف عمال على تلك البـلاد وعلى الريـف وكـارت "
    كان عامل الريف يسير ويشرف على الجهة الريفية بأكملها انطلاقا من مقر إقامته في طنجة أوتطوان واعتمادا القائد على وساطة خلفائه المحليين الذين كانوا يسهرون بالدرجة الأولى على تنظيم ومراقبة ومقاومة السفن الحربية القادمة الى السواحل الشمالية للمغرب والدفاع عن السحل الشمالي والثغور المحيطة بالسواحل المغربية
    العسس البحرية المنتشرة على طول الساحل المتوسطي من سبتة إلى مليلة، وهذا مايفسر تسميته أيضا في وثائق تلك المرحلة "بعامل الثغور". أما لقبه الثالث أي، "نائب الملك"،
    فهو دليل على الدور الدبلوماسي الذي كان يضطلع به، بحيث كان ينوب عن السلطان فيما
    يخص الشؤون الخارجية، ولا سيما تلك التي تهم المنطقة الريفية، كالعلاقات التجارية الخارجية والمفاوضات السياسية مع الدول الأجنبية .وبعد وفاة المولى رشيد، السلطان العلوي اعتلا العرش أخيه المولي إسماعيل وفور اعتلاء العرش قام بتوحيد المغرب عبر شن حروب في جميع الاتجاهات والواجهات في الشمال والجنوب
    في السياسة ليست هناك عداوات ولا صداقات دائمة بل فقط هناك مصالح دائمة،
    الموضوع
    أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :
    الريفي وحكم العلويين والإخضاع والسيطرة

    تمكن العلويون من توحيد المغرب والقضاء على باقي القوى المنافسة لهم.فما هي خطوات ذلك؟ وما مكانة المولى إسماعيل في تاريخ الدولة العلوية؟

    ساهمت أوضاع المغرب المتدهورة في قيام الدولة العلوية :

    عرف المغرب في منتصف القرن 17م أزمة سياسية، ظهر على إثرها أل النقسيس بتطوان والخضر غيلان بالعرائش والدلائيون بالأطلس المتوسط والسملاليون بسوس والمورسكيون بسلا تم السعديون وبعدهم الشبانات بتانسيفت.أما العلويون فظهروا بتافيلالت التي تتكون من عدة قصور وتشكل أهم طرق التجارة الصحراوية.

    2 ـ قيام الدولة العلوية وتوحيد البلاد :

    ينتسب العلويون إلى الحسن بن القاسم الذي استقدمه أهل سجلماسة من الحجاز، نظرا لنسبه الشريف. وهو الأمر الذي اعتمده المولى الشريف في الدعوة لابنه المولى محمد (1634م- 1664 ) الذي انطلقت معه حركة العلويين، واقتصرت تحركاته على سجلماسة وشرق المغرب بعد انهزامه في وقعة الكارة 1646م. وبعد صراع الأخوين، تمكن المولى الرشيد من الاستئثار بالسلطة ( 1664- 1672 ) ومتابعة توحيد المغرب، حيث احتل فاس سنة 1666م وقضى على الدلائيين سنة 1668، واحتل مراكش سنة 1669م، تم عاصمة السملاليين ايليغ سنة 1670م.


    التـــاريــخ و العــــين الساهرة على الأحــــــداث

    المطلع على تاريخ المغرب من خلال الكتب التاريخية وسير الإبطال، التي تشبع بقيادتهم وإقدامه، والتي تعود الاستمتاع بها والنهل من تجاربهم ن واعتبار أن امتلاك النصارى للثغور المغربية يعتبر خزيا وعارا على جبين الأمة وتحديا على القائد العسكري أن يركبه لتحريرها من المحتل وهكذا لم تمر الا بضع سنوات وبعد أن تبث ركائز الدولة ورسخ مفهومها من جديد بعد أن أصابها الهون، حتى شرع في ترتيب الصفوف واستجماع القوى لاسترجاع الثغور المغربية المحتلة من قبل الأجنبي ووضع حد لكل متربص بالوحدة الترابية المغربية

    : العلويون شرفاء بنحدرون من علي بن أبي طالب ومنه أخدوا تسميتهم كان جدهم يستوطن تافيلالت وهو"الحسن القاسم" دخل المنطقة في النصف الثاني من القرن 13م، وهو من أشراف ينبع من أرض الحجاز، تزايدت ذريته بتافيلالت وانصهرت مع المجتمع التافيلالتي إلى أن أصبح للعلويين هيبة وسمعة كبيرتين هناك، ويعود ذلك إلى سلالتهم الشريفة وإلى كونهم كانوا يفصلون في النزاعات

    التي تقوم بين سكان القصور والمجموعات القبلية.

    ومع بداية القرن 17م، ساعدت الظروف العامة التي عاشها المغرب آنذاك وكذلك الظروف التي كانت تشهدها تافيلالت، على اتجاه العلويين إلى القيام بدور سياسي كبير انطلاقا من المنطقة، فتم سنة 1633م مبايعة سكان سجلماسة

    لعلي الشريف العلوي ليتولى الدفاع عن المنطقة وحماية تجارتها التي أصبحت مهددة من الدلائيين والسملاليين الذين كانوا يهددون بالاستيلاء على المنطقة. وقد زهد علي الشريف في الملك وتنازل عنه لصالح نجله البكر محمد، وذلك

    لمدى الحزم الذي أبداه محمد في التصدي لأطماع الإمارات القائمة آنذاك وتمكنه من طردهم من المنطقة. قضى العلويين على منافسيهم بتافيلالت والجنوب ثم انطلقوا لإخضاع مجموع التراب المغربي:- حروب محمد ضد منافسيه العلويين:

    بدأ محمد يمارس سلطته على سجلماسة بمجرد طرد أنصار ابن حسون وولاته، حيث تلقى بيعة السكان في عين المكان، وبفضل التأييد السياسي والعسكري الذي لقيه من أهل سجلماسة، تطلع محمد إلى التوسع في المنطقة وإخضاع عدة مناطق كانت تابعة للدلائيين والسملاليين، وبهذا قد دخل في مواجهة مسلحة ضد هذه الإمارات. كما عمل على ترسيخ نفوذه داخل الصحراء حتى يستفيد من عائدات التجارة هناك، وانتقل لإخضاع مناطق الشمال الشرقي والمغرب الأوسط ودخل في مواجهة مع القوات التركية أسفرت عن عقد صلح اتـفق فيه الطرفان على وضع نهر تافنا حدا بين الدولتين.

    السلطان رشيد وبداية إخضاع المغرب للسلطة العلوية:

    دخل الرشيد أخ محمد في صراع مسلح ضد أخيه وذلك بعد استيلائه على
    أموال وأمتعة بعض التجار اليهود، وبالأخص التاجر اليهودي الغني ابن مشعل
    إذ تمكن بواسطتها من تسليح جيشه وتجهيزه، فوقع الاصطدام بين الأخوين في
    معركة أنكاد التي انتهت بمقتل محمد، ومنذئذ اتجه الرشيد إلى فرض سلطته على
    تافيلالت أولا ثم الريف الشرقي وكانت ترافقه كتائب المجاهدين من أبناء الريفي وبقيادة القائد الكبير عمر بن حدو الريفي وشقيقه القائد أحمد بن حدو الريفي ، وتم السيطرة على الشواطئ المتوسطية وظل الأمر كذلك إلى أن قبض المولى رشيد العلوي على أحمد النقسيس بالاستعانة بقائد الريف عمر بن حدو الريفي.
    وقد اثبت الأستاذ محمد داود في تاريخه رسم شهادة بجماعة من أهل تطوان بتظلم أولاد النقسيس وطغيانهم:"ولم يزالوا (أولاد النقسيس) في البلاد التطوانية يضربون نار الحروب ويثيرون المحن الكروب، والأهواء تلعب بهم، والأغواء تسوسهم حتى طلبوا الإمارة، كما سولت لهم نفوسهم الإمارة، وصالوا واستطالوا مع أشياعهم زمن الفترة من الملك في الفتن، واستغاثتهم وتغلبهم على ما هو معروف لبيت مال الله وقهر الضعفاء والمساكين من عباد الله، وخاضوا فيما يلوح لهم من المال المستحق لبيت مال المسلمين برا وبحرا، وعمارة وقفرا، من كل ما يتعين لله، واستعان به على إقامة دين الله ووثبوا على بيد وليهم من متروك من انقطع، ويتحكمون فيمن أبى وامتنع، إلى أن غرسوا بذلك وبنوا، واشتروا العقار والأصول والأمتعة واستغنوا وصاروا بسبب ذلك مستغرقين الذمم مما ذكر".وقام جماعة من الأندلسيين بعد ذلك بشراء أملاك أولاد النقسيس، وقد حاولوا –بتحالف مع غيلان- أن ينهضوا من جديد، لكن القائد أحمد بن حدو الريفي، شقيق القائد عمر بن حدو الريفي، وبعهد السلطان المولى إسماعيل العلوي تمكن من القضاء عليهم، فقتل الخضر غيلان وفر أولاد النقسيس الأربعة من تطوان، إلى سبتة، وعين السلطان القائد أحمد بن حدو الريفي لمواصلة الجهاد وتحرير الثغور المحتلة،
    وذكر الشيخ داود نقلا عن أبي محمد السكيرج- أن هذا القائد هو الذي تنسب إليه الزنقة المعروفة في حومة الطرنكات (وهي حومة أندلسية) بزنقة القائد أحمد بن حدو الريفي، لأنه كان يسكن بها واختياره لهذا الموقع يحمل دليلا قاطعا على أن الجالية الأندلسية بتطوان حمته ورعته وساعدته خاصة أنه سوف يستخدمها لمهاجمة عدد من الثغور" وتمكن من إيجاد منفذ على البحر للتزود بالأسلحة والبارود حتى يتمكن من إخضاع باقي المناطق المغربية لسلطته.ثم طارد السلطان الرشيد الخضر غيلان الذي كان مستقلا ببلاد الهبط(منطقة طنجة وتطوان وما والاها)، وكان إقامة المولى رشيد فى تفرسيث عبد الله الريفي قائد طنجة لمدة شهرين من الزمن وتم تعين القادة الريفيين على المناطق الريفية الشرقية وبعدها دخل الجيش العلوي ومعه القادة الريفيين مدينة تازة وسيطرت قوات رشيد عليها ومن ثم مدينة فاس ثم وجه اهتمامه وجهوده للقضاء على الدلائيين وذلك بتصفية الزوايا الدلائية التي أمر بتحطيمها وإخفاء معالمها وشتت زعماءها على مختلف أقاليم المغرب.كما تمكن من إخضاع مراكش والقضاء على قبيلة الشبانات، وبعدها قام بتجريد حملة كبرى نحو سوس استطاع من خلالها القضاء على النفوذ السملالي بتلك المنطقة. وبهذا يكون قد تم إخضاع المغرب للسلطة العلوية في مدة زمنية لم تتجاوز الست سنوات على تولية الرشيد، وقد توفي هذا الأخير بمراكش على إثر حادثة خلفه بعدها أخوه إسماعيل. المغرب في عهد إسماعيل

    يرتبط توحيد المغرب بالمولى رشيد الذي استطاع القضاء على المنافسين مستفيدا من أوضاع المناطق الجنوبية وصراع باقي القوى فيما بينها، بينما يرتبط توطيد دعائم الدولة بشخصية المولى إسماعيل


    . مرحلة المولى اسماعيل تعود بالدرجة الأولى لأهمية الفترة التي قضاها في الحكم والتي بلغت 64 سنة،منها سبعة سنوات كخليفة لأخيه السلطان و57 سنة كسلطان للمغرب،وهي فترة عرفت كل المراحل التي يمكن أن تواجه أمة معينة أوحاكما معينا،بدءا بالبيعة ومرورا بالتمردات ووصولا إلى إحكام السيطرة.
    ونعتقد أن 57 سنة من الحكم كافية لتمثل وجوه الشخصية المغربية في حالة الإستقرار والقوة والنفوذ الذي كان عليهما المغرب على عهد المولى اسماعيل.



    ]

    السلطان مولاي إسماعيل بن علي 1672/1727

    1 ـ شخصية المولى إسماعيل :

    ولد المولى إسماعيل بسوس سنة 1646، وتولى حكم المغرب سنة 1672، وتوفي سنة 1727م، وتميز بإيمانه القوي واطلاعه الواسع في علوم الدين، وبتشجيع العلماء وأصحاب الزوايا، كما تميزت شخصيته بالقوة والدهاء السياسي والشجاعة ، حيث استطاع توحيد المغرب والقضاء على الثورات.




    أقام إسماعيل دولة مركزية اعتمدت على جيش من نوع جديد هو عبيد البخاري الذي تمكن بواسطته من إخماد مختلف التمردات التي شهدتها البلاد في عهده، وبذلك تمكن من توحيد البلاد تحت السلطة العلوية ومن توقيف الأطماع الخارجية والتحكم في المبادلات التجارية مع أوربا.
    دعائم الدولة العلوية في عهد إسماعيل:
    * مماليك المولى السلطان إسماعيل :



    لما كان للمولى إسماعيل العديد من الأعمال الحربية، فاستن سنة جديدة، تمثلت في جمعه لعدد كبير من الصبيان والعبيد أغلبهم من السودان، سواء بالسلب أو بالشراء. وكون منهم جيش وذكر بعض المؤرخين أن هذا الجيش قد وصل عدده حوالي 150000 جندي في أواخر عهده، مما يجعلنا نتصور ما قد مثله هذا الأمر من تواجد لهؤلاء على الساحة السياسية المراكشية فيما بعد .


    ولقد اعتمد إسماعيل على جيش البخاري بالأساس:
    تركب الجيش الإسماعيلي من ثلاث فروع رئيسية هي: عبيد البخاري، ويمثلون القوات الأساسية، ثم قبائل الكيش التي أصبح دورها ثانويا بالقياس لعبيد البخاري، ثم الفرق المجندة من المدن والقبائل ومن المجاهدين.

    * عبيد البخاري:

    شكل أهم قوة عسكرية وأطلق عليه هذا الاسم نسبة ليمين الطاعة الذي كان الجيش يؤديه على كتاب الإمام البخاري، وتكونت نواته الأولى من 2000 من الجنود الزنوج الذين تم تجنيدهم من أجل محاربة أخ إسماعيل الرشيد، فكوَّن
    إسماعيل منهم أول فيالق جيش البخاري وعنهم تفرع جيش ضخم العدد ومحكم
    التدريب.

    وعزز السلطان عبيد البخاري بتجنيده للعبيد المتفرقين في المدن والبوادي، ونظم حملات على تمبكتو لجلب العبيد من السودان، كما جمع الحراطين من مختلف القبائل والمدن وأدمجهم في جيش البخاري.


    وبهذا يكون قد تكون جيش معزول عن كل فئة اجتماعية مغربية مرتبطا بشخص
    السلطان فقط، وكان عليه أن يضمن جباية الضرائب ومراقبة الطرق التجارية
    وحماية الدولة من المتمردين والأعداء وتوسيع نفوذها وتحقيق مركزيتها، دون كبير الاعتماد على تحالف أو مساعدة الشرائح الاجتماعية التقليدية كالزوايا وأعيان المدن الذين كانوا يساهمون من قبل في تزكية الحكم القائم مقابل وعلى سبيل المثال لقد حصل القائد علي بن عبد الله الريفي حاكم طنجة على الكثير من الامتيازات غير الدور الجهادي التي كان يقوم به، مثل التبادل التجاري والتجارة وعقد اتفاقيات مع فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية لصالح طنجة خاصة والمغرب عامة،
    بالحصول على امتيازات لبعض القادة ، وقام المولى إسماعيل بتشكل جيش قادر على فرض مركزية الدولة الإسماعيلية
    بدون تقاسم السلطة مع أية هيئة اجتماعية أخرى، بل وقادر أيضا على ردع الكيانات الراغبة في اللعب على التوازنات أو المهددة للمركزية التي أخذت في تطبيقها الدولة.

    * قبائل الكيش:


    تركبت قبائل الكيش من الأوداية الذين أنزلهم السلطان بسايس لحراسة
    مدينتي مكناس وفاس من هجمات القبائل الجبلية، ونقل السلطان الشبانات من حوز
    مراكش إلى ضواحي وجدة للتصدي للأتراك بالجزائر ولمراقبة قبائل بني يزناسن، كما أقام في سهل تادلا قبائل من الكيش لمواجهة الأطلس المتوسط ولضمان سلامة الطريق السلطانية الرابطة بين مكناس ومراكش.
    وبلغ مجموع قبائل الكيش ثلاثة فيالق موزعة في كل من سايس وتادلا وفي المغرب الشرقي وأطلق اسم جيش الأودايا تغلبيا على كل قبائل الكيش التي قدم لها السلطان بعض الأراضي لاستغلالها وللاستقرار فوقها مقابل الخدمة العسكرية.

    * المجاهدون والفرق المجندة من المدن والبوادي:


    وهم فئات من سكان البوادي والمدن كان يتم تجنيدهم لتكوين فرق عسكرية
    تنظم للجيش الرسمي، كما كون المجاهدون المشاركون في حركة الجهاد جيشا
    إضافيا سهر على تشكيله شيوخ الزوايا ووضعوه في خدمة الدولة ضد التهديد
    الأوربي، فكانوا يتصدون للسفن الأوربية ويساهمون في تحرير بعض الثغور المحتلة.

    بالقراصنة ومولاي إسماعيل الأوروبي

    عندما انتقلت إلى مولاي إسماعيل بالقراصنة Saletins السلطة كانت بالفعل نشطة جدا، بجولة في مضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط ​​بحثا عن السفن لنهب. لإعطاء فكرة، بين أكتوبر 1670 ونهاية مايو 1671 وحده، تمكنوا من اتخاذ ما لا يقل عن ست سفن الفرنسية. وردا على ذلك في 1671 العام نفسه (أي قبل عام من وصوله إلى السلطة مولاي إسماعيل)، تلقى الأدميرال جان كوت Estrees قيادة سرب إلى الانتقام المباشر.


    ريغو لويس الرابع عشر، وذلك في عام 1701 هياسنتي، في محاولة للتفاوض مع مولاي اسماعيل لوقف أنشطة Saletins القراصنة.

    أرسلت لويس الرابع عشر لم تكن ناجحة (هو ودي شاتو عدد رينو) لتدمير أربع سفن القراصنة فقط، مارس 1672 كونت رينو شاتو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكن الحرب اندلعت مع هولندا في 6 نيسان، سرب له اضطر إلى العودة للبدء في السعي من السفن الهولندية. كان هذا العام في أعقاب عدد أدت نفس سرب له ضد سلا، لكنها فشلت مرة أخرى لوقف أنشطة Saletins القراصنة. يجري مولاي إسماعيل إلى السلطة، كان الوضع ليس هو نفسه، لأنه استغرق تحت بالقراصنة له الجناح ويعتبر عملهم شرعية ومربحة. ولكن عندما جاء شحنة جديدة لSaletins الفرنسية بالقراصنة البحرية لمامورا، ومساعدتهم على تدمير أربع سفن وثلاثة سجناء مئات إلى البحارة، والتوقيع الرسمي للهدنة في 1 يوليو 1681 ومعاهدة تفرض الرسمية 13 يوليو. ووقع هذا الأخير بين مولاي إسماعيل المهيمن بن حدو عمر وفارس دي بري يفبفر لا. كما ينبغي التصديق على المعاهدة من قبل لويس الرابع عشر أيضا، استغرق مولاي إسماعيل الفرصة لإرسال سفيرها الحاج محمد تميم على متن سفينة شريط لأنه أراد أن يقنع ملك فرنسا لخوض حرب ضد اسبانيا له، الذي أراد أن يقود هو أنه لا يزال يمتلك الجيوب على ساحلها. والحقيقة أن نص الاقتراح مؤلم جدا وفجأة، وكان في استقبال جيدا ومفهومة جيدا رفض. من جانبها، طالبت لويس الرابع عشر معاهدة جديدة ل13 يوليوز ملزمة لجعل السجناء التي اتخذت خلال حملة 1681. اثنين من الأمناء خارجيته (الماركيز دي كولبير Croissy والماركيز دي Seignelay) كان يستعد له وقع معاهدة جديدة 29 يناير 1682 في سان جيرمان أونلي، التي تنص على الفداء من الاسرى الى 300 جنيها لل البشر. وكان السلطان فاي، وحالة الحرب المستمرة بين البلدين. إذا ذهب محمد تميم مرة أخرى في فرنسا في 1685، إلا أنها كانت وفقا لارادة تطوان المبدأ الرئيسي واحد، مما أغضب لويس الرابع عشر إلى درجة عدم السماح للسفير وصل في باريس. اسمحوا أنها القراصنة، Saletins لا تزال نشطة، لم أعد إرسال أسراب الفرنسي الجديد في 1686 و1687، لكن الحذر، تمر العاصفة لبدء مرة أخرى. خلال هذين العامين، تم حظر حتى التجارة بين البلدين. على الرغم من أن لويس الرابع عشر الانتهاء من إرسال سفير إلى مكناس في شخص سانت Olon Pidou الذي عاد خالي الوفاض إلى عناد السلطان لقبول والعودة إلى الحرب في فرنسا إلى جانبه ضد أسبانيا.


    تلقي Pidou فرانسوا دي سانت Olon، السفير لويس الرابع عشر من قبل مولاي إسماعيل. بيير دوني مارتن (1663-1742)

    هذه الأراضي المغربية المحتلة، مولاي إسماعيل تعتبر الحرب ضد المسيحيين، وهما فرنسا تساعد طرد الاسبان إما أن يترك له القراصنة Saletins مضايقة السفن الفرنسية في البحر المتوسط، بقيادة الذي كان قد عين 1684 بيع السفن العامة، عائشة عبد الله بن (في 1691 سماها قائد الأسطول المغربي)، ووضع الجهاد البحري تحت سلطته المباشرة. في نفس هذا العام 1691، أرسلت مولاي إسماعيل رسالة إلى لويس الرابع عشر والذي يطلب من مباشرة وليس عن طريق وكيل القنصلية الفرنسية، رسالة 22 سبتمبر 1691، وهنا هو جزء من النص:

    لم نر صالح للتشاور معه (القنصل الفرنسي) من هذه الحالات، لأنه هو تاجر وليس النبلاء المحكمة Vostre، ولا ضباطك الرئيسية، بإتجاه الشرق لا تعطي التجار المصنوعة من الملوك، ولا لإدارة الشؤون التي تحدث بين الملوك. [...] إذا جلالتكم لديه ontention الحقيقي للحديث بصدق وبدقة الأعمال، وقالت انها ارسلت لنا واحدة من النبلاء من حاشيته على الكلمات التي يمكننا كسب المال.

    الجديدة بقيادة المفاوضات رفيعة المستوى في نهاية الأمر من فبراير 1699، هذه المرة من جانب عائشة قرصنة السابق بن عبد الله بن نفسه، ولكن مرة أخرى كانت ناجحة، وكلا الطرفين الالتزام بها مواقف، حتى لو كان المغاربة قد انتهت يرجى قبول الفداء من أسرى المسيحيين لديهم ضد الإفراج عن الأسرى المغاربة العاملين في ألواح الطباعة لويس الرابع عشر. فإنه لا يمكن أن تقبل لأنها رقيقة على محمل الجد من طواقم القوارب الملكي. تفاقم الوضع أكثر في العام المقبل عندما فيليب الخامس العرش من فرنسا، وابنه الكبير لويس الرابع عشر، وهو ما يعني أن فكرة مولاي إسماعيل تصل فرنسا ضد اسبانيا حتى أصبح أكثر سخافة وليس من المرجح. تميزت هذه نهاية العلاقات بين فرنسا والمغرب في إطار مولاي إسماعيل (لمدة أربعين عاما حتى). التجار الفرنسية بدأت في مغادرة المملكة، وذهب القنصل الفرنسي في سلا لتحويل عام 1710، تليها أخرى في تطوان القنصل. رسميا تم كسر العلاقات من اورليان ريجنت فيليب دي في 1718.

    بعد أن واجهت خلال السنوات الأخيرة من حياته على الثورة من بعض ابنه،ويفترض أنه مات 20 مارس 1727، أو خراج في البطن أو الجنسي العدوى. في الواقع، بعد امرأة قد حان ليشكو له عن وحشية زوجها، لكان قد سقط في حبها وأمر زوجها إلى طلاقها تحت طائلة الموت لوضع حريمه . وقالت إنها تنتقل العدوى ثم أنه لا الفرنسي سكان الذين أحاطوا طبيبها عرف أو شفاء. لم يرفض كل اللوم على نفسه، وقال انه لا تعاقب المرأة وأرسلت أسرته قبل قفل في قصره ليموت ببطء لمدة ثلاثة أشهر. بشرت وفاته في الفوضى السياسية التي شهدت مواجهة مختلف الأدعياء إلى العرش.

    شانتال من فيرونا، مولاي إسماعيل الحياة، وفقا ليوسف

    .مراجع اجنبية

    J. Brignon، تاريخ المغرب، باريس، 1967، ص. 242.

    الرائب، J.، "السفارات والبعثات المغربية في فرنسا،" Hespéris-Tamuda، المجلد. I، 1960، ص. 39-85 (39-40).

    أوغست المحكمة، وإنشاء السلالات Chréifs المغرب والتنافس مع الأتراك لريجنسي الجزائر 1509 حتي 1830، عرض Bouchene عبد المجيد قدوري الطبعات، 2004، ص. 159.



    والى هنا نكتفي بالحديث عن السلطان إسماعيل وحيث تزودنا بالعديد من المعلومات عن السلطان إسماعيل ومن عدة مصادر عربية وأجنبية وألان نبدأ بصياغة السيرة الريفية وندونها بين السطور لقد أنمزج تاريخ السلاطين العلويين بالتاريخ القادة الريفيين أجدادي، وسيرة أجدادي القتالية والجهادية غنية بالمواد والأدوار التاريخية الدسمة وكيف لا وأجدادي المجاهدون قادة للجيوش والقبائل والمجاهدين في القرن السادس والسابع والثامن عشر ميلادي الريفيون أجدادي من بين أكبر القادة المجاهدون في الجيش المغربي منذ التكوين الأولي له، وأجدادي من كبار قادة جيش المجاهدين السابقين في عهد حكم السعديين وبعد فترة حكمهم حيث عرف عن الريفيين أبناء المجاهد الكبير الشيخ عبد الله بن حدو الريفي الحمامي وأشقائه القائدين الكبيرين وهما القائد الكبير عمرو بن حدو الريفي، والقائد الشهير قائد قبائل غمارة ومحور الهبط أحمد بن حدو الريفي عرف عن الريفيين أن لهم القيادة في المناطق الشمالية لعدة قرون وبشهادة من التاريخ وهذا الكلام ليس مبالغ به لا سمح الله : وهناك العديد من المراجع والمصادر التي ذكرت أولاد الريفي بن حدو الحمامي التمسماني حث كانوا يقودون أكثر من 130 قبيلة وأزود ومن بينهم كبرى قبائل الشمال قبيلة ورياغل والقبائل الريفية الشمالية،
    القادة الريفيون أبناء بن حدو نصروا ملوك العلويين منذ اللبنة الأولي للدولة العلوية ناصروا السلطان المولى الرشيد العلوي في عام /1664-1672م) تم تمكين وتثبيت حكم السلطان في إقليم تطوان ، والريف و بلاد سوس. كانت إقامة المولى رشيد فى تفرسيث عبد الله الريفي قائد طنجة .


    توفي السلطان المولى رشيد 1672م . ودفن بفاس خارج باب الفتوح. وكان قد بلغ من العمر 43 سنة .

    ويعتبر هو المؤسس الحقيقي للدولة العلوية ،,

    بويع المولى إسماعيل بن علي الشريف مباشرة بعد وفاة أخيه

    قدم من مراكش المولى إسماعيل وكان معه أبرز القادة في السلسلة التاريخية العسكرية للريفيين وقادة المجاهدين والقبائل وعلى رأسهم القائد الكبير عمر بن حدو الريفي وشقيقه القائد الشهير أحمد بن حدو الريفي قائد قبائل غمارة والحفص والمعمورة لقد جاء برفقة السلطان المولى إسماعيل في مقدمة الجيش العلوي بويع السلطان يوم الأربعاء 16 دي الحجة 1082 الموافق 13 ابريل 1672م ،وكان عمره قد بلغ 26 سنة وانفتح باب الثورة على مصراعيه في جهات مغربية مختلفة ،

    فإنشاء مؤسسة عسكري منظمة وإخضاعها لتكوين احترافي علمي وتوفير الوسائل والمقومات اللوجستية، ترتيبات تبقى ذات أهمية قصوى لتنفيذ المشروع الإسماعيلي السلطاني المتعدد الأبعاد، والمنطلق من توحيد البلاد على المستوى الداخلي من جهة، تم تحصينها واستعانة ببعض قادة القبائل وقادة الجيوش من الريفيين لاسترجاع الثغور المحتلة وإعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية على المستوى الخارجي من جهة ثانية، وإذا كان الشرط الأول قد سار في اتجاه صحيح ومتفق عليه مبدئيا، وهو استرجاع هيبة الدولة وتوفير الأمن والاستقرار لساكنيها فأن الشرط الثاني المتمثل في استعادة المدن المغربية الساحلية،

    وعندما عصفت رياح التغيير بالدولة السعدية التي عجزت عن تحمل مسؤولياتها التاريخية، وطنيا ودوليا، قيض الله لهذه الأمة من يحدد لها ملكها، ويجدد شبابها ويحمي حماها، ويذود عن حدودها، وينظم شؤونها ويقوم اعوجاجها ويوحد صفوفها في شخص الدولة العلوية ، التي جعلت في مقدمة اهتماماتها وانشغالاتها أمر تحرير المناطق المحتلة، والدفاع عنها، ورصد كل الإمكانات لإرجاعها للوطن، وفك أسرها.

    وفي ظل هذا الاهتمام كانت مسيرة السلطان العلوي أبي النصر المولى إسماعيل بن الشريف، الذي كان ملكا ماضي العزيمة، أبي الهمة، شجاع النفس، وطنيا غيورا، استخلص غيرته الوطنية من أحكام الدين، وسيرة جده المصطفى سيد المرسلين. ومن تجارب الماضين من ملوك الأمة وزعمائها وعلمائها. وقد توطدت هيبته في النفوس، وهابه ملوك أوروبا والدول المجاورة، فكانوا لذلك يخطبون مودته، ويوفدون إليه السفارات ويستشيرونه. وكان هو ملتزما بأصول المعاملات السياسية الحكيمة، فكان يكرم من يتودد إليه ولا يعاقب ويؤنب إلا من يخرج عن الجادة. ويسلك مسلك الطغاة، ولا يعلن الحرب على أحد حتى يعلم الخصم بنيته، ويطلب منه التخلي عن أسباب النزاع والخصام، وله في هذا الشأن مراسلات مع ملوك فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وغيرها من الدول.

    ومن أجل الإعداد لتحرير الثغور الغربية من براثين الاحتلال قام بإصلاحات داخلية كبيرة، كان من أهمها القضاء على الفتن الداخلية وعلى زعمائها، وتنظيم مالية الدولة، وتجريد القبائل من السلاح حتى لا يستعمل في الاقتتال بين المواطنين، وتكوين جيش وطني قوي مجهز بالأسلحة المناسبة للعصر، مدرب على خوض المعارك الضارية، وفرض الخدمة العسكرية الإجبارية بالمغارب -لأول مرة- على كل الرجال الأصحاء القادرين على حمل السلاح، وبنا القلاع العسكرية في كل جهات المغرب، وبذلك أعاد للمغرب هيكلة نظمه الأساسية التي تجعله قادرا على مجابهة تحديات العصر.

    وعندما تمكن من التغلب على أكثر التحديات الداخلية وجه همته لتحرير الثغور المحتلة.ففي عام (1092هـ - 1681م) تمكن من فتح المعمورة (المهدية)، التي كان الأسبان احتلوها عام 1610م، ودخلها جيشه عنوة، وفتح (طبنجة)، وأجلى الإنجليز عنها عام (1095هـ 16.84م). وحرر (أصيلا) عام 1691. وتمكن من فتح (العرائش)، وانتزاعها من يد الأسبان عام (1101هـ 1689م)، ثم وجه عنايته لاسترجاع مدينة (سبتة) التي ضرب عليها الحصار إلى وفاته عام (1139هـ 1726م). كما وجه جيشه لحصار مدينة (مليلية).

    وتذكر المصادر المغربية لتاريخ فتح مدينة (العرائش) من قبل المولى إسماعيل أنها فتحت بعد معاناة شديدة على يد القائد المغربي أبي العباس أحمد بن حدو البطوثي، وأن المجاهدين حفروا تحت خندق سورها الموالي للمرسي، وملأوه بالبارود، ثم أوقدوه فنفطت، وسقط جانب من السور، فاقتحم المسلمون منه، وتسلقوا نحو من كان من النصارى فوق الأسوار، ووقعت ملحمة عظيمة، فر على إثرها النصارى نحو حصن القبيبات الذي بناه المنصور السعدي واعتصموا به يوما وليلة، ثم خامرهم الجزع وطلبوا الأمان.

    فآمنهم القائد أبو العباس أحمد بن على الريفي، المذكور على حكم السلطان، ثم أخذوا زسارى، ولم يعتق منهم إلا أميرهم وحده. وكان هذا الفتح يوم الأربعاء الثامن عشر من المحرم «سنة إحدى ومائة وألف».

    وكان عدد نصارى العرائش قبل الأسر ثلاثة آلاف ومائتين، أسر منهم نحو ألفين، وقتل إثنتا عشرة مائة، ووجد المجاهدون بها من البارود والعدة ما لا يحصى كثرة، ومن المدافع مائتين وثمانين، اثنان وعشرون من النحاس، والباقي من الحديد، ومدفع كان يسمى باسم (الغصاب)، طوله خمسة وثلاثون قدما.وقد أعطى «مانويل القشتالي» معلومات عن هذه الموقعة تفيد أن مدينة (العرائش)، عندما دخلها الإسبان بإذن الملك السعدي الشيخ بن المنصور، وفي زمن الملك الإسباني فيلب الثالث، عملوا على إصلاح تحصيناتها حتى صارت في غاية المناعة، وأن الملك المغربي استعان في فتحها بالملك الفرنسي (لويس الرابع عشر) الذي أمده بخس بوارج (فراقط) لحصارها بحرا، بينما حاصرها المولى إسماعيل بستة عشرة ألف جندي برا، وأن الحصار انطلق من بداية عام 1689، وتخلى عنه المغاربة فترة من الزمن، ثم فرض الحصار عليها من جديد في يونيه من السنة المذكورة، ودام خمسة أشهر، إلى أن استسلم النصارى في الحادي عشر من نونبر.

    وزعم «مانويل» أن ذلك كان على شرط إخلاء سبيل الحامية الإسبانية وتحريرها من الأسر، لكن السلطان أمر بأسرهم، وساقهم إلى فاس ومكناس، وقد قتل من المغاربة جثمانية عشر ألف رجل.وما ادعاء «مانويل» من كون استسلام النصارى للمغاربة كان على شروط -منها أمان الأسرى وتحريرهم- موضوع لا يسلم به الجانب المغربي. كما توضح ذلك رسالة السلطان المولى إسماعيل إلى ملك إسبانيا، التي تفيد أن الأمان بذل لمائة جندي إسباني، لكن هؤلاء رفضوه.

    ولذلك لم يكن من الممكن أن يستفيدوا منه، ويظفروا بالتحرير من الأسر حسب مقتضيات الشريعة الإسلامية وفتاوي فقهاء المسلمين في الموضوع.

    واغتنم المولى إسماعيل فرصة إثارة الموضوع لمطالبة إسبانيا بفداء أسراها بالكتب التي أخذها النصارى من مسلمي الأندلس، ومقابل الأسرى المغاربة الذين كانوا في حوزة الدولة الإسبانية.وفي هذا تقول رسالته المشار إليها:

    «وجه خلاص هذه المائة بالوجه الذي عملناه لكم، وأعطيناكم فسحة فيه، وإلا فالمائة المذكورة أرقاء أسارى من جملة إخوانهم، وذلك أن تعطونا في الخمسين نصرانيا من هذه المائة خمسة آلاف كتاب، مائة كتاب عن كل نصراني من كتب الإسلام الصحيحة المختارة المثقفة… وتعطون خمسمائة أسير من المسلمين في الخمسين الأخرى، عشرة أسارى لكل نصراني من عبد الله إسماعيل المتوكل عن الله، المفوض أموره إلى الله، أمير المومنين المجاهد في سبيل رب العالمي الشريف الحسني أيده الله آمين.

    ثم الطابع الملوكي، بداخله إسماعيل بن الشريف الحسني أيده الله ونصره، وبدائرته «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجل أهل البيت ويطهركم تطهيرا»:

    «إلى عظيم الروم، وملك أقاليم اسبانية وبلاد الهند، والمتولي أمورها، والمنصرف في أقطارها (درنكرلوس).

    السلام على من اتبع الهدى

    أما بعد،

    فقد بلغنا كتابكم صحبة خديمكم (دون منويل بيردلون)، وخديمكم (دون أبيل مسيح)، وهو الكتاب الذي وجهتم لنا جوابا عن كتابنا الذي أصدرناه -إليكم، ووصلكم صحبة (الفرايلي) قبل هذا.

    وبعد أن قرأناه، وفهمنا لفظه ومعناه، وألقى إلينا خديمكم (دون أبيل مسيح) ما في خاطركم، وما طلبتموه منا من فك هذه المائة من النصارى، الذين وقع الكلام قبل هذا، رددنا إليكم جواب كتابكم، ووجهناه من خديم دارنا العلية بالله، كاتبنا ومتولي الخط الأقرب من بساطنا السيد (محمد ابن عبد الوهاب) الوزير.

    ولولا مزيتكم عندنا، ومعرفتنا بمنصبكم، ما سمحنا بفراق كاتبنا عن بساطنا لمهمات أمورنا، وأذنا لخديمنا الأكبر الأعز الأشهر (أبي الحسن القائد علي بن عبد الله) أن يبعث معه رجلا من أصحابه، فوجه خديمنا (عبد السلام بن أحمد جسوس) معاشرا له ومرافقا، وعند الكاتب المذكور قضية دخول جند الإسلام المظفر بالله على نصارى العرايش، وفي علمه وعلى باله كل ما كان في ذلك من الكلام والأسباب، وكيفية الخبر في ذلك، فثقوا به، وتعرفوا منه، فإنه حفظه ورعاه من أوله إلى آخره، لملازمته لسلطنا العلي بالله في سائر أوقاته.

    ونحن بلا شك كنا أعطينا القول لهذه المائة من النصارى بالسراح، ولكن وقع من النصارى ما اختل به منهم الأسباب ما يوجب عدم الوفاء لهم بذلك، فمنهم من كان ينادي بلفظ عينا على رؤوسهم، ومنهم من لم يرض بخروجهم على ذلك لذلك القول، وكاد يفتك بمن دخل إليهم من ختامنا الذين أوفدناهم عليهم، وبعضهم ركب لجج البحر، فارا بنفسه حتى أدرك وقت على الموج، وحاجنا مع هذا كله كبار ملتنا، وعلماء شريعتنا، وأئمة ديننا، بأن قالوا لنا: إن المسلمين كانوا أشرفوا على الغنيمة ساعتئذ، ووقع الغلب والظفر، ولم يبق للنصارى إلا المون بالسيف أو بالغرق، فلا وجه إسراحهم في الشريعة رأسا، وكنا في أثناء هذه المدة كلها نترك الكلام مع هؤلاء العلماء حفظهم الله. وقالوا لنا: هؤلاء المائة يكونون أسارى، ويسترقون من كل وجه، كيف وقد أخذوا العرايش من أول وهلة بلا موجب، بل أضغطوا الشيخ ابن السلطان الذهبي، وقبضوا عليه حتى أنفقوا عليه أموالا عديدة، ومسكوا أولاده بسببها حتى أعطاهم العرايش على ضغط منه، وعلى غير تأويل حقيقي في ذلك، وذكرونا في مسألة غير أسلافكم بأهل غرناطة وغيرهم، بما يزيد على الأربعين زلفا بعد تعدد الشروط على ستين شرطا، ولم يوفوا لهم بواحد منها، إلى غير ذلك من القدر والمكر بأهل غرناطة وغيرهم من أهل الأندلس في كل بلد وقرية بعد بلد وقرية، فألفيناهم ما تكلموا إلا بالحق. ويقينا في حيرة من أجل هذه المسألة من وجهين:

    الأول: لا نقدر نخالف شريعتنا التي هي أساس ديننا.

    والوجه الثاني: ذلك المقول الذي سمعه في تلك المائة أحببنا الوفاء به، وأنفت نفوسنا أن يسمع عنا الناس قلنا كلمة ولا نوفي بها، ولولا معارضة العلماء لنا بعذا الاحتجاج القوي لكنا سرحنا هذه المائة مع (الفرائلي) وأصحابه الذين أتوكم قبل هذا مسرحين.

    فلأجل هذا، أبصرنا كلام علمائنا في هذه النازلة لابد منه ولا محيد عنه، وأحببنا أن تسع الناس أنا وفينا في قولنا، ولم يلزم فيه حرج، ولا معارضة، ولا كثرة اعتراض، ولم يلزم فيه من حجة الشرع إثم، فأردناكم تعملون لنا وجه خلاص هذه المائة بالوجه الذي عملنها لكم، وأعطيناكم فسحة فيه، وإلا فالمائة المذكورة أرقاء أسارى من جملة إخوانهم، وذلك أن تعطونا في الخمسين نصرانيا من هذه المائة خمسة آلاف كتاب (مائة كتاب عن كل نصراني) من كتب الإسلام الصحيحة المختارة المثقفة في خزائنهم باشبيلية وقرطبة وغرناطة، وما ولاهم من المدن والقرى، حسبما يختارها خديمنا المذكور، من المصاحف وغيرها، وتعطون خمسمائة أسير من المسلمين في الخمسين الأخرى (عشرة أسارى لكل نصراني) وإن لم توجد الكتب التي هي مرادنا فاجعلوا عرضها من أسارى المسلمين، وأعطوهم لنا من الأسرى الذين في الأغرية وغيرهم، وقبلنا منكم في العدد المذكور الرجل والمرأة، والصبي الصغير، أو الكبير والشيخ المسن، من أيالتنا وغيرها، إذ ما لنا قصد إلا في الأجر والثواب في فكاك أسرى المسلمين كيف ما كانوا، ومن أي بلاد كانوا، وإلا فالاعتناء الكلي إنما يكون بأهل الدواوين من الجند، أو العلماء حملة الشريعة، وعامة المسلمين، إنما نقصد بفكاكهم وجه الله تعالى، فإن أنتم سارعتم لهذه المسألة فما عملكم إلا الخير في أرواحكم وفي إخوانكم، وإن ثقل عليكم هذا الأمر، ولم تقدروا عليه، فرجعوا تخديمنا الكاتب الذي وجهناه إليكم في أمان الله كما أتاكم، والمائة من النصارى نصيرهم من جملة الأسارى إخوانهم، يخدمون مثلهم.

    وإذا نحن أبصرنا منكم المسارعة لأغراضنا، والجد في ابتغاء مرضاتنا، وأنجزتم بأرواحكم في هذه المسألة فلا ترون منا إلا ما يعجبكم، وحتى باقي نصارا كم الذين هم عندنا من أصحاب العرايش وغيرها من غير هذه المائة نعمل لكم الكلام في سراحهم بما يرضينا فبهم عندكم، إن عملتم الواجب الذي لنا عليكم، وتعرفتم الصواب الذي تعين عليكم، كما ذكرتم في كتابكم.

    وبرجوع خديمنا حامله بما ذكرناه في هذه المسألة نلقاه هذه المائة نصراني لسبتة، ويكون ملتقى الجميع فيها، ولا عندنا معكم في هذا إلا الجد الصحيح، والعمل الصريح بحول الله تعالى: وكتب لسادس عشر ذي الحجة الحرام خاتم عام واحد ومائة وألف.

    ولقد استعان السلطان أبي النصر المولى إسماعيل ببعض من القادة المشهورين والمشهود لهم بمصارعة المحتلين والذين تتكون بهم الرجولة والقيادة والقبيلة اختار المولى إسماعيل العديد من قادة الجيش وخاصة من المناطق الريفية الساحلية ومن ابرز القادة وقادة المجاهدين وقادة القبائل الريفية الشمالية وهاهي أسماء القادة الريفيين في الذين شاركوا في تحرير الثغور المحتلة في العهد الأسماعيلي
    ومن بين أبرزهم في الجيش المغربي وقادة الجهاد قبل حكم أو فترة حكم العلويين علي التراب المغربي و هم


    القائد عمر بن حدو الريفي الحمامي البطؤيء التمسماني

    والقائد أحمد بن حدو الريفي الحمامي البطؤيء التمسماني

    والقائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي الحمامي التمسماني

    منصب القائد عمر بن حدو الحمامي التمسماني عُين أول عامل على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم ألمخزني بناحية (جبالة والفحص) وذلك سنة1672م .والقائد عمر بن حدو الريفي شارك في محاربة البرتغاليين والأوربيين في كافة الثغور المحتلة وبعد وفاة القائد المجاهد الكبير عمر بن حدو تولى القائد علي قيادة المناطق الشمالية ومعظم مجمل الشمال

    ومن أهم المدن التي تقع تحت سيطرة القائد علي الريفي : تطوان - طنجة - أصيلا - العرائش- القصر الكبير - وزان - شفشاون - تاونات.
    ولقد شهدت مدينة تطوان في هذه الفترة تولية القائد علي بن عبد الله الريفي
    قائد بلاد الهبط ومعلوم أن (الهبط) يشمل في عرف المؤرخين المحدثين مجموع المنطقة الشمالية الممتدة من طنجة عبر أصيلا و العرائش والقصر الكبير إلى البصرة والشاون ووزان ومسارة
    (المتوفى سنة 1225هـ)، والذي كان بالرغم من أميته وبدويته رجلاً صالحاً عادلاً، فاستطاع أن ينظم الناس ويوجههم لاسترجاع أهم الثغور المحتلة، فقد كانت مدينة تطوان بعد «مركز الحكم الإسلامي بشمال المغرب ومركز القوة الوطنية المجاهدة، وبذلك كانت الحياة الاجتماعية بتطوان في ذلك العهد حياة بلد مرابط، قرب عدو محارب، يعيش فيه الناس بين حراسة واستعداد وهجوم ودفاع»


    لقد تقرب السلطان للريفيين وخاصة بأولاد القائد عبد الله بن حدو الريفي البطؤي الحمامي التمسماني، التي عرف عنهم تم اعتمادهم من قبل السلطان مولاي إسماعيل لتثبيت حكمة بمناطق الشمالية ومناطق جبالة وأطلس وتحرير بعض الثغور المحتلة، لقد تمكن المغاربة الريفيين بقيادة القائد علي بن عبد الله الريفي، من تحرير جل ثغور الشاطئ الأطلنطي فحررت المعمورة سنة 1681 وطنجة سنة 1684 والعرائش سنة 1689 وأصيلا سنة

    حيث عمد السلطان إسماعيل لتكليف القائد الكبير قائد محور بلاد الهبط في الجيش الإسماعيلي - علي بن عبد الله بن حدو الريفي إلى استرجاع المعمورة (المهدية) من اسبانيا عام 1681 بعد معارك طاحنة دارت بين القوات البرتغالية والاسبانية والجيش المغربي والمجاهدين من قبائل الريف الذي أوكلت لهم ألقيادته العسكرية تحت أمرة القائد عمر بن عبد الله بن حدو الريفي وغيره من القادة من أولاد الريفي.

    البرنوسي :من أسرة تطوانية أصلها من قبيلة البرانس بنواحي تازة،و يوجد بعضهم في الرباط و غيرها، وكان من بين البرنوسيين التطوانيين شخص يشغل منصب خليفة الباشا تطوان، القائد علي بن عبد الله الحمامي في حدود سنة 1113هـ /1701م،هو عبد الرحمان بن محمد البرنوسي ،فقيه زاول القضاء بتطوان من سنة 1223هـ/1808م، إلى أن توفاه الله سنة 1228هـ/ 1813م.(محمد بن عزوز حكيم،معلمة المغرب الأقصى(م.س)ج4ص1198).

    ويمكن الاستشهاد بما قام بها السلطان من تطويع لقبيلة آيت أومالو بفزاز عام 1693، حيث انضم إليه جيش قبيلة آيت يدراسن وقبائل زمور وأهل تذغت وفركلة وغريس، وتجب الإشارة إلى أن مختلف هذه القبائل تم إخضاعها من قبل السلطان مولاي إسماعيل جردها من الأسلحة والخيل في العام 1684، ودفعها إلى الاشتغال بالفلاحة بعد أن قدم لها حوالي عشرين ألفا من الغنم، لكنه يعود فيستعملها لإخماد بعض الفتن وضد القبائل التي تخرج عن سيطرة السلطة المركزية.

    لقد تنوع الجيش التقليدي الإسماعيلي، فشمل إلى جانب الفرق التي تم ذكرها سابقا، فرقا أخرى، كانت تهم في كل وقت وحين إلى مساعدة الجيش النظامي في حركاته ونذكر منها : رماة المدن وبالخصوص بالمدن الكبرى كمدينة فاس ومدينة مكناس ومدينتي الرباط وسلا، يضاف إليها قبائل الرحل، وقبائل المجاهدين التي تم اعتمادهم من قبل السلطان مولاي إسماعيل، فكانت قبائل الحفص متخصصة في العمليات الجهادية بعد أن قنن هذا السلطان عملية الجهاد ضد الأجنبي، وأوكلت إليها مهمة تحرير بعض الثغور كالمهدية وطنجة والعرائش وأصيلا، وحصار مدينة سبتة.

    كما عمل السلطان المولى إسماعيل في إطار تنويع مكونات جيشه التقليد على توظيف بعض العلوج الذين كانوا في الجيش السعدي، والأسرى المسيحيين، الذين استخدموا كتقنيين في المدفعية وفي صناعة المفرقعات واستخدامهم في حصار بعض المدن المحتلة.

    إلى استرجاع المعمورة (المهدية) من اسبانيا عام 1681 بعد معارك طاحنة دارت بين القوات الإسبانية والجيش المغربي الذي أوكلت قيادته العسكرية للقائد عمر بن حدو البطوئي، إذ تم سحق تلك القوات وطردها من المدينة بفعل إتقان المغاربة لفن اختراق الحصون، وحسب طواس بيلو الإنجليزي وهو أحد الأسرى الذين أرخوا لتلك المرحلة، فإن المغرب تمكن من الحصول على ثمانية وثمانين مدفعا نحاسيا وخمسة عشر مدفعا حديدا، إضافة إلى أسلحة وآلات حربية متنوعة.

    ركز الفكر العسكري الإسماعيلي، بعد النصر الذي حققه في المهدية، منصبا على مواصلة تحرير الثغور المغربية المحتلة، وقد عمل على محاصرة مدينة طنجة التي كانت محتلة من قبل الإنجليز، سنة 1684، حيث تم خروج الإنجليز من المدينة بعد معركة قصيرة حسمها الجيش المغربي بقيادة أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي، وغنم فيها المغرب مدافع نحاسية من صنع إسباني تم إرسالها إلى العاصمة مكناس.

    ولاستكمال مسلسل تحرير بقايا الاحتلال الأجنبي للمدن المغربي، واصلت القوات المغربية تعبئتها لطرد الأسبان من مدينة العرائش التي تعتبر موقعا استراتيجيا مهما ورئة حيوية كانت أكثر تحصينا، وهكذا فعمد الجيش المغربي عام 1689، على اقتحامها بعد ثلاثة أشهر من الحصار، بقيادة أبي العباس أحمد بن حدو البطوئي، إذ عمل الجنود المغاربة على حفر الخنادق تحت أسوار الحصون وملئها بالبارود وإشعال النيران فيها، واستعمال آلات الاختراق، والمدافع الثقيلة، والحبال والسلالم لتسلق الأسوار، فنجحت الخطة العسكرية المغربية وجرى قتال عنيف، انتهت باستسلام القوات الإسبانية الموجودة بالمدينة، في حين تمت محاصرة الفارين منها بعرض البحر وتم اقتيادهم إلى مدينة مكناس، وغنم خلالها المغرب الكثير من العدة والعتاد، وصل عدد المدافع حوالي مائة وثمانين مدفعا منها اثنان وعشرين مدفعا نحاسيا.

    وقد تابع جيش المجاهدين بقيادة القائد المجاهد علي بن عبد الله الريفي بأمر من السلطان مولاي إسماعيل تحركاته، نحو المدن المحتلة، حيث أقام حصارا قاسيا على مدينة أصيلا، وصلت مدته إلى سنة، عانت منه القوات الإسبانية الأمرين، ليتم طردهم نهائيا منها في العام 1691، لتنتقل الجيوش المغربية إلى المنطقة الشمالية المطلة على البحر المتوسط حيث تمت محاصرة مدينة سبتة سنة 1694، وأسس على مشارفها معسكرا عرف بـ معسكر الدار البيضاء، واستمر ذلك الحصار لمدة أكثر من ثلاثين سنة، كما حاصر مدن مليلية والحسيمة وبادس.

    قد واجه السلطان عدة موجات من الانتفاضات والتمرد في شتى أنحاء البلاد وجه العديد من قبائل الأطلس. ولقد ورث هدا السلطان وضعا لم يكن مستتبا بالكامل الحركات الحربية تطلبت من المولى إسماعيل جهودا عسكرية جبارة ، في مواجهة حركة الأمير العلوي احمد بن محرز -ابن أخيه- ،الذي ثار بالهوامش الصحراوية معاقل السملاليين سابقا ، وقيام أمراء علويين آخرين كمولاي حران -أخيه- بتمردات في تافيلات ، وحركتي الخضر غيلان ، وال النقسيس الدين عاودوا إثارة القلاقل في الشمال المغربي بدعم من أتراك الجزائر ، وعصيان أهل فاس وتململ قبائل الأطلس المتوسط. وقد كان العنف هو الجواب الوحيد لكل التمردات التي واجهها السلطان بل أكثر من ذلك، وعند قدم المولى إسماعيل من مراكش كان معه العديد من القادة الريفيين ومنهم القائد أحمد بن حدوا الريفي وأخوه عمر بن حدو الريفي هم من قاموا بتثبيت حكم المولى إسماعيل علي الأرض وبعد عشرين سنة من وصول المولى إسماعيل إلى الحكم وفي معركة قطع فيها جيش السلطان إسماعيل على ما يذكر الناصري في الاستقصاء اثني عشر ألف رأس من جنود قبائل فازاز،وبعد هذه المعركة الحاسمة أحكم المولى إسماعيل سيطرته المطلقة على المغرب الأقصى ومنع القبائل من امتلاك السلاح والخيل وهي وسائل القوة الممكنة في تلك المرحلة،

    القادة الريفيون أبناء بن حدو البطيوي الحمامي الريفي ناصروا السلطان منذ توليه للعهد ومن بين القادة الريفيين القائد أحمد بن حدو البطيوي الريفي وأخيه عمر بن حدو الريفي مجاهدي الثغور المحتلة أعدو جاهز يتهم وتوجيه السلاح من أجل القتال في وجه الخارجين على طاعة ولي الأمر السلطان العادل المولى إسماعيل، أولاد الريفي خاضوا حروب قاسية في فترة حكم المولى إسماعيل كانوا من اكبر القادة الريفيين والقبائل والمجاهدين وقبائل الفحص أوكلت لهم تحرير الثغور لأنهم امتازوا بسعة حبهم للتراب وصبرهم وصمودهم بأشياء كثيرة لكنهم أيضا تخصصوا وعرفوا بتخصصهم في العمليات الجهادية في محاربة الصليبيين الطامعين بالإستلاء على أجزاء كبيرة من تراب الوطن .أولاد الريفي امتازوا بهذه النسبة بين كل الجماعات والقبائل الأخرى

    وبعد أن قنن هذا السلطان عملية الجهاد ضد الأجنبي وجمع الأسلحة من سلطة التمرد والقبائل وإخماد معقل الفتنة أينما كانت ولما توفي القائد الكبير عمر بن حدو الريفي تم استدعاء قائد ألمجاهدي في الجيش العلوي العقيد علي بن عبد الله بن حدو الريفي الحمامي التمسماني، أنه يرمز لمدى شجاعة هذا المجاهد البطل و المغوار و كفاح المئات من المجاهدين أمثاله واستلم القيادة علي طنجة والمناطق الشمالية ، وأوكلت إليه في السابق مهمة تحرير بعض الثغور كالمهدية وطنجة والعرائش وأصيلا، وحصار مدينة سبتة. حيث كانت محور بلاد الهبط : بقيادة أبا الحسن علي بن عبد الله الريفي، وصل عددهم 8000 فردا ؛كان القائد علي الريفي من أكبر القادة الذين لهم الخبرة والعسكرة و المعرفة المتنوعة بمكايد الحروب، والكر والفر، وتدبير نزول الجيوش، والأخذ بال أحوط ، وكيفية الهجوم، وافتتاح المحاربة، وعقد الصلح، والمهادنة، وترتيب الشروط، وتعلم الإقدام والمخاطرة، وإدراك المراتب والمزايا. (عبد الرحمان الفاسي، منتخبات من نوادر المخطوطات، مطبعة فضالة، المحمدية، 1978، ص. 17). .

    ويقول محمد الصغير اليفرني عن امتداد حكم هدا السلطان ودخل في طاعته كثير من عمائر السودان ، وامتدت مملكته من جهة المشرق إلى قرب بلا د بسكرة من قرى بلاد الجريد ، وما تمهدت له البلاد الا بعد محاربة طويلة ومقارعة فظيعة ، وبعد أن قاسى من أهل المغرب والثوار المجاهدين الريفيين من الحروب ما هو ادهي وأمر..ولقد تمكن الجيش المغربي هده الانتصارات
    وكللت جهود القائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي في تحرير معظم الثغور المحتلة بالنجاح ، فاسترد المهدية يوم 15 ربيع الثاني عام 1091الموافق 4ماي 1681، وطنجة في فاتح جمادى الأولى سنة 1096الموافق ابريل 1684، والعرائش في يوم 18 محرم 1699، وأصيلا سنة 1112ه/1700م، ولم يتم تحرير سبته رغم تكرار محاصرتها ، وكدا الشأن بالنسبة لبعض الثغور المغربية كمليلة والجديدة.
    لنا تكملة للموضوع





  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية وائل الريفي
    تاريخ التسجيل
    31/05/2009
    العمر
    48
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :



    أضواء على تاريخ الريف في الفترة الحديثة والتسلسل الزمني للريف
    الخامسة افي. قدم الفينيقيون ظهورهم على ساحل المحيط الأطلسي في المغرب وخلق عدادات - JC: Liks (العرائش)، تنجي (طنجة)، في وقت لاحق Tamuda (تطوان). سيتم استبدال من قبل القرطاجيين
    الرابع افي. JC - إنشاء مملكة موريتانيا في شمال المغرب اليوم قبائل البربر. عاصمتها وليلي.
    الثاني افي. JC - النفوذ الروماني المبكر: حضارة رائعة البربرية والرومانية يتطور. ملوك البربر لا تزال سارية.
    25 قبل الميلاد AD-23. JC - عهد الثاني جوبا، الملك الأكثر شهرة في موريتانيا. يقيم في وليلي.
    40-42 م. JC - الفتح من موريتانيا من قبل الجيوش الرومانية. وسيتم تقسيمها إلى محافظتين: في الغرب، مع Tingitane Tingis عاصمتها (طنجة) إلى الشرق، قيسارية (في إقليم الجزائر اليوم). البربر من منطقة الريف والأطلس تحتفظ باستقلالها.

    القرن الثالث - التنصير من موريتانيا، على الرغم من روما لم تعد السيطرة على منطقة صغيرة شمال غرب البلاد.
    429 - الانتقال من المخربين الذين وضعوا حدا لوجود الروماني. المدن اللاتينية تستمر، ولكن هناك ما هو أكثر هيكل السلطة.
    533 - والبيزنطيين استقر في سبتة وموكادور (الصويرة المستقبل) واحتلال جزء من المنطقة.
    غزت هنري الثاني ملك قشتالة تطوان: 1399
    1415: دون Jaolo 1 سبتة المحتلة
    1437: هجوم من قبل الإسبان طنجة شمال المغرب تحت سيطرة بني Ouattas

    1471: أخذ طنجة وAzila من قبل البرتغاليين
    1459: هجوم العرائش
    1457: احتلال مليلية
    1506: أخذ الإسبانية صخرة فيليز ومدن وبلقيس باديس
    1509-1659: سلالة السعديين في 1526 تحتل توات (منطقة الصحراء الجزائرية) وجزء من أفريقيا
    1522: وريف إزالة دي فيليز Penon باللغة الإسبانية
    1531: وريف استئناف R'assaça الاسبانية
    1529-1578: الهبوط الفرنسية والعرائش التثبيت
    1610: وإذ Laraiche من قبل الإسبان
    1578: معركة الملوك الثلاثة تسمى (القوات المغربية معارضة القوات البرتغالية). مقتل المتوكل ل (الزاعم على عرش المغرب)، وسلطان عبد المالك.

    1659: إنشاء سلالة العلويين
    1664: كاترين براجانزا من يجلب طنجة والمهر إلى إنجلترا
    1672-1727: حكم مولاي إسماعيل
    1673: أخذ الإسبانية Nekour الصخور الخروج من أجدير
    1681: عمار بن حدو سورة Rify وجيشه المحاصر ريف آل Mahdya واتخاذ نهاية المطاف على المدينة
    1684-1694: الاحتلال اللغة الإنجليزية من طنجة
    1684: وريف تحت قيادة علي بن عبد الله الريفي سورة هانت طنجة الإنجليزية Rify والاستقرار في المدينة

    1689-1690: الإسبانية العرائش الاحتلال وأصيلة
    1691: الاستحواذ على أصيلة من الريف. وضع أحمد بن حدو الريفي الحصار على سبتة بينما ابن عمه علي بن عبد الله الريفي سورة Rify تمكن من التقاط باديس الحصن
    1681م استرجاع المعمورة (المهدية) من اسبانيا بعد معارك طاحنة دارت بين القوات الإسبانية والجيش المغربي الذي أوكلت قيادته العسكرية للقائد عمر بن حدو البطوئي، إذ تم سحق تلك القوات وطردها من المدينة

    1713م شارك القائد الريفي في تحرير جل الثغور ولعل من أبزر انجازات القائد علي بن عبد الله الريفي تحرير جل الثغور المغربية المحتلة من قبل الايبريين وخاصة مدينة طنجة والعرائش

    1713: وفاة القائد علي بن عبد الله الريفي سورة rify ابنه أحمد بن علي سورة Rify خلفه كما باشا طنجة
    1727: وتطوان تمردوا على السلطة ريف
    1738: تم تقديم تطوان من قبل علي باشا بن أحمد سورة Rify بالتالي سلطتها في جميع أنحاء الريف الغربي.
    1739: والريفي أحمد باشا المتحالفة مع سلطان Mustady خلع من قبل أخيه، وبين تمرد علنا ضد السلطان الجديد.
    1743: معركة الريفي الأحمد باشا مانزا بين الجيش وعبد الله سلطان - وفاة سلطان باشا أحمد عبد الله انتقل إلى طنجة خلال أربعين يوما، تحتكر الثروة أحمد هارون وتضطهد Rify عائلته.
    نجح الريفي عبد الكريم باشا بن علي سورة Rify شقيقه الراحل: 1747. منطقة الريف في طنجة شركة هنت Mustady
    واجه السلطان محمد تمرد في الريف: 1766. اتهم بأنه المحرض يتم القبض باشا عبد سورة AC-cadoq Rify (ابن أحمد باشا باشا وخليفته عبد الكريم الريفي) وعائلته وريف والمنفيين في طنجة مؤثرة. أنشأ السلطان حامية من Abids طنجة لرصد وتحتوي على منطقة الريف.

    1811-1817: ثورة الجبل، هزم في 1813 ولكن ريف شعب الأطلس المتوسط للتغلب على إدارة السلطان العلوي في 1817Smala من قبل دوق Aumale
    1844: تفجير طنجة من جوينفيل دي برانس والفرنسية المغربية معركة Isly التي انتهت في هزيمة المغربية
    1845: الطرد من ريف دمشق عبد القادر أمير مما أسفر عن مقتل اثنين من القرى الذين رفضوا تسليم أمير
    1844: توقيع معاهدة طنجة
    1845: الفرنسية المغربية للا مغنية معاهدة لإقامة 1845 الفرنسية المغربية للا مغنية معاهدة الحدود لإقامة المصطنع بين المغرب والجزائر

    1860: ولادة عبد الكريم القاضي
    1863-1898: هجمات الريف سلبيات presidios (الحصون) الإسبانية
    1864-1900: حملات عقابية ضد sultaniennes ريف
    1882: ولادة محمد بن عبد الكريم الخطابي ش لأجدير في قبيلة البربر من بني Ouariaghi
    1902: تم بو هامارا شرم Roghi (الرجل مع الحمار)، بارزة للمحكمة للدخل عبد العزيز سلطان بهوية مزورة في المغرب بعد تعرضه 1'exil في الجزائر أعلنت شريف تازة. تحت ستار التقية المشاعر، قاد البربر من منطقة إلى الثورة على السلطان. بو هامارا شرم Roghi لا يزال سيد المدينة لمدة سبع سنوات، ولكن بعد بيع امتيازات التعدين الإسبانية، وقال انه يفقد الدعم من قبائل الجبل. وسوف يتم القبض I1 في عام 1909 وسلمت إلى أيل، وأحرقت النار من أجل فاس للسلطان مولاي حفيظ

    1902-1904: محمد بن عبد الكريم البقاء في فاس
    1905: تأسست الشركة من قبل عدد Romanones الألغام ريف
    1906: محمد بن عبد الكريم يصل الى مليلية. اصبح المعلم والكاتب Telegrama ريف ديل
    1907: أصبح عبد الكريم سكرتير لمكتب indigènes1912: وفاة أمزيان ونهاية الإسبانية المغربية
    1913: محمد بن عبد الكريم هو فارس من وسام إيزابيل الكاثوليكية
    1914: محمد بن عبد الكريم القاضي يصبح المحاكم مليلية
    واعتقل محمد بن عبد الكريم جرح وسجن في مليلية: 1915
    1917: يضيع وممتلكات عبد الكريم القاضي، قرر العودة إلى مليلية
    1917: الاضطرابات في سوس
    1918-1919: M'Hammed ومحمد عبد الكريم بن عودة لأجدير.
    1919: فرنسا عروض لشراء اسبانيا الريف
    1920: وفاة عبد الكريم القاضي. سيلفستر العام يذهب إلى Anoual للسيطرة على الانتفاضة يقودها عبد الكريم
    1921: عبد الكريم يصبح زعيم جيش ريف المقاتلين. 22 يونيو
    22 يونيو 1921: انتهت معركة مع Anoual ريف فوزا ساحقا. وقتل بعض الجنود والإسبانية 20000 تم القبض على الآلاف

    1921-1927: استخدام الجماعي على يد الجيش الإسباني الفوسجين، ثنائي الفوسجين، الكلوروبكرين، وخاصة غاز الخردل، وأكثر المعروفة باسم غاز الخردل

    1922: ريف وفد السفر في فرنسا وانكلترا
    1923: إعلان جمهورية الريف
    1924: حصار الفرنسية من قبل ريف الفرنسية في Ouergha، مع الأخذ الشاون من قبل الجيش ريف
    1925: الهجوم في Ouergha الريف.
    ريف الحرب الفرنسية

    25 مايو 1926: الزعيم عبد الكريم البربرية يذهب إلى القوات الفرنسية، وإنهاء خمس سنوات من الكفاح ضد الاستعمار في الريف. نفي في جزيرة ريونيون.
    إنشاء مدينة الحسيمة من الإسبانية

    1931: الموت لاجتماع عبد الكريم الأم
    1947: تم مغادرة عبد الكريم ريونيون، رحب في مصر
    1945-1950: عبد الكريم يرأس اللجنة المغاربية في القاهرة

    1953: وفاة والخطابي ش عبد السلام (شقيق عبد الكريم)
    1958-1959: أعمال الشغب في ريف علامة من الاحتجاج على التهميش والإهمال التي هي متجهه فيها. هذه الاضطرابات قد خلقت وعي الحسن الثاني للمخاطر تحتاج لمشاهدة لبقاء النظام. فهي بهذا aberrantly مع الرضا أن ذبح الآلاف من المدنيين
    1960: عبد الكريم محمد الخامس اجتماع في القاهرة
    يونيو 1965: أوقف الملك أعمال شغب شعبية لقمع شديد، ويفترض البرلمان صلاحيات كاملة، وتحتل أيضا منصب رئيس الوزراء
    1960-1990: سنوات الرصاص في المغرب، في ريف عنيفة الاعتداء والقمع وعقبات خطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في عهد الحسن الثاني

    1963: وفاة محمد بن عبد الكريم الخطابي ش
    1981: أعمال الشغب بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية
    يناير 1984: المغرب لديه موجة من أعمال الشغب التي اندلعت مرة أخرى ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية. وتحدث أيضا هذه الاضطرابات من قبل الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية للحد من تهريب في القطاع
    مليلية الإسبانية القنب والاتجار به عبر الشمال

    ديسمبر 1990: موجة جديدة من أعمال الشغب انتشرت في فاس ولد طنجة وتطوان والحسيمة. وأفادت مصادر رسمية 40 حالة وفاة بينما تتحدث مصادر غير رسمية أكثر من ألف ضحية لفاس الوحيد

    أكتوبر 2001: خطاب أجدير وصدور المرسوم الملكي بإنشاء IRCAM
    24 فبراير 2004: زلزال غير مسبوق في الحسيمة، نحو 700 حالة وفاة وإصابة الآلاف بجروح
    في الفترة من 21 ديسمبر 2004: اختبارات الأداء من قبل هيئة الإنصاف والمصالحة (هيئة الإنصاف والمصالحة) من ضحايا انتهاكات سنوات الرصاص

    الجيوش البرتغالية تدخل مدينة طنجة بينما يغادرها سكانها جماعيا وذلك إثر مفاوضات من أجل إطلاق سراح أفراد من عائلة السلطان التي تم اعتقالهم من طرف البرتغال بمدينة أصيلة. وهذا هو السبب الحقيقي في احتلال طنجة التي كانت أسوارها منيعة ودفاع أهلها مستميت ,,,


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية وائل الريفي
    تاريخ التسجيل
    31/05/2009
    العمر
    48
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :

    الريفي المجاهد ومهمة تحرير الثغور المحتلة
    لقد تمكن الريفيون من استرجاع الثغور والثكنات العسكرية للاحتلال الأجنبي
    أولاً استرجاع المعمورة من أيدي الأسبان
    كانت مستعمرة إسبانية من سنة 1614 إلى سنة 1681م. وتعددت محاولات تحرير المعمورة من جانب الدولة السعدية وحركة العياشي، وكذا حركة الدلائيين، وعانى سكان المنطقة من نهب خيراتها. وأخيراً تم تحريرها في العهد الإسماعيلي على يد القادة أولاد الريفي والريفيون المجاهدون كانت
    المناطق الشمالية مركز للمجاهدين الريفيون،
    من مآثر القادة الريفيين وعلى رأسهم القائد علي بن عبد الله الريفي طيب الله ثراه، وفي العهد الإسماعيلي وفي القرن السابع عشر والثامن عشر تم استرجاع علي أيدي القادة الريفيين المجاهدين أغلب الشواطئ والثغور المغربية المحتلة، واسترجاع عدة مدن كانت بأيدي الأسبان،كانت لهم اليد العليا بعد يد الله بفتح الثغور المغربية؛ وهذه ثلاثة منها وهي مهدية [ يوم السبت 12 ربيع الثاني عام 1092هـ/ 3ماي 1681م] وطنجة [ يوم الأحد 1 ربيع الثاني عام 1095هـ/ 16 أبريل 1684م] والعرائش [ يوم الأربعاء 18 محرم عام 1101هـ/ 18 أكتوبر 1689م]، وبقيت سبتة ومليلية والبريجة. والبريجة.
    وشهر القادة الريفيين في بناء القلاع الحصينة على طول البلاد وعرضها.
    - فلما تحقق الظفر بالبرتغاليين؛ وعند فتح المعمورة والانتصار على البرتغاليين تم مراسلة المولى إسماعيل، فقدم إلى المعمورة بعد الفتح المظفر على يد القادة الريفيين في رابع عشر ربيع الثاني عام 1096هـ وبها من الكفار ثلاثمائة فارس

    - ومن باب أخر حاصر القائد عمر بن حدو البطيوي الريفي قلعة المعمورة الكائنة على حلق وادي سبو، « فحاصرها وأخذها عنوة عند صلاة الجمعة ثالث عشر ربيع الثاني. قيل: قطع الماء عنها، وأخذها عنوة بغير قتال، ولم يمت أحد من المسلمين في فتحها، وغنم جميع النصارى الذين كانوا بها، وأموالهم وسلاحهم وآلات الحربية، وأتى بجميع ذلك إلى مكناس.

    - ونجد عند الضعيف الرباطي في تاريخه اسم القائد الذي بعثه المولى إسماعيل لفتح المعمورة، وهو القائد عمرو بن حدو الريفي. وقيل إن المعمورة أخذت على يديه.« قيل بعد قتال عنيف وقيل دون قتال، وهناك من يقول أخذت بقطع الماء عنها... تم اعتقال النصارة وجيء بالنصارة الذين تم اعتقالهم على يد جيش عمر الريفي والقادة الريفيين.لمكناس»
    - وجاء عند أكنسوس في (الجيش العرمرم) أنه لما بلغ المولى إسماعيل « أشراف العساكر التي بالمهدية على الفتح والظفر العظيم، توقفوا على حضوره، فتوجّه إليهم لكي يشاهد الفتح التي حققه القائد عمر البطيوي، وأخرج رئيس النصارى فأمّنه، وأخرج أصحابه وكانوا ثلاثمائة وستة، والغنيمة أحرزها المجاهدون أهل الريف والفحص
    الذين كانوا رابطين عليها مع القائد عمرو بن حدوالبطيوي

    والقائد الكبير أحمد بن حدو قائد تطوان : تولى قيادة المجاهدين الذين حرروا المهدية عام 1092هـ/1681 م بعد وفاة أخيه عمر القيادة مع أبن أخيه القائد علي بن عبد الله (الاستقصا ج 4 ص 80).
    لقد ظلت المعمورة تحت النفوذ الإسباني مدة67 سنة، من 1614 إلى 1681م. وحاصرها القائد عمر بن حدو قائد الجيش المغربي والمجاهدين ومن بعد وفاة القائد المجاهد الكبير عمر بن حدو تولى القيادة القائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي، انتظر القائد علي قدوم المولى إسماعيل لحضور هذا الفتح، فاستلمت القلعة بدون قتال كما أسلفنا في السابق، واستسلم قائدها في 30 أبريل 1681م، وكأنما أهديت المعمورة إلى المولى إسماعيل، فكانت هدية مهدية إليه بذخائرها وعتادها. ومنذ 30 أبريل 1681م أصبح يُطلق على المعمورة اسم مهدية. وكان لهذا الحدث دويٌّ كبير في أرجاء المغرب. وأصلح القائد علي الريفي ميناء المهدية عند مصب وادي سبو.«وقد اتخذ منها منذئذ تكنه لجيش ،

    لمحة تاريخية عن القنيطرة وقصبة المهديـة
    وهذه سيرة أخرى في نفس الموضوع ونصها :
    تقع القصبة عند مصب وادي سبو، على المحيط الأطلسي، على بعد 12 كلم من مدينة القنيطرة,. بنيت فوق منحدر صخري ولا زالت أطلال أسوارها بارزة لحد الآن على الساحل الأطلنطي وذلك من أجل التحكم في هذه المنطقة الساحلية وحمايتها.

    تاريخ هذه المدينة لا زال يلفه الغموض. بعض المؤرخين اعتبروا الموقع ثغرا قرطاجيا يرجع إلى القرن الخامس ق م، البعض الآخر يرجع تاريخ تأسيسها إلى بني يفرن، ما عدا هذا، فالمدينة أو منطقة المعمورة لم يرد ذكرها إلا في عهد الموحدين خلال القرن الثاني عشر الميلادي حيث قام عبد المؤمن ببناء 120 مركبا في هذه المنطقة. منذ هذه الفترة، انتقلت المدينة إلى مكان تبادل تجاري صغير حيث تتم الاتفاقات والمبادلات التجارية مع الأوروبيين.

    هذا التطور لم يدم طويلا حيث تم تدمير المدينة خلال النزاع الذي نشب بين السعيد وأبو سعيد عثمان المريني. في سنة 1515، نزلت القوات البرتغالية بالمنطقة من أجل بناء قصبة عند مصب نهر سبو وقد تمكن محمد البرتغالي السعدي من محاصرة المدينة وطرد البرتغاليين.

    في سنة 1614، تمكن الأسبان من استعمار المدينة مــدة 67 سنــة وأطلقوا عليها اسم " سان ميكيل د أولترامار". وبعد عدة محاولات تمكن السلطان العلوي المولى إسماعيل من الدخول إلى المدينة وهكذا ومنذ ذلك التاريخ ستعرف هذه القصبة بالمهدية وكان يحكمها القائد علي الريفي الذي بنى بابا كبيرا ومسجدا وقصرا وحماما وسجنا وعدة بنايات.

    حاليا هناك مجموعة من البنايات لا زالت بارزة داخل القصبة والتي تجسد أهمية الموقع، نذكر بالخصوص السور ثم بوابتين، ويعتبر الباب الواقع ناحية الشرق الأهم على المستوى الهندسي، حيث تم بناؤه بالحجر بطريقة متناسقة ويذكرنا بأبواب مدينة سلا وأبواب مدينة الرباط الكبيرة مثلا العلو" وباب زعير والتي ترجع إلى الفترة الموحدية.

    بالإضافة إلى هذه البنايات، تضم القصبة بعض البنايات الأخرى ذات الطابع الهندسي المتميز، ونذكر منها منزل القائد الريفي والذي بني خلال القرن السابع عشر الميلادي وحمام خاص ذو نمط إسباني - موريسكي، ومخازن مياه تم سجنا ومسجدا وكذلك مجموعة من
    الفنادق والمحلات.



    وتمكن الريفيون فترة السلطان المولى إسماعيل تحرير القنطرة الصغيرة التي كانت تمتد فوق بحيرة الفوارات والتي حطمت سنة 1928. أطلقت السلطات الاستعمارية الفرنسية على المدينة اسم "بورت ليوطي" سنة1933وإسترجعت اسمها الحقيقي بعدما أسترجع المغرب استقلاله من فرنساسنة1956 كما كانت تسمى " حلق المعمورة " و" حلق سبو " وعرفت الاحتلالين البرتغالي سنة 1515 والإسباني سنة 1614، وتمكن القائد المجاهد علي الريفي من تحرير القنيطرة و القلعة سنة 1681..
    ، وحصار مدينة سبتة ومليلة،والدفاع عن السواحل ودارت

    وأخيراً تم تحريرها على يد القادة الريفيين المجاهدين، وأصبحت المعمورة مهدية، وأصبح اسم المعمورة يُطلق على الغابة المجاورة لمهدية، وأصبح على مشارف حلق الوادي قلعة عتيدة، وبدأ عهد آخر من تاريخ مهدية

    وهناك دارت معارك وثورات مشهورة في التاريخ السياسي للمغرب، بعضها يعرفه أغلب المغاربة، ولكن معظم تلك المعارك وخلفياتها و حيثياتها تخفى على الكثير

    وسنلقي الضوء على تلك المعارك والثورات، شخصياتها، وقائعها، وبالأخص تأثيرها على المسار السياسي للمغرب.
    لم يتقبل المغاربة قط ولم يتقبل حكام المغرب الذين تعاقبوا على حكمه أن تكون سبتة أو مليلية تابعة لتاج غير التاج المغربي. يحكي التاريخ حكايات حروب شنها الجيش والمجاهدين المغاربة من أجل استرجاع سبتة





    وبعد وفاة المولى رشيد، السلطان العلوي اعتلا العرش أخيه المولي إسماعيل وفور اعتلاء العرش

    قام بتوحيد المغرب عبر شن حروب في جميع الاتجاهات والواجهات في الشمال والجنوب والشرق والغرب استطاع المولى إسماعيل وقبائل الريف والمجاهدين المرابطين علي الثغور الشمالية تحت قيادة القائد (أبي الحسن)علي بن عبد الله بن حدو الريفي الاستيلاء على مدينة العرائش، التي كان يحتلها الأسبان منذ العهد السعدي والقائد المجاهد عبد الله بن حدو الريفي
    وإذا كان سلاطين الدولة السعدية قد اعتمدوا في سياستهم إزاء الجهة الريفية على امتداد قرنين من الزمن

    .كان يُشترط في تعيين هذا القائد أن يكون من أصل ريفي وغالبا ما كان ينتمي إلى أسر مشهود لها بالشجاعة والشرف و تنحدر من الريف؛ ومن زعماء الريف وأشهرهم كانوا من قبيلة تمسامـان فيما عُرف في مصادر التاريخ بـ "جيش المجاهدين الريفيين".


    وكما نعلم من إشارة دالة أوردها المؤرخ عبد الكريم بن موسى الريفي الذي عاصر تلك المرحلة، أن "أولاد الريفي" هؤلاء، قد تبوؤا منصب القيادة على ناحية جبالة، الفحص وكل الشمال منذ سنة 1084 / 1673، إذ، وكما يقول، ابتداء من: " تلك الـسنة وأهـل الريف عمال على تلك البـلاد وعلى الريـف وكـارت " .

    كان عامل الريف يسير ويشرف على الجهة الريفية بأكملها انطلاقا من مقر إقامته في طنجة أو تطوان اعتمادا على وساطة خلفائه المحليين الذين كانوا يسهرون بالدرجة الأولى على تنظيم العسس البحرية المنتشرة على طول الساحل المتوسطي من سبتة إلى مليلة، وهذا ما يفسر تسميته أيضا في وثائق تلك المرحلة "بعامل الثغور". أما لقبه الثالث أي، "نائب الملك"، فهو دليل على الدور الدبلوماسي الذي كان يضطلع به، بحيث كان ينوب عن السلطان فيما يخص الشؤون الخارجية، ولا سيما تلك التي تهم المنطقة الريفية، كالعلاقات التجارية الخارجية والمفاوضات السياسية مع الدول الأجنبية .



    لقد تمكن جيش الريفي من استعادة العرائش وأصيلا، اتجه جيش الريفي إلى سبتة من أجل تخليصها من الاستعمار الإسباني.
    ويحكي الناصري في كتابه الشهير «الاستقصا بأخبار المغرب الأقصى» الجزء الثالث المخصص للدولة العلوية، قائلا: «
    ثم سار القائد علي الريفي بالجيش المغربي

    والمجاهدين

    حصار وتحرير بعض الثغور
    كان حصار العرائش بقيادة علي بن عبد الله الريفي وذلك يوم 19 غشت 1689م حيث دام الحصر ثلاثة أشهر ونصف إلى أن تم الفتح يوم الأربعاء 18 محرم 1101هـ/1689م وكان الفتح مصدر فرصة وسرور للمغاربة وقد أعطى المولى إسماعيل, اهتماما لمدينة العرائش بعد فتحها حيث اتخذها كموقع استراتيجي ساحلي بشمالي المغرب وقد أنشاء الباشا أحمد هناك قصر وإقامة مخزنية للقائد أحمد بن حدو الريفي وعمر العرائش بألف وخمسمائة جندي من جيش مكناس وحصنها وعزز الميناء وبنى مدرسة وسوقا,

    إن الحصار العرائش الذي دام ثلاثة أشهر ونصف، وتم وضع البارود تحت أسوارها بعد أن تم التسرب عبر حفائر، وبعد أن تهدمت الأسوار دخل جنود المجاهدين الريفيين« فوجدوا سوراً من العُود، فكان الحرب بينهم عليه سجالا، ثم بعد ذلك فرّ العدو إلى البساتين، فأقاموا بها يوما وليلة، فدخلهم الرعب في الحين، فخرجوا منها أذلةً صاغرين. وكان عدد نصارى العرائش قبل الاستيلاء عليهم ثلاثة آلاف ومائتين، وحين ظفر الجيش والريفيون بهم وأسروا منهم ألفين وقتلوا منهم اثني عشر عشرة ومائة، ووجدوا فيها البارود والعُدّة ما لا يُحصى كثرةً


    فحلّ بالكفار لأجل فتح العرائش ندامةً وحسرةً، فدخل جميعَهم الرعبُ برّاً وبحرا؛ إذ دخلها المسلمون عُنوةً وقَهراً، وكان فتحها يوم 18 محرم عام 1101هـ

    وقيلت قصائد في هذا الفتح منها قصيدة عبد الواحد بن محمد بوعنان ( - 1106هـ)، منها قوله:

    ألا أشــر فهــذا الفتـح نــــور بعين الحــق قد حرس الثغور

    وطيرُ السعد نادى حيث غنّى قد انشرحت بفتحكم السرور

    1690

    القائد علي الريفي قائد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الاسباني للجيوب الشمالية و حاصر سبتة قرابة ثلث قرن) )



    فكانت لأولاد عبد الله بن حدو البطؤي الحمامي التمسماني قيادة القبائل وعلي رأسها قبيلة ورياغل كبرى القبائل المغربية وقيادة المجاهدين والحفص كانوا أولاد الريفي متخصصين في العمليات الجهادية أخذوا على عاتقهم عملية الجهاد المقدس ضد الأجنبي الغازي، وأوكل للريفيين أولاد حدو الحمامي مهمة تحرير بعض الثغور كالمهدية وطنجة والعرائش وأصيلا والقنيطرة



    هناك معارك شهد لها التاريخ وقد تمكنوا الريفيين المغاربة من الحفاظ على مدنهم وثغورهم ومقاومة جيش فرنسا واسبانيا والبرتغال التي كانت تتنافس على احتلال أجزاء كبيرة من المغرب سواحل المغرب الأقصى أصبحت أطماع المحتلين الأوربيين تغزوا وتهاجم الجهة الشمالية وتحتل الثغور من خلال الكتب التاريخية وسير الأبطال، التي تشبع بشجاعتهم وإقدامهم، والتي تعود الاستمتاع بها، والنهل من تجاربهم. واعتبار أن امتلاك النصارى للثغور المغربية يعتبر خزيا وعارا على جبين الأمة، وتحديا على القائد العسكري الريفي أن يركبه لتحريرها من يد المحتل. .



    إلقاء نظرة سريعـة على المنطقة الشمالية من المملكة المغربية التي كانت هـذه المدينة المجيدة الأصيلة عاصمـة لها، لا في عهد الحمايـة الإسبانية فقط، بل وفيمـا قبل الحماية بقرون، وخاصة منذ القـرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي، حينمـا قام أمير المؤمنين مولاي إسماعيل بإسناده ولايـة المنطقة الشمالية إلى المجاهـد القائد علي بن عبد الله الحمامي، فامتد نفوذه من تطوان إلى الناظور، وكانت تطوان مركزا لهـذه الولايـة التي كانت من أبرز ولايات المملكة المغربيـة في القـرن الأول لقيام الدولـة العلويـة الشريفة ..
    وإذا كانت المنطقة’ الشمالية المغربيـة على وجـه التحقيق تمتد حـول البحر الأبيض المتوسط وبوغـاز جبل طارق، من رأس اسبارطيـل بطنجة غربا إلى ضفاف نهر ملويـة شرقا، مرورا بمدينتي سبتة وتطـوان في الناحية الغربية إلى مليلية والناضور في الناحيـة الشرقية،
    وقد أشرنا إلى أن تطوان قد صارت منذ فجر الدولة العلوية معقلا للجهاد من أجل استرجاع الثغور الشمالية المحتلة

    فابتدأت هذه الحركة بولاية القائد أحمد بن حدو الريفي السابق الذكر، وتلاه القائد علي بن عبد الله الحمامي سنة 1713 وهو من أسرة القائد أحمد المذكور، ولاه مولاي إسماعيل على المنطقة الشمالية من تطوان إلى الناضور، وذلك بعد وفاة سلفه مباشرة سنة 1679 كما تقدم، فقام القائد علي بتسيير المجاهدين الأبطال الذين حرروا مدينة طنجة من الاحتلال الإنجليزي سنة 1683 ثم حرروا مدينة العرائش من الاحتلال الإسباني سنة 1689 واسترجعوا مدينة أصيلا من يد الإسبانيين كذلك سنة 1690 ثم اتجه القائد علي إلى حصار مدينة سبتة إلى أن وافاه الأجل المحتوم، وهكذا قضى هذا القائد المجاهد مدة ولايته في الجهاد من أجل العقيدة والوحدة والكرامة.
    وخلفه في الولاية وقيادة المجاهدين ولده القائد أحمد بن علي الموفى سنة 1743 وهو القائد أحمد الثاني من أسرة القائد أحمد بن حدو الريفي التي حكمت إقليم تطوان بل منطقة الشمال في عهد أمير المؤمنين مولاي إسماعيل العلوي.
    وقد واصل القائد أحمد الثاني حصار مدينة سبتة وكان على وشك اقتحامها في فاتـح المحرم سنة 1132 هـ موافق 14 نونبر 1719 بجيش يقـدر بثلاثين ألف مجاهد، ولكن القوات الإسبانية المتفوقة أحبطت هذه المحاولة العسكرية المغربية الجبارة ولـم يكن المغـرب ضعيفا من الناحية العسكرية. وإنما كان يحتاج إلى دبلوماسية ماهـرة وإلى جهاز مخابرات متيقظ ساهر، وإلى خطـة حربية جديدة أيضا لكسب المعركة.
    ونذكر مـن آثار القائد أحمد الثاني بتطوان قصـره الفخم الذي شيده بـزنقة المشوار، وقـد صار هذا القصر بعده مقرا لعمـال تطوان، ثم صار مقرا لخليفة السلطان في عهـد الحماية الإسبانية وعـرف بالقصر الخليفي.
    ومن آثاره كذلك بناء برج مرتيل سنة 1719 وقد جدد هذا البرج سنة 1759 في عهد الملك المقدس محمد الثالث على يد عامله بتطوان عبد الكريم ابـن زاكور،


    القائد أحمد بن حدو الريفي المعروف عند أهل قبائل غمارة ب **با حدو ** الصورة له من سفارته للملك شارل الثاني بإنجلترا عام 1682 (أحمد بن حدو الريفي) قد عين على ولاية الإقليم في العهد الإسماعيلي - أحمد بن حدو قائد تطوان

    : تولى قيادة المجاهدين الذين حرروا المهدية عام 1092هـ/1681 م بعد وفاة أخيه عمر القيادة مع القائد علي بن عبد الله (الاستقصا ج 4 ص 80).


    وبعد اعتلاء المولى إسماعيل العرش بدأ بتحرير المدن والمراكز التي كانت في قبضة الانجليز والبرتغال ولم يكن تعزيزه نشاط المغرب الاقتصادي بأقل كما يقول أندري جوليان من نبه عن حوزة البلاد وفي عام 1000هجري /1688م انطلق قائد المولى إسماعيل (احمد بن حدو البطوئي الريفي)على رأس المجاهدين لتحرير العرائش ولم تكد تمر سنتان على تحرير أصيلا ثم البريخة (الجديدة ) وتأسيس الصويرة حتى تهلهل النفوذ البرتغالي في المنطقة واستأنف المغرب مبادلاته مع اوربا وكان في الطليعة
    ص - 1







    لوحة السفير القائد أبو العباس أحمد بن حدو الريفي في سفارته للديار الإنجليزية سنة 1682 م للمفاوضات حول قضية طنجة .المعروف عن هذا القائد أنه هو (با حدو) .موجودة هذه اللوحة الآن بالمتحف البريطاني
    الفتى الريفي أحمد بن حدو أصبح حاكما
    ص - 2


    القائد احمد بن حدو البطيوي التمسماني الريفي و هي بكثرة سواء في المصادر المغربية و الغربية .و يكفي أن القائد احمد بن حدو الريفي في سفارته لانجلترا للملك شارل الثاني في مارس سنة 1682م ,كان أول شخصية مغربية يزور أكسفورد مما يدل على مكانة هذا الرجل
    يقال أحمد بن حدو الريفي انه أعطى لقومه مالاً كي يشتروا به مل يلزمهم لحرث وزرع الأرض ....فأكلوا المال واصرفوه في مصالحهم الخاصة و لم تحرث الأرض.فعندما سألهم بن حدو عن الغلة كذبوا عليه وأجابوه
    بأنه لم يكبر شيئا سوى الأشواك.. فأمرهم أن يحصدوا الشوك ثم أمرهم يحرقه وحرث الأرض من جديد.كان حكيما عندما فكر انه يجب أن ينزع الشوك م الأرض لتضل خصبة .ولكن في زمنه كانت تكنولوجية الحرث فقيرة و تقليدية ...فقيل عنه حرث الشوك بقومه.. ...الله يرحم بحدو

    من مداشر الفحص
    تعتبر قبيلة الفحص القبيلة المغربية الوحيدة التي تعود أصول سكانها إلى جميع أنحاء المغرب وذلك لأنها كانت طيلة التاريخ المغربي أرض الجهاد والدفاع عن حوزة المغرب،فعلى ترابها كان يتجمع المجاهدون والمتطوعون المتوجهون إلى الأندلس أيام المرابطين والموحدين.واليها قصد العديد من رجال التصوف ومعهم الآلاف من أتباعهم لمحاربة البرتغاليين وذلك أواخر العهد الوطاسي وطيلة العهد السعدي واستشهد على أرضها العديد من هؤلاء الصلحاء المجاهدين.وفي عهد المولى إسماعيل قصد هذه المنطقة جيش الريف بقيادة القائد عمر بن حدو الريفي وانضاف اليه متطوعون من جميع أنحاء المغرب لمحاصرة طنجة وتحريرها من يد الانجليز وهو الحصار الذي دام لمدة خمس سنوات وتوج بفتح طنحة واسترجاعها إلى حظيرة الوطن سنة 1095هـ.لذلك نستطيع القول :إن سكان الفحص الحاليين هم أبناء أولئك المجاهدين الذين تعاقبوا على هذه المنطقة عبر جميع المراحل المشار إليها.فقد أصبحت القبيلة بعد فتح طنجة أرض جيش و أقطعت أراضيها للمجاهدين لتعميرها واستغلالها مقابل الخدمة العسكرية حينما تدعو الضرورة.ولذلك نستطيع القول إن هذه القبيلة هي مغرب مصغر مع غلبة لأهل الريف بطبيعة الحال لأن معظم الجيش كان منهم.وها هي بعض قرى ومداشر قبيلة الفحص مع بيان الأصول التي ينتمي إليها معظم سكانها.وذلك كما كان عليه الأمر في بداية القرن العشرين.ولا شك ان الوضع الآن يختلف والكثير من هذه المداشر قد ابتلعته المدينة وأصبح جزءا منها:

    قرار تعين أحد أبرز القادة والمجاهدين الريفيين
    عين السلطان المولى إسماعيل عمر بن حدو الريفي التمسماني كحاكم على أصيلا وتطوان والقصر الكبير قبائل جبالة




    جبالة يطلق على الجزء الغربي من جبال الريف في شمال المغرب. جبالة اسم نسبة إلى جبال الريف وهي مجموعة عرقية بالمغرب الأقصى.
    اسم (جبالة)سيطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في اطار التعديل الذي قامت به للتقسيم الإداري لعمالات وقبائل المملكة.وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية(جبالة والفحص) وذلك سنة 1672 م.أماقبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين بـ (جبال غمارة) ولدى السلطة المركزية بـ (بلاد الهبط) ومنطقة جبالة تمتد على شكل هلال من منابع ورغة - بإقليم تازة محاذيا الريف وغمارة إلى أن يطل على البحر الأبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة. اما من الغرب فيمتد على طول لساحل الاطلسي محاذيا قبائل الخلوط والطليق وبني مالك وسفيان وشراردة وشراڭة والحياينة وغياثة وهو مايعني مساحة قدرها 13000 كلم مربع.
    أما القبائل التي تنتمي إلى هذه المنطقة (جبالة) فعددها44 قبيلة وهي:
    انجرة - الحوز - وادراس - بني مصور - جبل حبيب - بني يدير - بني حزمر - بني سعيد - بني عروس - بني ليث - بني حسان - بني كرفط - سوماتة - اهل سريف - بني يسف - بني زكار - الاخماس - غزاوة - بني أحمد - صرصار - مصمودة - رهونة - آل الربع - بني مستارة - بني مزڭلدة - سطة - بني زروال - فشتالة - سلاس - بني ورياغل - الجاية - مزراوة - بني زيات - رغيوة - مثيوة - فناسة - بني ونجل - أولاد بوسلامة - مرنيسة - بني وليد - صنهاجة غدو - صنهاجة مصباح -البرانس - التسول.
    ولا يّعرف سبب عدم ادراج قبائل غمارة التسع ضمن المجال الترابي لبلاد جبالة رغم أن كل المؤرخين يعتبرون غمارة أم القبائل الجبلية كما أن كل القبائل الغمارية تتكلم اللهجة الجبلية باستثناء قبيلة بني بوزرة. ونفس الشيء نقوله عن قبيلة غياتة فالطابع الغالب عليها لغة عادات وتقاليد وغناءهو الطابع الجبلي.
    وخلال الفترة الاستعمارية كانت قبائل جبالة الواقعة غرب نهر اللوكوس خاضعة للاستعمار الأسباني اما الواقعة شرقه فكانت تابعة للنفوذ لفرنسي. اما الآن فهذه القبائل موزعة على أقاليم طنجة وتطوان والعرائش وشفشاون ووازان وتاونات وتازة.
    و سكان هذه القبائل لهجتهم هي اللهجة الجبلية والتي تضم كلمات من اللغة الأسبانية نتيجة سنوات الاستعمار
    أما أصولهم فمتنوعة أغلبهم ذو أصول الامازيغية العربية والاندلسية.كما أن بينهم العديد من الاسر التي تنتمي إلى النسب الادريسي.
    ومن أهم المدن التي تقع في قلب هذه المنطقة أو على حدودها: تطوان - طنجة - أصيلا - العرائش- القصر الكبير - وزان - شفشاون - تاونات.


    يطلق الجزء الغربي جبال الريف في المغرب شمال من على جبالة. جبالة اسم نسبة إلى جبال الريف وهي خبراء عرقية بالمغرب الأقصى.

    واسم (جبالة )سيطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في إطار التعديل الذي قامت به للتقسيم الإداري لمعالات وقبائل المملكة، وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية(جبالة والفحص) وذلك سنة1672م .أما قبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين ب(جبال غمارة) ولدى السلطة المركزية ب(بلاد الهبط) ومنطقة جبالة تمتد على شكل هلال من منابع ورغة بإقليم تازة محاذيا الريف وغمارة إلى أن يطل على البحر الأبيض المتوسط عند قبيلة انجرة. أما من الغرب فيمتد على طول الساحل الأطلسي محاذيا قبائل الخلوط والطليق وبني مالك وسفيان وشراردة وشراﯕة والحياينة وغياثة وهو ما يعني مساحة
    قدرها 13000 كلم مربع أما القبائل التي تنتمي الى هذه المنطقة (جبالة) فعددها44 قبيلة
    ورقة من كتاب ذكر بها أسم القائد المجاهد عمر بن حدو الريفي الحمامي التمسماني



    وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية(جبالة والفحص) وذلك سنة1672م .
    والقائد عمر بن حدو الريفي هو نفسه المذكور في صفحات الكتاب أعلاه
    أسئلة للبحث:
    لماذا خرج أو اخرج هؤلاء من قبيلتهم؟
    أين استقروا؟
    هل كانت أيام القائد المذكور أيام فتنة؟
    __________
    رسالة هامة الى القائد عمر بن حدو الريفي الحمامي

    منتديات جبالة Montadayat Jbala :: منطقة جبالة :: كتب ووثائق حول جبالة

    ما يلي
    وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية(جبالة والفحص) وذلك سنة1672م .
    والقائد عمر بن حدو هو نفسه المذكور في صفحات الكتاب أعلاه
    أسئلة للبحث:
    لماذا خرج أو اخرج هؤلاء من قبيلتهم؟
    أين استقروا؟
    هل كانت أيام القائد المذكور ايام فتنة؟
    __________
    معلومة ذكرها المرحوم ابن رحمون العلمي في مخطوط شذور الذهب إن أولاد الجراي يوجد منهم داران بالقصر الكبير
    أرجو التفاعل مع الموضوع لمن يملك أي معلومات
    وجزآكم الله خيرا
    بالنسبة لمخطوط شذور الذهب هو مخطوط في انساب السادة الا دارسة أيضا مع التركيز على الموجودين بمنطقتنا حفظهها الله والمرحوم المريني العياشي اعتمد عليه في فهرسه
    المخطوط موجود عندي وان شئتم رفعته لكم
    بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين .
    إن مغادرة أرض الأجداد واستبدالها بموطن جديد ، يكون في الغالب نتيجة لظروف قاهرة ، لما عرف عن بني الإنسان من ارتباط بالأرض التي نشأ فيها ، وفي هذا السياق ندرج مغادرة شريحة هامة من الشرفاء على عهد القائد عمر بن حدو الريفي لأرض أجدادهم واللجوء إلى أماكن أخرى :
    ففي محاضرة ملقاة من طرف الأستاذ علال معكول من كلية الآداب بمكناس تحت عنوان :"نماذج من تصدي العلماء للفساد الاجتماعي والديني والصوفي خلال القرنين الهجريين الحادي عشر والثاني" في إطار الندوة التي نظمتها جامعة محمد الأول بو جدة تحت عنوان "ندوة الحركة العلمية في عصر الدولة العلوية إلى أواخر القرن التاسع عشر" سنة 1993 وهي من منشورات هذه الكلية ، يقول :
    " ...في سياق هذا الصراع (أي بين العلماء وأصحاب السلطة) نضع رسالة أحمد بن عبد القادر التستاوتي* المؤرخة بتاريخ 1091 هجرية / 1680 ميلادية إلى القائد عمر بن حدو الريفي ، نصحه فيها بالرجوع عما يقوم به من تنكيل للأشراف وأهل التصوف لشغلهم بأنفسهم عن أهلهم وذويهم ، وتكليفهم بأنواع الأعمال على سبيل السخرة تحقيرا لهم وإيقافا لمد نفوذهم بين الناس حتى لا تتقوى المعارضة هنا وهناك ، ومنها قوله : "....لقد بلغني أن همتك تشرئب للتولية على أبناء الصالحين وأنك تريد أن تستخدمهم وتجعلهم في طي قبضتك ، متكلا على جاهك وسطوتك ، فتعجبت من هذا على ما بلغني من أنك تحب الجهاد وتحافظ على الصلوات الخمس ، وتديم الأوراد ، وكيف لا نعجب والمنافاة بين القصدين ظاهرة . وبالجملة فإن أردت نصرة الدين ، وقصدت من أن تردهم إلى اقتفاء آبائهم ومتابعة السلف الصالح ، وتأمرهم بعمارة المساجد والمدارس المعطلة .....وحينئذ ينبغي أن يطيعوك ، ومن عصاك عصى الله ورسوله وخرج عن طاعة الإمام ، وأما إن كنت إنما تريد بذلك مجرد الشهرة أو إهانتهم أو أنهم ليسوا على شيء ، أو لا تكاد تجد فيهم من ينفعهم أو يدفع عنهم ، فقد جعلت نفسك هدفا....واستطاب لك أن تبعث أصحابك لأبنائهم يأخذون منهم السخرة ن ويستعملون عليهم بجاههم.....وهب ان العقوبة تأخرت عنك إلى الدار الآخرة فماذا تقول ؟ وبأي شيء تعتذر ؟ وقد نصحناك ، فإن قبلتها فلك أجر من قبل النصيحة ، وإن رددتها فنحن براء منك و(اقض ما أنت قاض ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)....."
    ومن خلال هذه الرسائل يتضح دور العلماء في حماية الشريعة والمجتمع من الفساد ، وحماية السلطة بتنبيه رجالها إلى ما يمكن أن ينتج عن الشطط والميل عن الحق والعدل ، بعدم إمضائه والسماح به ، من خلال الوظائف التي يقومون بها ، تدريسا وخطابة وإفتاء وقضاء وحسبة وإيمانا برسالتهم الدينية والحضارية التي لا يقوم بها من حفظ شيئا من العلم ولكن من اتصف بخصال العلماء العاملين بعملهم المستنيرين بنور الحق وبالشريعة ظاهرا وباطنا ......"

    * أحمد بن عبد القادر التستاوتي من رجالات العلم والتصوف وأحد شيوخ الزاوية الناصرية على عهد السلطان المولى إسماعيل قادته مواقفه بسبب انهيار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والدينية إلى السجن بفاس .


    ولقد شهدت مدينة تطوان في هذه الفترة تولية القائد علي بن عبد الله الريفي (المتوفى سنة 1225هـ)، والذي كان بالرغم من أميته وبدويته رجلاً صالحاً عادلاً، فاستطاع أن ينظم الناس ويوجههم لاسترجاع أهم الثغور المحتلة، فقد كانت مدينة تطوان بعد «مركز الحكم الإسلامي بشمال المغرب ومركز القوة الوطنية المجاهدة، وبذلك كانت الحياة الاجتماعية بتطوان في ذلك العهد حياة بلد مرابط، قرب عدو محارب، يعيش فيه الناس بين حراسة واستعداد وهجوم ودفاع»
    في عهد المولى إسماعيل (1673- 1721 )،وكان يُشترط المولى إسماعيل رحمه الله في تعيين هذا العـامل أن يكون من أصل ريفي وغالبا ما كان ينتمي إلى أسر مشهود لها بالشجاعة تنحدر من الريف؛ كانت، في البداية، عبارة عن فرق محاربة تابعة لجنـد الدولة عُهدت إليها مسؤولية تحرير الموانئ المغربية من الاحتلال الأجنبي تحت قيادة زعماء أشهرهم كانوا من قبيلة تمسامـان فيما عُرف في مصادر التاريخ بـ "جيش المجاهدين الريفيين". ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه هذا "الجيش الريفي"بقياده علي بن عبد الله في استرجاع المدن الساحلية المحتلة من المهدية إلى طنجة في ظرف وجيز من 1681 إلى 1691. فقد أجاز السلطان المولى إسماعيل لآل الريـفي بتعمير تلكم المراسي والاستقرار في أحوازها، وبالأخص في فحص طنجة حيث منح لهم امتيازات إقطاعية.ونعلم من إشارة دالة أوردها المؤرخ عبد الكريم بن موسى الريفي الذي عاصر تلك المرحلة، أن "أولاد الريفي" هؤلاء، قد تبوؤوا منصب القيادة على ناحية جبالة، الفحص وكل الشمال منذ سنة 1084 / 1673، إذ، وكما يقول، ابتداء من: " تلك الـسنة وأهـل الريف عمال على تلك البـلاد وعلى الريـف وكـارت " .وكان قائد الريف علي بن عبد الله يسير ويشرف على الجهة الريفية بأكملها انطلاقا من مقر إقامته في طنجة أو تطوان اعتمادا على وساطة خلفائه المحليين الذين كانوا يسهرون بالدرجة الأولى على تنظيم العسس البحرية المنتشرة على طول الساحل المتوسطي من سبتة إلى مليلة، وهذا ما يفسر تسميته أيضا في وثائق تلك المرحلة "بعامل الثغور". أما لقب علي الريفي الثالث أي، "نائب الملك"، فهو دليل على الدور الدبلوماسي الذي كان يستلح به، بحيث كان ينوب عن السلطان فيما يخص الشؤون الخارجية، ولا سيما تلك التي تهم المنطقة الريفية، كالعلاقات التجارية الخارجية والمفاوضات السياسية مع الدول الأجنبية،
    ههؤلاء الريفيون مقاتلون قاتلوا ببسالة تشبع التاريخ بشجاعتهم وهذا القائد الفاتح أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي الحمامي التمسماني قائد كتائب الجيش المغربي التي أوكلت له مهمة تحرير الثغور المغربية المحتلة كالمهدية وطنجة و العرائش وأصيلا، وحصار مدينة سبته للقائد الريفي ذا أهمية كبيرة في تاريخ المغرب ومن خلال الكتب التاريخية المغربية والأجنبية وضحت الكثير من تاريخ هذا المجاهد
    المقدام القائد الريفي علي بن عبد الله وابنه الباشا احمد الريفي كيلهما من ابرز القادة العظام المغاربة في القرن 17 و الثامن عشر م . و فبعد ما دمر الانجليز، تحت ضغط المقاومة الريفية المغربية ، المقر العام لحكمهم بطنجة، قام الباشا المغربي، علي بن عبد الله الريفي، الذي كان في وقتها حاكما لمجمل المنطقة الشمالية، ببناء القلعة علي شكل قصر رائع و مقر للسلطة المغربية بالمدينة البناء كان على شكل قصر يقيم به الحاكم القائد علي الريفي ويمارس انطلاقا منه مهام الحكم والتسيير والقضاء والإدارة، وتم تحصينه بسور داخلي قبل بناء السور الذي يحيط المدينة كلها. وحتى يصبح المكان رمزا لاستعادة الدولة لسيادتها ضم القصر جميع ميزات الهندسة الإسلامية في العصر الوسيط، فأحاطت به المساجد والحمامات، فيما ضم في أرجائه الواسعة مختلف مرافق إقامة الحاكم الريفي: بيت المال (دار الخراج)، المحكمة (دار الشرع)، السجن (دار التقى أو الوقاية)، مسكن السلطان
    (دار الشرفاء) إضافة إلى المسجد الأعظم. وهذه هي عناصر الحكم والتسيير الأساسية في تلك المرحلة التي عاصرها القائد الفاتح علي بن عبد الله الريفي.
    وقد خلف هؤلاء القادة العظام أولاد الريفي آثارا كثيرة بطنجة وتطاوين وأعمالها من أبنية وغيرها تشهد بعلو همته هذه العائلة العريقة والشريفة

    لقد وقعدت عدة غزوات خلال العهد الإسماعلي بقيادة قائد المجاهدين والقبائل الريفية العقيد علي بن عبد الله الريفي وابنه الباشا احمد بن علي الريفي تم فيها هدم مجموعة من الأبراج المحيطة بمليلة إلى جانب هجوم نظم على أسوار المدينة وما تم أثناء ذلك من تجديد قلعة تزوظا. لقد اكتسبت أسرة الريفي شهرة واسعة بمقاتلة الغزاة والمحتلين إذ أنجبت هذه العائلة مجموعات من القادة الشجعان الأكفاء وسببوا قلقا ومعاناة للقوات الغازية ولقد برز دور هؤلاء القادة في العهد السعديين وعهد المولي إسماعيل العلوي حيث قادوا الجهاد عدة قرون.

    لحظة دخول البرتغاليين لسبتة أعادها الله للإسلام.


    ومن أهم حلقات التاريخ المغربي التي تبين طبيعة العلاقة بينه وبين جيرانه الأسبان والبرتغال تلك التي تحكي قصة اغتصاب بشع لمدينة كانت من أروع المدن في زمانها, ويطول الحديث بذكرها والتغني بأمجادها ورجالاتها
    وتبدأ قصة مدينة سبتة كما يقول الأستاذ الناصري في الاستقصا بعد فراغ المولى إسماعيل من حين أمر الجيش بالانصراف (إلى سبتة فنزلوا عليها وحاصروها واستأنفوا الجد في مقاتلتها وأمدهم السلطان بعسكر من عبيده وأمر قبائل الجبل أن تعين كل قبيلة حصتها للمرابطة على سبتة وكذلك أمر أهل فاس أن يبعثوا بحصتهم إليها فكان عدد المرابطين عليها خمسة وعشرين ألفا وتقدم السلطان إليهم في الجد والاجتهاد فكان القتال لا ينقطع عنها صباحا ومساء وطال الأمد حتى أن السلطان رحمه الله اتهم القواد الذين كانوا على حصارها بعدم النصح في افتتاحها لئلا يبعث بهم بعدها إلى حصار البريجة فيبعدوا عن بلادهم مع أنهم قد سئموا كثرة الأسفار ومشقات الحروب واستمر الحال إلى أن مات القائد أبو الحسن علي بن عبد الله الريفي وولى بعده ابنه القائد أبو العباس أحمد بن علي الريفي التمسماني والقتال لا زال والحال ما حال وفي كل سنة يتعاقب الغزاة عليها والسلطان مشتغل بتمهيد المغرب ومقاتلة برابرة جبل فازاز وغيرهم ولم يهيئ الله فتحها على يديه ودار 8القائد أحمد بن علي ومسجده اللذان بناهما بإزاء سبتة أيام الحصار لا زالا قائمي العين والأثر إلى اليوم)


    وكان بداية حصار المغاربة لها سنة 1694م واستمر إلى حدود سنة 1724 م كما في بعض اللوحات التذكارية التي وجدتها معروضة في القلعة البرتغالية التي بنيت لتحصين المدينة من هجمات المغارة.أي أن الحصار دام فوق الثلاثين سنة!!!

    إن الحصار تكرر مرارا في عهود متأخرة وقد وجدت لوحات كثيرة منتشرة داخل القلعة, تحكي قصة الحصار وكم دام وتصور صورة الجيش الريفي و الإسماعيلي حول الأسوار وكيفية دفاع الأسبان عن القلعة وفي بعضها حكاية عن عدد القتلى من الجانبين وما كان يسببه الجيش الإسماعيلي بقيادة القائد علي بن عبد الله الريفي والباشا الثائر أحمد بن علي الريفي من خسائر داخل القلعة وما حولها
    مع الإشارة في بعضها إلى أن الحصار كان متضمنا لرمي بالمدافع من جهة القائد الريفي ومحاولات بحرية أيضا.
    بعد الحصار وفشله عمليا انصرف الجيش الريفي بعد وفاة السلطان , وبالتعيين في عهد السلطان العلوي محمد بن عبد الله سنة 1373 هـ ـ نقلا عن الاستقصا ـ (خرج السلطان من مراكش فقدم مكناسة وفرق الراتب على العبيد بها وبعث إلى الودايا راتبهم وأمرهم بالنهوض معه للتطواف على الثغور البحرية من بلاد المغرب فخرج من مكناسة حتى أتى مدينة تطاوين فنزل بها وأمر ببناء برج مرتيل الذي بها وفرق المال على العبيد المقيمين به منذ أيام السلطان إسماعيل وهم بقية عبيد سبته أعني الذين كانوا يرابطون عليها فإنه لما انحل نظام الملك بموت المولى إسماعيل وتفرق العبيد المرابطون على سبته فلحقت كل طائفة منهم بقبيلتها التي جلبت منها
    وبهذا تطوى آخر صفحة من صفحات الحصار الجيش المغربي والمجاهدين للمدينة السليبة ردها الله إلى أصحابها.





    وقد حاصر الريفيون سبتة عام 1144هـ بعد وفاة والده المولى إسماعيل وذلك بقيادة الباشا أحمد بن علي الريفي الذي عمل على دعم الدفاع عن المنطقة بإقامة أبراج منها (برج مارتيل) عام (1132هـ/1719). وبسبب السياسة المغايرة التي قام بها المخزن ابتداء من سنة 1875حيث استبدل عامل الريف أو عامل الثغور بشبكة من القواد المحليين تحت إمرة عامل مخزني موفد يدعى قائد الحدادة مقر استقراره الدائم قصبة جنادة أو فرخانة على مشارف مليلية، وقائد مماثل على مشارف سبتة حيث طبقت نفس السياسة بمنطقة جبالة. كما تم تعيين نائب مخزني يقيم بدار النيابة السعيدة بطنجة كان بمثابة وزير الأمور البرانية أو الشؤون الخارجية
    إلغاء سياسة اللامركزية وإشراك "النخب المحلية" الريفية التي كانت متبعة من قبل السلاطين السابقين؟ انتفاضة قبلية عارمة امتدت كما جاء في إحدى الوثائق المخزنية "من قلعيه إلى بني وريا غل" ، أما سبب انتفاض القبائل الريفية ضد هذه السياسة غير المسبوقة بسبب إقصاء القبائل المجاهدة والاقتتال الداخلي علي منصب اعتلاء العرش بعد وفاة المولي إسماعيل والفتن وقتل قادة المجاهدين وترحيل أسرهم وعائلاتهم من مكان سكناهم لقد ضعفت شوكة المجاهدين وضلعت هيبتهم فضاعت سبتة في احضان المحتل


    لقد استفحال التغلغل الأجنبي ولاسيما عقب مؤتمر مدريد سنة 1880 واندلاع حرب مليلة 1893.


    .وهناك الدليل القاطع على أن أهل الريف لم يتخلوا أبدا عن روحهم الوطنية
    الوطنية سواء قبل أو بعد ظهور محمد بن عبد الكريم الخطابي؟.


    ولسبتة مدينة الأجداد في قلوبنا حق معلوم...!!

    ومنذ احتلال المدينتين سبتة ومليلية وأسبانيا تمارس حملة شرسة من أجل طمس الهوية ولا يظن البعض أنها قضية مغربية

    تخص المغاربة وحدهم بل هي قضية الأمة كلها، كما لا يظن أن المغاربة قد قصروا في الدفاع عنها أو محاولة تحريرها، فقد حاول القادة الريفيين فترة المولى إسماعيل في القرن السادس والسابع عشر الميلادي، حيث حاصر الريفيون في هذه الفترة مدينة سبتة ولم يُقدَّر لهم أن يفتحوها، ولا يختلف الاحتلال الاسباني للمدن المغربية سبتة ومليلية في شيء عن تلك التي بذلها الغزاة الصليبيون في كل بقعة عربية وضعوا أيديهم عليها، أو تلك التي يبذلها العدو الصهيوني المسخ في فلسطين وبيت المقدس الأسير اليوم، هنا دُكت الصوامع وهُدمت المساجد وهُدمت البيوت فوق رؤؤس أصحابها ، ويذكر المؤرخون أنه عندما سقطت مدينة سبتة كانت مآثرها تفوق مآثر القيروان، إذ كان فيها ألف مسجد ونحو مائتين وخمسين مكتبةً، ولم يبق من هذه المعالم الحضارية الإسلامية سوى مساجد قليلة لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، كما وضعت أسبانيا إجراءات قانونية مختلفة للحد من هجرة المسلمين نحو المدينتين، بهدف محو الوجود الإسلامي بالتدريج، وشجعت في المقابل الهجرة الأسبانية وهجرة اليهود الذين تزايد عددهم في الستينيات والسبعينيات خصوصًا في
    مدينة سبتة،
    نحن في أمس الحاجة فعلاً إلى إعادة كتابة التاريخ وتدريسه بطريقة سليمة حتى لا نفصل الأجيال القادمة عن هويتها وتاريخها, فالتاريخ للأمم كالجذر للنبتة, أتمنى أن يصبح هذا الأمر أولوية قصوى في المرحلة الآتية أو القادمة

    طرفة إنسانية عرفت عن القائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي الحمامي التمسماني

    سيدي أبو بكر ابن سيدي الحاج الشهيد ألبقالي: أحد الأولياء المجاذيب السائحين، كان عازبا لم يتزوج، و كان يشرب الخمر و يمر في طرق تطوان على حالة جذبه و الطبالون وراءه، أرسل القائد علي الريفي بعض رجاله إليه وطلبوه وأحضروه حيث كانت له علاقة صداقة مع القائد الباشا علي بن عبد الله الريفي، والد الباشا أحمد الذي عاب عليه شرب الخمر وعاتبه وطلب منه عدم شرب الخمر والرجوع إلى الله فسقاه من شرابه كأسا كان فيها الفتح عليه، توفي هذا السيد عازبا و دفن بحومة السانية من حومة العيون من تطوان رحمه الله و رضي عنه، جزآك الله عنه خيرا أيها القائد الريفي النبيل الطاهر وأدخلك الفردوس الأعلى مع الصادقين والشهداء


    قصر القائد علي بن عبد الله الحمامي الريفي .. بالقصبة و اليوم قد تهدم كليا بعد الإهمال الطويل الذي طالة و هو من المباني التاريخية الهامة بطنجة كرمز للتحرير طنجة سنة 1684 ميلادي /1095 هجري و.و هذا المبنى قد تم قصفه من طرف الفرنسيين سنة 1844 بالمدفعية من البحر ..


    القائد..علي بن عبد الله الريفي : قائد تطوان توفي بطنجة عام 1125 هـ/1713م كان أميا يشاوره المولى إسماعيل ويعمل برأيه وقد خضع له قواد الريف والقصر والعرائش وطنجة وتطوان مدة ثلاثين سنة وتولى عمل تطوان ابنه “الباشا احمد ” وهو غير القائد احمد الذي كان واليا بتطوان أواخر القرن الحادي عشر فقد لقب الأول بالباشا، وقد بقي القائد المجاهد. علي بن عبد الله الريفي محاصرا لسبتة إلى أن مات وكان ولده الباشا احمد بن عبد الله الريفي خليفة له في الرباط علي سبتة وواصل هذا بعد توليه الباشاوية ست سنوات إلى عام 1131هـ /1718م مع استمرار رباط المجاهدين بعد ذلك (تاريخ تطوان ج 2 ص33).
    إن الأدوار الجهادية والمعمارية التي ساهمت بها أسرة الريفي"
    في تحرير الثغور الشمالية المحتلة من التراب المغربي شيءٌ عظيم الريفيين أولاد وأحفاد القائد عبد الله بن حداو لريفي هم من استرجاع العديد من الثغور المحتلة، وخاصة المناطق الساحلية، فحرروا المهدية سنة 1092هـ، وطنجة سنة 1095هـ، والعرائش سنة 1101هـ، ثم أصيلا سنة 1102هـ. وحاول القائد الكبير علي بن عبد الله الريفي وابنه الباشا أحمد الريفي تحرير سبتة ومليلية سنة 1106/1693م.
    أنزل الله نصره على عباده الطائع المجاهد علي بن عبد الله في مواقع كثيرة من المدن الساحلية التي كان يحتلها الأوربيون. فاستعاد من الأسبان مدينتَي العرائش والمهدية (1680/1681)، واستولى على طنجة وأخرج الإنجليز منها سنة 1688.
    كما حاول القادة الريفيون التوسع في الشرق، فساروا إلى تلمسان في اتجاه نهر شلف، إلا انه لقي مقاومة عنيفة من الأتراك، إلى أن وقع الصلح بين الباشا أحمد الريفي وبين الأتراك:.
    أحتفظ الباشا أحمد الريفي مع العثمانيين بعلاقات مميزة، فالتزم بذلك واحتفظ للعثمانيين بعلاقة متميزةّ.
    وعرف عن الريفيين استماتتهم في الدفاع ضد هجمات الأيبيريين المغيرين على بعض الجزر والثغور المغربية، آل الريفي لم يكن شيء يبعدهم عن دينهم. جهاد طويل كان الإيمان باعثهم فيه وحاديهم. ولم يسجل التاريخ قط أن أبناء آل الريفي خاصة وأهل الريف في مجموعه تهاون يوما عن الجهاد إذا ما دُعي إليه، فكأنما الريفي بمتطوعيه قلعة للجهاد والذب عن الدين.البواعث الدينية للريفيين المجاهدين في حروبهم الريفي لا يقبل أي اعتداء عليه لصلابته في الدين وصيانة عرضه من المعتدين" القائد علي الريفي أبدع في مجال التصدي للحملات الصليبية البغيضة ومقاومة الاستعمار القائم على بلاد الهبط ، وبلاد الهبط كانت محط عناية الدوائر الاستخباراتية الفرنسية الاستعمارية التي ركز قادة الاستعمار لاهتمامهم بالمنطقة الشمالية للمغرب طوال عدة قرون استعدادا لبسط النفوذ الاستعماري على الساحل الشمالي للوطن العربي
    ذلك أن الريفيين كانوا دائما في جهاد مع العدو، وكيف يتوانى عن الجهاد ويتخلف من كان في الدين صلبا وعن عرضه صائنا كان جهادهم جهاد مسلمين ضد نصارى ولذلك قاوموا جهد مُستطاعهم وتحت قيادة القائد المجاهد علي بن عبد الله بن حدو الريفي لقد أصبحت وفي عهد حكم آل الريفي علي تطوان أصبحت تطوان منطلق سفراء المغرب إلى الخارج وعرفت وزارة الشؤون الخارجية منذ العهد الإسماعيلي (العز والصولة لابن زيدان ج1ص273) فكان أول وزراء لها من شمال المغرب وهما علي بن عبد الله وأحمد بن علي الريفيين ومن ذريتهما ءال ابن عبد الصادق بطنجة وكانت مهمتهم المفاهمة مع الدول وعقد المعاهدات والاستصدار والاستيراد وفض المشاكل العارضة وكانت النيابة بطنجة صلة الوصل بين وزارة الخارجية المغربية والسلك الدبلوماسي الأجنبي وكان قائد طنجة قبل ذلك هما القائمين بمباشرة الأمور مع الأجانب ومدينة تطوان لقبت عاصمة حكم آل الريفي، وفي عهدهم لقبت ب " القدس الصغيرة " مما يرمز إلى علاقتها بالمشرق العربي على إثر زيارات حجاجها و طلبتها إلى مكة المكرمة وإلى القاهرة و نابلس....وكذلك علاقات علمائها بشخصيات كالشيخ راشد رضا و شكيب أرسلان
    السلطان المولى إسماعيل جعل على رأس اهتماماته السياسية تحرير الثغور المغربية من يد البرتغال والأسبان والإنجليز، وقد تمكن بالفعل من تحرير العرائش، وأصيلا، والمهدية، وحاصر سبتة، فكان القتال لا ينقطع عنها صباحا ومساء، وطال الأمد، حتى إن السلطان، رحمه الله ، اتهم القواد الذين كانوا على حصارها بعدم النصح في افتتاحها، لئلا يبعث بهم بعدها إلى البريجة فيبعدوا عن بلادهم، مع أنهم سئموا كثرة الأسفار ومشتقات الحروب.(6)
    وهذه صورة لبرج السلام .الذي كانت به المدافع البرونزية بطنجة من اقدم الأبراج بمدينة طنجة و قد ذكره الكابطان براثوايت في كتابه سنة 1728 م و الكابطان بوريل سنة 1808 م . لقد ضيعت هذه المعلمة التاريخية من الأيادي العابثة بتاريخ طنجة وتاريخ أمجاد وأجداد عائلة الريفي .



    أما بخصوص فتح طنجة وإعادة بنائها، وبناء مساجدها وسورها فيقول الناصري :"عقد السلطان المولى إسماعيل، رحمه الله، للقائد أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي، على جيش المجاهدين، ووجهه لحصار طنجة، فضيقوا على من بها من النصارى وطاولوهم إلى أن ركبوا سفنهم، وهربوا في البحر، وتركوها خاوية على عروشها"(4) ونقل الناصري عن "البستان" أنه "لما ضاق الأمر عل النصارى الذين بطنجة، وطال عليها الحصار خربوها وهدموا أسوارها


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية وائل الريفي
    تاريخ التسجيل
    31/05/2009
    العمر
    48
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :

    الأدوار لتاريخية الموثقة للمراحل الحقيقية والتاريخية والموقع الجغرافي الذي تمتعت به عائلة الريفي
    إن عائلة الريفي و تولي زمام قيادة القبائل الريفية والمجاهدين وتحرير المدن والثغور الهبطية والمهدية والعرائش عائلة الريفي وسلاطين الدولة السعدية كانت قيادة الجيوش الشمالية بيد القائد عبد الله بن حدو الريفي وفي فترة دولة السعديين،وفي عهد السلطان محمد الشيخ،حيث كان سلاطين الدولة السعدية قد اعتمدوا في سياستهم إزاء الجهة الريفية بقيادة قائد المجاهدين عبد الله بن حدو الريفي ، وأيضا لهم باع طويل بتثبيت الدولة العلوية، كما دون الناصري في الاستقصا، بقيادة علي بن عبد الله حيث كان له أعمال واضحة بسياسة القصر ونيابة المولي إسماعيل العلوي في منطقة الشمال وكان يتمتع القائد علي بروح القتالية العالية
    في عهد المولى إسماعيل (1673- 1721 )،وكان يُشترط المولى إسماعيل رحمه الله في تعيين هذا العـامل أن يكون من أصل ريفي وغالبا ما كان ينتمي إلى أسر مشهود لها بالشجاعة تنحدر من الريف؛ كانت، في البداية، عبارة عن فرق محاربة تابعة لجنـد الدولة عُهدت إليها مسؤولية تحرير الموانئ المغربية من الاحتلال الأجنبي تحت قيادة زعماء أشهرهم كانوا من قبيلة تمسمـان فيما عُرف في مصادر التاريخ بـ "جيش المجاهدين الريفيين". ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه هذا "الجيش الريفي"بقياده علي بن عبد الله في استرجاع المدن الساحلية المحتلة من المهدية إلى طنجة في ظرف وجيز من 1681 إلى 1691. فقد أجاز السلطان المولى إسماعيل لآل الريـفي بتعمير تلكم المراسي والاستقرار في أحوازها، وبالأخص في فحص طنجة حيث منح لهم امتيازات إقطاعية.ونعلم من إشارة دالة أوردها المؤرخ عبد الكريم بن موسى الريفي الذي عاصر تلك المرحلة، أن "أولاد الريفي" هؤلاء، قد تبوؤوا منصب القيادة على ناحية جبالة، الفحص وكل الشمال منذ سنة 1084 / 1673، إذ، وكما يقول، ابتداء من: " تلك الـسنة وأهـل الريف عمال على تلك البـلاد وعلى الريـف وكـارت " .وكان قائد الريف علي بن عبد الله يسير ويشرف على الجهة الريفية بأكملها انطلاقا من مقر إقامته في طنجة أو تطوان اعتمادا على وساطة خلفائه المحليين الذين كانوا يسهرون بالدرجة الأولى على تنظيم العسس البحرية المنتشرة على طول الساحل المتوسطي من سبتة إلى مليلة، وهذا ما يفسر تسميته أيضا في وثائق تلك المرحلة "بعامل الثغور". أما لقب علي الريفي الثالث أي، "نائب الملك"، فهو دليل على الدور الدبلوماسي الذي كان يضطلع به، بحيث كان ينوب عن السلطان فيما يخص الشؤون الخارجية، ولا سيما تلك التي تهم المنطقة الريفية، كالعلاقات التجارية الخارجية والمفاوضات السياسية مع الدول الأجنبية

    وفاة مولاي إسماعيل وهدم مدينة الرياض.
    وبعد وفاة المولى إسماعيل العلوي سنة 1139 هـ قامت اضطرابات، واندلع العنف على يد جيش العبيد، فصارت الفوضى والمذابح تسيطر على جميع البلاد، وخصوصا منها فاس ومكناسة. فتراموا على السلطة وسيطروا على الدولة، فأخذوا ينصبون الملك الذي يكثر عطاءهم من أبناء السلطان إسماعيل، ويخلعون من كان قبله، فشرعوا المزايدة في الملك، وأخذوا يقتلون كل من يقف أمام مصالحهم. في هذه الظروف الحساسة والمؤلمة قتل الرئيس أبو علي الحسن ابن عبد الخالق بن عبد الله الروسي(25) حقدا عليه. فيقول صاحب النشر المثاني: [ ففي صبيحة اليوم الذي ورد فيه الخبر على فاس بموت السلطان صاحب الترجمة، قتل أهل فاس قائده بها الرئيس أبا علي بن عبد الخالق بن عبد الله الروسي عامل السلطان على فاس بما أضمروا له الحقد لتصرفه فيهم بالمغارم، وأخذ الحق من الظالم للمظلوم، وزجر السفهاء عن أهل المروءة، ولعدم اتخاذه منهم العمال والوتادين والمفردين وأهل الضرب والتجريد].
    وبعد وفاة الأميرين أحمد الذهبي وعبد المالك ولدي السلطان إسماعيل، يصف لنا تاريخ الضعيف ونشر المثاني المأساة التي حلت بالبلاد حيث يقولان: عاد وصفان سيدي البخاري يعبثون بالأشراف، يبايعون وينكثون ويخلعون ويقتلون وبسبب ذلك لحق الدولة الهرم، وكانت دولة أبيهم من أعظم الدول في الإسلام وبهجة في جميع الأيام وفي عام تسع وأربعين ومائة وألف أهلك الله كل من خرج على السلطان مولاي عبد الله ،وقويت الفتن ،وارتفعت الأسعار للفتن وقلة الأمطار وقاس الناس الشدائد العظام من شدة الغلاء، وماتت بالضيقة رقاب كثيرة وقل الإدم وانقطع اللحم وبلغ القمح نحو ثمان موازنات للصاع، ولم يزل الأمر في شدة وازدياد فتن وفرت الناس كل فرار، إلى أن قال: والأمر بعد ذلك يزداد وكثر أهل الفساد في الحاضر والباد وعم جميع المغرب الغلاء وعظم البلاء وأكل القوي الضعيف وصارت أحوال الناس غنيمة ولا بقي في الناس عهد ولاية وكثرت المنكرات واشتد الخوف في الطرقات وغلت الأسعار في جميع الأمصار ولاسيما مدينة مكناسة وفاس وكانتا محصورتين من كل جهة من الناس وكثر في المدينتين الخراب وضيق عليهما من كل جهة البرابر والأعراب وتوالت في أيام السلطان سيدي محمد ولد عربية الهزائم على العساكر، إلى أن قال: ومازال الزرع في الزيادة إلى أن بلغ مائة مثقال للوسق يعني وسق القمح وبيعت الدار الجيدة في ذلك الوقت بستين مثقالا وأقل ولازال الديار في البخس وفي رجب من العام احترقت قيسارية مكناسة وفسدت فيها أموال كثيرة و فيها بلغ الزرع ما ذكرنا وفي تلك السنة ماتت عامة الناس بالجوع وعجزت الناس عن دفن موتاهم وكانوا يرمونهم في الأزقة والمزابل وغير ذلك نسأل الله السلامة والعافية بمنه. وفي هذه السنة استولى الخراب على مدينة مكناسة وخرب منها وجه العروس بأسره وكان به من المساجد خمسة وسبعون مسجدا، وكان في ليلة سبعة وعشرين من رمضان يفرق عليهم الزيت مولانا إسماعيل وكانت قد انتهت في أيامه من العمارة والغبطة والرفاهية ما لم تبلغه مدينة من مدن الغرب وشيد بها المباني والقصور وأدار بالمدينة وبالقصبة الصور واحتفل في بناء القصبة الواسعة التي لم ير مثلها حسنا وجمالا وارتفاعا وإتقانا وكمالا. وصيرها حاضرة المغرب له ولأولاده من بعده واحتوت على مساجد وديار وحوانيت ومصاري والترابع والأطرزة والكوش والأفران ما لم يكن في المغرب من البلدان]. يقول أبو القاسم الزياني في مدينة الرياض: [ وكانت مدينة الرياض زينة مكناسة وبهجتها وفيها آثار أهل الدولة الإسماعلية، كان من كان له وضيف بخدمتها بنى بها، وتنافس العمال في القصور والدور. فقد كان بدار علي ويشي أربعة وعشرون حلقة، يجمعها باب واحد. وكذا دار عبد الله الروسي وأولاده بل هي أعظم حضارة وضخامة كأنها حومة وأمثالهما من القادة الريفيين. وبنى كل عامل مسجدا في حومته وبوسطه المسجد الأعظم الذي بناه القائد علي الريفي، وخرب ذلك كله في أيام المجاعة والفتنة التي كان ابتداؤها لما تولى السلطان محمد ولد عربية. ساءت بولايته حال البلاد والعباد واستولى على الجميع الخراب والفساد إلى أن كانت الديار في أيامه لا تجد من يسكنها من شدة الخوف والاضطراب، وضيق على مكناسة وزرهون الأعراب كما مر وخرب منها وجه العروس بأسره، وكذلك أوقع الخراب بتانوت وبني أحمد وسيدي علي مكراز. وخرب الكثير من قصبة هدراش وبريمة والرياض، (25‘ ) .
    ففر الناس وهجروا سكناهم وأمتعتهم فلحق بهم العار والإهانة يقول نشر المثاني: وأما أهل فاس العتيق فخرج الجل منهم إلى مناطق نفوز الباشا الثائر احمد بن علي الريفي حيث كانت المناطق الشمالية مثل تطوان والعرائش والقصر ووزان وطنجة وثائر بلاد الهبط تنعم بالهدوء النسبي وأفضل من غيرها في ربوع المغرب في ذاك الوقت من الزمن, من قلة الأمطار وارتفاع الأسعار، وكانوا يسمون السلطان محمد ولد عربية سيدي محمد الكايلا و كذلك غيرهم. وبلغ القمح بفاس أزيد من خمس أواق قديمة للصاع النبوي الذي بوقتنا الآن منه أربعة أصوع في كل مد فيكون المد الموجود الآن بحسب مثقالين إثنين لكل مد. نسأل الله تعالى السلامة والعافية. وجعل اللصوص في فاس يهجمون على الناس في ديارهم ليلا ويقتلونهم ويستغيثون فلا يغاثون، وبلغ الخوف إلى أبواب الدور المتطرفة بفاس نهارا فلا يستطيع أحد أن يخرج على باب مصمودة في العدوة ولا على باب القصبة القديمة في الطالعة ولا على حومة الحفارين من باب الجيسة. وكثر الهدم في الدور لأخذ أخشابها وأجورها وقوي الخراب وإذا دخلت الحومات تجد الدرب يشتمل على عشرين دارا وأكثر كلها فارغة وافتضح الناس أهل المروءة ومن يظن بهم الدين، وكل من قدر على نهوض خرج من فاس وقليل من سلم بعد خروجه وخرج الناس لتطوان وماوالاها لجلب الطعام،
    بعد الرحيل والهجرة إلى شمال الوطن، والابتعاد عن العنف والاغتيال والغصب، لطلب الطمأنينة والاستقرار،

    وبعد الهدوء للمناطق الشمالية التي كانت نعم به تدهورت العلاقات وانتقلت الفتن والمناكفات والنزاعات علي تولى كرسي العرش بين أبناء المولى السلطان إسماعيل العلوي وتوسع الخلاف بين باشا قائد طنجة وتطوان وشمال المغرب والثغور الهبطية وقائد المجاهدين الشريف احمد بن علي بن عبد الله الريفي . والسلطان العلو ي عبد الله بعد أن مكنه وبايعة لتولي العرش في بداية الأمر وبعد وفاة سلطان البلاد المولي إسماعيل العلوي رحمه الله، تاريخ الضعيف الرباطي
    وبعد تولي المستضئ العرش وخلعه من جيش العبيد المنقسم على نفسه لقد استنجد السلطان المولى المستضئ صهر الباشا احمد بن علي الريفي .علي قتال أخيه المولي عبد الله والباشا أحمد أمر أهل الريف مبايعة السلطان وجند للسلطان جيش كبير من العبيد وغيرهم وأقام المستضي عند الباشا مدة شهرين ذهب الباشا أحمد إلي فاس لكي يصلح بين الأخوين بحكم القرابة والصحبة القديمة للقائد علي الريفي مع مولاي إسماعيل وأثناء تواجد الباشا في القصر وقف الباشا مع احد قادة الجيش العلوي . لله صرخ المولى عبد الله وطلب من الحراس أن يمكنوه من مكحلته وأطلق النار علي قائد الجيش وأصابه إصابة مميتة في الرأس فطار مخ القائد . علي الباشا أحمد وبعدها أقسم الباشا علي محاربة المولي عبد الله وحلف أن لا يأكل الطعام حتى يدخل فاس جمع العدة والعتاد وإعلان الحرب وسار باتجاه فاس بعد خضوع ثائر بلاد الريف للباشا أحمد صاحب طنجة . حينها كانت الظروف سانحة للباشا أن يعتلي بالحكم حيث كان قوي الصيت والشهرة في القتال وأمر الباشا احمد أهل فاس يدعوهم إلي بيعة المولي المستضئ وهذه سبب من أسباب انتشار الفرقة بيت السلطة المخزنية وأبناء الريفي ،
    وعند إبطال الجهاد من قبل السلطان محمد بن عبد الله (1757- 1790 ) تدهورت العلاقة العامة بين أولاد الريفي والقبائل الريفية والمركز المخزني في عهده. ولم تتمكن السلطة المركزية في فرض سيطرتها في بلاد الريف بدون الاعتماد علي أولاد الريفي : - فتولى عبد الكريم بن علي بن عبد الله ولاية الفحص - طنجة مباشرة بعد وفاة أخيه الباشا أحمد ما بين عامي 1743 - 1748 ، وتولي عبد الصادق بن أحمد بن علي وهو ابن الثائر المقتول ولاية طنجة ونواحيها من عام 1748 إلى غاية سنة 1766 وأحمد بن عبد الصادق من بعد وعبد السلام بن عبد الصادق من سنة 1813 إلى سنة 1816 وتولى عبد الصادق بن احمد بن عبد الصادق بن احمد بن علي بن عبد الله بشاوية الريف من سنة 1861 إلى غاية سنة 1875 وفي سنة 1891 سيتم استبدال الباشا عبد الصادق بابنه محمد الذي سيترك مكانته في ما بعد لأحد أبناء عمومته عبد الرحمن بن محمد بن عبد السلام بن عبد الصادق وتولى الحاج عبد السلام قيادة طنجة ما بين سنتي 1902 - 1904 و 1907 - 1908 ليعود إليها في سنة 1914 .


    صور تقلب التحالفات والرهانات عند أبناء المولى إسماعيل المتصارعين علي عرش الحكم بفاس
    ومن أهم أسباب المشاكل في زال الوقت جيش البخاري الذي تمرد بعد وفاة قائده. السلطان إسماعيل العلوي رحمه الله
    إن ما يمكن أن نرصده من خلال هذه الوقائع هو العقلية البرغماتية للتحالفات القائمة والوعي بالرهانات المتبادلة،سواء كان هذا الوعي محسوسا أم كان نتيجة طبيعية لطبيعة التحالفات القائمة، حيث لاحظ بأن السمة العامة للتحالفات مابين القوى الاجتماعية والسياسية والمخزن أي السلطة المركزية،هي التغير المستمر والتناقض الواضح وهو ما يكرس فعليا مقولة أنه في السياسة ليست هناك عداوات ولا صداقات دائمة بل فقط هناك مصالح دائمة، وبعد توفي السلطان إسماعيل تدخل جيش العبيد فعينوا السلطان أحمد الذهبي الذي عرف بضعف شخصيته ومجونه، جاء من بعده محمد بعد إبعاده خلع العبيد أخاه ابن عربية (محمد بن إسماعيل) سنة 1151 هـ وكتبوا إلى المستضئ بنور الله بن إسماعيل بن محمد الشريف الحسنى: كان مقيما بتافيلالت، فجاء إلى مكناسة. وبايعوه، واستقر بفاس، فكانت سيرته أفظع من سيرة سلفه، صادر الأموال وأخرج من كانوا في سجون فاس فقتلهم جميعا. وعمت الفوضى في أيامه، فتآمر عليه أخيه عبد الله والعبيد، فخافهم فخرج من مكناسة بجمع من أنصاره (سنة 1152) متوجها إلى طنجة حيث أقام قليلا،

    لما توفي المولى إسماعيل 1726 م بويع ابنه المولى أحمد ، وأول ما أفتتح به عمله هو قتل جميع عمال أبيه وأركان دولته من بينهم على بن يشي القبلي الزموري أمير البربر آنذاك ، فقد كان علي بن يشي القبلي الزموري خلال حكم أبيه يعمل في نصح الدولة وجباية الأموال .
    فلما أتى القتل على هؤلاء عمت الفوضى وانتشر الفساد والنهب وسقطت هيبة خلافة السلطان المولى أحمد ، وانحل نظام الدولة وكثرت الشكايات
    ونتيجة لهذه الفوضى هاجم جيش الوداية على فاس فقبضوا على طائفة من أهل فاس فأودعوهم السجن ، فبعث أهل فاس جماعة منهم إلى السلطان المولى أحمد بمكناسة ، يشكون إليه ما قام به جيش الوداية ، فوثب عليهم ابن على الزموري محمد بن علي بن يشي الزموري قبل أن يجتمعوا بالسلطان فسجنهم ، ولما سمع أهل فاس هذا الخبر ، عمت الفوضى واستمر الوضع هكذا حتى عزل المولى أحمد وتولية أخيه المولى عبد الملك .
    وبعد المعركة بين الأشقاء على العرش تولى المولى أحمد أحكم مرة أخرى وتغريب لأخيه المولى عبد الملك ، والتضييق عليه ، مرض المولى أحمد فتوفى سنة 1728 م
    بعد وفاة المولى أحمد تولى السلطة المولى عبد الله بن إسماعيل الحكم ، ووقعت بينه وبين أهل فاس معارك ، أنتصر فيها السلطان ، ثم غزا بعد ذلك برابرة إيت امور وبلاد سوس فانتصر عليها ، وفي 17 يوليوز 1730 م بعث السلطان المولى عبد الله بن إسماعيل محمد بن على بن يشي الزموري واليا على فاس وقال السلطان : (خذ منهم المال واطرحه في وادي بوخرار بولا تتركه لهم فما أطغاهم الا المال حتى استخفوا بأمر الملك ) فقد محمد بن يشي الزموري فاس ونزل بدار أبي علي الروسي ، وعين في كل حومة نقيبا ، فوظف على أهل فاس خمسة ألاف مثقال ، ثم شرع في رد المال الموزع ، وما تراخى منهم في الدفع ضرب وسجن ، ففر الناس ، ومنهم من وصل الى السودان وتونس ومصر ، واقام محمد بن علي بن يشي الزموري على هذا العمل بفاس مدة 13 شهرا )
    وفي هذه السنة جهز السلطان المولى عبد الله بن إسماعيل جيشا كبيرا من العبيد فغزا بهم برابرة ايت امالو ، الذين لا زالوا عصاة ، فنزل الجيش في مكان ادخسان ففر البربر الى الغابة فاتبعهم الجيش ، وفي المساء قام برابرة ايت امالو بسد ثنايا التي دخل منها الجيش وفي الصباح هجموا على الجيش فنهبوهم فجردوهم من السلاح والثياب ولم يقتلوا واحدا ، فغضب السلطان لهذه الواقعة ، فأجمعت جيوش العبيد على خلع السلطان المولى عبد الله بن إسماعيل، وبعد ما سمع السلطان ذلك فر السلطان إلى قبيلة ايت دراسن البربرية فاحتمى بها ، فأكرموه فأوصلوه إلى تادلا ، ثم الى مراكش . ولما سمع والى فاس محمد بن علي بن يشي الزموري هروب السلطان ، فر هو أيضا ، فتولى الحكم السلطان ابو الحسن وتأييد جيش العبيد له ، فهاجم برابرة ايت امالو بجيش من العبيد ليخذوا بثأرهم ، وأوقعت بهم برابرة ايت امالو مثل الواقعة الأولى .
    ولما عاد السلطان المولى عبد الله بن إسماعيل من مراكش فر السلطان ابو الحسن فبويع المولى عبد الله مرة أخرى من طرف جيش العبيد وجيش الودايا وتبعهم في ذلك أهل فاس ، وأقام السلطان المولى عبد الله في قصبة بوفكران بمكناسة ، ولم يتقدم إلى فاس لعدم ثقته بأهل فاس ، فولى السلطان مرة أخرى محمد بن علي بن يشي الزموري واليا على فاس
    فاجتمع أهل فاس على خلع السلطان مولاي عبد الله وبيعة أخيه المولى محمد ، ففر المولى عبد الله أيضا إلى جبال يوجد به البربر .
    نصّب السلطان إسماعيل الباشا أحمد بن علي الريفي من بعد وفاة والده القائد المجاهدعلي بن عبد الله الريفي (المتوفى سنة 1225هـ)، الذي كان رجلاً صالحاً عادلاً، لقد استطاع القائد علي الريفي والد الباشا احمد أن ينظم الناس ويوجههم لاسترجاع أهم الثغور المحتلة، فقد كانت مدينة تطوان بعد «مركز الحكم الإسلامي بشمال المغرب ومركز القوة الوطنية المجاهدة بطوان، وبذلك كانت الحياة الاجتماعية بتطوان في ذلك العهد حياة بلد مرابط، قرب عدو محارب، يعيش فيه الناس بين حراسة واستعداد وهجوم ودفاع ، وبعد استلام الباشا احمد الريفي أصبح بسبب دهائه وطموحه اللامحدود، أكبر دكتاتور في القرن الثاني عشر الهجري، وقد كاد أن يهدد حكم المخزن بالكامل، وفي وقت حكم المولى اسماعيل العلوى وقبل وفاته طلب الباشا للحضور للقصر الملكي لمقابلة السلطان، فقد نقل المؤرخ محمد داود عن عضو من أعضاء الإنجليز إن السلطان إسماعيل استدعاه، وظل يحضر عنده ثلاثة أسابيع خائفاً يترقب ماذا يصنع به، حتى فرض عليه غرامة عظيمة من الهدايا.
    ولبث الأمر كذلك حتى توفي السلطان إسماعيل حيث خلا الجو للعبيد فعينوا السلطان أحمد الذهبي الذي عرف بضعف شخصيته ومجونه، فرأى سكان تطوان الفرصة مواتية للانتقام من عدوهم القديم، حيث بادرت قبائل تطوان إلى شق عصا الطاعة على الباشا أحمد الريفي خصوصاً بعد ما عرفوا العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالسلطان إسماعيل العلوي وأبنائه من بعده وعند تدهور العلاقة بين المولى عبد الله بن إسماعيل والباشا احمد الريفي تكررت غارات القبائل وانتقامهم من الباشا احمد الريفي، فسأل أهل تطوان الوقوف بجانبه لتأديب الثوار، غير أنه لم يجد منهم إلاّ الرفض، فأوجس منهم خيفة فخرج من مدينة تطوان متستراً، فما كان إلاّ وأن قام أهالي تطوان بالثورة، وإعلان سخطهم على الباشا أحمد، فعمدوا إلى قصره فهدموه
    وقد تميز هذا العهد بعموم الفوضى في ربوع المغرب، وسقوط هيبة السلطة المركزية في أعين الولاة والقواد، وفي ذاك الوقت كان المهدي بن طاهر بايص، تزعم الحركة التي أدت بأهالي تطوان إلى خلع حاكمهم الباشا أحمد الريفي وتنيب بايص المذكور مكانه في شهر ذي القعدة 1139 ﻫ/ يونيو 1727 م، وذلك في انتظار وصول الباشا الجديد عبد الملك بوشفرة الذي عينه السلطان. وقد عينه الباشا الجديد خليفة له. وقد قتل سنة 1153 ﻫ/ 1740 ومن القبائل الموالية له،
    فإننا ندخل في هذا الإطار من تهيئة الباشا أحمد الريفي سنة 1140 هـ حملة عسكرية قوية على تطوان ونواحيها؛ للانتقام من سكانها الذين ثاروا ضده وأمكنه ذلك كما ذكر (ميستر وايت)، فقد تمكن من اقتحام أسوار المدينة والفتك بأعدائه ووأعوانهم، وبفضل انشغال الجنود بجمع الغنائم وأعمال جلب الغنائم استطاع أهل تطوان استعادة تنظيمهم، وكروا مرة اُخرى فحاصروا مدينتهم، واضطر الباشا مرة اُخرى أن يتراجع عن تطوان، بعد أن رأى أنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء بدون مدفع
    وقد شبت وقعات عديدة خاض غمارها أهل تطوان منها :
    عيطة السبت :
    وهي وقعة اصطدم خلالها التطوانيون بجيوش الباشا احمد (يوم 24 صفر 1140هـ/11 أكتوبر 1727م) بعد وفاة المولى إسماعيل وضعف خلفه احمد وكان في جيش الباشا 10.000 رجل من يهم 800 من الخيالة وكان على رأس التطوانيين (الباشا بوشفرة) فاقتحم جند الباشا احمد المدينة ودافع الاهالي عن أنفسهم فوق السطوح ويقال بان عمر لوقاش كان على رأس أهل تطوان والواقع انه تولى حكم تطوان بعد الوقعة، وقد انهزم الباشا احمد ومات من رجاله نحو الالف وقيل 3700 ومن اهل تطوان 1800 حسب المؤرخ سكيرج.
    (الجيش العرمرم ج1 ص94/ الاستقصا ج4 ص 155) البستان الظريف للزياني مخطوط محمد المنوني/ الاتحاف لابن زيدان ج 1 م 271.


    اهتزاز دعائم السلطة المركزية بعد وفاة إسماعيل:

    - أهم مظاهر الأزمة:

    * استبداد جيش البخاري بالسلطة وتحكمه في اختيار وخلع الملوك:

    وسأت الأحوال بعد وفاة إسماعيل
    وألان نتحدث عن الصراعات التي وقعت بين أبناء المولى

    ولم تكن لهذا الجيش الإفريقي عاطفة وطنية ولا أية خطة إصلاحية أو
    تنظيمية في حين كان لوضعيته المادية المزرية أثر فعال في تحركاته ومؤامراته
    ضد النظام الحاكم بعد وفاة مؤسسه إسماعيل، حيث أن السلطان كان يجمع بين
    يديه مختلف السلط في البلاد، فإن الجيش تحول بمجرد وفاته إلى عامل تفكك
    للسلطة المخزنية عوض تقويتها، ولمدة ثلاثين سنة أصبح الجيش يتدخل في الشؤون
    السياسية إذ كان يقوم بخلع وتنصيب عدد كبير من السلاطين من أبناء إسماعيل ضاعت هيبة البلاد بسبب السلاطين وتقديمهم لهداية لبعض قياديين للقبائل لفرض نفوذهم وتقويتهم علي بعضهم البعض لقد عمل المولى عبد الله بن إسماعيل في بداية حكمه في توزيع الهدايا والهبات لتثبيت حكمه وتمرد جيش العبيد التي
    كان يعيش من مدخولات الضرائب والكلف المفروضة على القبائل والمدن، إلا
    انه مع وفاة ال إسماعيل انقطعت كثير من تلك المداخيل عنه، فتاه العبيد في
    المدن والقرى للتكسب، وتخلوا بذلك عن القصبات، ثم لجأت نسبة كبيرة منهم إلى مكناس حيث أصبحوا يعيشون من المنافسات على السلطة بين أبناء المولى إسماعيل.وأدت تصرفات جيش العبيد بتجاه المدن والقرى التي كانوا يقومون بنهبها وفرض الغرامات على أهلها والاستيلاء على مخازن الحبوب بها، إلى ثورة القبائل
    والمدن ضد هذه التصرفات، فتقلصت بذلك رقعة المناطق الخاضعة للسلطة المركزية
    وقلت معها مدا خيل بيت المال، ولم تعد تجارة القوافل تتوفر على الضمانات
    اللازمة لوصولها للمدن الكبرى والموانئ، الشيء الذي أدى إلى إيقاف كثير من مداخيل المخزن من مكوس وأعشار.
    وتعد فترة (1139-1171ه/1727-1757م) التي تولى فيها الحكم سبعة سلاطين من أبناء المولى إسماعيل وهم ، احمد الدهبي الذي بويع مرتين ، وبويع مرة واحدة كل من عبد الملك و علي الأعرج ومحمد المستضيء وزين العابدين ، وبالنسبة لعبد الله فقد بويع ست مرات .
    وتعتبر هده الفترة من بين اشد فترات تاريخ المغرب اضطرابا فقد شهدت تنصيب هؤلاء الأبناء ولم يكن احد منهم بقادر على إقرار النظام وحل الأزمة السياسية والتنظيمية لشؤون البلاد ،
    عاش المغرب معاناة واقتتال داخلي مرير بعد وفاته المولى إسماعيل العلوي، بين سنتي 1727 و1757، وتفحلت الأمراض مثل الطاعون و البلبلة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي سبَّبها السلطان عبد الله بن إسماعيل وشقيقه المولى المستضيء وتضافرت العوامل الطبيعية, كانحباس المطر وزحف الجراد ,والعوامل البشرية
    عزل وتولي عاشها المغرب بعد وفاة المولى إسماعيل ومن أسباب الأزمة وهي كالآتي: 1
    1- عدم وجود وحدة في الرأي داخل الأسرة العلوية حول شخص واحد بين الأمراء ،
    2- تدخل جيش البخاري بالسلطة وتحكمه في اختيار وخلع هؤلاء الملوك ،
    3- تدخل الباشا أحمد قائد القبائل الريفية دعم ومساندة بعض الأمراء ضد آخرين من المرشحين للملك أو القائمين عليه .
    تفصيل يسير عن معركة المنزة التي دارت بمنطقة القصر الكبير التي خاضها جيش العبيد المنقسم على نفسه بقيادة السلطان عبد الله حاكم فاس ودور القصر الكبير في ذلك، حيث وقعت معركة المنزه سنة 1743 م بين جيش المولى عبد الله بن إسماعيل، وجيش الباشا أحمد الريفي قائد مناطق الشمال التي كان مساند للمستضيء بنور الله بن المولى إسماعيل،
    وبعد عزل السلطان المولى محمد وتولى مكانه المولى المستضئ ، تأمر عليه جيش العبيد وعزلوه ، وبايعت المولى عبد الله بن إسماعيل من جديد ، فامتنع عن البيعة أهل الوداية وأهل الريف ، وبعد فرار المولى المستضيء بنور الله إلى طنجة الذي كان واليا عليها الباشا احمد بن علي الريفي ، فأكرمه وبايعه ، فدخل المولى المستضئ مكناسة مرة أخرى ، ففر السلطان المولى عبد الله بن اسماعيل الى البربر عند ايت ادراسن ، ولما فر المولى المستضئ من مكناسة مرة أخرى إلى مراكش تولى الحكم زين العابدين مدة ثم فر لعدم تاييد العبيد له ، بعدما اراد غزو اهل الوداية واهل فاس)
    ثم قدم المولى المستضئ من مراكش إلى مكناسة في جيش من العبيد وبني احسن فقدم المولى عبد الله بن إسماعيل ايضا الذي كان في بلاد البربر بايت ادراسن ، قدم مع امم من البربر خلفه من زمور وبني احكم واكروان وايت ادراسن وايت امالو في عدد لا يحصى ، ولما عاين المولى المستضئ وعبيده تلك الجموع ، فروا ونجوا بأنفسهم

    الصراعات العنيفة حول العرش وكانت هذه النزاعات السياسية والعسكرية تدور رحاها في وسط المغرب, خاصة حول عواصمه التقليدية وبعد نزاع مميت علي العرش بين أبناءه إسماعيل أخضع الباشا أحمد الريفي الذي وصفه المؤرخ الضعيف بأنه "كان لا يحب الجور ولا يأخذ أموال الناس بالباطل" القبائل الشمالية تحت طاعة "المولى عبد الله" في بداية الأمر لكي تستقر البلاد وفي هذه الفترة أنتشر الوباء والطاعون والفقر، لقد استفاد المولى عبد الله من هذه المجاعات بطريقة غير مباشرة، فقد تفشت في عهد محمد بن عربية، الذي كانت أيامه كلها شدة، مجاعة جعلت حسب الضعيف "عامة الناس كلهم جياع" (34)، وأضاف أنها قضت على خصومه وكل من خرج عليه.
    كما ا ستغل السلطان طاعون(01742-1744) كوسيلة للدعاية السياسية ،فعندما حل الوباء بمكناس وطنجة كانت جهات أخرى كفاس وآسفي واكادير، وهي المدن التي كانت تحت سلطته لا تزال سالمة منه، فكان يصرح أن هذه المعجزة تظهر أحقيته في العرش. ولم يتردد المولى عبد الله في استعمال الجوع سلاحا ضد أعدائه فعندما أنشب الجوع مخالبه في البلاد عام 1737 ،كان الصراع سجالا بينه وبين ابن عربية ، لذلك نراه منذ تلك السنة يستعمل الجوع أداة لكسب الأنصار. فكان ينعم على الجياع والمحتاجين مما أعطاه صورة الرجل المتحفز للخير والإغاثة في أعين الناس(35).
    ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للولاة ، فقد ساهمت هذه المجاعات في استبدادهم بالحكم وتقوية سلطانهم في جهاتهم على حساب السلطة المركزية فقد كانت مجاعة 1737 – 1738 أرضا خصبة لاستبداد الولاة وضعف المخزن.
    وفي هذه الأثناء حاول الباشا الكبير والشهير أحمد بن علي بن عبد الله الريفي أن يعمل على حفظ الوحدة و الهدوء بمنطقة شمال المغرب, , في حين ظل الشمال بقيادة الريفيين بعيدا جغرافيا عن بؤرة هذا الصراع, وبمعزل عن عبث الجيوش بمحاصيله الزراعية. الزعماء الريفيون فرضوا سلطتهم على مناطق كثيرة في المغرب وتم حرمان حكم المخزن من مداخليها، فالباشا أحمد بن علي الريفي استقل بمنطقة الشمال 1737- 1738 وحاول أن يبتعد عن ظروف الحرب الأهلية
    وأثناء استقرار الوضع بالشمال الغني بموارده الزراعية
    حاول أن ينازع الباشا الريفي، عمر لوقش التطواني دي الأصول الأندلسية في الحكم بالناطق الشمالية ولكن الباشا أحمد الريفي في الأخير هزم لوقاش وانتصر عليه و نفاه إلى منطقة سوس,
    حيث وقعت معارك أخري مثل معركة المنزه سنة 1743 م بين جيش المولى عبد الله بن إسماعيل، وجيش الباشا أحمد الريفي المساند للمستضيئ بن المولى إسماعيل،
    قد تفيد الروايات بأن هذه الحروب كانت ذات خسائر بشرية كبرى، غير أنها لم تكن كذلك. لأن معركة سبو مثلا التي شاركت فيها جموع ضخمة من أنصار الباشا أحمد بن علي الريفي والذين قدرت عددهم النصوص الإخبارية بخمسين ألفا دون من انضم إليهم من القبائل الجبلية والتي بلغ عدد مقاتليها خمسة عشر ألفا وغيرهم من أتباع المولى المستضيء من عبيد الرمل وتازة ومكناس وبني حسن، مما أدى بقبائل الحياينة وشراقة وأولاد جامع إلى ترك مواطنها واللجوء إلى فاس ليحتضن ويتحصن بها، فاستصرخ المولى عبد الله بآيت يدراسن الذين استقدموا بدورهم حلفاءهم آيت أمالو وبني حكم وگروان وانهزمت جموع الريفي والمولى المستضيئ وبلغ عدد ضحاياهما ثمانمائة حسب ابن زيدان(6)، بينما بلغ عدد من سقط فيها من القتلى بين العبيد وغيرهم تسعمائة حسب رواية الزياني التي أوردها الناصري(7)، وكانت هذه الوقعة في أواخر محرم 1156هـ/ 1744م
    في(عيطة السبت) التي التحم فيها سكان تطوان مع الباشا أحمد ورجاله من أهل الريف عام (1140هـ/1727م) ج2 ص 144.... ولن نستطيع الإمساك من جديد بخيط الأحداث إلا بعد معركة "عيطات السبت" التي انهزم فيها القائد الريفي وأخوه وفي سنة1734 سيعود الباشا أحمد الريفي على تطوان على رأس 8000 رجل، لينتقم من الحاج عمر لوقاش الثائر عليه، وسيقوم أحمد الريفي بنفي لوقاش إلى تارودانت والذي مكث في منفاه إلى أن توفي.
    أستطاع أهل تطوان استعادة تنظيمهم والدفاع عن مدينتهم فحاصروا مدينتهم ودافعوا عنها أما جيش الريفي حيث كان سلاح الريفي في هذه المعركة صغير الحجم وقليل العتاد، واُضطر الباشا الريفي مرة أخرى أن يتراجع عن تطوان، بعد أن رأى أنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء بدون مدفع
    ثم عادت الكرة عليها احمد فغادرها الباشا مندحرا إلي مقره إلي طنجة ويفهم من رواية بريتويت إن الذي تولي في الحكم في تطوان عقب انسحاب الباشا احمد الريفي هو مجلس مكتوب من الأعيان يعرف بالديوان وفي مدة حكم هذا الديوان عاد بوشفرة إلي تطوان فقابله أهلها ببرودة ولم تبق بيده أي سلطة حقيقية ثم سرعان ما وقع استدعاؤه إلي مكناس فخرج إليها في منتصف ربيع الأول بداية نوفمبر 1727 مع المبعوث الانجليزي جروسيل وهناك صدر الأمر بإعادة الباشا أحمد الريفي إلي الولاية علي هذه المدينة صحيفة رقم 1731


    وخلال الصراع المرير بين أبناء المولى إسماعيل على الحكم سنة 1727، ظهرت للوجود أسرة يقودها الحاج أبو حفص عمر لوقاش الذي ثار ضد الحاكم أحمد بن علي الريفي، وهنا تبدأ مرحلة غامضة من تاريخ تطوان وقد تميز هذا العهد بعموم الفوضى في ربوع المغرب، وسقوط هيبة السلطة المركزية في أعين الولاة والقواد، فإننا ندخل في هذا الإطار من تهيئة الباشا أحمد سنة 1140 هـ حملة عسكرية قوية على تطوان ونواحيها؛ للانتقام من لوقش والمحاربين الذين رفضوا وتخاذلوا في محاربة الاُروبيين وثاروا ضده وأمكنه ذلك كما ذكر (ميستر وايت)، فقد تمكن من اقتحام أسوار المدينة والفتك بأسيادها وحاربيها،
    لوقاش أسند إليه أهل تطوان أمر المدينة وحلوا (الديوان) عام 1140هـ / 1727م و بعد وفاة المولى إسماعيل الذي استناب والده عبد السلام لوقاش مع الدول الأجنبية وقد بقي إماما بجامع الربطة وهو عامل وبقي حاكما بتطوان سبع سنوات حيث أخرج عنها عام 1146هـ/1733م وقيل ان من أسباب عزلة شكوى الباشا احمد الذي كان مقيما بطنجة لقد تقاعس لوقش عن محاربة أسبان سبتة الذين خرجوا لمحاربة المسلمين وذكر الرهوني أن السلطان ولاه قضاء تارودانت (حيث توفي عام 1156هـ/1743م) ودفن قبالة جامعها ويعرف بالفقيه الغربي وقيل إنه كان مقيما بها لتدريس العلم حيث نقله المولى عبد الله وقد وصفه اكنسوس في الجيش (ج 1 ص 110) بأنه (طائش العقل مختل المزاج) وكذلك الزيات في البستان وبعد انتصار لوقاش علي الباشا احمد (استخفه النشاط وغلبت عليه حلاوة الظفر حتى في الملك (الاستقصا ج4 ص 55 فقال قصيدته المشهورة، ينعي فيها على اهل الريف فعلتهم ويفتخر على أهل فاس فمن دونهم منها :

    بلغت من العلياء ما كنت ارتجـى وأيامنا طابت وغنى بها الصبر

    شرعت بحمد الله للملك طالبــا وقلت وللمولى المحامد واشكر

    أناعم المعروف إن كنت جاهلـي فسل تجد التقديم عندي ولا فخر

    أنا عمر الموصوف بالبأس والندا أنا عمر المذكور في ورد الجفر

    ولم يبق ملك يستتب بغربنـــا فعندي انتهى العلم المبرح والسر

    وجئت بعدل للإمامين تابعـــا أنا الثالث المذكور بعد هما وتر

    (أي ثالث العمرين وكان يصرح بذلك)

    وقد أورد الأستاذ داود نصها الكامل نقلا عن مخطوط فاسي

    وقد أجابه الفقيه محمد بن بجة الريفي العرائشي :

    في صحفه الدهر قد خطت لنا عبر منها ادعاء الحمار أنه بشر

    نقلها ابن زيدان عن الأنيس ق ج 5 ص 492.


    سلطان المغرب المولى عبد الله بن إسماعيل 1729/1757


    صورة توضح أسباب النفرة بين السلطان عبد الله العلوي وأبي العباس

    اضطربت الأحوال بعد وفاة إسماعيل وتنازع أبناءه على العرش فأخضع الباشا أحمد الريفي الذي وصفه المؤرخ الضعيف بأنه "كان لا يحب الجور ولا يأخذ أموال الناس بالباطل" القبائل الشمالية تحت طاعة "المولى عبد الله" غير أن خلافا معه جعله يعدل عن بيعته،.


    جيش البخاري عزل السلطان محمد بن إسماعيل وولّوا مكانه أخاه السلطان المستضيء بن إسماعيل (المتوفى سنة 1173هـ
    لقد استمر حكم المولى المستضيء بن إسماعيل صهر الباشا أحمد دام ثلاثة سنوات 1738 إلى 1741
    وفي عام 1151هجري، بويع السلطان المولى المستضيء بن المولى إسماعيل، وأخذ له البيعة على يد عبيد البخاري وتبعهم البعض من الناس، وبعثوا له البيعة إلى مقره من سجلماسة، فجد السير إلى حضرة مكناسة فدخلها، وجددت له البيعة بمحضر العلماء والفقهاء والشرفاء والأعيان.
    )، وقد وصف المؤرخ (اكنسوس) المستضيء هذا بقوله: إنه كان بخولاً ظلوماً سفاكاً للدماء، فهو شر كله، وكان مهزوم الراية حيثما
    وفي عام 1152ه، خلع السلطان المولى المستضيء، باتفاق أصحاب الديوان من رؤساء الوصفان كالباشا بوعزة مول الشربيل (قائد عبيد البخاري بمشرع الرمل خلفا لفاتح الدكالي الذي تم عزله في أواخر شوال عام 1152ه) وجميع الجيش من أهل شيعته بعد أن اتفقوا على خلافة السلطان المولى عبد الله.
    هكذا أعيدت بيعة المولى عبد الله على يد الباشا بوعزة مول الشربيل، وذلك يوم الاثنين الخامس عشر من ذي القعدة عام 1152ه، وكان وقتها ببلاد السراغنة فوصلته البيعة هنا ووفدت عليه الوفود من حضرة مكناس وفاس، ووصل إليه الإشراف والفقهاء. ثم إن الباشا بوعزة مول الشربيل وجه جمعا عظيما من الجيش إلى ناحية السلطان المولى عبد الله، فلحقوا به عند قصبته ببلاد السراغنة وأقاموا معه إلى حين خروجهم إلى ناحية سيدي رحال. وبعد سنة وأربعة أشهر وأربعة عشر يوما، اتفق العبيد على خلعه.
    واستخلفه السلطان زين العابدين بن إسماعيل، وبويع بحضرة مكناسة الزيتون بمحضر رؤساء عبيد البخاري وأشراف المدينة وعلمائهم وأعيانهم، وتبعهم في ذلك أهل فاس وباقي القبائل عام 1154ه، فاستقر بمكناسة الزيتون لا يفعل شيئا إلا بمشورة العبيد أهل العيون، وإن فعل شيئا من غير إذنهم عاتبوه عليه وكان محجورا عندهم.
    يقول محمد الرباطي الملقب بالضعيف عن وضعية العبيد خلال هذه الفترة: «وكان من أمر عبيد مشرع الرملة لما بلغوا الغاية في الظلم والجور والبغي والفساد وعم جورهم جميع البلاد وتعجبوا في قوتهم وكثرتهم، صاروا يعبثون بالملوك... ينصبون هذا ويقتلون هذا، وكانوا يسيطرون بستين ألف فارس، إلى أن سلط الله عليهم الموت في الحروب والوقائع وتغيثوا لما عاد عليهم الدهر بالهول والغم والفظائع، فابتدأهم الوباء في هذه السنة فآل أمرهم إلى الوهن والضعف».
    وبعد الضغط الذي مارسه العبيد على السلطان زين العابدين، انقلبوا عليه وأعادوا تولية المولى عبد الله، وهي البيعة الرابعة له كسلطان، ويصف الضعيف الرباطي هذا الحدث كالآتي: «فلما رأى أهل الديوان ورؤساء الوصفات من عبيد مشرع الرملة أن دولة السلطان مولانا زين العابدين على قدر الحال ولم يجدوا عنده شيئا من المال، انقلبوا عليه بالمكر والحيل كعادتهم، رأوا أنه لا يصلح بهم فاتفقوا على عزله بعد أن أخذ في المملكة نحو الخمسة أشهر، وأرادوا تولية الإمام السلطان أمير المؤمنين مولانا عبد الله لما رأوا فيه من الجود والسخاء والنجدة والمروءة، فخلعوا السلطان مولانا زين العابدين من الخلافة وذلك في اليوم الثالث عشر من رمضان المعظم من عام 1154ه، فكانت دولته نحو الخمسة أشهر، وفي أيام دولته ابتدأ الوباء بالمحلة وكثر الموت في العبيد بمشرع الرملة حتى عاد أمرهم إلى الوهن...».
    وما هي إلا أشهر من مبايعته وطلب السماح والعفو من العبيد، حتى تراجعوا عن نصر المولى عبد الله واستخلفوه بأخيه المولى المستضيء الذي كان وقتها بمراكش، وهي البيعة الثانية لهذا السلطان الذي أخذها عن الباشا أحمد بن علي الريفي ومن معه من عبيد دكالة الذين بالرملة وتبعهم جميع العبيد وأعيان مكناسة وغيرهم من أهل فاس، وفي أول المحرم من سنة 1155ه، دخل السلطان المولى المستضيء مكناسة مع طائفة من العبيد.
    اشتد
    الصراع بين المستضيء ومولاي عبد الله ونتقل حول القصر الكبير وقد ذكر المؤرخ محمد داود في تاريخ تطوان أن السلطان المستضيء لم ييأس من الانتقام من أخيه الذي تولى الحكم بعد خلعه أثناء طرده من مدينة تطوان وإلحاق الذل والهوان به،
    كان البواخر(عبيد بخارى) منقسمين على أنفسهم،حيث مال البعض إلى مولاي عبد الله (ابن المولى إسماعيل الذي أنجب محمد الثالث الذي أنجب هشام الذي أنجب عبد الرحمان الذي أنجب محمد...)والبعض الأخر إلى المستضيء(بدوره أخ مولاي عبد الله)،ولكل فرقة مصلحتها الخاصة في دلك.فوقعت الواقعة الشهيرة بناحية القصر الكبير عام1155هـ بالقرب من وادي المخازن،حيث اعتمد المستضيء على الباشا أحمد الريفي الذي استطاع هزيمة جيش المولى عبد الله،فيقول الضعيف الرباطي في دلك* أوقع بهم الباشا فقطع رؤوسهم ،وملأ منها أربع شواريات نحو اثنين وسبعين رأسا،ثم بعث بهم إلى القصر وعلقهم على القنطرة وفيهم رأس ولد رئيسهم.وهو فاتح بن النويني.فولد دلك كرها شديدا للعبيد اتجاه القصر الكبير*
    كانت المعركة ضخمة ونتائجها كارثية وفي صالح المستضيء.لكن هدا لا يعني أن سكان القصر ناصروا المستضيء في هده المجزرة.بل العكس،حيث يروى أن أحدهم تدخل وأنزل الرؤوس من فوق القنطرة،وما صمتهم الا من أجل عدم سفك الدماء وخوفا منهم من الاضطهاد(رغم أنهم كانوا مناصرين للسلطان الشرعي مولاي عبد الله)...وهكذا عندما حل المستضيء بالقصر الكبير رحبوا به حيث يصف الضعيف هدا الترحيب تلقوه بالطبول والمنبر والهدايا فأقام أياما بالقصر ثم عاد إلى مقره بطنجة
    وتجدر الإشارة هنا إن القصر الكبير في ذالك الوقت كانت مكتظة بالسكان خاصة منهم أنصار الباشا أحمد الريفي قائد الشمال وحاكم القصر الكبير بأمر من المستضيء الا أنه بعد دلك فر الكثير منهم نحو الجبال بفعل الطاعون الذي ضرب المنطقة وأدى إلى هلاك الآلاف منهم.

    الباشا أحمد بن علي بن عبد الله بن حدو الريفي الحمامي البطوئي التمسماني وصهر الباشا أحمد الريفي المولي المستضئ ابن المولي إسماعيل العلوي
    السلطان عبد الله كلف الحميدي جاسوس يتجسس لصالح السلطان المولى عبد الله : الحميدي كان كاتبا لدى باشا تطوان أحمد بن علي الريفي ويتجسس عليه لفائدة السلطان عبد الله بن إسماعيل العلوي فلما علم به سجنه بطنجة إلى أن قتل الباشا أحمد ودخل السلطان المدينة فأطلق سراحها، وكان لدى السلطان أيضا جاسوسا للباشا أحمد وجاسوس ثالث في القصر الباشا الحميدي (ج 2 ص 199م).
    أما فيما يخص علاقته مع الأمراء المتصارعين فقد اختلفت من أمير لأخر فقد كانت جيدة على سبيل المثال مع صهره المستضيئ بنور الله ولكن علاقته مع عبد الله لم تكن طيبة.ولدلك تدخل أحمد الريفي في الشئون الداخلية لفاس و طلب من نخبها خلع عبد الله و بيعة المستضيئ لكن أهل فاس استكبروا و رفضوا بل و حاولوا إهانة أحمد الريفي بحلق رؤوس أفراد هيئة السفارة التي أرسلها إليهم مما حز في نفس أحمد الريفي و صمم العزم على أن ينتقم من فاس.
    وبعد فرار المستضئ صهر الباشا الريفي من فاس أستنجد بالباشا احمد الريفي .علي قتال أخيه المولي عبد الله والباشا أحمد أمر أهل الريف مبايعة السلطان وجند للسلطان جيش كبير من العبيد و غيرهم وأقام المستضئ عند الباشا مدة شهرين ذهب الباشا أحمد إلي فاس لكي يصلح بين الأخوين بحكم القرابة والصحبة القديمة من حكام القصر للقائد علي الريفي، وخاصة مع المولى إسماعيل وأثناء تواجد الباشا في القصر وقف الباشا مع أحد أكبر قادة الجيش العلوي أثناء الزيارة التي قام بها الباشا للسلطان .شاهد السلطان عبد الله من شرفة القصر قائد الجيش يقف في حديقة القصر ويرافقه الباشا الريفي دهش السلطان وسخط من هذا المنظر وعى الفور نزل من القصر وذهب باتجاه قائد الجيش فصرخ المولى عبدا لله وطلب من الحراس أن يمكنوه من مكحلته القائد وأطلق النار علي قائد الجيش وأصابه إصابة مميتة في الرأس فطار مخ القائد وتفرقت عظام مخه فحينها طارت أعطاء مخ قائد الجيش ملطخة بالدماء علي ملابس وكتف الباشا أحمد وبعدها أقسم الباشا علي محاربة المولي عبد الله وحلف أن لا يأكل الطعام حتى يدخل فاس فرجع الباشا أحمد إلى مقره بطنجة
    أن خلافا معه جعل الباشا يعدل عن بيعته للسلطان المولى عبد الله ،




    حكم المولى عبد الله بن إسماعيل خمسة سنوات 1729 إلى 1734
    وجمع العدة والعتاد وإعلان الحرب وسار باتجاه فاس بعد خضوع ثائر بلاد الريف للباشا أحمد صاحب طنجة . حينها كانت الظروف سانحة للباشا أن يعتلي بالحكم حيث كان قوي الصيت والشهرة في القتال أرسل الباشا وفداً إلى فاس قبل أن يدخلها بجيشه بمطالب وهي طرد المولى إسماعيل ومبايعة المولى المستضئ بنور الله أهل فاس رفضوا البيعة خوفا من السلطان عبد الله
    فعلاً جمع الباشا الريفي قواته و مناصريه من القبائل
    ومما يذكر في هذا الصدد أن الباشا أحمد الريفي، في حربه لمولاي عبد الله عام 1156 هـ/ 1743 م، وفي طريقه إلى فاس، قضى حوالي شهر من الزمن بوزان محاصراً بالأمطار »... فكانت شرفاء وزان يدفعون له الطعام والعلف والشمع والغنم وغير ذلك
    لما دخلت سنة ست وخمسين ومائة وألف أقبل الباشا أبو العباس أحمد ابن علي الريفي في جموع الفحص والجبل والريف قاصدا فاسا وأعمالها، وأقبل المولى المستضيء في جموع العبيد وعليهم القائد فاتح بن النويني حتى نزل قريبا منه ولما زحف هذان الجيشان إلى فاس اضطربت نواحيها ودهش الناس من هول هذا الريفي لأنه جاء في استعداد لم يعهد مثله وماجت الفتنة موج البحر وفي كل صباح ومساء ترعد المدافع وتقرع الطبول بمحلتي المولى المستضيء
    وصل الريفي بعد شهر بالمسير بجيشه مشارف فاس هاجم المدينة وقد صادف هجومه فترة عصيبة اتسمت بانقلاب جيش البخاري أيضا على عبد الله فخرب المدينة كل من الريفيون من جهة و جيش عبيد البخاري من جهة ثانية أما عبد الله فقد فر إلى بعض قبائل الأطلس كأيت ادراسن و أيت أومالو الدين سيناصرونه و يساعدونه لاسترجاع فاس.
    فحرق جيش العبيد الوادي واقتحموا مكناسة فر المولي عبد الله وأستنجد بالقبائل لينصروه علي ذلك الجبلي الريفي العنيد وصار يخاطبهم أنصروا آل البيت وصار يتنقل في ضواحي فاس والمناطق المحيطة بها ووزع الهدايا والأموال الطائلة علي الناس وعلي كل من تقدم لنصرة السلطان . دخل الباشا والجيش في معركة صغير فأنتصر بين الودايا السلطان وبعد دخول فاس أقبل الباشا أبو العباس أحمد بن علي الريفي في جموع من الريف واجبالة ، وراودوا أهل فاس على الانحراف عن طاعة المولى عبد الله فرفضوا .
    واقبل المولى المستضئ في جموع من العبيد ، وزحفت جميع الجيوش على فاس ، فنهبوا وهلكوا ،
    ونعود قليلا إلى الوراء نكتشف الهجوم التي شنه الريفيون فعلاً على مدينة فاس وذلك في عهد دولة أحمد بن علي الريفي.
    رسم لجندي من جيش البخاري عند السلاطين العلويين.

    فما حقيقة هده الدولة و ما هي أسباب الهجوم على فاس؟
    في عهد السلطان إسماعيل كان للدولة المغربية جيش ملكي وبالإضافة الى جيشي الوداية و عبيد البخاري جيش أخر يتكون أساسا من أهل الريف وكان السلطان قد جرد كل القبائل المغربية من السلاح الا الريفيون كما كان ضمن جيش الريف فرقة متخصصة في المدفعية و الهندسة و التخطيط الحربيين , وكان يترأس جيش الريف القائد علي الريفي و قد حرر الكثير من المدن المغربية من الاستعمار و حين توفي القائد علي في حصار لمدينة سبتة تولى القيادة ابنه أحمد, والمعلوم أنه بعد وفاة السلطان إسماعيل الذي لم يكن قد عين ولياً للعهد سيعرف المغرب نوعا من الفوضى وعدم الاستقرار نتيجة الصراع على الحكم بين أبناء المولى إسماعيل
    أسباب وقوف زمور وبني احكم الى جانب السلطان المولى عبد الله ضد أحمد بن علي الريفي
    ولما ضاق السلطان المولى عبد الله من هذا التصرف ،
    عبد الله فر إلى بعض قبائل الأطلس كأيت ادراسن و أيت أومالو الدين سيناصرونه و يساعدونه لاسترجاع فاس فر وأسرع محمل بالهدايا والأموال فدخل بها حلة عب الله بن يشي الزموري ، وقلب سرجه وسط جمعهم فاجتمع عليه من حضر منهم وقالوا له : ( ما الذي ناب مولانا ) فقال : ( جئتكم لتنصروني على هذا الجبلي الذي كان خديمنا وعبدنا ، أطغاه ما جمعه من المال في خدمتنا ثم أراد أن يفضحنا وجرأه علينا أخونا المستضئ وأراد الإستلاء على بلادنا وهي في الحقيقة بلادكم وما قصدوا الا أهانتكم وأنتم أحق من ينصر أهل البيت ولا يتحمل العار وعليكم السلام وبعد وزع عليهم الهديا والأموال والأشياء النفيسة ثم رجع إلى حيث اتى .
    وقامت جيوش البربر في جموع لا تحصى بقيادة عبد الله بن يشي الزموري ، فالتقت مع جيش المستضئ والباشا الريفي ، في مكان يسمى دار ابن عمرو فاندفعت إليهم البربر كرجل واحد ،غر الباشا بقوته لاحق قوات السلطان بن الودايا والجبال المحيطة دارت معركة عنيفة بين جيش المولى الهارب من فاس ومعه جيوش البرر وغيرهم من القبائل الموالية للمولى عبد الله أشددت المعركة بين جيش الباشا أحمد ومعه جيش البخاري والمولى المستضئ صهر الباشا شد الوثاق عليهم بسبب زحف أهل فاس إلي الودايا ومعهم الحشود من الحياينة وشراقة وأولاد جامع وجيوش البربر بجموعها تقهقر جيش الباشا وبالخديعة والتمكين من أهالي فاس من ذمام المعركة والجيش النظامي العلوي وجيوش البربر الباشا الريفي فقد السيطرة النظامية ونسحب الباشا وفر من المعركة بعد ما نال منال وتم قتل العديد من جنود ورجال الباشا الريفي وفرار الجموع من أرض المعركة

    تم مطاردة الباشا أحمد ورجاله ومن ثم تم قتل كل ما له قرابة أو صلة للباشا أحمد في الريف وجبال الريف رجع الباشا بأعداد قليلة من قواته إلى القصر الكبير وتحصن بها لمجابهة القوات المعادية له ولقبائل الريف أقتحم جيش السلطان عبد الله بن المولى إسماعيل العلوي
    وكان يرفقه الحاجب عبد الوهاب اليموري حاجب السلطان عبد الله العلوي بن المولى إسماعيل وقائد الودايا ووزارة أهل السوس الذين كانوا يكنون ( رحى ) واحدة في الواقعة التي خاضها السلطان ضد قوات الباشا الثائر احمد الريفي قائد المجاهدين وقبائل الريف والشمال المغربي قاقباً عام( 1156هجري / 1743م)

    وكانت جيوش البربر مساند للسلطان وقوات لوقاش التطواني المعارض والعدو اللدود للباشا في حياته وخاضوا المعركة وبشراسة ومن عدة محاور قتلوا في طريقهم ألاف من البشر من أبناء الريف حاصروا قوات الباشا أحمد في القصر الكبير ومازال الباشا المحاصر يحارب وبشدة علي رأس القوة التي بقيت تدافع حتى النفس الأخير وتقدر بألف مقاتل وعلى رأسهم الباشا احمد، قتل ألف من جنود الباشا المقربين منه في ساحة المعركة الأخيرة وفي اليوم الأخير تم اكتشاف جثة الباشا أحمد في وسط المعركة التي دارت بينهم تم جذع رأس الباشا أحمد وعلقا رأس الباشا أحمد علي باب المحروق مدة عام جاءت قبائل ريفية قلعيه من تلمسان الجزائرية للسلطان وطلبت منه إنزال الرأس من باب المحروق ودفنه مع الجثة رفض السلطان دفن الرأس مع الجثة دفن رأسه في منطقة فاس وجسده الطاهر بطنجة، رحم الله الباشا أحمد قائد المجاهدين وهازم وفاتح مدن لشمال ومحررها من الاستعمار وباني العديد من المساجد في جميع مدن الريف ومنها سبتة وملية والأقلعة الحربية والقصور التاريخية رحم الله الثائر أحمد بن علي بن عبد الله بن حدو الريفي البطؤي الحمامي التمسماني وكان هذا الباشا يدفع إلى المولى إسماعيل حوالي (120) قنطار من الفضة أو أربعين ألف ليرة ذهبا (تاريخ ثورات .. للمستر بريت وايت الضابط الانجليزي ص 42) (1139هـ/1726م) وكان يحكم في مائة قبيلة أو أكثر من باب طنجة الى باب تازة وزاد إلى بنى زناتن (الدر المنتخب لابن الحاج ج9 ص4 (المخطوطة الزيدانية بمكناس وكان منزله بحي كيتان بتطوان). وعندما تم قتل البا أحمد علمت طنجة بالحدث ورجت من هول المعركة التي دارت في القصر الكبير وقتل فيها الباشا الريفي
    وعند زحف السلطان المولى عبد الله إلى طنجة واستيلاؤه عليها
    لما فرغ السلطان المولى عبد الله من بعد قتل الثائر وجزع راس الباشا أحمد الريفي قائد الشمال وقائد المجاهدين أصبح غاديا يؤم طنجة ولما شارفها خرج إليه رجالها يحملون المصاحف على رؤؤسهم والصبيان يحملون الألواح بين أيديهم مستشفعين تائبين فعفا عنهم إلا من كان من بطانة أحمد الريفي ودخل السلطان طنجة واستولى عليها وأمر بالاحتياط على دار الريفي ومتاعه ثم أمر الخواجا عديلا في جماعة من تجار فاس بإحصاء ما بدار الريفي فدخلوها وتطوفوا خزائنها واستخرجوا ما فيها من مال وسلاح وسروج وكسى وملف وكتان وفرش وخرثي وأثاث يفوق الحصر فأحصى ذلك كله وأحصى العبيد والإماء والخيل والبغال وجميع الماشية من إبل وبقر وغنم فجيء من ذلك بشيء كثير فأعطى الماشية كلها للبربر، ثم أطلق يد الجيش على الأمراس فانتشلوا ما فيها من قمح وشعير فأتوا عليه ثم تتبع حاشية الريفي من عمال وكتاب وغيرهم ممن كان له به اتصال فستصفى ما عندهم من المال والذخيرة إلى أن استوفى غرضه، وكان هذا الريفي قد رسخ مجده بطنجة وأعمالها وعظمت ثروته لامتداد الدولة له ولأبيه بها منذ الفتح فكان ظفر السلطان المولى عبد الله بخزائنه من باب الظفر بالكنوز القار ونية وقدمت عليه في أثناء ذلك وفود القبائل التي هنالك فعفا عنهم وأمنهم وأقام السلطان بطنجة أربعين يوما وانقلب راجعا إلى فاس

    القبيلة المغربية في النصف الأول من القرن 18م

    من القضايا الكبرى التي يطرحها التاريخ للقبائل المغربية وبالأخص في منطقة الشمال الغربي، قاعدة الدولة المغربية وركيزتها في القرن 17م و 18م

    قضية الحروب إبان أزمة الثلاثين سنة. هذه الأزمة التي امتدت من 1727م سنة وفاة السلطان المولى إسماعيل إلى 1757م سنة تولية السلطان محمد بن عبد الله
    خطوب وفتن وأزمة دامت ثلاثين عام لتصل إلى حد التأثير السلبي بين القبائل الفاعلة والمنفعلة بها بنفس الحدة التي توحي بها الروايات التاريخية؟ من أزمات ومجاعات وأوبئة التي كانت تجتاح القبائل المغربية بين الفينة
    والنزعات ألقبلية وتنافس الطامعين في حكم العرش والأقاليم والمناطق ودسائسهم، لتتخذ شكل ثورات تستهدف تقويض وحدة التراب المغربي ، لقد خرجت القبائل من أقماع الزجاج - حسب رواية الزياني- وشرعت في شراء الخيل والسلاح، وقد كانت أحداث الأزمة تدور في المثلث الذي تشكله سهول الغرب وسايس حتى فاس مع المحيط الأطلنتي، ولم تكن تتجاوزه مجالية الاضطرابات شمالا وجنوبا إلا استثناء، مما أثر سلبا على التعمير والإنتاج والمبادلات في هذه المنطقة الإستراتيجية. وقد أدت الأزمة إلى تفكك العادات والتقاليد في المجتمع المغربي، فاضطربت الأوضاع بالغرب وسايس

    ففي منطقة الغرب دارت حروب عنيفة بين قبائل المنطقة كبني حسن الذين كانوا حديثي العهد بدخولها وسفيان وبني مالك من جهة، وعبيد البواخر من جهة أخرى. ويخبرنا الضعيف أن فرقة حجاوة من بني حسن تركت بلادها وانتقلت إلى وادي ارضات من الغرب وشرعت في النهب وقطع الطرق وذلك في أعقاب مجاعة( 1149هـ- 1150هـ)/( 1737م-1738م) فسلط عليهم المولى المستضيئ: " القبائل من جيرانهم فكانوا يقبضونهم أينما وجدوا ويبعثونهم إليه بمكناسة

    كانت هذه الأحداث والاضطراب التعمير في سهل الغرب وإلى هجرة القبائل أو فرق منها نحو مواطن جديدة داخل السهل، فعند الزياني في "الروضة السليمانية" أن بني حسن قدموا على المولى عبد الله شاكين من أهل الغرب الذين نهبوا حللهم وأغاروا عليهم ببلادهم، فوجه معهم محلة من العبيد والوداية ياكلوا أهل الغرب " فهربوا من بلادهم هم والخلط وطليق وتوجهوا للعرائش وتحصنوا بها، وكان ذلك في مفتتح عام 1161هـ/1748م

    اضطربت صنهاجة الأطلس المتوسط من جهتها، ومنذ 1736م كانت گروان على مشارف مكناس هم وآيت يدراسن، وقام المولى عبد الله بإدخالهم إلى السهل. فعند عودته من وادي نون، صادف إبان قوة المولى محمد بن عربية، فلجأ إلى جبال آيت يدراسن، فأثار تطلعاتهم نحو الزحف على سايس الذي أصبح مسرحا للحروب بينهم وبين العبيد والودايا وقبائل أخرى، واستمرت الأوضاع على ذلك إلى أن تحالف المولى عبد الله مع گروان وحالفهم الأوداية لتندلع الحرب بين آيت يدراسن من جهة و گروان
    والأوداية من جهة ثانية، إذ أشار ابن زيدان إلى أنه في (1170هـ/ 1756م)" وقعت حرب شعواء بين آيت يدراسن وجروان أعان فيها الودايا جروانا حتى انتصروا على آيت يدراسن بوطا النخيلة من سايس"

    لقد توقف الإنتاج والمبادلات المغربية، وزدادت الأزمات المختلفة. كما قد تفيد الروايات بأن هذه الحروب كانت ذات خسائر بشرية كبرى، غير أنها لم تكن كذلك. لأن معركة سبو مثلا التي شاركت فيها جموع ضخمة من أنصار الباشا أحمد بن علي بن عبد الله الريفي الحمامي والذين قدرت عدد قواته تفيد الروايات تقدر بخمسين ألفا دون من ينضم إليهم قوات القبائل الجبلية الموالية للباشا احمد بن عبد الله الحمامي والتي بلغ عدد مقاتليها
    خمسة عشر ألفا وغيرهم من قوات وأتباع المولى المستضيء صهر الباشا من عبيد الرمل وتازة ومكناس وبني حسن، مما أدى بقبائل الحياينة وشراقة وأولاد جامع إلى ترك مواطنها واللجوء إلى فاس للتحصن بها، فاستصرخ المولى عبد الله بآيت يدراسن الذين استقدموا بدورهم حلفاءهم آيت أمالو وبني حكم وگروان وانهزمت جموع الريفي والمولى المستضيئ وبلغ عدد ضحاياهما ثمانمائة حسب ابن زيدان، بينما بلغ عدد من سقط فيها من القتلى بين العبيد وغيرهم تسعمائة حسب رواية الزياني التي أوردها الناصري، وكانت هذه الوقعة في أواخر محرم 1156هـ/ 1744م-

    لقد زادت الخسائر البشرية المرتبطة بالمجاعات والأوبئة، فإن اضطرابات أزمة الثلاثين سنة لم تكن ذات خسائر بشرية كبرى، بقدر ما كانت تسهل عمل المجاعات والأوبئة، بإتيان الأطراف المتحاربة على زروع خصومها أو بنقلها لعدوى الطواعين خصوصا إبان طواعين منتصف القرن (1742م-1744م) و(1747م-1751م). إذ كانت مجاعة (1149هـ- 1150هـ) قد خلفت ثمانين ألف ضحية في غضون ثلاثة أشهر ( رجب، شعبان ورمضان 1150هـ) ممن كفنهم
    صاحب المارستان بفاس، سوى الذين كفنهم أهلهم(. بينما استفاد-- Dr Renaud من التقارير القنصلية الفرنسية التي رجع إليها في دراسة الطواعين المشار إليها في المغرب، أن جيش العبيد أشرف على نهايته، إذ كان معسكره يفقد يوميا ولمدة شهرين تقريبا رجاله بالآلاف، وأنه في بداية نونبر 1742 انخفض عدد ضحايا الطاعون به إلى مائة في اليوم، وأنه في مكناس كان يموت في نفس الفترة من جراء الطاعون خمسون إلى ستون شخصا في اليوم وأحيانا كان العدد يرتفع إلى مائة وحتى مائة
    وخمسين

    ويعود ضعف ضحايا الحروب في اضطرابات الفترة المدروسة في جانب منه إلى الأسلحة القديمة والمستعملة ورداءتها، إذ ترد إشارة عند الرحالة الإنجليزيJohn Braithwaite الذي زار المغرب في النصف الأول من القرن 18 مفادها أن المغاربة " لا يستعملون الخرطوش بل يعمرون البارود في بنادقهم مباشرة" وعندما هاجم الباشا أحمد بن علي الريفي تطوان ذكر نفس الكاتب أن من جملة السلاح الذي كان يستعمله أهل تطوان للدفاع عن مدينتهم الخناجر زيادة على البنادق والمسدسات، ولاحظ في نونبر 1727 أن الفرسان الأعراب خارج تطوان كان بعضهم لا يحمل إلا الرماح، وكان D.M.Hart -أحد المدافعين عن الأطروحة الانقسامية - قد أخطأ عندما أراد تعميم فكرة التناحر الداخلي على المجتمع الريفي المغربي، وعندما ذهب إلى اعتبار مسألة أخذ الثأر " مؤسسة سياسية" تتوخى امتصاص الفائض السكاني في وسط يتسم بندرة الموارد الاقتصادية. فقد بين جرمان عياش أن عقوبة القاتل، كانت لا تتجاوز إنزال الخراب به وبمتاعه هو وأفراد عائلته بإحراق متاعهم ونفيهم. فالمجتمع ها هنا يمارس عقوبة على المصالح المادية لا على الأرواح
    البشرية التي على العكس يستبقيها ويحفظها في شخص القاتل، مما يفضي تماما إلى عكس الهدف الذي نسبه D.M.Hart إلى هذا المجتمع والمتمثل في إقامة توازن بين ساكنة فائضة ووسائل عيش غير كافية. ومن جهة أخرى فإن البندقية العتيقة في الريف كما في باقي جهات المغرب، كانت تفتقد عمليا إلى أسلوب التصويب، فكانت تسند إلى الكتف بمشقة، لتخطئ هدفها على بعد عشرين قدما، لذلك كانت جد ملائمة في حرب بين فريقين، تتوخى إسماع دوي البارود دون إراقة الدماء وإنقاذ شرف الطرفين لا غير، وإتاحة الفرصة حينئذ لتدخل الوسطاء المصالحين

    نستخلص من ذلك أن حروب أزمة الثلاثين سنة كانت مجرد مناوشات واصطدامات بأسلحة عتيقة، لم يكن هدفها إراقة الدماء، ولم تكن تحدث خسائر بشرية كبرى ولم تضعف القبائل بقدر ما كانت تستهدف إسماع البارود وإرباك المناوئين وتفريقهم ، والإذعان في نهاية المطاف لما تقرره الوظيفة التحكيمية لحكام المخزن ولممثليه المحليين في النزاعات المطروحة بين القبائل وقسماتها. ومن ثم فإن انهيارات حقيقية لحقت بالقبائل كما بساكنة الحواضر، نتجت النزاعات والأوبئة والمجاعات التي ضربت بلاد المغرب والمناطق الريفية الشمالية في النصف الأول من القرن 18م




  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية وائل الريفي
    تاريخ التسجيل
    31/05/2009
    العمر
    48
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أوضاع المغرب السياسية خلال القرن 17م :


    أحفاد القائد كبير المجاهد الشيخ عبد الله بن حدو الريفي بين الثغور الجهادية وحروب الداخلية والفتن والمجاعات والأوبة التي شاهدتها المغرب القرن السابع عشر والثامن عشر ميلادي

    حكم آل الريفي ومرحلة الأوج بتطوان
    أولاً محاربة أبناء القسيس حكام تطوان وطردهم عنها
    بعد إزاحة أسرة "آل النقسيس" عن حكم تطوان على يد القادة أبناء الريفيين بعهد السلطان العلوي المولى إسماعيل، طفت على السطح من جديد إشكالية علاقة أندلسي تطوان بالسلطة المركزية.

    ومعلوم أن للمهاجرين الأندلسيين باع كبير في مجال "فقه العلاقات المصلحية"، وأن فكرة "البيعة الشرعية" لم تكن لتغيب عن أذهانهم.
    أولاد النقسيس : ذكر عنهم الناصري (الاستقصا ج4 ص32) أنه في عام 1098هـ/1686م ورد أولاد النقسيس الذين كانوا لاجئين بسبتة بعد مقتل الخضر غيلان الى معسكر المولى إسماعيل بتار ودانت فأمر بإرجاعهم إلى تطاوين وقتلهم مع من كان مسجونا منهم بفاس ويظهر أن السلطان لم يغفر لهم مساندة الخضر غيلان الذي تواطأ مع أتراك الجزائر والانجليز كما نقم عليهم لجوءهم إلى العدو بسبتة.
    هل يمكن الحديث عن تطوان المستقلة؟ أم أنها فقط مفعمة بميولات استقلالية، تؤمن بالبيعة عن بعد، ويتطور الأحداث صارت هذه البيعة شيئا نظريا لا مصداقية له على أرض الواقع؟ وعلى كل حال، فقوة السلطان العلوي المولى إسماعيل أدت إلى "تقليم أظافر" هذا النزوع الاستقلالي دون القضاء عليه نهائيا، فعلى الرغم من تعيين السلطان لحاكم تطوان فإن الأخير احتفظ لنفسه بسلطات واسعة، منها توريثه السلطة لأبنائه، وتمثل أسرة "آل الريفي" نموذجا بارزا في هذا السياق. ويعد مؤسس الأسرة عبد الله الريفي من قواد الجيوش البربرية التي ساهمت في تحرير الثغور المغربية من الغزو المسيحي، بقيادة السلطان المولى إسماعيل -

    عين السلطان المولى إسماعيل عمر بن حدو كحاكم على أصيلا وتطوان والقصر الكبير، وبعد مشاركة هذا الأخير في عملية تحرير المعمورة يوم 30 ابريل سنة 1681 مات بالطاعون وخلفه علي بن عبد الله الحمامي الريفي كنائب للسلطان في منطقة الغرب.

    وكان هذا الأخير يعيش بعد سنة 1684 متنقلا بين طنجة وتطوان تاركا في هذه الأخيرة نائبا عنه هو الحاج محمد تميم، ثم الحاج لوقاش من بعده.

    ثم كلف علي بن عبد الله الريفي، من طرف المولى إسماعيل بمهمة قائد الجيوش المحاصرة لسبتة المحتلة، وظل معاصرا لها من سنة 1694 إلى أن مات سنة 1713، وقد خلف بجوار سبتة قصرا ومسجدا. ولم يكتفي القائد الريفي بالجهاد بل مارس التجارة أيضا واحتكر تجارة الشمع والجلد بتطوان، كما كان يستخدم مفاوضين يهود لربط علاقات تجارية مع ليفورن وأمستردام ولو ندرة. ومات القائد علي بن عبد الله الريفي حيث كان على رأس السلطة والثروة يوم 29 غشت سنة 1713، وخلفه ابنه الأكبر دون مشاكل.

    حكم الباشا أحمد بني علي بن عبد الله الريفي من سنة 1713 إلى سنة 1727، واستفاد من طريقة والده في التسيير والتدبير، ويعتبر من ابرز الشخصيات على الإطلاق، التي عرفتها الحاضرة التطوانية طيلة تاريخها.

    وفي يوم 6 ماي1721، وصلت إلى تطوان بعثة إنجليزية – من طرف الملك جورج الأول- يرأسها شارل ستيوارت Charles Stewart وقد كان من بين أعضاء هذه البعثة، المدعو جون وندوس (Windus) ، وقد سجل وندوس هذا مشاهدته وانطباعاته عن هذه المهمة ويقول واصفا الباشا أحمد بن علي الريفي:

    "يتراوح عمر الباشا الحالي، أحمد بن علي بن عبد الله، بين الربعين والخمسين سنة، ذو بنية قوية، يميل إلى السمنة، نشيط ويتميز بالفطنة والضبط خلاللا تسديد رمحه، مهاب الهيئة له أنف روماني وعينان جميلتان ووجه مليح لونه يميل إلى السمرة مما يكسبه مظهرا رجوليا، ويعتبر شخصا شديد التكبر غير أنه كان محتقرا بما فيه الكفاية بمكناس"

    ويضيف الفقيه الرهوني في عمدة الراوين نقلا عن السفير روسل: "كانت حركاته شريفة (أي الباشا أحمد)، لطيفا هشا بشا، له ولوع بالخيل، مهذبا مطلعا على العادات الأوروبية كلها...

    أما عن امتداد إيالة الباشا الريفي فيضيف وندوس: "يحكم الباشا المناطق الممتدة من وهران على البحر المتوسط... إلى المعمورة التي تقع ساحل المحيط وتخضع لحاكم سلا. كما تمتد منطقة حكمه من المتوسط إلى نهر سبو على مساحة تعادل مساحة مملكة البرتغال، ومدنها الرئيسية هي تطوان وطنجة وأصيلا والعرائش والقصر"



    ثانياً = تفيد الروايات بأن هذه الحروب كانت ذات خسائر بشرية كبرى، غير أنها لم تكن كذلك. لأن معركة سبو مثلا التي شاركت فيها جموع ضخمة من أنصار الباشا أحمد بن علي الريفي والذين قدرت عددهم النصوص الإخبارية بخمسين ألفا دون من انضم إليهم من القبائل الجبلية والتي بلغ عدد مقاتليها
    خمسة عشر ألفا وغيرهم من أتباع المولى المستضيء من عبيد الرمل وتازة ومكناس وبني حسن، مما أدى بقبائل الحياينة وشراقة وأولاد جامع إلى ترك مواطنها واللجوء إلى فاس للتحصن بها، فاستصرخ المولى عبد الله بآيت يدراسن الذين استقدموا بدورهم حلفاءهم آيت أمالو وبني حكم وگروان وانهزمت جموع الريفي والمولى المستضيئ وبلغ عدد ضحاياهما ثمانمائة حسب ابن زيدان(6)، بينما بلغ عدد من سقط فيها من القتلى بين العبيد وغيرهم تسعمائة حسب رواية الزياني التي أوردها الناصري(7)، وكانت هذه الوقعة في أواخر محرم 1156هـ/ 1744م--*--*.--*

    ضحايا الحروب في اضطرابات الفترة المدروسة في جانب منه إلى عاتقة الأسلحة المستعملة ورداءتها، إذ ترد إشارة عند الرحالة الإنجليزي--*--* John Braithwaite الذي زار المغرب في النصف الأول من القرن 18 مفادها أن المغاربة " لا يستعملون الخرطوش بل يعمرون البارود في بنادقهم مباشرة"(10). وعندما هاجم الباشا أحمد بن علي الريفي تطوان ذكر نفس الكاتب أن من جملة السلاح الذي كان يستعمله أهل تطوان للدفاع عن مدينتهم الخناجر زيادة على البنادق والمسدسات(11)، ولاحظ في نونبر 1727 أن الفرسان الأعراب خارج تطوان كان بعضهم لا يحمل إلا الرماح(12). وكان D.M.Hart

    العبيد يفقدون عناصر التأثير والضغط
    المهدي الكراوي نشر في المساء يوم 10 - 07 - 2008

    الحديث عن تاريخ العبيد المغاربة يثير أكثر من شهية الفضول الصحفي، إنه تاريخ يمتد ويتصل بمساحات زمنية شاسعة ومثيرة حين تتداخل العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية وأيضا الفنية، لتصبح في النهاية رافدا مميزا لهوية مكون أساسي من المكونات البشرية المغربية، من مرحلة النزوح والترحيل القسري حتى فترات الاندماج الفعلي والانصهار الاجتماعي.
    نعود إلى الضعيف الرباطي الذي نقل تحركات العبيد خلال فترة من حكم المولى المستضيء، نعيد نقلها هنا حتى يتسنى لنا فهم واستيعاب حجم وقوة سيطرتهم على نظام الدولة، يقول الرباطي: «وفي هذه السنة نهض جمع العبيد من مشرع الرملة لقبيلة سفيان وبني مالك، فهربوا منهم إلى ناحية البحر بقرب ضريح مولانا أبي سلهام فتبعتهم الجيوش وأوقعوا بهم وقعة هائلة، حتى كانوا يقتلون الناس في وسط القبة ولا يتركون الصغير ولا الكبير، ويشقون على بطون النساء ويجبدون الجنين ويضربونه بالسيف فتلطخت القبة بالدم ونهبوا أموالهم وسبوا نسائهم وأخذوا ما وجدوا عندهم وتركوهم حفاة عراة».
    ومباشرة بعد هذه الواقعة، جدد جيش العبيد خروجه إلى ناحية الفحص، فصاروا حتى وادي المخازن، وبعدما تجاوزه وجدوا أمامهم الباشا أحمد بن علي، وبعدما التقى الجمعان، كانت الهزيمة للعبيد بعدما أوقع بهم الباشا أحمد، وينقل الضعيف الرباطي هذا المشهد، إذ يذكر أن هذا الباشا قطع رؤوس العبيد وملأ منهم أربع «شوريات» في نحو 72 رأسا، وجاءت هذه المواجهة لما استعد العبيد لخلع المولى المستضيء.
    وكانت من نتائج ما قام به الباشا أحمد بن علي (صهر المولى المستضيء) في حق العبيد أن بايعوا مجددا أخاه المولى عبد الله وهي البيعة الخامسة، ودامت ولايته نحو عام ونصف، على أن يبايع بعد ذلك أهل سلا وقبائل بني حسن وفرقة من عبيد دكالة المولى المستضيء للمرة الثالثة، في حين تشبث أهل الرباط ببيعة المولى عبد الله.
    وبعد هذه الفترة، رحل العبيد من مشرع الرمل أوائل رمضان من عام 1159ه، حيث نزلوا وأقاموا مع السلطان المولى عبد الله في بيعته السابعة، وأصبحوا يطلبون منه الراتب كشكل من أشكال الابتزاز السياسي. واستمر الحال حتى سنة 1170ه، وهي السنة التي بدأ يضعف فيها المولى عبد الله، وظهر اسم الأمير سيدي محمد بن عبد الله، الذي بويع يوم وفاة والده في سنة 1171ه موافق 10 نونبر 1757م، وذلك بحضور وإجماع أهل فاس وغيرهم من الأشراف والعلماء والجيوش، وقال عنها الضعيف الرباطي أنها كانت بيعة عامة تامة مرضية كاملة الأوصاف سنية جامعة لجميع الأمور الشرعية ومحيطة بجميع مصالح الرعية.
    لقد استمرت الفوضى بأعلى جهاز الدولة حوالي 89 عاما هجريا، وتحولت معها عناصر القوة القديمة، ونعني طائفة العبيد التي بدأت تفقد الكثير من عناصر التأثير والضغط بسبب انحصارها الجغرافي، إذ لم يكن لها جذور وامتدادات قبائلية كالعرب، وأيضا بسبب عنفها وقوتها وقسوتها التي جعلتها منعزلة ومرفوضة في العديد من المناطق، وأخيرا لأن المغرب خرج من عهد التيه السياسي الذي تمثل في خلافة المولى إسماعيل، ودخل مع السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى فترة تأسيس الاستقرار لنظام الدولة.
    ورغم أن السلطان الجديد انتهج مسارا آخر مع العبيد بالنظر إلى حالهم وإعادة إسكانهم وكسوتهم والاعتناء بهم، إلا أنهم خرجوا عليه وأرادوا بيعة ابنه المولى يزيد، وهو الأمر الذي دفع سيدي محمد بن عبد الله إلى تفريق حوالي ثلاثة عشر آلاف من العبيد بالمراسي وبعث عبيد السوس إلى تارودانت، وعبيد حاحة والشبانات إلى الصويرة، وعبيد السراغنة وتادلا ودمنات إلى تيط، وعبيد دكالة إلى أزمور، وعبيد الشاوية إلى أنفا.
    ولن ينقل لنا التاريخ أخبارا كافية عن دور العبيد بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1204ه) على الأقل فيما كانوا يقومون به من أدوار بارزة في عزل ومبايعة السلاطين، وسينتقل المغرب مع هذه الفترة إلى نزاع قبائلي عربي بين المناصرين للمولى هشام وبين المولى يزيد الذي كان يتوفر في جيشه على حوالي 1500 من العبيد و450 من أوداية فاس و300 من البربر ومثلهم من الشراكة و400 من أولاد جامع و500 من بني حسن و500 من قبائل سفيان وابني مالك، ونحو الثلاثين من أهل سلا والرباط من البحرية والطبجية، في حين كان المولى هشام مناصرا من قبل القائد عبد الرحمن بناصر العبدي والحاج الهاشمي بن العروسي، اللذين بايعاه رفقة قبائل عبدة ودكالة والحوز ومراكش والرحامنة، وكان ذلك سنة 1206ه.
    وفي نفس السنة، سيبايع المولى سليمان على يد الودايا ورؤساء العبيد وأهل فاس، وسيدخل ما تبقى من جيش البخاري في طاعته، حتى إنهم امتثلوا لأمره بإلقاء القبض على أحد قوادهم الذي كان برتبة باشا في عهد المولى يزيد وهو محمد بن عبد المالك البخاري، ويحتفظ التاريخ كذلك بأن المولى سليمان ولى في عهده على مدينة الصويرة الحاج محمد بن عبد الصادق المسيجني وهو من عبيدها.
    بعد هذا المسار الحافل بتداخل الأحداث، سيتقلص دور العبيد المغاربة بالقياس على ما كانوا عليه، وسيقتصر دورهم مع من سيأتي من الملوك على أداء البيعة مع احتفاظ بعضهم على مراتب بالجيش النظامي المغربي، ذلك أن جيل جيش البخاري لم يعد له وجود، واستمر المنحدرون من نسله في شغل مناصب مختلفة في الخدمة السلطانية، وعن وضعهم ومآلهم مع السلطان المولى عبد الرحمن يقول الناصري: «..قصد (المولى عبد الرحمن) أولا مكناسة، فلما دنا منها، خرج العبيد إلى لقائه بالأعلام مرفوعة على العصي وكانوا جماعة يسيرة فقال لهم السلطان رحمه الله: أين جند البخاري فقالوا: هذه البركة التي أشأرتها الفتنة وعلى الله ثم عليك الخلف، فدخل السلطان رحمه الله مكناسة وتفقد بيت مالها فألقاه أنقى من الراحة، ووجد العبيد على غاية من القلة والخصاصة، حتى لقد باعوا الخيل والسلاح وأكلوا أثمانها، فأنعشهم وجدد رسمهم وقواهم بالخيل والسلاح والجاريات، حتى صلح أمرهم وذهب فقرهم».
    وسيستمر العبيد بعد ذلك كقوة عشائرية منغلقة ومهووسة بالسلطة والحكم، وسيحفظ التاريخ أسماء عائلات بخارية كانت لها حظوة السيطرة على مراكز جهاز الدولة المخزني، نذكر هنا أبا حماد الصدر الأعظم للمولى عبد العزيز وحاجب الحسن الأول، وهو أيضا سليل أسرة مخزنية، بداية بجده أحمد بن مبارك الذي كان أهم وصفان المولى سليمان، حتى ابنه (والد با احماد) أحمد بن مبارك الذي تربع على كرسي الحجابة في عهد السلطانيين سيدي محمد بن عبد الرحمان والمولى الحسن الأول.
    وكانت هذه العشائرية للعبيد تستمد قوتها في غالب الأحيان من حظوة اجتماعية أخرى، تمثلت في السلالات المتجددة والمنحدرة من داخل القصبات والقصور السلطانية التي ورثت نظام عيش مميز ومثقل بالتقاليد والأعراف المخزنية التي حافظوا عليها وانتظموا في خدمتها.
    ولا زال الأمر يحتاج هنا إلى مزيد من البحث والتقصي في حياة العبيد المغاربة والنبش في تقاليدهم، كالطبخ الذي برعوا فيه بحفاظهم على الهوية المغربية العريقة بكل مرجعيتها العربية الأندلسية والأمازيغية واليهودية، كذلك جانب اللباس الذي تميزوا وعرفوا به كلباس الوصفان المغاربة بالنسبة إلى عبيد المخزن، وأيضا لباس الأحرار منهم الذين يزينون ثيابهم بالودع، واشتهروا به كفنانين متجولين في القرى والمداشر والحواضر، وكان فن كناوة في ذلك فنا للعبيد المغاربة.

    ثالثاً = قد شبت وقعات عديدة خاضها آل الريفي مع غمارها أهل تطوان منها :

    * عيطة السبت :

    وهي وقعة اصطدم خلالها التطوانيون بجيوش الباشا احمد (يوم 24 صفر 1140هـ/11 أكتوبر 1727م) بعد وفاة المولى إسماعيل وضعف خلفه احمد وكان في جيش الباشا 10.000 رجل من يهم 800 من الخيالة وكان على رأس التطوانيين (الباشا بوشفرة) فاقتحم جند الباشا احمد المدينة ودافع الأهالي عن أنفسهم فوق السطوح ويقال بان عمر لوقاش كان على رأس أهل تطوان والواقع انه تولى حكم تطوان بعد الوقعة، وقد انهزم الباشا احمد ومات من رجاله نحو الألف وقيل 3700 ومن أهل تطوان 1800 حسب المؤرخ سكيرج.
    وقفة المنزه قرب القصر الكبير عام 1156هـ/1743م،
    أقول مأثورة ذكرها التاريخ عن شخصيات تاريخية
    وذكر السفير الإنجليزي "شارل استيوارت" الذي نزل بمرسى تطوان في 6 ماي 1721 م أنه قدمت له في حفلة أقامها الباشا أحمد الريفي يوم 18 ماي حوالي ثلاثة وعشرين لونا من الطعام منها ما كان مطبوخا على الطريقة الإسبانية

    رُؤساء القبائل الأمازيغيّة الكبار مثلَ أمَهروق الزياني حفيد المجاهد الكبير مُوحَا أحَمُّو رحمه الله، ومثل عدِّي أبيهي، وإدريس بن عبد الكريم الريفي. رحمهم الله جميعا.


    قراراته وآثاره نقلت كما دونت في كتب التاريخ

    مشاهد من التاريخ المدون في المواقع والكتب
    0 ) في آخر السعديين كانت كثير من المراكز المغربية قد احتلها البرتغاليون فحررها العلويون الذين قاموا بدور تحريري وعمراني هام في منطقة الشاون حيث قام السلطان محمد بن عبد الله بتعيين رجالات أكفياء على رأسها أمثال علي العروسي البوزراري وإلى شفشاون والقائد العياشي الذي كان عاملا على تارودانت وأحمد بن بلة الشياظمي (عام 1190 هـ) (تاريخ الضعيف ص 179) وكان القائد على طنجة آنذاك هو محمد وبلة الشياظمي وكان (أحمد بن حدو الريفي) قد عين على ولاية الإقليم في العهد الإسماعيلي مع ابن أخيه أحمد بن علي الريفي (1125 هـ) بعد وفاة القائد علي بن عبد الله الريفي (ص 96 ) وكان من بين هؤلاء الولاة مجاهدون عرفوا باستماتتهم في الكفاح ضد العدو

    بيان أخر

    إلي من يريد البحث في هذه المعلومات الهامة بنسب الباشا الثائر احمد بن علي الريفي
    و ويتعرف علي التناقض الواضح بشخصية المتقلبة للعالم مولاي الطيب الوزاني الذي رفض أن
    يشهد بالشرف للباشا احمد رغم انه شهد له جميع العلماء من أهل تطوان والفقهاء ومن القصر والعرائش وطنجة وشفشاون حيث كان الطيب الوزاني من احد المقربين للباشا احمد وكان الطيب الوزاني يعرف من هو احمد بن علي كانت لهم علاقة أسرية منذ الطفولة حيث شهد للباشا احمد بالشرف قبل أن يكبر هذا الثائر احمد كان صغير في بيته يعيش بكنف ورعاية أبيه القائد علي بن عبد الله الريفي , لقد حضر أحد أقطاب عائلة الوزاني هو أخ الطيب إلي بيت القائد علي الريفي طرق الباب رددت, ام احمد قالت من هناك قال أنا ألوزاني فتح الطفل احمد الباب فدخل الشيخ الجليل البيت وجلس وقالت زوجة القائد علي يا احمد احضر للفقيه الطعام جلب احمد أهم ما في البيت من الطعام والشراب وفوق هذه احضر أشياء أخري من مواد التموين للشيخ لكي يأخذها الشيخ الفقيه معه بعد أن يذهب اندهش الشيخ وقال يبنى أيها الشريف أحمد لك مستقبل سوف تكون من أهم الرجال وأكرمهم في عصرك سوف تفوق أبيك بالرجولة والكرم والشجاعة و دعا إلى الله لهذا الطفل الكريم وابتهل وخرج من البيت وهو يدعي له ويشكر هذا أهل البيت الكريم )
    كل هذه المعلومات مدونه في كتب التاريخ
    هذا منقول من الكتب كما وردت
    المصدر نفسه، ج 4، صص. 240 ـ 244 ـ 251 ـ 262؛ س. الحوات، الروضة...، مصدر سابق، ص. 511؛ الضعيف، تاريخ...، مصدر سابق، ج 1، صص. 246 ـ 254 ــ 284 ـ 285. ومما يذكر في هذا الصدد أن الباشا أحمد الريفي، في حربه لمولاي عبد الله عام 1156 هـ/ 1743 م، وفي طريقه إلى فاس، قضى حوالي شهر من الزمن بوزان محاصراً بالأمطار »... فكانت شرفاء وزان يدفعون له الطعام والعلف والشمع والغنم وغير ذلك... وكان في يوم الصحو يركب للصيد ، وتأتيه اجبالة باللقاق والرماة والسلاق إلى أن عزم على النهوض من مصمودة، فارتحل، ونهض معه مولاي الطيب ذلك اليوم، ونزل الخميس [ـعوفـ] وفيه بات، وبات معه مولاي الطيب. وفي الغد لما أراد القيام أتوا له بفرسه ليركب عليه، فلما أراد أن يركب قبض له الركاب مولانا الطيب إلى أن ركب«. (تاريخ الضعيف، مصدر سابق، ج 1، ص. 253). فهل كان مولاي الطيب مخلصاً في موقفه، أم خشية جبروت الباشا الريفي؟
    ... نسجل في هذا الصدد أن هذا الشيخ رفض أن يشهد لأحمد بن علي الريفي بأنه شريف، عكس »العلماء من أهل تطوان والفقهاء ومن القصر والعرائش وطنجة وشفشاون... فاغتاظ من ذلك، وبعث لأهل الريف على أن يغيروا على عزبان الشرفاء (الوزانيين) وضيق بهم وبأصحابهم، وكان ينزع لهم الخيل كرهاً وتمادى عليهم وصار يقبض من أصحابهم الخراج«. (تاريخ الضعيف، مصدر سابق، ج 1، ص. 251).
    قائلاً: وفيها »تمهد الغرب للسلطان غاية«(1)
    __________
    (1) المصدر نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين ذهب إلى القول إن مولاي الطيب ألوزاني وقف ضد بيعة المولى عبد الله في أول الأمر، وربط صلة وثيقة بثورة باشا طنجة. أحمد الريفي، ضد هذا السلطان. ومن أجل ذلك، جاء مولاي الطيب إلى طنجة. فكانت فرصة لتأسيس فرع بها لزاويته. (ع. الرحموني عجولو، الزاوية الدرقاوية بطنجة، رسالة جامعية في الدراسات الإسلامية، 1412 هـ، مرقونة بخزانة كلية الآداب بالرباط، ص. 381)؛ إنما الأكيد أن الباشا أحمد الريفي نفسه، ووراءه أهل الريف بشرقه وغربه، بايع المولى عبد الله في أول الأمر، وهو الذي أخضع المناطق الشمالية عام 1143 هـ/ 1731 م، وجعلها تحت طاعة هذا السلطان، ولم تحدث النفرة بينهما إلا عام 1144 هـ أو 1145 هـ/ 1732 م، عندما نكب السلطان وفداً من أصحاب الباشا المذكور. ومن ثم، سيعلن هذا الخير استقلاله بنفسه في بلاد غمارة وطنجة والقصر والفحص وبلاد الريف وما لها إلى حدود كرسيف. (راجع: الاستقصا...، مصدر سابق، ج 7، ص. 134؛ عبد الرحمن الطيبي، المجتمع في منطقة الريف، رسالة جامعية في التاريخ، مرقونة بخزانة كلية الآداب بالرباط، صص. 98 ـ 100، 388)
    -------------------------------

    مشايعة الباشا أبي العباس الريفي للمولى المستضيء على المولى عبد الله

    لما دخلت سنة ست وخمسين ومائة وألف أقبل الباشا أبو العباس أحمد ابن علي الريفي في جموع الفحص والجبل والريف قاصدا فاسا وأعمالها، وأقبل المولى المستضيء في جموع العبيد وعليهم القائد فاتح بن النويني حتى نزل قريبا منه ولما زحف هذان الجيشان إلى فاس اضطربت نواحيها ودهش الناس من هول هذا الريفي لأنه جاء في استعداد لم يعهد مثله وماجة الفتنة موج البحر وفي كل صباح ومساء ترعد المدافع وتقرع الطبول بمحلتي المولى المستضيء والريفي فاستعد الناس للحرب وركب السلطان المولى عبد الله وأسرع إلى آيت أدراسن وطلب منهم العون، ثم من الغد ركب أحمد الريفي في رماته ثم عبر المولى المستضيء في جموع العبيد وخلفوا رماتهم ومدافعهم وأثقالهم بالمحلة وكتب المولى المستضيء كتائبه وصف جنوده بذلك البسيط وزحف الودايا وأهل فاس والحياينة وشراقة وأولاد جامع وجاءت البربر بجموعها فأشرفوا عليهم بالعين المقبوة إلى دار ابن عمرو ولما وقعت عينهم على جموع المولى المستضيء ووزيره الريفي بذلك البسيط صاحوا بهم وشدوا عليهم شدة رجل واحد فكانت الهزيمة واستحر فيهم القتل والسلب وازدحموا في القنطرة وتساقطوا في الوادي فهلك الكثير منهم والبربر في أثرهم يقتلون ويسلبون وأما الريفي فإنه لما رأى الهزيمة عليه لم يزد على أن ركب فرسه ونجا برأس طمرت ولجام

    -------------------------------

    معاودة أحمد الريفي غزو فاس ومقتله

    قال المؤرخ : لما وصل أحمد الريفي إلى طنجة أخذ في إخلاف ما ضاع له ولقومه من خيل وسلاح وأخبية ونحوها وجدد لجيش العبيد من ذلك ما جدده لأهل الريف وأخذ في الاستعداد لمعاودة غزو فاس وأقسم أن لا يأكل لحما ولا يشرب لبنا حتى يدخل فاسا وينهبها كما انتهبوا محلته وبعث إلى سلطانه المولى المستضيء بمائتي فرس ومائتي خباء وألف مكحلة وخمسين ألف مثقال يفرقها على العبيد يتقوون بها وضرب له موعدا يجتمعون فيه على حرب السلطان المولى عبد الله وشيعته من الودايا وأهل فاس ولما كانت سنة 1155 هـ خرج أحمد الريفي من طنجة قاصدا حضرة فاس في أكمل شكة وأحسن استعداد ولما انتهى خبره إلى السلطان المولى عبد الله لم يسعه التخلف عن لقائه فكتب إلى عرب الحياينة وشراقة وأولاد جامع وكتب إلى عرب الغرب من سفيان وبني مالك وسائر شيعته يستنفرهم ويحضهم على نصرته وإلى آيت أدراسن وجروان يخبرهم بعزمه على مصادمة الريفي وجمعه ثم خرج السلطان من فاس ونزل على وادي سبو ودارت المعركة، وقتل الريفي في المعركة وبقيت الأبنية والأثقال بيد السلطان كما هي فنزل بها بدار العباس وعادت العساكر مساء بالغنائم وبرأس الباشا أحمد بن علي الريفي عرفه بعضهم بين القتلى فأزال رأسه وأتى به السلطان وبعث به إلى فاس فعلق بباب المحروق وانقضى أمل أحمد الريفي وذهبت أيامه وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وقد خلف هذا الريفي آثارا كثيرة بطنجة وتطاوين وأعمالها من أبنية وغيرها تشهد بعلو همته

    -------------------------------

    زحف السلطان المولى عبد الله إلى طنجة واستيلاؤه عليها

    لما فرغ السلطان المولى عبد الله من أمر الريفي أصبح غاديا يؤم طنجة ولما شارفها خرج إليه رجالها يحملون المصاحف على رؤوسهم والصبيان يحملون الألواح بين أيديهم مستشفين تائبين فعفا عنهم إلا من كان من بطانة أحمد الريفي ودخل السلطان طنجة واستولى عليها وأمر بالاحتياط على دار الريفي ومتاعه ثم أمر الخواجا عديلا في جماعة من تجار فاس بإحصاء ما بدار الريفي فدخلوها وتطوفوا خزائنها واستخرجوا ما فيها من مال وسلاح وسروج وكسي وملف وكتان وفرش وخرسي وأثاث يفوق الحصر فأحصى ذلك كله وأحصى العبيد والإماء والخيل والبغال وجميع الماشية من إبل وبقر وغنم فجيء من ذلك بشيء كثير فأعطى الماشية كلها للبربر، ثم أطلق يد الجيش على الأمراس فانتشلوا ما فيها من قمح وشعير فأتوا عليه ثم تتبع حاشية الريفي من عمال وكتاب وغيرهم ممن كان له به اتصال فستصفى ما عندهم من المال والذخيرة إلى أن استوفى غرضه، وكان هذا الريفي قد رسخ مجده بطنجة وأعمالها وعظمت ثروته لامتداد الدولة له ولأبيه بها منذ الفتح فكان ظفر السلطان المولى عبد الله بخزائنه من باب الظفر بالكنوز القار ونية وقدمت عليه في أثناء ذلك وفود القبائل التي هنالك فعفا عنهم وأمنهم وأقام السلطان بطنجة أربعين يوما وانقلب راجعا إلى فاس

    -------------------------------

    اعتراض المولى المستضيء للسلطان المولى عبد الله وانهزامه

    لما انهزم المولى المستضيء من مكناسة بعد إيقاعه بأهلها خرج إلى حلة بني حسن وأقام بين أظهرهم فاتصل به خبر مقتل ناصره ووزيره على أمره أحمد الريفي ففت ذلك في عضده وهد أركانه ثم لما بلغه فتح طنجة واستيلاء السلطان عليها استأنف جده وأرهف حده وأخذ في تحريض العبيد وبني حسن على تجديد البعث والنهوض لاعتراض أخيه السلطان المولى عبد الله مرجعه من طنجة فخرج كبير بني حسن يومئذ وهو قاسم أبو عريف يطوف في أحيائها ويستنفر جموعها وخرج المولى المستضيء في لمة من وجوه العبيد إلى مشرع الرملة فصمد إليه السلطان وصدقه القتال فهبت ريح النصر وتمت الهزيمة على المولى المستضيء وعبيده ومروا على وجوههم لا يلوون على شيء فجرد السلطان مع القائد أبي عزة صاحب الشربيل كتيبة من الخيل في أثرهم وتقدم إليهم أن لا يقتلوا أحدا من العبيد وإنما يجردونهم لا غير فلم يقتل أحدا من العبيد في هذه الوقعة واستحر القتل في بني حسن فهلك منهم ما ينيف على الألف وانتهب منهم أكثر من خمسة آلاف فرس ومن السلاح مثل ذلك وهذه الوقعة هي التي خضدت شوكة بني حسن وفلت من غربهم ونجى المولى المستضيء في فلهم وأقام بحلتهم ينتظر أن تدول له دولة لأنهم كانوا شيعته كأهل دكالة وأهل مراكش وكان أخوه المولى الناصر خليفته على مراكش كما مر، وقفل السلطان المولى عبد الله إلى فاس الجديد فقدم عليه جماعة من قواد العبيد تائبين خاضعين متنصلين مما فرط منهم فعاتبهم وقال لهم لا كلام اليوم بيني وبينكم حتى أقطع دابر بني حسن ومن معهم من شيعة المستضيء ثم عفا عنهم
    محمد تميم الأول : قائد تطوان قتل عام 1164هـ/1750م (وقيل 1163هـ) سفير المولى إسماعيل إلى (الويس الرابع عشر) بعد رفض هذا الأخير معاهدة المعمورة تولى قيادة تطوان عام 1156هـ/1743م وكان نجارا ماهرا في التسطير وقد رشحه أهل تطوان فوافق السلطان مولاي عبد الله وهو الذي بنى أسوار تطوان وأصلح قصبتها (عام 1157هـ/1744م) بعد أن هدمها الباشا احمد الريفي وقد أنفق عليها من ماله الخاص عشرين ألف مثقال بعد أن أرهقتهم الضرائب أيام الباشا الريفي ولم يكمل الأسوار إلى أن أتمها القائد محمد لوقش وقد صد تميم المولى المستضئ عن تطوان عندما حاصرها (عام 1160هـ/1747م) وبعد قتله اختار أهل تطوان للقيادة محمد لوقش / (الاستقصا ج4 ص 85/ دوكاستر ق1م1م). وقد أكد (شارل بنز) أنه تولى الباشاوية في كل من تطوان وسلا بينما تولى محمد تميم الثاني حكم تطوان أواسط القرن الثاني عشر بعد مقتل السلطان للباشا أحمد بن علي الريفي (عام 1156هـ/1743م) والحاج محمد تميم الأول لم توله المصادر العربية حقه حتى تحدثت عنه المراجع الإفرنجية
    يقول المؤرخ أحمد الناصري : ( فلما كانت سنة إحدى وثمانين وألف غزا المولى رشيد بلاد السوس فاستولى على تارودانت، رابع صفر من السنة، وأوقع به شوكته فقتل منها أكثر من ألف وخمسمائة، وأوقع بأهل الساحل وقتل منهم أكثر من أربعة آلاف، وأوقع بأهل قلعة إليغ، وقتل منهم بسفح الجبل أكثر من ألفين).
    ويقول أيضا :( ثم دخلت سنة خمسة وتسعين وألف فخرج السلطان في العساكر إلى جبال فازاز لحرب صنهاجة من البربر هناك فلما سمعوا بخروجه إليهم انهزموا إلى ملوية ....وأنزل السلطان بقلعة آزرو ألف فارس وبقلعة عين اللوح خمسمائة فارس، فأخذوا بمخنقهم واستراح الناس من عيثهم ببسيط سايس، ولما منعوا من السهل وانقطعت عنهم الميرة- أي الزاد – وقلت الأقوات خشعوا، ونزل وفدهم وقدموا مكناسة على السلطان تائبين فأمنهم على شرط دفع الخيل والسلاح والاشتغال بالحرث والنتاج فدفعوها عن يد وهم صاغرون، وهؤلاء هم آيت إدراسن)
    ويقول : ( وصعد السلطان الجبل – أي جبل فازاز - من الناحية الغربية فأول من قدم عليه من برابرته بالطاعة زمور وبنو حكم فولى عليهم رئيسهم بايشي القبلي فستصفى منهم الخيل والسلاح ثم تجاوزهما إلى المال فاستنصفاه أيضا...)
    ويقول : ( ولما كانت الليلة المعينة لم يرع البربر إلا رعود المدافع والمهاريس تصعق في الجو ونيرانها تنقدح في ظلمات الليل وأصداء الجبال تتجاوب من كل ناحية، فقامت عليهم القيامة وظنوا الأرض قد زالت عنهم وزحفت عليهم عساكر السلطان من باقي الجهات واشتد القتال فانهزموا وتفرقوا في الشعاب والأودية شذر مذر، فقتل رجالهم وسبيت نساؤهم وأولادهم ونهب أثاثهم وحيزت مواشيهم وأنعامهم، واستلبت خيلهم واستحر القتل والنهب فيهم ثلاثة أيام والعساكر تلتقطهم من الأودية والشعاب وتستخرجهم من الكهوف والغيران، وكان عدد رؤوس القتلى ينيف على اثني عشر ألفا).
    ويقول : ( فقدم عليه مع جماعة من المجاهدين أهل الريف من طنجة فوق المائة ومعهم زوجة الباشا أحمد الريفي وولداه منها، فقدمت هدية عظيمة، فقبض السلطان الهدية وقتل الولدين ومن معها من أهل الريف، ثم قتل معهم ثلاثمائة من بني حسان قدموا عليه للتهنئة).


    أعلام المغرب في عهده
    القائد علي بن عبد الله الريفي من أشهر القادة المغاربة في القرن السابع عشر الميلادي
    القائد أبي العباس أحمد بن علي الريفي : رئيس قبائل الريف
    القائد عبد الكريم بن علي بن عبد الله الريفي : أخ القائد أحمد بن علي بن عبد الله، وكان قد خلفه بعد مقتله
    عبد الكريم بن علي بن عبد الله قائد ولاية الفحص - طنجة مباشرة بعد وفاة أخيه أحمد ما بين عامي 1743 - 1748 ، وتول عبد الصادق بن أحمد بن علي وهو ابن الثائر المقتول ولاية طنجة ونواحيها من عام 1748 إلى غاية سنة 1766 وأحمد بن عبد الصادق من بعد وعبد السلام بن عبد الصادق من سنة 1813 إلى سنة 1816 وتولى عبد الصادق بن احمد بن عبد الصادق بن احمد بن علي بن عبد الله بشاوية الريف من سنة 1861 إلى غاية سنة 1875 وفي سنة 1891 سيتم استبدال الباشا عبد الصادق الريفي، بإبنه محمد الذي سيترك مكانته في ما بعد لأحد أبناء عمومته عبد الرحمن بن محمد بن عبد السلام بن عبد الصادق الريفي، وتولى الحاج عبد السلام الريفي قيادة طنجة ما بين سنتي 1902 - 1904 و 1907 - 1908 ليعود إليها في سنة 1914 .



    التحليل الموضوعي
    علماء وفقهاء وكتاب كبار ومشاهير من آل الريفي في المغرب
    خطيب الثورة الريفية، الرجل الصالح الموقر، شيبة الحمد؛ الفقيه محمد بن علي الريفي؛ المشهور بأبي لحية، وهو منفي لحد الآن بمنفى آسفي.
    الريفي مؤرخ الدولة العلوية الحاج عبد الكريم بن موسى الريفي،صاحب كتاب زهر الأكم ،
    و الفقيه أبو المحاسن يوسف بن عبد الله الريفي الورياغلي
    علي بن قاسم بن عمر البطيوي الريفي قاضي الجماعة بفاس (1039/1629م)
    وعلى أبي علي الحسن البطيوي
    أمر ببناء قبته في القرن الثامن عشر. الباشا المرموق أبو العباس أحمد بن حدو البطيوي بطل العرائش. وفي سنة 1925م. زينت من طرف القنصل إسدرو ديلاس كاخيكاس Isorodo de las Cagicas.
    وجاء في كتاب القصر الكبير[3] سنة 1950م. ما ملخصه أن ضريح مولاي علي أبي غالب هو معلمة أصيلة في فن الأَضرحة، له نافورة جميلة في الساحة رسمها الفنان برطوتشي Bertuchi أما البناء فيرجع إلى القائد أحمد بن حدو البطيوي الذي يمكن تحديد تاريخه بسنة 1685م. وإذا لم يكن كذلك فسيكون إما قبله أو بعده بقليل.بنى هذه القبة العجيبة هو القائد أبو العباس أحمد بن حدو البطيوي بطل العرائش بعد نهاية القرن العاشر بل الحادي عشر بيسير.

    سيدي عبد الله بن عبد الصادق التمسماني :

    ترجم له شيخنا في نصب الموائد فقال : من مشاهير العلماء الذين عاشوا بطنجة في القرن الرابع عشر الهجري :
    العلامة النحوي الفقيه المتفنن الفاضل الشيخ الحاج عبد الله بن عبد الصادق التمسماني أصلا، الطنجي ولادة ووفاة . كان والده وأسرته من أعيان طنجة والحاكمين بها منذ زمان قديم، فقد قدم جده الأول من قبيلة تمسمان مع المجاهدين زمن السلطان إسماعيل العلوي لفتح طنجة التي كانت محتلة من طرف الاستعمار الانجليزي، وكان هذا القدوم سنة خمس وتسعين وألف هجرية .. ولد المترجم بطنجة في العقد الثاني من القرن، وبها نشأ وقرأ القرآن العظيم ومبادئ العلوم ثم رحل إلى فاس فقرأ بها على كبار علمائها آنذاك وتفنن في النحو والفقه والتوحيد والأصول وغيرها .. ثم رجع إلى مدينة طنجة بعد أن أجيز من طرف جماعة من مشايخه كالعلامة المحدث سيدي أحمد بن الخياط والعلامة الصالح سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني الذي قتله الأمير عبد الحفيظ شهيدا، وغيرهما من الأعلام .. ثم لزم العلم وتصدى للتدريس وإفادة الطلبة احتسابا مدة تربو على أربعين سنة . وهو من أشياخي الذين تشرفت بقراءة العلم عليهم، فقد لازمته بالجامع الأعظم بطنجة ومسجد سيدي أبي عبيد ومسجد مرشان مدة خمس سنوات، قرأت عليه خلالها في المرشد المعين والرسالة لابن أبي زيد القيرواني ومختصر خليل وتحفة ابن عاصم وموطأ مالك ونور اليقين والهمزية وألفية ابن مالك وجمع الجوامع وغير ذلك . وكان رحمه الله أعجوبة زمانه في التجلد والصبر على التدريس طيلة أيام السنة صيفا وشتاءا حرا وبردا لا يعرف الكلل ولا الكسل ولم يقطع التدريس مع الطلبة حتى أيام عمله كخليفة نيابة عن أخيه زمن الحكم الاسباني، وبعد انتصار ألمانيا على فرنسا في الحرب العالمية الثانية .. وبقي على هذه الحالة حتى توفي . وقد تخرج عليه جماعة من الطلبة وخصوصا الجبليين . وقد كان يقول لنا في دروسه – رحمه الله - : لا شيء من عملي أرجى عندي عند الله تعالى من التدريس مع الطلبة . وكان قوي الحافظة يحفظ كل ما يتعلق بالدرس وكان يحفظ في النحو إلى جانب ألفية ابن مالك أوضح المسالك لابن هشام إلى باب الحال . وكان واسع الصدر حسن الأخلاق مشتغلا بنفسه لا يحب الخوض فيما لا يعنيه ولا يكاد يذكر أحدا بعيب ولا سوء حسن الطوية سليم الصدر . وعاش معافى صحيح الجسم إلى أن دنا أجله فأصابه مرض دخل إثره المستشفى ثم خرج ووافاه الأجل المحتوم في شهر الله الحرام رجب الفرد سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف وسنه فوق السبعين . رحمه الله تعالى وإيانا رحمة واسعة، وغفر لنا وله ولجميع أشياخنا . وبعد وفاته بعام رأيته في المنام على حالته وهيئته التي عرف بها فسلمت عليه وعانقته وقلت له : أوولست قد مت ؟ فقال : إن العلماء لا يموتون هـ . من نصب الموائد ص.47/48 .



    الله أيها الإخوة الريفيون
    يقدم ابن زيدان في المنزع اللطيف صورة كاملة لعملية الفتح، والقائد علي بن عبد الله بن حدو الريفي شارك بحصار طنجة حيث كان القائد العام للقوات المغربية والمجاهدين و العلماء والأشراف والمرابطين للجهاد في سبيل رب العالمين وقد خرجوا كغيرهم في لفيف المسلمين،لفتح طنجة وقد وصلوا إلي القائد علي بن عبد الله بن حدو البطيوي الحمامي الريفي التمسماني للرباط معه بكل قوة لاستعادة طنجة المحتلة وقد إستردت طنجة بهمة القادة الريفيين والمجاهدين الإبطال


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •