رسائل شريرة مشفرة تلفزيونياً
أبله فاهيتا أنموذجاً



كاظم فنجان الحمامي

ظهرت على شاشات التلفاز هذه الأيام الدُمية (أبله فاهيتا) بصوتها المزعج, وصورتها الصنوبرية الباهتة, لتعلن في الفضائيات المصرية عن خدمات شركة (فودافون) بكلام غير مفهوم, وبتلميحات مبهمة تثير الفضول, وتبعث على الشك والتساؤل, من دون أن يفهم الناس معنى الكلام الغامض, الذي تلوك به (أبله فاهيتا) في حوارها المختزل مع الدُمية (بطة).

ما أدى إلى ارتفاع الأصوات الرافضة لهذا النوع من العروض الثقيلة, التي لم يألفها الناس, وليس لها أي تفسير واضح, لكنها أعادت إلى الأذهان شخصية (سوزانا) التي حملت رموز المجاميع الإسرائيلية المنفذة لسلسة من التفجيرات في بعض المدن المصرية عام 1954, فيما يسمى وقتذاك بفضيحة (بنحاس لافون), وهو الاسم المتناغم مع اسم (فودافون).
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لقد تكلمنا قبل عامين عن الرسائل الشيطانية المعكوسة, التي تبثها أقراص التسجيل المدمجة عبر الأفلام والأغاني الغربية, وتحدثنا طويلا عن الرسائل السياسية المشفرة, التي تطلقها القوى الدولية الشريرة عبر الخطابات التلفزيونية المباشرة أو المسجلة, وتناولناها بالتفصيل في مقالتنا التي حمل عنوان:
(خطابات معكوسة وموسيقى مبرقعة), تجدونها على الرابطة التالية:
http://www.b7rfree.com/vb/showthread...599#post951599
لكننا سنتحدث هذه المرة عن الرسائل الشريرة, التي تطلقها هذه الأيام بعض القنوات العربية من مصر, لتوجيه الخلايا الإرهابية بأسلوب إعلامي مبتكر (غير متداول لدى الإعلاميين أنفسهم).
دمية دخيلة, جامد الملامح, تتحدث بمفردات لا يفهما أحد, من مثل: (وطي التلفزيون وروحي كملي دعبسة في الصندرة), و(فريزر يا بطة فريزر), و(دي تركيا طقم سنانها اتجمد في الكوباية), و(الساقعة دي ماتشافتش من أيام ديليسيبس), و(فتشي في الكلوكة), و(فتشي في البيبييوهات), و(فتشي البلطو البيج), وهي إيعازات بالتفتيش والبحث في مواقع حساسة تبعث على الريبة.
رسائل شيطانية غربية المنشأ, حملتها إلينا قديماً أغاني الروك ميتال والراب والبلوز, ونشرتها الأوكار الظلامية الضالعة في تنفيذ المؤامرات التخريبية, ورسائل مشفرة عربية المنشأ حملتها إلينا هذه المرة الفضائيات المشبوهة, من دون أن تتصدى لها المؤسسات الرقابية, ورسائل أخرى مشفرة منبعثة من أوكار الغدر والإجرام تبثها المحطات العربية والأجنبية تعكس الوجه الخفي لشبكات التخريب والإرهاب, من دون أن تكشفها المؤسسات الأمنية وتفضح سرها.
فمن يا ترى يستطيع التصدي لهذه الموجة الجديدة الملغومة بالشر, ومن ذا الذي يراقبها ويرصد رموزها وشفراتها, ويحلل رسائلها في هذا الزمن العجيب, الذي تصاعدت فيه قوة الخلايا الإرهابية الشيطانية, وانتشرت في كل الاتجاهات.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين