الإخوة الكرام في في هذا المنتدى الرائع،
تحية طيبة وبعد:
أرجو التكرم بالاطلاع على النص القصصي المرفق أدناه وإبداء الرأي الفني والنقدي فيه.
وتقبلوا خالص الشكر والتقدير سلفاً.
محمد نائف
فات الأوان يا وحيد!
كان هناك صديقان حميمان: الأول اسمه بَرَاء والثاني اسمه وحيد. ذهبا إلى السوق معاً ذات يوم وأَثناء سيرهما سَقطت محفظة بَرَاء من جيبه على الأرض، فلاحظ وحيد ما حدث، ولكنه "دعمم" و"تَعامَس" ولم يخبر بَرَاء بالأمر، وبَدَأ وحيد يحدث نفسه ويقول: "سآخُذُ المحفظة دُونَ عِلم "صديقي" وبعد أن أخَذَها شعر بمشاعر غريبة ومُتَضَاربة. فَتَارَةً تُحدثُه نفسه بإعادتها وتَارَةً بإخفائها وفي الأخِيراً قَرَرَ عدم إعطائها لـ"صديقه" بَرَاء ولكن العذاب كان شديداً عليه لأنه كَانَ يَشْعُرْ بِتأْنِيب الضمير، فلاحظ بَرَاء أن وحيد لم يَكْنْ في حالة طبيعية فَسَأله: "ما بِكَ يا وحيد؟ إني أراك منزعجاً." فَرَد عليه وحيد قائلاً متذمراً: لاشيء، لا شيء. وبِينما هُما يَسِيْرَانِ في الشارع أتت سيارة وهي تَسير بِسرعة فَائقة، فَصدمتْ براء وأُلقته على بُعد أَمْتَار منها وهو ملطخ بدمائه. ثم أسعفهُ بعض الناس الذين كانوا في الشارع إلى المستشفى، وحين وصلوا به إلى هناك قَرَر الأطباء بسرعة وَضْعَهُ في العنايةِ المركزة. أما وحيد فقد اخْتَفَى بصيده من المكان بسرعة، وحاول أن يَذْهَب إلى مَنْزله ليعرف ماذا كان بداخل المحفظة، ولكن ضميره كان يأنبُه بشدة أَكْثَرْ الآن ويقول لماذا أخذتُ محفظة أَعَزْ صديق لي، ولماذا تركته ولم أذهب به إلى المستشفى، فقرر أن يلحق به إلى المستشفى ويَعتَذِرْ له عَمَّا حدث منهُ من سلوك سيء ويُعيد إليه محفظته ويطلب منه أن يسامحهُ لعل الله يغفر له ذَنبَه، ولكن وحيد تفاجأ حِيْنَ أخبره الأطباء أن بَرَاء قد مات متأثراً بجرَاحِه نتيجة للحادث، فنزل الخبر على وحيد كالصاعقة، وخرج من المستشفى وهو تائه وفي حالة جنون ويَبْكِي بُكاءاً شديداً ويقول: "لقد فات الأوان يا وحيد، فات الأوان، فات الأوان، فات الأوان...
دَعْمَمَ: تجاهل، تغافل، تغابى، طنش،
تََعَامَس: تظاهر، تظاهر بالجهل وعدم المعرفة بما يجري،
المفضلات