دُمُوع في حُب وَطَن


لو أن دمعةً انهمرت في حب وطنٍ بحجمك يا يمن،...

ما كان أبداً أصابنا هذا الكم الهائل من المعانات والمنايا والمحن.

ما كان جاع وتسول طفل وعانى كهل وماتت امرأة من شدة الوهن.

ما كان تجرأ من"هب ودب"على ازدراء واسترخاص من ينتمي لهذا الوطن.

ما كان تلاعب بنا القريب والبعيد وباع واشترى بنا وهلل وزغرد و قبض الثمن.

ما كانت تبددت ثرواتنا من نفط وغاز وأسماكٍ ومعادن وذهب، من أهم موارد هذا الزمن.

ما كانت أشرقت شمس الدنيا على موانئٍ أقل أهمية وتوارت عن الأنظار ميناء بحجمك يا عدن.

ما كان تدهور اقتصادنا وتضاءلت واضمحلت عملتنا وأصبحت عديمة القيمة في كل بلاد الدنيا والوطن.

ما كنا استجدينا الشرق والغرب في كل مناسبة وتنازلنا في كل مرة عن شيء من سيادتك الغالية يا وطن.


ما كنا جعلنا التعليم شكلياً في مؤسساتنا التعليمية وحولناها إلى منابر للشحناء والبغضاء وألوان الجهل والفتن.

ما كانت تحولت مخرجات التعليم عندنا إلى أكوام من العاطلين غير مؤهلين على القيام حتى ببعض أبسط المهن.

ما كانت شاعت عبارات مثل:"مشي حالك"و"دبر أمورك" و"دَعْمِمْ" لست وكيل آدم على ذريته في أرض اليمن.

ما كان تربى أبناؤنا على فن الغش والدجل والخداع والمراوغة والكذب، ولا تغنى الكثير منا بمثل هكذا قيم وفن.

ما كنا جعلنا السياسة لعبة للجهلة والعاطلين والفاشلين وأرباب السوابق وعديمي الحكمة والمصداقية والفطن.

ما كنا صبرنا وتحملنا وتجرعنا مر العلقم والظلم والذل والتجهيل المُمُنهج على مدى عقودٍ من الزمن.

ما كانت لترتعد فرائص الفاسدين والقتلة ومرتكبي الجرائم البشعة في حق هذا الشعب الأبي والوطن.

ما كانوا قاتلوا وناوروا وراوغوا للحصول واهمين على ما سيحميهم مما ينتظرهم قبل الكفن.


لو أن دمعة انهمرت منذ زمن جِدُّ بعيدٍ في حب وطن كبيرٍ بحجمك يا يمن،

ما أُجْبِر باسندوة ليعبر عن حُبِّك وخوفه من قادم الأيام بدمعٍ في العلن.

فتلك دموع غالية لا يدرك سرها إلا أهل الألباب ومن خَبِر المِحَن،

ومَنْ حقاً يعتصره بصمتٍ ألمُ ما آلت إليه أحوالك يا وطن.


سَلِمتِ يا دموع الحرقة والألم، فقد انهمرت على إثرك

دموع كل اليمن.