مفهوم الكرامة الإنسانية وتأثيرها في التنمية المجتمعية

المصدر: الحياة - طبعة السعودية

الكاتب: أحمد محمد أحمد مليجي

تاريخ النشر(م): 7/9/2013

تاريخ النشر (هـ): 1/11/1434



يعتبر مصطلح"الكرامة الإنسانية"من أكثر المصطلحات تداولاً في المحافل الأدبية والثقافية، ويلقى اهتماماً كذلك من مؤسسات وهيئات المجتمع المدني والسياسي، فضلاً عن تناول الحديث حول هذه القضية باستمرار في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بفروعه ومستوياته كافة، وفي أوساط الرأي العام عموماً.

وبحسب ما ذُكر في الموسوعة الحرة"ويكيبيديا"نقرأ أن أول من أدخل مفهوم الكرامة الإنسانية في دستورهم هم الأرلنديون في دستور 1937، أما الألمان فقد ربطوا دستورهم بالكرامة التي وُضعت كأعلى مبدأ دستوري وكسقف تمر من تحته كل القوانين، وكل مادة قانونية تعارض هذه المادة الدستورية تصبح باطلة.

ففي الفقرة الأولى من المادة الأولى صيغت الجملة، كالتالي:"كرامة الإنسان هي أمر لا يمس به، يجب احترامها وحمايتها، هي واجب كل سلطات الدولة".

أما عن مفهوم الكرامة الإنسانية في الإسلام اقتطف جزءاً مما قاله الدكتور ممدوح الشمري في كتابه:"الكرامة الإنسانية"إن الإنسان يعد في المفهوم الإسلامي من أكرم الكائنات وأشرفها، ومن أجله سخر الله ما في السموات وما في الأرض، ومنحه نعمة العقل والتفكير والتدبير، فهي تستند في الإسلام إلى نظرية متكاملة، وهذا ما يميزها عن المفهوم الغربي، وهذا التكريم الإلهي عام لكل الناس، بغض النظر عن العرق واللون والجنس والوضع الاجتماعي، إذ يقول سبحانه وتعالى:"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطبيات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً".

إذ إن كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان، كما تعد، أيضاً، منبع القوانين العادلة في دولة القوانين والمؤسسات، وهي المبدأ الرئيس الذي تفهم من خلاله مفاهيم العدالة والحرية والمساواة.

وعلى رغم الحديث المتسارع والمتنامي عن حقوق الإنسان وعن حرياته الأساسية، وتزايد المناداة والإلحاح على حمايتها وصونها لوقف الانتهاكات الفردية والجماعية التي يتعرض لها الإنسان في شتى بقاع العالم، إلا أن الوجه العام البارز للاهتمام والحضور المتعاظم ينصب في قضية"الكرامة الإنسانية"بكل تجلياتها، لأن الكرامة الإنسانية أصبحت تشكل حجر الزاوية في أي مشروع قائم على الإصلاحات الديموقراطية أو يدعو إلى التحولات الإيجابية في أي مجتمع.

فلا تطوير لأوضاع الأمة الاجتماعية والسياسية والحقوقية من دون صيانة الكرامة الإنسانية أفراداً وجماعات، ومن دون تمييز أو محسوبية بين إنسان وآخر، ولا تطوير لمناهج التربية والتعليم من إعادة الاعتبار إلى كيان الإنسان واحترام رأيه وحقوقه الإنسانية، ولا تنمية شاملة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية من دون حفظ حقوق وكرامة الإنسان.

أحمد محمد أحمد مليجي

http://daharchives.alhayat.com/issue...%8A%D8%A9.html