المــــــــــــــــــــــــرآة
حسين فيلالي
وقف أمام المرآة، تبسم، وقال بصوت ممزوج بالاعتزاز: حاج، سيناتور.
كرر الصفة الأخيرة، سناتور، سناتور ،سناتور، تمد الصوت بلا انقطاع ....توووووووووررررررررررررررررررررر،استعذب لحنها، راح الجسد يعزف أنغامها :سي ،نا تو، ر،،ر،،ر ،أحدثت الألحان نشوة عارمة،راح الجسد ينتفخ كبالون مطاطي ،ولما كاد أن يطير ،قهقه قرينه وصاح: يا حاج، يا كذاب. شعر السيناتور بضيق وامتعاض، وصرخ بغضب:أخرص، إياك ثم إياك أن تعيد على مسمعي هاتين الكلمتين.
أنا سناتور، سناتور، وراح قرينه يقهقه، ....طور، .....طور..طووووووووورررررر.
نهض مرة ثانية، نظر في المرآة وقال: ما شاء الله : جاه ،وبسطة في الجسم ،والمال، ثم مافتئ أن صاح قرينه، وجه شاحب عليه غبرة،وشهادة زور، ومال حرام،وحساب عسير عند الله..صاح السيناتور مرة أخرى،ابتعد عني أيها:... نظر مرة ثالثة في المرآة: وجه مصفر كأنما يشكو صاحبه من فقر الدم. أحس بعرق بارد يبلل جبهته، وضاق عليه جسده، وثقل،ثم هوى على الأرض.
المفضلات