الوجه السافر لمحمد المسفر


كاظم فنجان الحمامي

لا فرق بين الغزاة وبين الذين سخروا أقلامهم وكتاباتهم في خدمة القوات الغازية, ولا فرق بين القاصفات والراجمات, التي دكت حصون العراق وقلبت عاليه سافله, وبين الذين قصفونا ورجمونا بأقذع الألفاظ وأبشع العبارات.
هل نسيتم صورة الدكتور محمد صالح المسفر, ذلك السياسي القطري الذي كان يطل على الناس من نوافذ قناة الجزيرة, ليوهمهم بوقوفه معنا, في الوقت الذي لا ينفي فيه حيازتنا لأسلحة التدمير الشامل, ثم يضلل الرأي العام العالمي باستنتاجاته الباطلة, ليضيف الرياح القوية لمهزلة غزو العراق ؟.
هل نسيتم كيف فقد المسفر وعيه بعدما كان من أقرب المقربين للعراق, فظهر علينا فجأة بوجهه السافر ليحث قوات المارينز ويدعوهم لضرب العراق, وكيف كان يكيل لنا الشتائم من دون مبرر, ومن دون مسوغ ؟.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لقد عاد إليه الوعي في العام الماضي بعد خراب البصرة, فكتب مقالة طويلة, حملت عنواناً عروبياً تحذيرياً منصفاً: (لا تستفزوا العراق الشقيق, فأنه أسدٌ جريح), فحمدنا الله على عودة الوعي لهذا السياسي العجوز المخضرم.
http://www.almokhtsar.com/node/102857
ثم أسفر المسفر عن قبح سريرته, عندما عاد قبل بضعة أيام إلى أدواته التحريضية القديمة, بمقالة استفزازية مشبعة بالكراهية, كتبها بمداد الفتنة الطائفية البغيضة, حملت عنوان: (العراق يا عرب يستنجد بكم), ففقد وعيه مرة أخرى, وأطلق عقيرته بالصياح, موجهاً نداءات الاستغاثة لدول مجلس التعاون الخليجي, ولقوات درع الجزيرة, يحثها بوجوب اقتحام العراق, لإنقاذ عرب الأنبار من هجمات الجيش العراقي, الذي يصفه بأوصاف عدوانية, تارة ينعته (بالصفوي), وتارة أخرى (بالطائفي), ويطالب قوات درع الجزيرة بحماية الشعب العراقي من غارات الجيش العراقي, ثم يصب جام غضبه على مجلس الأمن الدولي لوقوفه مع العراق في حربه ضد خلايا الإرهاب.
http://www.al-sharq.com/news/details/197679
ثم يوجه نداءه إلى الحكومة السعودية, التي يصفها بالدولة (القاعدة) المتقاعسة, ويلح عليها بوجوب التدخل العسكري واللوجستي في العراق, بذرائع ومسوغات متناقضة, فهو يدعو السعودية لدعم العشائر العراقية في وقفتها الشجاعة ضد التنظيمات الشريرة, ويدعوها في الوقت نفسه بدعمها ضد أفواج الجيش العراقي.
تناقض عجيب, ومواقف متأرجحة, ونوايا مبطنة, واستنتاجات بليدة لا تصدر إلا من شخص فقد عقله, بتوجهاته الشريرة, التي لا تريد لنا الخير ولا الاستقرار.
نحن هنا ننتمي إلى العراق الموحد بكل مكوناته القومية والمذهبية, لا نحترم الذين يلعبون تحت خيمة السيرك الطائفي على اختلاف ألوانهم, ولا نحترم الذين يمهدون الطريق لتدخل القوى الإقليمية في الشأن العراقي, ولا نحترم الذين يسعون للتتريك أو التفريس أو التسعيد أو التكويت أو التقطير أو التفريق أو التشتيت أو التمزيق أو التفكيك أو التجزئة أو التقسيم.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين