Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
ملة الاستبداد واحدة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: ملة الاستبداد واحدة

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Impp ملة الاستبداد واحدة

    ملة الاستبداد واحدة
    والشعب بألوانه هو الذي يدفع الثمن
    الدكتور عزت السيد أحمد


    أوكرانيا دولةٌ أوروبيَّة كاملة المواصفات سوى أنَّ فيها نظام حكم ديكتاتوري عميل مثل سائر الأنظمة في العالم العالم الثالث والعربي ضمناً. ولذۤلك يعيد النظام الاستبدادي الأوكراني سيرة الاستبداد في دول الربيع العربي حذو الحافر بالحافر: مؤامرة خارجية، مندسين أجانب...
    في بداية الثورة بمصر ألقي القبض على فلسطينيين وأجانب تجنياً ليقولوا إنَّ هؤلاء الأجانب هم الذي يفسدون الحياة ويثيرون الفتنة والخراب، عندما بدأت الثورة في ليبيا أهاد نظام القذافي الكرة ذاتها بالتفاصيل، وعندما بدأت الثورة في سوريا ألقي القبض على فلسطيني ومصري وقدم لوسائل الإعلام تحت التعذيب أنَّهُ عميل للموساد وأمريكا ومدسوس لإثارة الفتنة...
    اليوم قوات النظام الأوكراني تقتل شخصاً أسمر بلحيةٍ وتقول إنَّهُ عربيٌّ إرهابيٌّ يؤجِّج الفتنة في أوكرانيا. وعندما تبين أنَّهُ مسيحيٌّ قالوا: إنَّ إرهابيي الناتو هم الذين قتلوه ليشعلوا الفتنة في أوكرانيا...
    يا أخي كلهم يقرأون من كتاب واحد ويطبقونه بالحرف من دون أي تعديل. والحقيقة أنَّهم لا يعدلون أيَّ كلمةٍ من هٰذا الكتاب المشترك لأحد أربعة أسباب على الأقل، أو لبعضها أو كلها معاً:
    أولاً: إما لأنَّهُم أغبياء إلى الحد الذي يعجزهم عن اختراع بديل، مثل الببغاء يكررون النص حرفاً حرفاً، ويقعون في الخطأ ذاته غير قادرين على الاستفادة من أخطاء السابقين الخطأ ذاته...
    ثانياً: أو لأنَّ أيَّ ذريعةٍ في مواجهة حركة الشعب غير هذه الاتهامات ستدين النظام وتجعله يعترف بنفسه بتهافته ويقود نفسه إلى السقوط. وهٰذا يعني أنَّهُ لا حلَّ آخر أمامهم لمواجهة الحق السَّاطع الناصع إلا بهذا الفجور الاستفزازي الغبي...
    ثالثاً: أو لأنَّ المستبدين يظنون أنفسهم أذكى الخلق وكلَّ الخلق أغبياء إلى الحدِّ الذي يجعلهم يصدقون صريح الكذب.
    رابعاً: أو لأنَّ المستبدين على درجة من الطغيان والجبروت تجعلهم يفرضون ترهاتهم التي لا يصدقها أحد على الشعب شاء أم أبى إمعاناً في الإذلال والاستعباد...
    لك الله أيها الشعب
    ولكن أليس الشَّعب هو المسؤول عن طغيان هؤلاء الطغاة؟
    ألم يقولوا: لا تسأل الطغاة لماذا طغوا بل اسأل الناس لماذا ركعوا؟
    إنَّ الإعلام الذي يستغبي الناس بهذه الطريقة المستفزة التي تدعو إلى التقيؤ.. ليس إعلاماً غبيًّا، ولۤكنَّهُ واثقٌ من وجود جماهير تنقاد للاستغباء بكلِّ سرور وامتنان.
    لا أريد أن أستحضر التاريخ والجغرافيا. ولٰكن لا بد من القول: عندما يكون الشعب أهلا للحرية فإنَّهُ لن يسمح للمستبد أن يوجد، وعندما لا يكون الشعب أهلا للحرية فإن الحاكم الملاك يصبح شيطاناً.
    انظروا إلى الشعب الأوروبي الذي إذا رأى وزيراً أو رئيساً يركب سيارة الدولة بعد الدوام الرسمي قامت الدنيا ولم تقعد... وإذا ارتكبت السلطة خطيئة تمس كرامة المواطن كيف تقوم الدنيا ولا تقعد؟؟!!
    هذه صورة الحكاية.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية سامي علي أحمد
    تاريخ التسجيل
    18/09/2009
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0

    Wataicon3 رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عزت السيد أحمد مشاهدة المشاركة
    ملة الاستبداد واحدة
    والشعب بألوانه هو الذي يدفع الثمن
    الدكتور عزت السيد أحمد



    يا أخي كلهم يقرأون من كتاب واحد ويطبقونه بالحرف من دون أي تعديل. والحقيقة أنَّهم لا يعدلون أيَّ كلمةٍ من هٰذا الكتاب المشترك لأحد أربعة أسباب على الأقل، أو لبعضها أو كلها معاً:
    أولاً: إما لأنَّهُم أغبياء إلى الحد الذي يعجزهم عن اختراع بديل، مثل الببغاء يكررون النص حرفاً حرفاً، ويقعون في الخطأ ذاته غير قادرين على الاستفادة من أخطاء السابقين الخطأ ذاته...
    ثانياً: أو لأنَّ أيَّ ذريعةٍ في مواجهة حركة الشعب غير هذه الاتهامات ستدين النظام وتجعله يعترف بنفسه بتهافته ويقود نفسه إلى السقوط. وهٰذا يعني أنَّهُ لا حلَّ آخر أمامهم لمواجهة الحق السَّاطع الناصع إلا بهذا الفجور الاستفزازي الغبي...
    ثالثاً: أو لأنَّ المستبدين يظنون أنفسهم أذكى الخلق وكلَّ الخلق أغبياء إلى الحدِّ الذي يجعلهم يصدقون صريح الكذب.
    رابعاً: أو لأنَّ المستبدين على درجة من الطغيان والجبروت تجعلهم يفرضون ترهاتهم التي لا يصدقها أحد على الشعب شاء أم أبى إمعاناً في الإذلال والاستعباد...
    رأينا من عجائب الدنيا ما يعجب منه العجب وأعجب من عقليات المستبدين لا يوجد
    والحق كل الحق على الشعب الذي يفتح لهم الباب
    وما كذب من قال: يا فرعون مين فرعنك، قال لم أجد من يردني
    وكذلك قولهم: لا تسأل الطغاة لماذا ظلموا بل اسأل الناس لماذا ركعوا؟
    بوركت وبرك قلمك


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Wataicon3 رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي علي أحمد مشاهدة المشاركة
    رأينا من عجائب الدنيا ما يعجب منه العجب وأعجب من عقليات المستبدين لا يوجد
    والحق كل الحق على الشعب الذي يفتح لهم الباب
    وما كذب من قال: يا فرعون مين فرعنك، قال لم أجد من يردني
    وكذلك قولهم: لا تسأل الطغاة لماذا ظلموا بل اسأل الناس لماذا ركعوا؟
    بوركت وبرك قلمك

    نعم أخي سامي
    رأينا من عجائب الدنيا ما يعجب منه العجب
    وإن كنت ترى أنه أعجب من عقليات المستبدين لا يوجد
    فإن الأعجب من ذلك أن ترى الناس أن تستبعد جهاراً نهاراً صراحة ما بعدها صراحة وتقبل الذل والخنوع وتصفق للصفيق والرقيع خوفاً من أذى قد لا يقع وإن وقع فليس اصعب من أذى الخنوع والذل والهوان
    حسبنا الله ونعم الوكيل


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية ريبر هبون
    تاريخ التسجيل
    16/07/2013
    العمر
    36
    المشاركات
    29
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ملة الاستبداد واحدة

    موضوع هام عزيزي ولعله موضوع على قائمة شاشات الأقنية الإعلامية ، موضوع الاستبداد والبديل الاستبداد عينه، فما لم يتخلص الشعب من نظام الوصاية وتعلق سياسيه بقرارات الخارج يبقى الوضع كما هو ولعل ما يحدث من مسلسل العنف الدائر مردّه ونتيجته ذهنية الشعوب التي ترفع شعارات الحرية دون إدراك للحرية كمفهوم معرفي مرتبط بزوال الجهل وتقبل الآخر وتصفق لأي مريد للخارج بلا وعي ولا مساءلة، ولعل فساد الذهنية بحاجة لثورات متلاحقة ومتنوعة لأجل نتيجة جديدة تنم عن عهد جديد قادم
    شكراً لك لطرحك هذا الموضوع عزيزي


  5. #5
    مترجم
    مشرف منتدى الترجمة المرئية
    الصورة الرمزية فيصل كريم
    تاريخ التسجيل
    16/05/2010
    العمر
    51
    المشاركات
    174
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: ملة الاستبداد واحدة

    شكرا لكم أستاذنا الفاضل دكتور عزت السيد أحمد على ما طرحته من فكرة ثاقبة حول الاستبداد وملته الواحدة التي لا تتغير في كل أرجاء الأرض.

    ولا ضير أن الأسباب الأربعة آنفة الذكر تعبّر تعبيرا صارخا عن نمطية الطغيان وعنجهية الحكم الاستبدادي اللعين. وأظن أنها مجتمعة في أنظمة حكمنا البائسة. إلا أن المثير للتأمل هو حالة شعوبنا وسلبيتها تجاه هؤلاء الحكام الذين تجبّر بعضهم واستكبر وذبح الناس وأصبح بعضهم الآخر خائنا عميلا بائعا لشرفه وعروبته ودينه. ولكننا لا نلوم هؤلاء الحكام لأنهم لم يجدوا من يوقفهم عند حدهم. ولدينا في الكويت مثل طريف يوافق معنى ما ذكره الأستاذ الفاضل سامي علي أحمد، "قال: من آمرك؟ قال: من نهاني؟" فهذه المسألة لا بد أن يكون فيها حدود وقيود معروفة ومنصوصة على كل حاكم، وألا تترك الأمور على غاربها لكل حاكم يتلاعب بمصير الأمة كيفما شاء.

    ذكر المؤرخ الدكتور فيليب حتّي في مقدمة كتابه "العرب: تاريخ موجز" أن العربي، الذي عاش في جزيرة العرب آلاف السنين، حرّ ومتحرّر بطبعه، ولا يهوى القيود ويعشق الحرية. وهذا يفسر -بحسب الدكتور حتّي- عدم وجود ملكيات في الماضي في قلب جزيرة العرب بل فقط مشيخات غير متسلطة أو استبدادية، لأن العربي يرى نفسه يتساوى مع شيخ القبيلة ولا يختلف عنه سوى أن الشيخ هو الأكبر سنا وتجربة. إلا أن العربي له رأي معتبر وشخصية استقلالية لا تقبل التسلط أو فرض الرأي. والعجيب أن هذه الصفات الفذة نكاد لا نراها حاليا حيث شاع الخنوع والركوع لغير الله سبحانه وتعالى واقتربنا من المروق على الدين الذي أنزل على سيد البريّة عليه الصلاة والسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    لعل أحد مكامن إشكالية الركود والجمود تنبع من حالة تزييف التاريخ وتشويهه. فكثير من الناس مازالوا يعتقدون أن الصحابة رضوان الله عليهم تداولوا الحكم فيما بينهم وتناقلوه في خلافتهم الراشدة نظرا لمكانتهم من الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام أو لأنهم من قريش وحسب، وهذا خطأ فادح بالقراءة التاريخية التراكمية التي يفترض أن تتصف بالعمق والجدية بالتناول. فلا يمكن لأحد من أولئك الخلفاء الراشدين أن يغتصب حق الأمة وسلطانها، بل تم ذلك بالرضا والقبول العام والشواهد على ذلك كثيرة، ومنها خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اقرأها كاملة من هنا) حين سمع من أحدهم أن البيعة لأبي بكر الصديق "كانت فلتة". فذكر في خطبته الطويلة أمام جموع المسلمين في مسجد المدينة "أنها كانت كذلك" ولكن "لا يوجد رجل تدق له الأعناق كأبي بكر". وعندما نقارن الأمر بدقة سنجد أن ما حدث في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعد افتئاتا على الأمة بل اجتمع الناس للشورى في أمرهم وتحديد من يخلف الرسول الأكرم، لكن عمر رضي الله عنه لا يكابر في أن ما حدث لم يكن بالصورة المأمولة أو الأقرب للمثالية المرجوة بسبب ظروف عديدة أهمها مصيبة وفاة الرسول وانقطاع الوحي وخشية ألا يتولى الأمر من هو عالم فقيه بأمور الدين والدولة والقوي الأمين، والحصيف هو من يقارن هذا بالوضع الحالي حيث تجاوز الأمر الفلتات الموزونة لتصل إلى النكبات الإجرامية. لكن عمر رضي الله عنه قرّر حقيقة هامة يجب أن تطبق في كل زمان، وهي حرمة الانقلاب على إرادة الأمة حين قال "من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا" وهو ما يشمل في عصرنا هذا الانقلابات العسكرية أو اغتصاب الحكم بقوة السيف بالليالي المظلمة وما شابه ذلك من أنواع الاغتصاب، كل هؤلاء ليس لهم شرعية ولا هم أهل لتولي الأمر.

    لدينا في تراثنا كل ما يثري حياتنا السياسية وجميع المجالات الأخرى، وهو ما يساعد في تكوين منظومة متكاملة قائمة على الحريات العامة والعدالة الاجتماعية وترسيخ الاستقلال وعدم التبعية. لكننا آثرنا السير وراء الأمم الأخرى دون وعي أو إدراك لثراء منظومتنا. فقالوا شيوعية، وقلنا معهم، فقالوا اشتراكية وقلنا معهم، فقالوا ديمقراطية وقلنا معهم، فقالوا رأسمالية وقلنا معهم، فقالوا ليبرالية وقلنا معهم. ولو قالوا -مع الاعتذار- "حمورية أو جحوشية أو بهائمية" لقلنا معهم، فلا شيء يمنع ذلك طالما نحن ممسوخي الإرادة ومشوهي الفكر.

    فلنستفق من الغفلة أيها الناس ولننتشل أنفسنا من هذه الورطة الكبرى وما حركة الربيع العربي إلا بداية خجولة في طريق الحرية المغتصبة، أما المجرمون والخونة فسيشعلون ثورتهم المضادة رغبة في بقاء عروشهم وانتفاخ إلياتهم وكروشهم وهم جاثمون على صدر الأمة.


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
    شكرا لكم أستاذنا الفاضل دكتور عزت السيد أحمد على ما طرحته من فكرة ثاقبة حول الاستبداد وملته الواحدة التي لا تتغير في كل أرجاء الأرض.

    ولا ضير أن الأسباب الأربعة آنفة الذكر تعبّر تعبيرا صارخا عن نمطية الطغيان وعنجهية الحكم الاستبدادي اللعين. وأظن أنها مجتمعة في أنظمة حكمنا البائسة. إلا أن المثير للتأمل هو حالة شعوبنا وسلبيتها تجاه هؤلاء الحكام الذين تجبّر بعضهم واستكبر وذبح الناس وأصبح بعضهم الآخر خائنا عميلا بائعا لشرفه وعروبته ودينه. ولكننا لا نلوم هؤلاء الحكام لأنهم لم يجدوا من يوقفهم عند حدهم. ولدينا في الكويت مثل طريف يوافق معنى ما ذكره الأستاذ الفاضل سامي علي أحمد، "قال: من آمرك؟ قال: من نهاني؟" فهذه المسألة لا بد أن يكون فيها حدود وقيود معروفة ومنصوصة على كل حاكم، وألا تترك الأمور على غاربها لكل حاكم يتلاعب بمصير الأمة كيفما شاء.

    ذكر المؤرخ الدكتور فيليب حتّي في مقدمة كتابه "العرب: تاريخ موجز" أن العربي، الذي عاش في جزيرة العرب آلاف السنين، حرّ ومتحرّر بطبعه، ولا يهوى القيود ويعشق الحرية. وهذا يفسر -بحسب الدكتور حتّي- عدم وجود ملكيات في الماضي في قلب جزيرة العرب بل فقط مشيخات غير متسلطة أو استبدادية، لأن العربي يرى نفسه يتساوى مع شيخ القبيلة ولا يختلف عنه سوى أن الشيخ هو الأكبر سنا وتجربة. إلا أن العربي له رأي معتبر وشخصية استقلالية لا تقبل التسلط أو فرض الرأي. والعجيب أن هذه الصفات الفذة نكاد لا نراها حاليا حيث شاع الخنوع والركوع لغير الله سبحانه وتعالى واقتربنا من المروق على الدين الذي أنزل على سيد البريّة عليه الصلاة والسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    لعل أحد مكامن إشكالية الركود والجمود تنبع من حالة تزييف التاريخ وتشويهه. فكثير من الناس مازالوا يعتقدون أن الصحابة رضوان الله عليهم تداولوا الحكم فيما بينهم وتناقلوه في خلافتهم الراشدة نظرا لمكانتهم من الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام أو لأنهم من قريش وحسب، وهذا خطأ فادح بالقراءة التاريخية التراكمية التي يفترض أن تتصف بالعمق والجدية بالتناول. فلا يمكن لأحد من أولئك الخلفاء الراشدين أن يغتصب حق الأمة وسلطانها، بل تم ذلك بالرضا والقبول العام والشواهد على ذلك كثيرة، ومنها خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اقرأها كاملة من هنا) حين سمع من أحدهم أن البيعة لأبي بكر الصديق "كانت فلتة". فذكر في خطبته الطويلة أمام جموع المسلمين في مسجد المدينة "أنها كانت كذلك" ولكن "لا يوجد رجل تدق له الأعناق كأبي بكر". وعندما نقارن الأمر بدقة سنجد أن ما حدث في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعد افتئاتا على الأمة بل اجتمع الناس للشورى في أمرهم وتحديد من يخلف الرسول الأكرم، لكن عمر رضي الله عنه لا يكابر في أن ما حدث لم يكن بالصورة المأمولة أو الأقرب للمثالية المرجوة بسبب ظروف عديدة أهمها مصيبة وفاة الرسول وانقطاع الوحي وخشية ألا يتولى الأمر من هو عالم فقيه بأمور الدين والدولة والقوي الأمين، والحصيف هو من يقارن هذا بالوضع الحالي حيث تجاوز الأمر الفلتات الموزونة لتصل إلى النكبات الإجرامية. لكن عمر رضي الله عنه قرّر حقيقة هامة يجب أن تطبق في كل زمان، وهي حرمة الانقلاب على إرادة الأمة حين قال "من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا" وهو ما يشمل في عصرنا هذا الانقلابات العسكرية أو اغتصاب الحكم بقوة السيف بالليالي المظلمة وما شابه ذلك من أنواع الاغتصاب، كل هؤلاء ليس لهم شرعية ولا هم أهل لتولي الأمر.

    لدينا في تراثنا كل ما يثري حياتنا السياسية وجميع المجالات الأخرى، وهو ما يساعد في تكوين منظومة متكاملة قائمة على الحريات العامة والعدالة الاجتماعية وترسيخ الاستقلال وعدم التبعية. لكننا آثرنا السير وراء الأمم الأخرى دون وعي أو إدراك لثراء منظومتنا. فقالوا شيوعية، وقلنا معهم، فقالوا اشتراكية وقلنا معهم، فقالوا ديمقراطية وقلنا معهم، فقالوا رأسمالية وقلنا معهم، فقالوا ليبرالية وقلنا معهم. ولو قالوا -مع الاعتذار- "حمورية أو جحوشية أو بهائمية" لقلنا معهم، فلا شيء يمنع ذلك طالما نحن ممسوخي الإرادة ومشوهي الفكر.

    فلنستفق من الغفلة أيها الناس ولننتشل أنفسنا من هذه الورطة الكبرى وما حركة الربيع العربي إلا بداية خجولة في طريق الحرية المغتصبة، أما المجرمون والخونة فسيشعلون ثورتهم المضادة رغبة في بقاء عروشهم وانتفاخ إلياتهم وكروشهم وهم جاثمون على صدر الأمة.

    أخي الفصيل الكريم
    وما أحوج أمتنا إلى فيصل كريم
    أثني على قراءتك العميقة وتحليلك الرصين
    المعادلة كما أشرت ليست بهذه البساطة والسهولة
    فلا يجوز أن نلقي اللوم على الشعب وحده ونحمله تبعات الخضوع كلها والذل الناجم عنها
    ولا يجوز أن نرى الظلم والجور في الحكام وحدهم ونحملهم كل التبعات
    الناس مسؤولة عن الخضوع والسلاطين مسؤولون عن الجور والاستبداد
    إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
    وكما تكونوا يولى عليكم
    المعادلة متكاملة ومعقدة في حقيقة الأمر، وما يحدث على أرض واقعنا العربي اليوم يكرس مسألة هذا الإرباك، فإنك لتعجب من سكوت شعب على جور واضح صريح من مستبد يبدو أنه سيستعبدهم...
    ثمة في الإنسان آليات تفكير تربك التفكير
    نسأل الله الفرج


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية أحمد ماهر محمود النخالة
    تاريخ التسجيل
    21/11/2010
    المشاركات
    407
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: ملة الاستبداد واحدة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة وبركاته
    بارك الله فيك يا دكتور علي هذا الموضوع القيم والرائع ولولا انه قيم ويمس الواقع وما يكنه الجميع نحو ألأنظمة الأستبدادية الموجودة في الوقت الحاضر لما وجدت هذا الكم من الردود, بل انت وضعت اصبعك علي الوجع التي تعاني منه الأمة ألاسلامية من ظلم وهوان.
    يوجد عدة اسباب لهذا الأستبداد:
    1- ان ألأمة حكمت بانظمة وضعية من وضع البشر وهذا يناقض رغبة الأمة بأ تحكم بالنظام المنبثق من عقيدتها وهو النظام ألأسلامي .
    2-بناء علي ماسبق فقدنا مبدأ أساسي من مبادئ نظام الحكم في الأسلام وهو مبدأ المحاسبة اي محاسبة الحكام علي ألأعمال التي يقومون بها بل اصبحنا نبرر لهم الخطأ من ثم تمادو في طغيانهم واستبدادهم. وبالتالي اي عمل يقومون به (اي الحكام) اصبح منة علي الأمة وكأنه ليس من واجبهم, علما كل مايقومون به هو من واجبهم وليس من. وصدق عمر بن الحطاب حين قال" لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها" . وعندما كان الصحابة يحاسبون الخلفاء فكان عمر رضي الله عنه يقول قولته المشهوره" اللهم اكفني بلال وصحبه" لأنهم كانوا يحاسبونه علي كل صغيرة وكبيرة علي اساس الشرع.
    3- ان السبب الثالث وهو لا يقل اهمية عن ماسبق هو العلماء اي علماء السلطلن وقد حذرنا منهم الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجد أحاديث تتناول موضوع علماء السلطان. انهم الخطأ من الحكام ويباركون ذلك الخطأ. رحم الله ابن حنبل عندما اعترض علي موضوع خلق القرأن, وعذب ووضع في السجن ولم يتنازل عن رأيه علما انه كثير من العلماء قالوا له يجوز لك ان تأخذ بالرخصة لكنه رفض وقال لوتنازلت عن راي لتم دمار ألأمة. ورحم العز ابن عبد السلام عندما قال لنجم الدين ايوب ما حجتك امام الله يوم القيامة في الخمارة الفلانية قال اهي موجودة , قال نعم , اصدر فرمان باغلا الخمارة. احد تلاميذ العز قال له الم تهابه قال العز وضعت هيبة الله في قلي فوجدته قدامي كالقط. هؤلأء العلماء الذين استحقو التقدير وألأحترام والتخليد حتي هذا اليوم.
    أسال الله ان أكون قد وفقت في التوضيح.


  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريبر هبون مشاهدة المشاركة
    موضوع هام عزيزي ولعله موضوع على قائمة شاشات الأقنية الإعلامية ، موضوع الاستبداد والبديل الاستبداد عينه، فما لم يتخلص الشعب من نظام الوصاية وتعلق سياسيه بقرارات الخارج يبقى الوضع كما هو ولعل ما يحدث من مسلسل العنف الدائر مردّه ونتيجته ذهنية الشعوب التي ترفع شعارات الحرية دون إدراك للحرية كمفهوم معرفي مرتبط بزوال الجهل وتقبل الآخر وتصفق لأي مريد للخارج بلا وعي ولا مساءلة، ولعل فساد الذهنية بحاجة لثورات متلاحقة ومتنوعة لأجل نتيجة جديدة تنم عن عهد جديد قادم
    شكراً لك لطرحك هذا الموضوع عزيزي

    الأستاذ ريبر
    اشكر مرورك الكريم
    وأثني على قراءتك المختصر المكثفة وأخص تحديداً قولك: ((ولعل فساد الذهنية بحاجة لثورات متلاحقة ومتنوعة لأجل نتيجة جديدة تنم عن عهد جديد قادم)) فنحن فعلاً بحاجة إلى ثورة لا ثورات لبناء مجتمعنا وأمتنا


  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عزت السيد أحمد مشاهدة المشاركة

    أخي الفصيل الكريم
    وما أحوج أمتنا إلى فيصل كريم
    أثني على قراءتك العميقة وتحليلك الرصين
    المعادلة كما أشرت ليست بهذه البساطة والسهولة
    فلا يجوز أن نلقي اللوم على الشعب وحده ونحمله تبعات الخضوع كلها والذل الناجم عنها
    ولا يجوز أن نرى الظلم والجور في الحكام وحدهم ونحملهم كل التبعات
    الناس مسؤولة عن الخضوع والسلاطين مسؤولون عن الجور والاستبداد
    إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
    وكما تكونوا يولى عليكم
    المعادلة متكاملة ومعقدة في حقيقة الأمر، وما يحدث على أرض واقعنا العربي اليوم يكرس مسألة هذا الإرباك، فإنك لتعجب من سكوت شعب على جور واضح صريح من مستبد يبدو أنه سيستعبدهم...
    ثمة في الإنسان آليات تفكير تربك التفكير
    نسأل الله الفرج

    أخي فيصل
    أعتذر عن خطأ مطبعي في مستهل الرد
    وقد جاء سهل المخرج بفضل الله
    بدل القول: الفيصل قلت الفصيل
    والمخرج أن الفيصل فصيل لا واحد ولا قليل
    لك أطيب تحياتي


  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. أحمد ماهر محمود النخالة مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة وبركاته
    بارك الله فيك يا دكتور علي هذا الموضوع القيم والرائع ولولا انه قيم ويمس الواقع وما يكنه الجميع نحو ألأنظمة الأستبدادية الموجودة في الوقت الحاضر لما وجدت هذا الكم من الردود, بل انت وضعت اصبعك علي الوجع التي تعاني منه الأمة ألاسلامية من ظلم وهوان.
    يوجد عدة اسباب لهذا الأستبداد:
    1- ان ألأمة حكمت بانظمة وضعية من وضع البشر وهذا يناقض رغبة الأمة بأ تحكم بالنظام المنبثق من عقيدتها وهو النظام ألأسلامي .
    2-بناء علي ماسبق فقدنا مبدأ أساسي من مبادئ نظام الحكم في الأسلام وهو مبدأ المحاسبة اي محاسبة الحكام علي ألأعمال التي يقومون بها بل اصبحنا نبرر لهم الخطأ من ثم تمادو في طغيانهم واستبدادهم. وبالتالي اي عمل يقومون به (اي الحكام) اصبح منة علي الأمة وكأنه ليس من واجبهم, علما كل مايقومون به هو من واجبهم وليس من. وصدق عمر بن الحطاب حين قال" لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها" . وعندما كان الصحابة يحاسبون الخلفاء فكان عمر رضي الله عنه يقول قولته المشهوره" اللهم اكفني بلال وصحبه" لأنهم كانوا يحاسبونه علي كل صغيرة وكبيرة علي اساس الشرع.
    3- ان السبب الثالث وهو لا يقل اهمية عن ماسبق هو العلماء اي علماء السلطلن وقد حذرنا منهم الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجد أحاديث تتناول موضوع علماء السلطان. انهم الخطأ من الحكام ويباركون ذلك الخطأ. رحم الله ابن حنبل عندما اعترض علي موضوع خلق القرأن, وعذب ووضع في السجن ولم يتنازل عن رأيه علما انه كثير من العلماء قالوا له يجوز لك ان تأخذ بالرخصة لكنه رفض وقال لوتنازلت عن راي لتم دمار ألأمة. ورحم العز ابن عبد السلام عندما قال لنجم الدين ايوب ما حجتك امام الله يوم القيامة في الخمارة الفلانية قال اهي موجودة , قال نعم , اصدر فرمان باغلا الخمارة. احد تلاميذ العز قال له الم تهابه قال العز وضعت هيبة الله في قلي فوجدته قدامي كالقط. هؤلأء العلماء الذين استحقو التقدير وألأحترام والتخليد حتي هذا اليوم.
    أسال الله ان أكون قد وفقت في التوضيح.

    أخي العزيز الدكتور أحمد
    بارك الله بك وأشكر مرورك الكريم
    قد نتفق وقد نختلف في أسباب الاستبداد فيمكن أن ينظر إليها كل واحد من زاوية أو من تجربة أو خلاف ذلك
    ولكن ما لا نختلف فيه أن الاستبداد آفة تأكل الأمة، أي أمة يسوسها الاستبداد، وتقودها إلى هوامش الوجود والفعل وتجعلها مفعولاً بها دائما... والطريف طبعاً أن رعية المستبد تظن نفسها، وتقاد إلى هذا التصور: تظن أنها سيدة الحاضر والماضي والمستقبل، في حين أنها نكرة لا أحد يقيم لها وزنا...
    إن الشعب الواثق القوي لا يسمح للمستبد أن يوجد
    والشعب العربي فيما يبدو حتى الآن راضخ خاشع على ركبتيه أمام المستبدين
    حسبنا الله ونعم الوكيل


  11. #11
    مترجم
    مشرف منتدى الترجمة المرئية
    الصورة الرمزية فيصل كريم
    تاريخ التسجيل
    16/05/2010
    العمر
    51
    المشاركات
    174
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عزت السيد أحمد مشاهدة المشاركة

    أخي فيصل
    أعتذر عن خطأ مطبعي في مستهل الرد
    وقد جاء سهل المخرج بفضل الله
    بدل القول: الفيصل قلت الفصيل
    والمخرج أن الفيصل فصيل لا واحد ولا قليل
    لك أطيب تحياتي
    بوركت يا دكتور. (ولا يهمك). جعلنا الله جميعا من فصائل الحق التي لا تنحني إلا لله عز وجل، هو الحق لا حق غيره.

    وأنوّه إلى ما تفضلتم به من تعقيد ثنائية الاستعباد والاستبداد، وعدم جواز تناولها بشيء من المباشرة أو التسطيح أو التناول الظاهري غير المتعمق. وقد حاول كثير من المفكرين والعلماء تحليل هذه المسألة الشائكة، فمنهم من كان متجردا ومخلصا ومنهم من انطلق من منظورات آيديولوجية مسبقة. لكن تبقى كلمة الأمة هي الفيصل بحسمها والتخلص من تداعياتها وآفاتها، وكل تأخير بهذا سيجعل الثمن أكثر فداحة، بالرغم من أن الخلاص قادم لا محالة، وفقط نرجو الله أن يحدث ذلك بأقل الأثمان.

    نموذج الثورتين السورية والليبية ماثل للعيان، وفاتورة الصمت على الطغيان باهظة. أعداء الشعوب العربية كثر ويتميزون بشدة التنظيم والإخلاص للهدف الشرير. ولعل أولى الثورات الشعبية التي حدثت في الجزائر في بداية التسعينات تميط اللثام عن التئام (المتعوس) مع (خايب الرجاء) وتحالف معهما، بوعي أو بلا وعي، (المنكوس) الذي ظن أنه يحسن صنعا. فتكالب هؤلاء المارقين على حركة التاريخ -التي نسوا أنها لا تعود للوراء مطلقا- لقمع الإرادة الشعبية في الجزائر. وكان هذا الدرس شديد الإيلام والتكلفة ضروريا لنا جميعا لدراسة خطورة هذا الثالوث المدمر. والعجيب أن ذات الثالوث نراه في الثورة السورية والليبية واليمنية وكذا في العراق. وعند الدراسة ومحاولة التوصيف يظهر لنا ببساطة وجلاء أننا مناطق محتلة، والنفوذ الأجنبي فيها متعمق ولمّا يخرج بعد، وبالتالي يخدع نفسه من يقول "إننا دول مستقلة". فقد تتمثّل مشكلة الثنائية صعبة الحل (السلط الطاغية + الشعوب الذليلة النائمة) في أننا لا ننظر إلى ضلعها الثالث الأخطر والمحرّك للأحداث، وهو المحتل والعدو الأجنبي، فهو مثلا يحتل كبرى الدول العربية (مصر) ويخضعها لدائرة قراره ونفوذه، وهو ما لم يفطن له الإخوان الذين ظنوا في مرحلة ما أنه بتعاونهم مع العسكر سيدين كل شيء لهم بالولاء، ويغفلون عن حقيقة أن العسكر في مصر ما هم إلا أداة بيد المحتل وحليفته الصهيونية، أيهما يرأس الآخر. وهذا العدو من الخبث بمكان ادعائه مد يد الصداقة والتعاون والإخلاص، بينما تخلينا نحن عن العادة العربية الحكيمة "حسن الظن من سوء الفطن" وأصبحنا نحيي كل أشقر "أبقع"، فاستغل "العلوج" هذا التخاذل الذي يصل لحد الانبطاح.

    ومن المثير للسخرية أو المفارقة أن أنظمة الخليج على سبيل المثال، التي تعد أول من رحّب بالغازي الأجنبي (اللهم إذا استثنينا شيوخ القواسم المجاهدين في البحار)، ماتزال هي الموطئ الدافئ لقواعد الاحتلال الأجنبي، على الرغم من توصيفها كأنظمة محافظة تقليدية، وهذا لا يعني طبعا تدينها أو حسن فهمها لأصول الدين وغاياته. لكن هذا الوضع المشوّه الذي لمّا يتغير أو يزل، ومع انتشار المعلومات وعدم قدرة أية سلطة على احتكارها أو حجبها، سيؤدي لا محالة إلى إزدياد الغليان وشدة الغضب وتراكمه، ومن ثم الانفجار المؤكد الذي قد لا يتحكم به أحد. لم تعد المسألة المحافظة على مستوى معيشي جيد فالصمت على ما يفعله ويرتكبه هؤلاء الحكام بحق الأمة تجاوز إلى حد المروق من الدين والكفر والعياذ بالله. فمن عقائد الإسلام الثابتة "عقيدة الولاء والبراء"، ولا أعلم كيف يخرّج "أحبار" السلاطين وجود الأجنبي الكافر الممتنع بقوة السلاح الفتاك والتعاون معه على المسلمين في أفغانستان والعراق، وهو الكفر والفجور بعينه. وهذا أمر نوقش منذ زمن وكل هذه المعطيات واضحة لا جدال فيها الآن، إلا أن هذا لم يكفِ أنظمة الخليج، بل ازدادت طغيانا وفجورا. حيث أخذت تقمع الداخل بكل قوة، وزادت بأن موّلت بمليارات شعوب الخليج المغفلة الانقلابات بالدول العربية الكبرى.

    لكن بالرغم من قتامة الصورة، إلا أن لمحات من الأمل ماتزال موجودة. فأعرض على حضراتكم هذه الندوة التي نظمها حزب الأمة الإسلامي، الذي بدأ من الكويت ثم أسس أفرعا له في بقية الدول الخليجية الأخرى، مساء أول من أمس. وفيها توصيف دقيق لما يجري على الساحة الخليجية والعربية، وحلول قد تكون بعيدة المنال الآن إلا أنه لا بد من التهيؤ لها من الآن.



    وتقبل أطيب تحية


  12. #12
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
    بوركت يا دكتور. (ولا يهمك). جعلنا الله جميعا من فصائل الحق التي لا تنحني إلا لله عز وجل، هو الحق لا حق غيره.

    وأنوّه إلى ما تفضلتم به من تعقيد ثنائية الاستعباد والاستبداد، وعدم جواز تناولها بشيء من المباشرة أو التسطيح أو التناول الظاهري غير المتعمق. وقد حاول كثير من المفكرين والعلماء تحليل هذه المسألة الشائكة، فمنهم من كان متجردا ومخلصا ومنهم من انطلق من منظورات آيديولوجية مسبقة. لكن تبقى كلمة الأمة هي الفيصل بحسمها والتخلص من تداعياتها وآفاتها، وكل تأخير بهذا سيجعل الثمن أكثر فداحة، بالرغم من أن الخلاص قادم لا محالة، وفقط نرجو الله أن يحدث ذلك بأقل الأثمان.

    نموذج الثورتين السورية والليبية ماثل للعيان، وفاتورة الصمت على الطغيان باهظة. أعداء الشعوب العربية كثر ويتميزون بشدة التنظيم والإخلاص للهدف الشرير. ولعل أولى الثورات الشعبية التي حدثت في الجزائر في بداية التسعينات تميط اللثام عن التئام (المتعوس) مع (خايب الرجاء) وتحالف معهما، بوعي أو بلا وعي، (المنكوس) الذي ظن أنه يحسن صنعا. فتكالب هؤلاء المارقين على حركة التاريخ -التي نسوا أنها لا تعود للوراء مطلقا- لقمع الإرادة الشعبية في الجزائر. وكان هذا الدرس شديد الإيلام والتكلفة ضروريا لنا جميعا لدراسة خطورة هذا الثالوث المدمر. والعجيب أن ذات الثالوث نراه في الثورة السورية والليبية واليمنية وكذا في العراق. وعند الدراسة ومحاولة التوصيف يظهر لنا ببساطة وجلاء أننا مناطق محتلة، والنفوذ الأجنبي فيها متعمق ولمّا يخرج بعد، وبالتالي يخدع نفسه من يقول "إننا دول مستقلة". فقد تتمثّل مشكلة الثنائية صعبة الحل (السلط الطاغية + الشعوب الذليلة النائمة) في أننا لا ننظر إلى ضلعها الثالث الأخطر والمحرّك للأحداث، وهو المحتل والعدو الأجنبي، فهو مثلا يحتل كبرى الدول العربية (مصر) ويخضعها لدائرة قراره ونفوذه، وهو ما لم يفطن له الإخوان الذين ظنوا في مرحلة ما أنه بتعاونهم مع العسكر سيدين كل شيء لهم بالولاء، ويغفلون عن حقيقة أن العسكر في مصر ما هم إلا أداة بيد المحتل وحليفته الصهيونية، أيهما يرأس الآخر. وهذا العدو من الخبث بمكان ادعائه مد يد الصداقة والتعاون والإخلاص، بينما تخلينا نحن عن العادة العربية الحكيمة "حسن الظن من سوء الفطن" وأصبحنا نحيي كل أشقر "أبقع"، فاستغل "العلوج" هذا التخاذل الذي يصل لحد الانبطاح.

    ومن المثير للسخرية أو المفارقة أن أنظمة الخليج على سبيل المثال، التي تعد أول من رحّب بالغازي الأجنبي (اللهم إذا استثنينا شيوخ القواسم المجاهدين في البحار)، ماتزال هي الموطئ الدافئ لقواعد الاحتلال الأجنبي، على الرغم من توصيفها كأنظمة محافظة تقليدية، وهذا لا يعني طبعا تدينها أو حسن فهمها لأصول الدين وغاياته. لكن هذا الوضع المشوّه الذي لمّا يتغير أو يزل، ومع انتشار المعلومات وعدم قدرة أية سلطة على احتكارها أو حجبها، سيؤدي لا محالة إلى إزدياد الغليان وشدة الغضب وتراكمه، ومن ثم الانفجار المؤكد الذي قد لا يتحكم به أحد. لم تعد المسألة المحافظة على مستوى معيشي جيد فالصمت على ما يفعله ويرتكبه هؤلاء الحكام بحق الأمة تجاوز إلى حد المروق من الدين والكفر والعياذ بالله. فمن عقائد الإسلام الثابتة "عقيدة الولاء والبراء"، ولا أعلم كيف يخرّج "أحبار" السلاطين وجود الأجنبي الكافر الممتنع بقوة السلاح الفتاك والتعاون معه على المسلمين في أفغانستان والعراق، وهو الكفر والفجور بعينه. وهذا أمر نوقش منذ زمن وكل هذه المعطيات واضحة لا جدال فيها الآن، إلا أن هذا لم يكفِ أنظمة الخليج، بل ازدادت طغيانا وفجورا. حيث أخذت تقمع الداخل بكل قوة، وزادت بأن موّلت بمليارات شعوب الخليج المغفلة الانقلابات بالدول العربية الكبرى.

    لكن بالرغم من قتامة الصورة، إلا أن لمحات من الأمل ماتزال موجودة. فأعرض على حضراتكم هذه الندوة التي نظمها حزب الأمة الإسلامي، الذي بدأ من الكويت ثم أسس أفرعا له في بقية الدول الخليجية الأخرى، مساء أول من أمس. وفيها توصيف دقيق لما يجري على الساحة الخليجية والعربية، وحلول قد تكون بعيدة المنال الآن إلا أنه لا بد من التهيؤ لها من الآن.



    وتقبل أطيب تحية


    بارك الله بك أخي فيصل
    بثقة وصدق أثمن عالياً تعليقك الذي تجاوز التعليق إلى القراءة المعمقة للواقع العربي والإسلامي من خلال ما أثرته من نقاط مهمة وفي غاية الأهمية، تستحق الوقوف عندها لما تضعه من لمسات الكشف والتوضيح لحقيقة مأساتنا وسبل العلاج، فوضع الإصبع على السبب يقود إلى الحل
    لا أختصر ولا أكثف ولكن أعيد تسليط الضوء على بضع أفكار مهمة أثرتها في قراءتك
    حتى الآن لا يوجد استقلال فعلي للدول العربية فالأنظمة القائمة المستمرة من عهد الاستعمار، وحتى التي اتقلبت عليها في الستينيات، ليست إلا مخلفات الاستعمار الأوروبي في المنطقة لحماية المصالح الغربية المتمثلة اساسا في عدم السماح باستقلال الأمة ولا نهوضها...
    هذه الأنظمة العربية هي التي تآمرت على الربيع العربي، أي على ثورة الشعب العربي على الطاغوت والجبروت... فعلى الرغم مما يبدو ظاهراً من تعاطف الأنظمة العربية مع ثوارت الشعب العربي هناك وهناك إلا أن الوثائق والحقائق تثبت التواصل العميق والكثيف بين هذه الأنظمة والأنظمة التي ثارت عليها شعوبها والتعاون على قمع هذه الثورات مهما كلف ذلك من ثمن... والتفاصيل لمن بحث عنها كثيرة
    كل تأخير في الصمت على الظلم والجبروت والطغيان بهذا سيجعل الثمن أكثر فداحة، والسبب في ذلك تجذر الظلم ومأسسته في كل مفاصل الدولة، وتعميق جذوره... ولنا في مصر وسوريا وليبيا واليمن التي ظهرت فيها هذه المفاصل أوضح مثال، ولا يمكن أن تكون الدول الأخرى أقل من ذلك أبداً، وكلما استمر الصمت زاد الثمن خطورة وفداحة... والله ولي الأمر
    أما علماء السلاطين فالقول فيهم كبير طويل عريض لأنه آفة خطيرة تأكل في جسد الأمة وعقلها وقيمها... علما السلاطين علماء الدين تحديداً ولكن المثقفين المبدعين لا يقلون خطورة وأهمية في هذا الشأن فشأن شأن علماء الدين الذي يعرفون الحق ويحرفونه... إنهم من أكبر مصائب الأمة
    وللحديث صلة فالموضوع كبير وخطير ومهما طال الكلام فيه ستجد مزيداً من الأفكار تتدفق على اللسان
    والسلام


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية سامي علي أحمد
    تاريخ التسجيل
    18/09/2009
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عزت السيد أحمد مشاهدة المشاركة
    ملة الاستبداد واحدة
    والشعب بألوانه هو الذي يدفع الثمن
    الدكتور عزت السيد أحمد



    انظروا إلى الشعب الأوروبي الذي إذا رأى وزيراً أو رئيساً يركب سيارة الدولة بعد الدوام الرسمي قامت الدنيا ولم تقعد... وإذا ارتكبت السلطة خطيئة تمس كرامة المواطن كيف تقوم الدنيا ولا تقعد؟؟!!
    هذه صورة الحكاية.
    لعله من أعجب العجب أن تكون هذه الحقيقة بداهة أو بحكم بالبداهة أدرخا الأقدمون وقالوا فيها ما قالوا ومع ذلك نجدنا بعد آلاف السنين من إقرار هذه الحقيقة بحكم البداهة تظل الشعوب على قوتها تخضع للطغاة وتسير معهم وخلفهم من دون نقاش... ونحن نعرف أنه يألكنا بجبروته ويسحقنا بطغيانه
    للشعوب قوة جبارة ولكنها تظل تقف وارء الأفراد وتحملها المسؤولية


  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي علي أحمد مشاهدة المشاركة
    لعله من أعجب العجب أن تكون هذه الحقيقة بداهة أو بحكم بالبداهة أدرخا الأقدمون وقالوا فيها ما قالوا ومع ذلك نجدنا بعد آلاف السنين من إقرار هذه الحقيقة بحكم البداهة تظل الشعوب على قوتها تخضع للطغاة وتسير معهم وخلفهم من دون نقاش... ونحن نعرف أنه يألكنا بجبروته ويسحقنا بطغيانه
    للشعوب قوة جبارة ولكنها تظل تقف وارء الأفراد وتحملها المسؤولية
    نعم أخي سامي
    إنه لمن أعجب العجب أن يقفز العقل فوق البداهة ويأبى إدراكها
    نعم
    إن للشعوب قوة جبارة
    ولكن دعني أذكر بحكمة نبوية مهمة جداً
    إن الله ليزغ بالسلطان ما لا يزغ يالقرآن
    وهذا يكشف لنا عن جانب مهم جداً من جوانب مأستنا المتمثلة بالسلاطين الذين ثبت بالقطع عدم تقاطع مصالحهم مع مصالح الأمة بحال من الأحوال.. هذا في أحسن حسن ظن واحتمال
    ودعني أذكر كذلك بالطرف المقابل من الحكمة:
    كما تكونوا يولى عليكم
    الأمر الذي يكشف لنا أيضاً عن الوجه الآخر لتفرعن السلاطين العرب وتماديهم في محاربة الأمة ومصالحها، فقوة الشعوب كما أشرت جبارة، ولكن أين هي؟؟


  15. #15
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: ملة الاستبداد واحدة

    حسنا حسنا
    ها قد عرفنا
    ولكن هل كنا لا نعرف؟
    لنفترض أننا لم نكن نعرف، ولم لا؟ لا مشكلة
    ولكن بعد أن نعرف حقيقةً ما ألا يفترض أن نعمل من أجلها؟
    أم نظل مثلما كنا قبل أن نعرف هذه الحقيقة؟
    إذا عرفنا الحقيقة ولم تغير في سلوكنا شيئاً تجاه موضوعها فإننا والبهائم سواء، بل إنَّ البهائم أفضل منا في ذلك، لأنَّ البهائم عندما تعرف طعاماً لا يستساغ لها لن تأكله بعدها ولو بالعصا والحجارة، وعندما تعرف بهيمةٌ طريقاً مؤذياً لا تسلكه ثانية ولو بالعصي والشد والجر...
    فلماذا نعرف حقًّا ولا يغير فينا شيئاً؟؟؟


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •