كيري يضحي بالعلويين لحماية الأسد
إن السلاطين في ذروة التقوى شياطين
الدكتور عزت السيد أحمد

سأل فيصل القاسم:
لماذا قال جون كيري بالأمس: إن العالم سيحمي العلويين بعد سقوط الأسد، وليس بعد تنحي الأسد؟
الأمر سهل يسير:
أولاً: هو متأكد أن الأسد لن يتنحى.
ثانياً: هو يقول إن أحداً لن يساعد الثورة.
ثالثاً: هو يقول إذا سقط الأسد فإن العالم سيهب للتدخل لحماية العلويين.
رابعاً: هو يعطي ضمانات وحوافز للعلويين للوقوف مع الأسد إلى آخر لحظة من وجود الأسد كي لا يخذلوه إذا شعر بالانكسار أو أوشك على الانهيار لعله يصمد ويبقى.
خامساً: هذا الإغراء للعلويين بالوقوف مع الأسد إلى آخر نفس مقابل الحماية إذا سقط الأسد لا يختلف عن وقوف الولايات المتحدة مع أعز أصدقائها عبر التاريخ... ارجعوا لوقفتها مع أصدقائها..
سادساً: هو قال العالم ولم يقل الولايات المتحدة كي لا يلتزم بتعهد... وليس من عادة الولايات المتحدة أن تحمي أصدقائها إذا سقطوا...
سابعاً: كان من المتوقع منذ سنتين أن يتدخل الغرب بعد سقوط النظام أو مع سقوطه فقط، بذريعة حماية الأقليات... ولكن بعد الآن لن تجرؤ دولة على الدخول إلى سوريا اللهم إلا إذا وهذا الإذا شبه مستحيل.
ثامناً: على اي حال هناك مساع أمريكية إسرائيلية لدخول قوات حفظ سلام إلى سوريا تحت أي ذريعة، منها الفصل بين المتشابكين، ومنها حماية الأقليات... والنظام روج لذلك مع بدء مهمة الأخطل الإبلاهيمي تماماً. ولكن هذه المهمة باتت على درجة من الصعوية تجعلها شبه مستحيلة.
السؤال الذي سيسأله السوريون أجمعين لكيري وسواه: أين كنتم من حماية الأكثرية وهي تذبح على مدار ثلاث سنوات ولا أحد يعلق تعليقاً يبل القلب...؟
ألا يريد كيري بهذا الكلام أن يؤجج الحقد على العلويين وهو يزعم أنه يدافع عنهم؟
ألا يريد كيري أن يوحي للناس بتحميل العلويين وحدهم المسؤولية عمَّا حدث من مجازر وقتل وخراب ودمار ويدعو الناس للانتقام كي يوجد مسوغاً للتدخل الخارجي، ولن يكون أصلاً تدخل خارجي لأن مخاطر أي تدخل خارجي في سوريا أكبر بكثير من عدم التدخل... ومهما حدث في سوريا فلا أحد يستطيع أن يتدخل إلا بالخبث الذي يجدي أياماً ولا يدوم أبداً...؟؟!!
يجب أن نقرأ الواقع جيداً، وقراءة صحيحة: إن تحميل العلويين بما هم طائفة مسؤولية مجازر النظام وممارساته أمر ينطوي على المبالغة والخطأ. هناك كثير من العلويين متورطون، وهنا الكثير من السنة معهم، والمسيحينن والدروز.... وهؤلاء كلهم هم من يقف مع النظام بحكم المصلحة أو الغباء أو الخوف أو غسيل الدماغ... لننظر إلى من يقفون مع السيسي في مصر ضد الثورة، من هم؟ إنهم سنة ضد السنة، لا طائفية ولا هم يحزنون. الواقفون مع السيسي والواقفون مع بشار سيان وسواء.
نحن لا نتجاهل الإيقاع الطائفي الذي فرضه النظام في سوريا وأوحى بالحرب الطائفية لاستجماع الطائفة والطائفيين حوله... وأدى هذا التجييش الطائفي إلى ردة فعل طائفية عند كثير من الناس. ولكن المسؤول أكثر من الجميع عن ذلك هو ماكينة النظام السياسية والمخابراتية والإعلامية. وهذا الأمر ذاته يحدث في العراق ببمارسة السلطة التي تتصرف تصرف طائفياً صريحاً، وتحشد على أساس طائفي، وهل أوضح من قول المالكي قول إذ قال: الحرب اليوم بين الحسين ويزيد؟!!
إنَّ الأنظمة مهما بغلت من الإيمان والتقوى أشد كفراً من إبليس. وإنَّ السلاطين إن كانوا في ذروة التقوى فهم أشيطن من الشياطين. لا اقول ذلك على سلاكين العرب بل كل السلاطين. وهل يخرج أوباما أو جورج بوش الابن أو الأب أو بوتين... عن هذا الحكم؟