بسم الله الرحمن الرحيم



هذا أنا ... الرًجلُ العاديُّ الملامح ، فيّ تتقابلُ الأسماءُ الطريدةُ، وفي تجاعيدي يختبئ الصعاليك. يتشقق جلدي لكنّه لا يصْدأ. أقفُ أمامَ المرآةِ فأرى غيري.

هذا أنا...رجلٌ يبحثُ عن شواطئَ لمْ تطأْها قدما سندباد.
أحملُ معي عناوين الأحلام ومفاتيح الممالك. خلفي أباطرةُ الأرض. وعنْدَ حُدودِ أصابعي الدُنيا.

البحْرُ بقعةُ ضوء، والشمسُ وِعاء، وعنْدَ عَتبةِ بابي سحْرُ الأشياءِ وأسرارُ الأسماء.

سماءٌ هذا الظلُّ إن تدلّى، رحبٌ صوتي إن أضاء، بحر حين يسيل.
مني جئت وفيك أمتد. فابتعدْ عني حيث شِئْت تقترب. واختبئْ مني فيَّ. ورائي لا أحدٌ. أمامي لا أحد. وبابي للعارفين سبيل.

كُنّي أحملك..أعْبُر بك ألفَ زمن،ومن الصّمت أُعلّمك سرّ الكلام.

فانتشرفيّ أنتشر أعلمك كيف بلا جناحين تطير. لعلَّك ترى ما أرى. آه لو ترى ما أرى..كيف نهرٌ من قطرةٍ في يدي ينحدر.

نكهةُ الشّرقِ والمكان ..سحرُ الزّمان..عطرُ الحكايات أنا وناياً للتائهين أصير.

سجادةٌ ظلي . نبعٌ إنائي . دافئٌ فوقي القمر . عالقةٌ في النجم قدماي. أنيق.. لذيذ كيف قلبته التعب. شهي هذا الهواء حين يتقد.

هذا أنا..ما زلت أبحث عن غيمة مبللة..عن واحةعذراء..عن وطن أشربه كالماء. ما زلت أبحث عن جدار خلف ظهري لأنام.

عن رجل..عن كلام لم يضع في زحمة الكلمات.

لا حدود أقطعها، ولا مكان يؤنسني، فهلاّ حجر يضئ .

في صوتي حشرجة، وفي عيني بريق، وفي الطريق أغني.

أصم من لا يسمعني .. أعمى من لا يراني.. ميت أنت إن لم أكن فيك.