الآيات الربانية في الحالة الشارونية

الدكتور طارق طهبوب
نقيب الأطباء الاسبق الأردن

القرآن هو الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه و تتجدد اياته على اختلاف الازمان و الأشخاص

في انشغال الاعلام بخبر وفاة شارون من عدمه غاب عن اعين الناس (شرقا وغربا .. عربا وعجما ) تجدد ايات عذاب فرعون والطغاة في حالة سفاح العصر شارون!
أصيب شارون بسكتة دماغية عام 2005 و نُجي بدنه ليكون لمن معه و من خلفه آية و لكل من يعتبر
و تكررت الايات الدالة على العذاب و منها ( بقائه في الحالة الخُضرية الدائمة persistent vegetative state نسبة الى الخضراوات ) لمدة ثماني سنوات حتى الان و هي حالة طبية معروفة
وتختلف عن الغيبوبة Coma كونها يوجد فيها اليقظة و النوم والاحساس والمشاعر والتعبيرو فتح العينيين و الكلام غير المفهوم او الصراخ مصداقا لقوله تعالى { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }.

وصف البروفيسورجاكوب ابل من مستشفى جبل سيناء بنيويورك هؤلاء المرضى بأنهم سجناء داخل أجسادهم و يعانون عذابا اليم يتمنون الموت و اقترح ان يعطو اسرهم الحق في رفض العلاج و إيقافه موت اختياري أوما يعرف بالموت الرحيم بعد العمليات التي اجريت له لسكتة الدماغية مثل عملية القلب لاغلاق الثقب القلبي الذي تسللت منه الجلطات الى دماغه فان العملية الجراحية الوحيدة التي اجريت له بعد استقراره على الحالة الخضرية كانت استئصال جزء من أمعائه ( resection anastomosis of the intestine ) نتيجة الالتهاب والتعفن والغرغرينا مصداقاً لقوله تعالى: { وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ }.
حاولت السلطات الطبية نتيجة لاستحالة شفائه اعادته الى بيته و اولاده مع التمريض المناسب فنبذه اولاده و اعادوه الى نفس المستشفى في مشهد ذل وهوان يذكر بقوله تعالى :
{ فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } فجاءته السكتة الدماغية و هو في عنفوان سلطانه و بعد ان لُقب بملك اسرائيل وظن نفسه خالدا وهو في منصب رئيس الوزراء ليشبع هوايته من القتل والتدمير مصداقا لقول الله :
{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }
يقول المؤرخ الدوس هكسلي ان الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ اننا لا نتعلم ابدا من التاريخ فياطغاة العرب و العجم هل من معتبر

وصدق الله : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }.