إن ما تحذره قد أتاك
الدكتور عزت السيد أحمد

ستُعاد كتابة تاريخ المنطقة على ضوء ما يجري في أرض الشام وسيكون أخطر مما توقعوه وخططوا له وتوهموه ..
لا نطيل في تصوير ما حدث وتحليله، ولكن ما لا بد من التذكير به أن الجميع تآمر على سوريا الثورة وسوريا الششعب. ربما كانت تنتصر الثورة منذ البداية بمواقف حازمة حاسمة من قبل المجتمع الدولي كما حدث في مواقع أخرى، ولكن لله أمراً لا بد أن يتمه ولو كره الكافرون. لقد تعاضدت قوى الطعيان كلها على التعتيم على حقيقة ما يجري، وعلى الوقوف مواقف مائعة سخفيفة على اساس التصورات العمياء التي رسموها من أجل اسويغ تخاذلهم. لقد بدا خوهم الحقيقي منذ البداية من أن تصل السلطة إلى أي طرف لا يحقق مصالحهم كما يحققها النظام... وخطوة تلو خطوة نبت ما كانوا منه يخافون، وصاروا ربما عاجزين عن مواجهته فاشتد أوار الثورة وعنف الصراع، ووصلت الأمور إلى الفوضى التي لم يرجونها، كانوا يريدون (فوضى خلاقة) على حد تعبير كوندالزا رايس، أو هي فوضى العماء في حقيقتها... وهي التي تحققت لتنجلي عنها الحقيقة التي ظلوا يهربون منها دهراً. وسيكون وجهاً لوجه أمام مارد الأمة.
إنهم يسعون بكل ما ساتطاعوا لاستيعاب هذا المارد وسحقه، ولذلك يماطلون في الحلول ويحاصرون الثورة، ولم يدروا أنهم كلما حاصروا الثورة أكثر افجرت في وجوههم براكين جديدة لم تكن في الحسبان.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.