بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبيه الأمين و آله الطيبين :
لطالما قام قوم على المنابر و صفحات الجرائد و مايكروفونات إذاعات البث الراديوي و التلفزي و على النترانة و في كل وسيط إعلامي و في كتبهم و إرشاداتهم و نصائحهم لمن يتبعهم و في ضمائرهم و قرارات أنفسهم يسبون أقواما و ينعتون عملهم بالإرهاب و أنه أبعد الوسائل عن النجاعة و الرشد و الإصلاح و تجردوا من مبادئهم و من أزياء أنبيائهم و سمتهم و من أسماء أنبيائهم و أخلاقهم و سيرتهم و هداهم و تنادوا و تبايعوا على أن الأمر مرحلي و أنهم إذا تمكنوا عادوا لما تركوا من الهدي و السنة و ساسوا الناس بالسنة و الكتاب ... و ظنوا أنهم الأذكى من بين الطوائف و حسبوا أنهم الأفقه لما ينبغي أن يكون الأولى و لما يجب أن يؤخر و يؤجل و ربوا فلذات أكبادهم على سنن الشيخ و زجوا بثمرات قلوبهم في العباب المتحرك ثالث يوم أو رابعه و جمعوا الناس على أمرهم بكل وسيلة من أجل أن تسود مبادئ الشيخ و تعاليم الشيخ و رسائل الشيخ رحمه الرب العظيم الذي مات رجلا يافعا في شرخ الشباب و قسم الناس و جعل منهم مؤمنين و كفارا و من هم دون ذلك ... رحمه الرب العظيم و غفر له ... و إن كنت أجد له العذر في طبيعة تكوين المجتمع الذي كان يدب من حوله
فاعتبر نفسه الباعث للدين من تحت الركام الخامد البالي ... و لكن ... لو أنه أحيا بالكتب الفقهية و كتب علوم القرآن و الحديث موات السنن و التعاليم بدل أن يخرج علينا و على الناس بملة هو نبيها و بقرآن هو منزله ...
حتى لوت و أحنت النواميس الكونية أعناق المراحل و طوتها تحت إبط ...
فمن كان غر القوم :
الرجل المتدين في العسكر ... إذ رفعوه ...؟
رجل أمريكا الحبشي الذي طمعوا في حنان لون بشرته و عرق فيه للمسلمين دساس يمت بصلات القرابة إلى الملة و الحضارة ؟
الأتباع العراة الحفاة في الميدان و في الشوارع الذين لا تحتمل قوتهم هم الحضارة و خلافة الأخوية المباركة الموعودة ؟
زحف الثورات العابث من غرب و شرق و ترؤس الإخوة للجموع في كل مكان من دول الربيع ..؟
أفكار القوم القديمة و الجديدة و عبقرية النائب البطل الذي أسلم له القوم القياد فساقهم إلى الذبح و الأحباس ..؟
أي شيئ غرهم فظنوا أنهم بإمكانهم التنكب عن السنة الرشيدة للقائد الأوحد للأمة و الذي لا ينبغي أن يقف ما بينه و بين أمته صاحب رسالة أو تفسير بفكر الله وحده أعلم بمدى ضرره ... و انحسار نفعه على رقعة الذهن و زيف التوقع ..؟
و ما سنة النبي المصطفى في مثل أمر ...؟
و ما كان على عاقل أن يفعل في مثل مناسبة و ظرف ..؟ و لا يترك الأمر في يد الأراذل من الانقلابيين يسوقون الناس إلى غير مصير خير ...؟
ماالذي نفعله اليوم ..؟
أي شك دب إلى قلوب الشيوخ جعلهم يفرون من الزحف و قد أقحموا الفتية الأغرار ينازعون الرصاص و الجنازير ..؟
هل كان هذا شأن القادة ... يكونون أذيال الركب يموت الناس و هم يحيون ...؟
أهكذا يتخلف كل القادة جميعا بلا استثناء عن جنة عرضها السماء و الأرض و لا يستشهد منهم فرد وحيد ...؟
أكاد أشك في نفسي لأني ... أكاد أشك فيك و أنت مني ...
اللهم اغفر لي إن كنت أخطأت في حق عبدك و اهدني إن كنت حائدا عن هدى أو رشاد .
يتبع .
المفضلات