إن فرنسا بزعامة الاشتراكين تقود مسار واغادوغو بعيدا عن المقاربة الصحراوية-المغربية، فيما يواصل المغرب بعث إشارته إلى البولساريو فتحويل رؤية الإليزيه إلى ذكاء استراتيجي يعاكس استعداد المغرب لاستقبال المفاوضات الأزوادية-المالية التي زعزعت شرط الرئيس المالي باستئناف المفاوضات في باماكو، ودفعت الخطوة الأطراف المتنافسة إلى تعزيز مسار واغادوغو.فيما قررت الرباط توحيد شروط الدينامية الجهوية للوصول إلى حلول نهائية لكل الملفات العالقة خدمة للاستقرار الإقليمي باسم الحوار والواقعية لكن فرنسا تحفظت باسم جيرار أرو علة هذه الاستراتيجية.
لكن إشارة من جبهة البولساريو إلى المغرب بسحبها قوات من تيفاريتي – المنطقة العازلة- وهي إشارة إيجابية قبل المفاوضات الثنائية بين المغرب و البولساريو، واعتراف المغرب بها "كمنظمة معارضة" خطوة حاسمة لكن في السياق
ذاته تبدو جهود موريتانيا لرئاسة رئيسها للاتحاد الأفريقي و الجزائر في خدمة مسار "واغادوغو" فيما يواصل المغرب جهوده لتوحيد الدينامية الجهوية لحل المشكلين العالقين: الصحراء "الغربية" و أزواد غير أن محمد عبد العزيز والتيار الذي يدعم التنسيق الكامل مع الجزائر يستعين بجيش البولساريو، فيما تململت قيادة الدرك التابع للجبهة في الأحداث الأخيرة، وقبلها الشرطة منذ قضية ولد سلمى، و كلا الجهازين داعمين لمقاربة جديدة ومختلفة لقضية الصحراء وهو أمر غير محسوم ومؤجل إلى ما بعد انتخابات الرئاسة في الجزائر لتتضح الإمكانيات المتوفرة لأحداث تفاهمات، لأن مواصلة علاقة الجزائر مع أمريكا لها طريقان إما الدخول في شراكة كاملة أو مواصلة التعاون العسكري والاستخباري الحالي فرسم المنطقة يفرض إستراتيجية حاسمة بين الدولتين أو البدء في مرحلة جديدة ستكون ضاغطة على سياسات لا متقاطعة في هذه المنطقة وقد قبلت الخارجية الأمريكية سياسة فصل مسار العلاقات الجزائرية-الأمريكية و المغربية-الأمريكية ويفيد هذا الوضع في فصل البولساريو عن الجزائر لتقريب السلام حول الصحراء الغربية و في هذه المقاربة قد يكون فارق القوة بارزا بين القوى المتنافسة. فإنتاج أمن جديد حالة أمريكية –فرنسية في المنطقة غير أن قرارات قادمة من البيت الأبيض سيزيد الصراع لأن رئاسة "الاتحاد الأفريقي، لأول مرة من طرف موريتانيا في مقابل المغرب الجزائر، سيؤدي إلى خيار قاس، إما قبول لاعب ثالث أو تغيير القواعد الجديدة التي قبلتها أمريكا لكن موريتانيا تريد الانضمام إلى الولايات المتحدة وتريد أن تكون شريكا متقدما، هذا التنافس يفرض عدم الخسارة، وليس تقدم الخطوة السريعة، فعدم التفكير في تقليص التزامات البيت البيض اتجاه أي قضية يكرس نجاح إضافي لدبلوماسية"كيري" فمزيد من الحذر لتفادي الخسارة في المنطقة العربية هي تقديرات أمريكية تعرف خطوط تواصلها مع الأهداف في المدى المتوسط، وليس غريبا أن يؤكد الجميع على أن التحرك في تركيا مدروس، لأن سياسة "أوباما" اتجاه مصر تكرر سياسة سابقة نحو أنقرة لكن المخابرات الحليفة والرافضة تريد مزيدا من الاضطراب في القرار الأمريكي اتجاه المنطقة.
لكن مراقبة واشنطن بدقة وهدوء وحذر ما يجري في المنطقة العربية والشرق الأوسط يعمل على تقدير جديد للحزب الديمقراطي بعد الزخم ألمعلوماتي وهو جزء من واقع يساعد في إدارة المرحلة ما بعد الربيع.
نزار القريشي
صحفي مغربي متخصص في العلوم السياسية