شقينا بالانبطاح للأنظمة الحاكمة ما قبل ربيعنا الذي اغبر و اسود و احترق ... خوفا و طمعا ... و مما رزقناهم ينفقون ...
ثم شقينا ... بالفرحة الزائفة التي خامرت قلوبنا ... و جعلتنا نقفز مثل الصبية هنا و هناك ... زاعمين أننا ثرنا ...
و أننا نتطلع لبناء جمهورياتنا الثانية ما بعد استقلالنا عن الأسياد الأوائل ... النخاسين الصفر ...
ثم دخل سفيه الإسلاميين ... فظن أنه تمكن و استمكن ...
و تراءت له عمريات يثرب ... و قال القائل الحكيم الرجيم ... إني لا أخاف عليكم فتنة الاستضعاف و لكنما أخاف عليكم فتنة التمكين ...
و تقاطر المهنئون من كل حدب و صوب ...
ثم كره القضاة الأمر و النسوة و النصارى و الأزهر و العسكر و الصحافيون و أهل التمثيل و الثقافة كلهم أجمعون ... و قد كان لا ينتظمهم فرح و لا قرح ... فجلسوا من وراء الفرعون الجديد ... و كان فيما قبل ـ كما سمعنا ـ عرض عليهم اسطوانات تسجيلات الإخوة الذين تمكنوا يتحدثون عن الخلافة و قطع اليد و الرجل من خلاف و عن الستر و الحجاب و عن الفتوحات الجديدة ... سبحان الله و نحن لما نستر عوراتنا المشرعة على الدنيا بقطعة كتان من نسج و خياطة الثورة و راحوا يتكلمون عن التمكين ...
و ربما كان محدثكم واحدا منهم ...
ثم جاء الرجل السميذع ... و قلب الطاولة على وجوهنا ... و لطمنا ألما على الحنك ... و آخر على القفا ...
و صار إليه الأمر و يصير ...
و سارت إليه الثورة و تسير ...
و آلت إليه الأمور و تؤول ...
و نحن مشردون في كل دولة و شبه جزيرة ...
علمانيون و ليبيراليون و وطنيون و متحرورن و إسلاميون ...
نتباكى ...
و حق لنا التباكي ...
لو كنا نستفيد ... و نعتبر ... و نتعظ ...
و لكن هيهات ... هيهات ...
وهذا أخونا عمرو ... الذي صار معه ماقبل القبلين و أثناء الأثنائين و مابعد البعدين كما صار معنا تماما ...
المفضلات