وقف الطفل،مصالبآ يديه. يتمعن سماء القرية،وقد إخترقها قوس قزح،واصلآ أطرافها بالأرض،حيث إنتهى الأفق.
سأله الشيخ:فيما أنت شارد يابني؟
رد قائلآ:ضاق صدري همآ، ياعماه،وأضحت حياتي كالغشاوة.
تورمت ناصية الشيخ استغرابآ.إنكمشت مقلتيه. إنعقدت عضلة لسانه.تلكأ كثيرآ،ثم أنطق في حياء وافر اللب،وذكاء بصيرة، وصلابة حكمة،أنطق صارخآ في وجه الطفل: هون عليك،ولا تقحم براءتك في................
الطفل مقاطعآ:يؤلمني صراخ وطني،وهو يقارع طعنات أعدائه،بدرع صبره. أنظر إلى ألوان الطيف. باتت باهتة.
‏الشيخ في سكوت مخيف، متمتمآ بينه وذاته:يا إلهي!! أي زمن أرعن هذا!؟ما لهذا الصغير والهموم.
كان الطفل قد استرق السمع،فأردف:لا تؤجج نار سخطي.فلست صغيرآ.ألا ترى ياعماه،انه في كل يوم يلفظ أنفاسه،تورث فينا الضغينة،أحقادآ;ولدت فيالق حزن مهول!؟
الشيخ:آه يابني!هي 'غشايش' قصمت متن العقل فينا.يشمئز من ضراوة ضرباتها،الجنون.
الطفل:لقد إرتفع صوت الحق.
الشيخ:إذن،بتر حبل الظلم!؟وحملا نفسيهما، يطويان الطريق طيآ،إلى بيت الله.


أكتوبر 2012