آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ترجمة قصة "سمين ونحيف" للكاتب الروسي أنطون تشيخوف

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نزار سرطاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2010
    المشاركات
    404
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي ترجمة قصة "سمين ونحيف" للكاتب الروسي أنطون تشيخوف

    سمين ونحيف
    أنطون تشيخوف
    ترجمة نزار سرطاوي


    التقى صديقان – أحدهما رجلٌ بدينٌ والآخر رجلٌ نحيف – في محطة نيكولايفسكي. كان الرجل البدين قد تناول عشاءَه للتوّ في المحطة. شفتاه الغارقتان في الدهون تلمعان كالكرز الناضج، وتفوحُ منه رائحة نبيذ الشيري وماء الزهر. الرجل النحيف كان قد ترجّل للتوّ من القطار. وكان مُثقلًا بحقائبِ السفرِ والحُزَمِ والصناديق، وتفوح منه رائحةُ لحمِ الخنزير والقهوة. أطلّتْ من ورائه زوجتُه – امرأةٌ نحيفةٌ بذقنٍ طويلة – يرافقها تلميذٌ مديدُ القامة، وقد زُرَّتْ إحدى عينيه. صاح الرجلُ البدينُ حين رأى الرجلَ النحيف: "بورفيري. أهذا أنت؟ صديقي العزيز! كم من صيفٍ مرّ وكم من شتاء"!
    صاح الرجل النحيف وقد اعترته الدهشة: "بحق القدّيسين!ميشع! يا صديق الطفولة! من أين جئت"؟ تعانق الصديقان ثلاثًا، وحدّق كلٌّ منهما بالآخر وقد اغرورقت عيناهما بالدموع، فقد اعتراهما ذهولٌ مِلؤُه الحبور. "آه يا ولدي العزيز"! هكذا بدأ الرجل النحيف يتحدث بعد القبلات. "هذا أمرٌ غير متوقع! هذه مفاجأة! تعالَ وألقِ نظرةً فاحصةً عليّ! لم أزل وسيمًا كما كنتُ دائمًا! ساحرًا ومتأنّقًا! كم أنا مندهش! وأنت، كيف حالك؟ هل جمعتَ ثروة؟ هل تزوّجت؟ أنا متزوجٌ كما ترى... وهذه زوجتي لويز، واسمها قبل الزواج فانتسنباخ... لوثرية العقيدة... وهذا ابني نافانيل، تلميذٌ في الصف الثالث. هذا صديق طفولتي يا نفانيا. كنا أولادًا في المدرسة معًا"! فكر نفانيل قليلا ثمّ رفع قبّعتَهُ. أردف الرجل النحيف: " كنا أولادًا في المدرسة معًا! هل تذكر كيف كانوا يمازحونك؟ لقد لقبوك بـ هيروستراتوس* لأنك أحدثت ثقبًا في كتاب مدرسي بسيجارة، ولقبوني بـ إفيالتيس* لأنني كنت مولعًا برواية الحكايات. هوه – هوه!... كنّا أطفالًا!... لا تخجل يا نفانيا. اقترب منه. وهذه هي زوجتي، اسمها قبل الزواج فانتسنباخ، لوثرية العقيدة..." فكر نفانيل قليلاً ثم اختبأ وراءَ والده.
    "آه، كيف حالك يا صديقي"؟ سأل الرجل السمين وهو ينظر بحماسٍ إلى صديقه: "هل تعمل في الخدمة المدنية؟ ما الدرجةُ التي وصلتَ إليها"؟
    "نعم أيها الولد العزيز! لقد عملت مُقَيّمًا خلال العامين الماضيين، وأحمل لقب ستانيسلاف. الراتب قليل، لكن هذا ليس بالأمر الهام! الزوجة تعطي دروسًا في الموسيقى، وأنا أمارس هوايةَ نحتِ علبِ السجائرِ الخشبيةِ لحسابي الخاص، علبِ سجائرَ كبيرة! أبيع الواحدةَ بروبل. وإذا اشترى أحدٌ عشرَ علَبٍ أو أكثر، أمنحه حسمًا بطبيعة الحال. وهكذا نتدبر أمورَنا بشكلٍ ما. لقد عملت كاتبًا، والآن تم نقلي إلى هنا لأعمل رئيسًا للكَتَبَة في القسم نفسه. سأعمل هنا. وماذا عنك؟ أراهن أنك قد أصبحت مستشارًا مدنيّا الآن؟ أليس كذلك"؟
    قال الرجل السمين: "لا أيها الولد العزيز، اذهبْ إلى أعلى من ذلك". لقد رُقّيتُ إلى عضوِ مجلسٍ خاص... أحمل نجمتين." أصيب الرجل النحيف بالشُحوب والتَخشّب مرةً واحدة. لكنه سرعان ما لوى وجهه في الاتجاهات كلِّها بابتسامة واسعة. بدا كما لو أن البروق كانت تُشعُّ من وجهه وعينيه. ترنّح، تضاعفَ حجمُه، تكوّم... بدا أن حقائبَ السفرِ والحُزمَ والصناديقَ هي الأخرى تنكمش وتتكوّم... ذقنُ زوجته الطويلةُ استطالت أكثر؛ واستجمع نفانيل نفسَه وتهيَّأَ وربط أزرارَ بدلتِه جميعًا.
    "يا صاحب السعادة، أنا... في غاية السرور! صديقُ طفولتي، كما يمكن للمرء أن يقول، غدا رجلًا عظيمًا! هه – هه"!
    "ما هذا الذي تقوله"! عبسَ الرجل السمين. "ما الداعي لهذه النغمة؟ أنت وأنا كنّا صديقين في صِبانا، ولا داعي لهذا الخنوع الرسمي"!
    "أَستغفرُ الله يا صاحب السعادة! ماذا تقول..."؟ ضحك الرجل النحيف، وراح يتلوّى أكثر من ذي قبل. "الاهتمامُ الكريم من سعادتك كعسلِ الندى المُنعش... هذا يا صاحبَ السعادة، هو ابني نافانيل،.. زوجتي لويز، لوثرية إلى حد ما". كان الرجل البدين على وشك أن يبدي شيئًا من الاعتراض، لكنّ وجهَ الرجل النحيف راحَ يُعبِّر عن تبجيلٍ وتزلّفٍ واحترام مُقزز إلى حدّ أن المستشارَ الخاص أصيب بالغثيان. أشاح بوجهه عن الرجل النحيف، ومدَّ إليه يده مُوَدّعًا. ضغط الرجلُ النحيفُ عليها بثلاثة أصابع، وأحنى جسده كلّه وضحك كأنه رجلٌ صيني: "هه – هه – هه"! ابتسمت زوجته، حكَّ نفانيل الأرضَ بقدمه وأسقط قبعتَه. طغى على ثلاثتهم ارتباكٌ ملؤه الحبور.

    ______________________________________
    * هيروستراتوس رجلٌ إغريقي من القرن الرابع قبل الميلاد. اتُهِم بالبحث عن الشهرة بإحراق وتدمير معبد آرتيمِس في مدينة إفِسوس.
    ** إفيالتيس رجل إغريقي من القرن الخامس قبل الميلاد؛ ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوتس أنه خان بلاده طمعًا في أن يكافئه الفرس الذين غزوا اليونان عام 480 ق.م.
    --------------------------
    نبذة عن الكاتب
    يعتبر أنطون بافلوفيتش تشيخوف أحد كبار كُتّاب المسرح والقصة القصيرة في روسيا. ولد في تاغانروغ في جنوب روسيا على بحر آزوف في 17 يناير 1860، لأسرة فقيرة، وكان ترتيبه الثالث بين ستة أطفال. كان والده صاحب محل بقالة، أما جده فكان من الأقنان. لكنه اشترى حريته في عام 1841.
    التحق تشيخوف بالمدرسة الثانوية في تاغانروغ وفي عام 1879 التحق بكلية الطب في جامعة موسكو. وكان عليه أن يكسب المال ليتابع دراسته ويعيل أسرته. وقد استطاع أن يحقق دخلًا متواضعًا بكتابة القصص والطرائف في المجلات والصحف. وفيما بعدُ التقى بالكاتب ديمتري جريجوتوفيتش، الذي تنبّه إلى موهبته في الكتابة، فوقف إلى جانبه وساعده على تحسين جودة قصصه. ومن هنا بدأ نجم تشيخوف يسطع.
    بعد تخرجه في عام 1984، وممارسته لمهنة الطب، بدأت أولى أعراض الإصابة بمرض السل تظهر عليه. لكنه تابع الكتابة، وفي عام 1886 تولت إحدى دور النشر طباعةَ كتابٍ له بعنوان قصص موتلي. وقد حقق الكتاب شهرة واسعة، ومنذ ذلك الحين ازداد تركيزه على الكتابة على حساب ممارسته مهنةَ الطب.
    في عام 1988 ذهب تشيخوف إلى أوكرانيا، حيث مات شقيقه نيكولاي، وقد استوحى من تلك الزيارة روايته القصيرة "قصة كئيبة" (1989)، التي يتحدث فيها رجل عجوز عن حياته وهو في سكرات الموت، حيث يعتبرها عديمة القيمة. ثم سافر تشيخوف إلى يالطا في جزيرة القرم. وهناك التقى الروائي الروسي الشهير ليو تولستوي.
    في عام 1890 قام تشيخوف برحلة إلى سجن جزيرة سخالين الواقعة في الشرق الأقصى إلى الشمال من اليابان. وبعد عودته إلى روسيا، كرّس نفسَه لأعمال الإغاثة خلال مجاعة عام 1892. ولم يلبث أن اشترى عقارًا في ميليخوفو وانتقل إليه ليعيش هناك مع أسرته، حيث استقرت أوضاعه الماليه.
    كوّن تشيخوف صداقاتٍ مع الكثير من النساء الجميلات والموهوبات، لكنه لم يتقدم لخطبةِ أيٍّ منهن، إلى أن التقى الممثلةَ أولغا كنيبر، ووقع كلاهما في حب الآخر، واقترن بها في أيار/ مايو، 1901. لكنها بقيت في موسكو تعمل في التمثيل، بينما أقام هو في يالطا للنقاهة. وفي عام 1904 ساءت صحته كثيرًا وسافر إلى مدينة بادِنْ وايلر في ألمانيا. وفي 2 تموز/يوليو 1904 توفي في أحد فنادق بادِنْ وايلر. وتمّ نقل جثمانه إلى موسكو، حيث دفن هناك.
    كتب تشيخوف أكثر من 500 قصة قصيرة ورواية واحدة وسبع روايات قصيرة و 17 عملًا مسرحيًا. ). أما أعماله غير الأدبية فاقتصرت على عملين، أحدهما في أدب الرحلات، والثاني كتاب مذكرات. ومن أشهر أعماله:
    – "نورس البحر" (1895): مسرحية تدور حول كاتبٍ شابٍّ مكافحٍ وحبيبته وأمّهِ وممثلةٍ مشهورة والعلاقات التي تربط هؤلاء معًا.
    "العم فانيا" (1899): مسرحية عن أستاذ جامعي متقاعد وزوجتِه الثانية يأتيان للإقامة مع ابنته وزوجها في عِزبتهما الريفية، ما يفضي علاقات يشوبها التوتر والصراع.
    "السيدة صاحبة الكلب" (1899): قصة قصيرة عن علاقة بين شابٍ غير سعيد في حياته الزوجية وامرأةٍ متزوجة يلتقيها أثناء إجازته في مالطا.
    – "الشقيقات الثلاث" (1900): مسرحية عن حياة شقيقاتٍ ثلاثٍ يرغبن في العودة إلى منزلهن في موسكو.
    "بستان الكرز" (1903): مسرحية تدور حول عائلة أرستقراطية تواجه مشاكل مالية حادّة، ما يضطرها إلى بيع بستان الكرز الذي يعز عليها كثيرًا.

    Enable GingerCannot connect to Ginger Check your internet connection
    or reload the browserDisable in this text fieldRephraseRephrase current sentenceEdit in Ginger×


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نزار سرطاوي
    تاريخ التسجيل
    21/05/2010
    المشاركات
    404
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: ترجمة قصة "سمين ونحيف" للكاتب الروسي أنطون تشيخوف

    Fat and Thin
    Anton Chekov

    Two friends -- one a fat man and the other a thin man -- met at the Nikolaevsky station. The fat man had just dined in the station and his greasy lips shone like ripe cherries. He smelt of sherry and fleur d'orange. The thin man had just slipped out of the train and was laden with portmanteaus, bundles, and bandboxes. He smelt of ham and coffee grounds. A thin woman with a long chin, his wife, and a tall schoolboy with one eye screwed up came into view behind his back.
    "Porfiry," cried the fat man on seeing the thin man. "Is it you? My dear fellow! How many summers, how many winters”!
    "Holy saints”! cried the thin man in amazement. "Misha! The friend of my childhood! Where have you dropped from?"
    The friends kissed each other three times, and gazed at each other with eyes full of tears. Both were agreeably astounded.
    "My dear boy”! began the thin man after the kissing. "This is unexpected! This is a surprise! Come have a good look at me! Just as handsome as I used to be! Just as great a darling and a dandy! Good gracious me! Well, and how are you? Made your fortune? Married? I am married as you see.... This is my wife Luise, her maiden name was Vantsenbach... of the Lutheran persuasion.... And this is my son Nafanail, a schoolboy in the third class. This is the friend of my childhood, Nafanya. We were boys at school together”!
    Nafanail thought a little and took off his cap.
    "We were boys at school together," the thin man went on. "Do you remember how they used to tease you? You were nicknamed Herostratus because you burned a hole in a schoolbook with a cigarette, and I was nicknamed Ephialtes because I was fond of telling tales. Ho--ho!... we were children!... Don't be shy, Nafanya. Go nearer to him. And this is my wife, her maiden name was Vantsenbach, of the Lutheran persuasion...."
    Nafanail thought a little and took refuge behind his father's back.
    "Well, how are you doing my friend?" the fat man asked, looking enthusiastically at his friend. "Are you in the service? What grade have you reached?"
    "I am, dear boy! I have been a collegiate assessor for the last two years and I have the Stanislav. The salary is poor, but that's no great matter! The wife gives music lessons, and I go in for carving wooden cigarette cases in a private way. Capital cigarette cases! I sell them for a rouble each. If any one takes ten or more I make a reduction of course. We get along somehow. I served as a clerk, you know, and now I have been transferred here as a head clerk in the same department. I am going to serve here. And what about you? I bet you are a civil councillor by now? Eh?"
    "No dear boy, go higher than that," said the fat man. "I have risen to privy councillor already... I have two stars."
    The thin man turned pale and rigid all at once, but soon his face twisted in all directions in the broadest smile; it seemed as though sparks were flashing from his face and eyes. He squirmed, he doubled together, crumpled up.... His portmanteaus, bundles and cardboard boxes seemed to shrink and crumple up too.... His wife's long chin grew longer still; Nafanail drew himself up to attention and fastened all the buttons of his uniform.
    "Your Excellency, I... delighted! The friend, one may say, of childhood and to have turned into such a great man! He--he”!
    "Come, come”! the fat man frowned. "What's this tone for? You and I were friends as boys, and there is no need of this official obsequiousness”!
    "Merciful heavens, your Excellency! What are you saying... ?" sniggered the thin man, wriggling more than ever. "Your Excellency's gracious attention is like refreshing manna.... This, your Excellency, is my son Nafanail,... my wife Luise, a Lutheran in a certain sense."
    The fat man was about to make some protest, but the face of the thin man wore an expression of such reverence, sugariness, and mawkish respectfulness that the privy councillor was sickened. He turned away from the thin man, giving him his hand at parting.
    The thin man pressed three fingers, bowed his whole body and sniggered like a Chinaman: "He--he--he”! His wife smiled. Nafanail scraped with his foot and dropped his cap. All three were agreeably overwhelmed
    Enable GingerCannot connect to Ginger Check your internet connection
    or reload the browserDisable in this text fieldRephraseRephrase current sentenceEdit in Ginger×


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •