البعد الايديولجي للزعيم الراحل جمال عبد الناصر والعسكرية المصرية

جمال عبد الناصر ابن المؤسسة العسكرية المصرية العريقة التي هي عمقها الحضارة المصرية عبر التاريخ، الذي كان محل تشويه من مناوئيه ومحل اقتناع وقناعة ممن امنوا بنظريته الوحدوية.ومن حيوية نظرية الحكم لعبد الناصر المرتبطة ببعدين البعد الاول الوطني والبعد الثاني القومي، مازالت خطبه وماثره وجمله يسترشد بها عند قاعدة عريضة سواء في مصر او الوطن العربي او العالم، فهو احد اعمدة الفكر التحرري بعد الحرب العالمية الثانية.
بلاشك ان ثمة مواقف يجب ان تتخذ تعبويا ووطنيا وخاصة في هذا الواقع الرديء التي تمربه الامة العربية من تشرذم وتفكك وانهيار ثقافي وصراعات على الحكم وتفشي ظاهرة الحزبية التي لم تنجز ولن تنجز في لوحة الديموقراطية لعوامل متعددة اقتصادية واجتماعية ودولية، وكانت تلك الاساب هي من تؤرق جمال عبد الناصر وطموحاته الوطنية والقومية لبناء مجتمع مصري وعربي قوي يستطيع ان يواجه كل اشكال الغزو ان كان مباشرا اوغير مباشر.
اولى خطوات عبد الناصر وهي اتخاذ قرارات للسلم الاجتماعي والضمان لصالح الاغلبية ضد الاقلية المتغولة في شؤون البلاد من اقطاع واحتلال للمراكز الهامة في الدولة...فكانت الارض للفلاحين والجيش ايضا وبدون تحديد لكافة ابناء الشعب وفي تطور طبيعي واستحقاقي لكل افراده لاعلى المواقع في القوات المسلحة.
كثر الحديث الان من بعض اوجه التشرذم الحزبي مطالبين بدولة مدنية، امام من يسمونهم العسكر وحكمهم لمصر على مدار عقود، الدولة المدنية في الدول النامية تعني الفوضى والتشرذم ووضع قواعد السلطة والحكم محل صراع حزبي لهيمنة الحزب وهو بالتاكيد لا يمثل باي حال من الاحوال جموع الشعب ، بل يعبر عن برنامجه وبرنامجه فقط ونظريته التي تخدم بالدرجة الارولى الحزب وثانيا الشعب.
المؤسسة العسكرية التي تعرف الضبط والربط والاحكام الصارمة وما ينوط بها من واجبات نحو حماية الشعب وسيادة ورهبة الدولة امام الفلتان والانحلال بكافة اصنافه واوصافه، واذا ما توفر القائد الفذ مثل جمال عبد الناصر، الذي حاربه الكون الامبريالي واليميني، بلا شك ان من اولى اهتماماته ليس حماية الوطن فقط او خارج مربع اللعبةالداخلية فلا جدوى وقوة لمؤسسة عسكرية دون بناء قاعدة قوية داخلية ولان اصل القوة هي المجتمعات وما يفرز من ابنائها للعسكر.
خطوات وايديولوجيا عبد الناصر في الحكم وقيادة المجتمع والدولة يجب ان يحنذى بها اذا اردنا ان تكون مصر وان تاخر بها الزمن من ان تكون من الدول العظمى في العالم، .
لقد حدد جمال عبد الناصر خطابه في الحكم وبثورة يوليو عام 52م ببعد اقليمي دولي مؤثر ليس على مصر فقط بل على الوطن العربي متأثرا بالفشل والهزيمة للجيوش العربية في فلسطين في ظل مجتمعات وسياسيين لم يستطيعوا نيل استقلال بلادهم بعد نتائج الحرب العالمية الثانية.
اما البعد الثاني وهو العامل الداخلي، من اقطاع وقواعد عسكرية والتحكم في ثروة مصر بمقاسمة بين الغرب والاقطاع معا وتفشي الفقر والاستعباد للفلاحين والعمال، والتعليم المخصص، والقانون الوظيفي المميز، وفقدان أي قاعدة صناعية في مصر.

تلك العوامل التي صنعت فكر عبد الناصر الملاصق لارادة الشعب"" ارفع رأسك يا اخي فقد مضى عهد الاستعباد"
لقد اتجهت مصر في عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، باغلاق الهوة بين طبقات الشعب من تاميم للشركات وعلى راسها قناةالسويس وشركات كبرى، وتأسيس التعليم المجاني والتعليم العالي وانطلاق مراكز ومعامل الابحاث"" والمصانع الكبرى مثل الحديد والصلب ومصانع السكر في الحوامدية والغزل والنسيج، ومشروع الطاقة النووية والمصانع الحربية، متحديا البنك الدولي وشروط امريكا وبريطانيا فما زلنا نتذكر صفقة القمح الامريكية وشروطها والسلاح البلجيكي وغيره من اوجه الحصار السياسي والاقتصادي، ولكن نجح عبد الناصر في بناء مجتمع ارسى فيه قواعد الصناعات لينطلق المجتمع المصري نحو الانتاج والتصنيع داعما هذه التوجهات بالسد العالي العملاق بما يوفره من طاقة واستحداث طرق جديدة للري والزراعة وتنمية القدرات الانتاجية في مجال الثروة الحيوانية.

لقد كانت النظرية الايديولوجية لعبد الناصر هي تلك الايديولوجيا التي تصنع الانسان المصري الذي حضارته تسطع منذ 10 الاف سنة، فكانت مصر عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية تبويب لقوة ثالثة امام الشرق والغرب، اما العمق الداخلي فهي جبهو العمال والفلاحين، ومن هنا استمدت النظرية الناصرية قوتها وحزمها ، فكانت تعلو الوطنية المصرية عاليا في جميع الميادين ، فكانت مصر عبد الناصر هي الهوية والجواز والبطاقة اينما ذهب المواطن المصري احتراما واجلالا لزعيم مصر عبد الناصر.
وموجز ايديولوجيا عبد الناصر ابن الريف المصري قائمة على الفلاحين والعمال وهي الطبقات التي انتهكت مصالحها في عهد الاستعمار، وما من لوم على عبد الناصر عندما حارب الاحزاب ، فكانت نظرته العميقة بما تسببه الاحزاب من انقسامات افقية وعمودية تؤثر على وحدة الشعب ووحدة الاداء، ولا يعاب عبد الناصر عندما حدث ترهل في الاتحاد الاشتراكي العربي او ظهور مراكز قوة، ولان الهجمة على مصر كانت بحجم عبد الناصر العملاق، فقد حدد معسكر الاعداء ومعسكر الاصدقاء وكانت هذه بعضا من خطورته على المشروع الصهيوني والامبريالية الامريكية، فكانت مصر دائما تعد جاهزيتها لمواجهة مع الاطماع الصهيونية التي كشرت انيابها في العدوان الثلاثي عام 56موعدوان 67م، وكانت المؤامرة الكبرى والنكسة التي اثرت على البناء الداخلي، فكانت المهمة صعبة وكبيرة في بناء داخلي وجبهو داخلية قوية وبناء القوات المسلحة، لتنتصر العسكرية المصرية في حرب الاستنزاف وتنتصر في اكتوبر.
ربما الربيع العربي او مايسمى هذا الربيع المدمر المشتت المبعثر الذي هدد سيادة الدول وهيبتها ووحدة اراضيها واستقلالها، لتظهر في هذا الربيع الدموي عمليات القتل والتبشيع في الجثث وانتشار العصابات واستقطاب للارهاب في العالم وتحت مبررالدكتاتورية والدكتاتوريين تسفك الدماء وتحطم البنية التحتية للدول واستدراج جيوشها حامية سيادتها لمواجهات ثانوية خارج ما اعدت له لمواجهة الاطماع الصهيونية، فاصبحت العسكرية والجيوش محل استهداف.
لانفهم دولة بعدد قليل من السكان يظهر فيها 45 حزب اودولة 17 حزب وغيره من المصنفات اهذا من اجل الديموقراطية ام من اجل احداث انقسامات في وحدة الشعب والسلم الاجتماعي.
الدكتاتورية الوطنية في الدول النامية هي القادرة على وضع البرامج التنموية في ظل دستور حامي وواقي للفساد،ما احوجنا الان لعبد الناصر لقاهرة المعز على خطا عبد الناصر وانحيازه لطبقة العمال والفلاحين والعلماء.
عبد الناصر رجل العسكرية المصرية الذي بات ان يحقق احلام الفقراء وتحقيق الدولة العظمي ولكن المؤامرات لن تنتهي على مصر ولان مصر ملتقى الكون واصول حضارته

سميح خلف