الإدارة.. والأخلاقيات العامة

أحمد محمد مليجي

في الحياة العامة يدرك بعضهم أهمية العلاقات الإنسانية والأخلاقية التي يتميز بها البشر عن المخلوقات الأخرى، ومدى تأثيرها الإيجابي والسلبي في العلاقات الشخصية التي تجمع إنساناً بآخر، فإذا نظرنا إلى العلاقات الأخلاقية وإلى لغة التعامل الإنساني، سواء أكان ذلك في إطار المناخ الأسري أم خارجه، يمكننا بذلك التعرف على الشخصية الإنسانية بشموليتها المعروفة عنها، ومن ثم الحكم عليها وعلى طرق تفكيرها وميولها عن قرب.

فالإنسان بصفة عامة من خلال مكوناته الفكرية والتقديرية التي يكتسبها من تعاملاته مع أفراد أسرته والآخرين يمكنه التعرف على الشخصيات السلبية والإيجابية منها، وهذا ما يساعد بعضهم على اختيار من يثق به، ليكون الشخصية المناسبة والقادرة على تحمُّل المسؤولية في غيابه، أو من يقوم بإدارة أعماله الخاصة نيابة عنه عند الحاجة إلى ذلك، وقد يهتم بهذه الأمور أيضاً المديرون والمسؤولون عن المؤسسات والشركات الكبرى، حيث يعتمد بعضهم على شخصيات معينة ممن يمتازون بالتعامل الإنساني والأخلاقي مع الآخرين، ومن لديهم القدرة على تنفيذ برامجهم وخططهم الإدارية بنجاح، لذلك أكثرهم يفضلون الإنسان الخلوق الذي يجمع بين الخبرة في تنفيذ واجباته والالتزام في أداء مهامه الوظيفية.

وبين الصفة الأهم وهي حسن التعامل مع زملائه في العمل، للحفاظ على السلوك العام التي تتمتع به الإدارة والقيم والاحترام والكفاءة التي يتميز بها الميثاق الأخلاقي للمهن، لأنهم يدركون أن هذه الصفات تمنح الإنسان القدرة على تحمل المسؤولية والعمل بجدية وأخلاص عند تنفيذ القرارات.

وهي العوامل نفسها التي تؤدي إلى نجاح المسؤولين في إدارة وقيادة مؤسساتهم، فالعلاقات الإنسانية الجيدة المبنية على التعامل الأخلاقي تسهم دائماً في مد جسور المحبة والأخلاص بين الموظف وإدارته، وهو ما يبعث روح الثقة والإحساس بالمسؤولية المشتركة بين الجانبين، فهناك الكثير من الأشخاص الذين توحي تصرفاتهم وأقوالهم إلى أنهم شخصيات مضطربة ذات أنماط محدودة لا تساعدهم على تحمل مسؤولياتهم المهنية ولا تسهم في تنفيذ مهامهم الوظيفية بنجاح.

نشر في جريدة الحياة عدد اليوم الاربعاء 7 - 5 - 2014

http://alhayat.com/Opinion/Letters/2...A7%D9%85%D8%A9

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي