دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ
مُهَنْدِسَةْ مَدَنِيَّةْ, تَمْتَطِيْ صَهْوَةَ النَّقْدِ البَنَّاءِ فِيْ كِتَابَاتِهَا...
قَلَمُهَا النَّاقِدُ الجَرِيُْ مِبْضَعُهَا, مَصْقُوْلٌ وَمُطَهَّرٌ لإِسْتِئْصَالِ الأَدْرَانِ الَّتِيْ يُعَانِيْ مِنْهَا المُجْتَمَعْ...

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ

هِيَ الإِبْنَةُ البَارَّةُ لِلْجَامِعَةِ اليَسُوْعِيَّةِ, صَرْحُ العِلْمِ فِيْ رِحَابِ الحَضَارَةِ العَصْرِيَّةِ, تِلْكَ الجَامِعَةُ العَرِيَقَةُ الجُذُوْرِ فِيْ قَلْبِ بَيْرُوْتَ التَّارِيْخِ, بَيْرُوْتُ... المُتَرَبِّعَةُ عُنْفُوَانًا بِكِبْرِيَاءِ أَهْلِهَا عِنْدَ شَاطِيْءِ الطُّمَأْنِيْنَةِ, عَاصِمَةُ لُبْنَانَ, أَرْضًا وَشَعْبًا, حَجَرًا وَبَشَرًا, مُنْذُ وُجِدَ, وَمَدِيْنَةُ الأَصَالَةِ وَالتُّرَاثِ, مَاضِيًا وَحَاضِرًا وَمُسْتَقْبَلاً... وَمَوْئِلُ الثَّقَافَةِ وَالمَعْرِفَةِ, وَمَلْجَأُ الكُتَّابَ مِنَ الأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ, وَمَرْتَعَ الفَنَّانِيْنَ وَالمُبْدِعِيْنَ وَالخَلاَّقِيْنَ, وَمَقْصَدَ المُبْتَكِرِيْنَ لِلإِسْتِلْهَامِ وَتَلَقِّيْ وَمَضَاتَ الإِيْحَاءِ مِنْ مَشْهَدِيَاتِ الجَمَالِ السَّاحِرِ...
دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, الآتِيَةُ مِنْ كَنَفِ بَلْدَةِ شْحِيْمْ بِإِقْلِيْمِ الخَرُّوْبِ, تَحْمِلُ فِيْ كَيْنُوْنَتِهَا كُلَّ الآمَالِ المَأْمُوْلَةِ بِالغَدِ المُرْتَجَىْ, تَتَطَلَّعُ بَصِيْرَةً مُتَفَكِّرَةً فِيْ مَدَىْ المَدَىْ, تَرُوْدُ مَا خَلْفَ الحُجُبِ المَنْظُوْرَةِ... شَاءَتْ لَهَا أَقْدَرُهَا, أَنْ تُوَاكِبَ أَصْعَبَ الظُّرُوْفِ الَّتِيْ مَرَّ بِهَا الوَطَنُ, وَهِيَ تُتَابِعُ دِرَاسَاتِهَا فِيْ الهَنْدَسِيَّةِ المَدَنِيَّةِ, بِإِنْتِسَابِهَا طَوْعَ قَنَاعَةٍ لِلْجَامِعَةِ اليَسُوْعِيَّةِ فِيْ بَيْرُوْتَ, بَاذِلَةً قُصَارَىْ مَا تَمْلِكُ مِنْ جُهْدٍ مُضَاعَفٍ فِيْ أَرْحِبَةِ لَيَالٍ مِنْ بَذْلٍ وَكَدٍّ وَتَعَب, لِتَنَالَ شِهَادَتِهَا بِجَدَارَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ وَطَنِيَّةٍ أَكَّادِيْمِيَّةٍ, بِهَا تَعْتَزُّ وَتَفِخَرُ...
وَهِيَ عَلَىْ مَقَاعِدِ الدِّرَاسَةِ الجَامِعِيَّةِ, تَصُبُّ كُلَّ إِهْتِمَامَهَا فِيْ تَحْقِيْقَ مَا تَصْبُوْ إِلَيْهِ إِخْتِصَاصًا هَنْدَسِيًّا مَدَنِيًّا, يُشَكِّلُ شَخْصِيَتَهَا المِهَنِيَّةِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ... تَبَرْعَمَ وُجْدَانَهَا تَفَكُّرًا فِيْ بَتَلاَتٍ مِنَ أُوْلَىْ الكِتَابَاتِ, تَتَمَاهَىْ القَطَرَاتُ اللاَمِعَةُ عَلَىْ أَكْمَامِهَا أَلَقًا, تَعْكِسُ رُؤْيَتَهَا البَصِيْرِيَّةُ التَّحْلِيْلِيَّةُ, لِمَا يُلْقَيْ كَلْكَلُهُ ثِقْلاً كَبِيْرًا عَلَىْ الكَثِيْرِ مِنْ أَفْرَادِ المُجْتَمَعِ, بِمَا يَجْعَلُ مِنْ مَسِيْرَةِ الحَيَاةِ الإِنْسَانِيَّةِ غَيْرَ مُكْتَمِلَةِ فِيْ قِوَامَتِهَا... تَتَعَثَّرُ بِمَا يَنْتَشِرُ مِنْ مَسَاوِيْءَ بَيْنَ النَّاسِ, وَتَتَصَادَمُ بِمَا يُعَشِّشُ فِيْ الكَثِيْرِ مِنَ النُّفُوْسِ مِنَ المُوْبَقَاتِ, وَمَا تَتَأَمَّرُ بِهِ النُّفُوْسُ الوَضِيْعَةُ مِنَ السَّوْآتِ, تِلْكَ المُسْتَشْرِيَةِ فِيْ أَنْحَاءَ مُتَفَرِّقَةٍ مِنْ جَسَدِ الأُمَّةِ, الَّذِيْ يَتَرَنَّحُ رَمِيْمًا كَمَا الجُثْمَانِ الفَاقِدِ لِلْرُّوْحِ...
دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المُهَنْدِسَةْ المَدَنِيَّةْ, الَّتِيْ آخَتْ وَقَارَبَتْ فِيْ دِرَايَةٍ وَفِطْنَةٍ بَيْنَ إِخْتِصَاصِهَا الهَنْدَسِيِّ المِهَنِيِّ, وَحَرَكَةِ فِعْلِ الكِتَابَةِ النَّقْدِيَّةِ الصُّحُفِيَّةِ, أَخَذَتْ عَلَىْ عَاتِقَهَا مُنْذُ البَدْءِ, جَرْأَةَ مَوْقِفٍ فِيْ صِدْقِ بَوْحٍ هَادِفٍ, أَنْ تَمْتَطِيْ صَهْوَةَ النَّقْدِ البَنَّاءِ فِيْ كِتَابَاتِهَا... حَفَّذَتْ قَلَمَهَا الحَانِيْ السَّيَّالاَتِ, بَعْدَمَا أَفْعَمَتَهُ إِنْعَاشًا آخَرَ بِمَدَادِ الحَقِيْقَةِ, وَجَعَلَتْ مِنْ يَرَاعِهَا النَّاقِدَ الجَرِيَْ فِعْلَ إِفْتِرَاضٍ, يَرْتَسِمُ لِرُؤَىْ وِجْدَانِهَا فِيْ البُعْدِ الآخَرِ, القَادِمِ يَوْمًا عَلَىْ أَجْنِحَةِ الغَدِ, أَنْ يَتَمَثَّلَ المِبْضَعَ المُوْجِعِ الشَّافِيْ, ذَلِكَ الَّذِيْ شَكَّلَتْهُ مَصْقُوْلاً وَمُطَهًَّرًا, وَأَعَدَّتْهُ بِوَعْيٍ وَإِدْرَاكٍ وَعَرَفَانٍ وَمَوْضُوْعِيَّةٍ, لإِسْتِئْصَالِ الأَدْرَانِ الَّتِيْ يُعَانِيْ مِنْهَا المُجْتَمَعْ فِيْ هَذَالعَصْرِ القَاهِرِ...
الكَاتِبَةُ دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المُهَنْدِسَةْ المَدَنِيَّةْ, الَّتِيْ بَدَأَتْ مَسِيْرَتَهَا فِيْ بِنَاءِ مُسْتَقْبَلِهَا, ذَاتَ يَوْمٍ مَضَىْ فِيْ رِحَابِ وَطَنِهَا لُبْنَانَ, مُوَطِّدَةً فِعْلَ إِيْمَانِهَا تَطْبِيْقِيًّا فِيْمَا يَتَنَاسَبُ قَنَاعَةً وَطُمُوْحَهَا, وَيُسَاهِمُ فِيْ بِنَاءِ وَطَنِهَا فِيْ مَجَالاَتِ خِبْرَتِهَا... تَتَحَرَّكُ وَتُرَاقِبُ, وَتَتَتَبَّعُ وَتَدْرُسُ وَتَبْحَثُ, وَتُحَلِّلُ وَتُعَلِّلُ وَتَصِفُ الأَدْوِيَةَ النَّاجِعَةَ وَالشَّافِيَةَ, لِكُلِّ مَا يَحْدُثُ عَلَىْ أَرْضِ الوَاقِعِ مِنْ حَرَكَاتِ فِعْلٍ فِيْ غَيْرِ مَكَانِهَا, أَوْ تَتَنَاقَضُ مَعِ المَسَارَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالأَخْلاَقِيَّةِ, أَوْ تَتَعَارَضُ مَعْ التَرْبِيَةِ الوَطَنِيَّةِ وَمَنَاقِبِ المُوَاطَنَةِ الصَّحِيْحَةِ, أَوْ تَأَتْيِ بِإِنْعِكَاسَاتٍ سَلْبِيَّةٍ وَخَطِيْرَةٍ عَلَىْ مَنْظُوْمَةِ البِيْئَةِ وَالأُمَّةِ وَالمُجْتَمَعِ, سِيَّمَا تِلْكَ الحَرَكَاتِ الَّتِيْ تَفْرِضُ القَهْرَ إِسْتِعْبَادًا عَصْرِيًّا, وَالَّتِيْ تُغَرِّرُ بِالشَّبَابِ وَسْوَسَةً إِفْتِرَاضِيَّةً لِلْقُبُوْلِ بِالسَّرَابَاتِ, وَذَلِكَ مِنْ جَرَّاءِ جُمُوْحِ فِعْلِ دَهَاءِ السَّاسَةِ, وَالبَطَرِ فِيْ تَطْبِيْقِ التَّدَاهِيْ فِيْ السِّيَاسَةْ...
يَتَجَلَّىْ العُمْقُ فِيْ مَدَىْ الوَعْيِ وَالعَرَفَانِ, وَالإِرَادَةِ وَالإِسْتِبْصَارِ, وَالإِخْلاَصِ وَالإِخْتِصَاصِ, لَدَىْ الكَاتِبَةِ دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المُهَنْدِسَةْ المَدَنِيَّةْ, وَذَلِكَ فِيْ قَبَساتٍ مُخْتَارَةٍ مِنْ جَرْأَةِ بَوْحِهَا فِيْ كِتَابَاتِهَا المُتَنَوِّعَةِ, المَنْشُوْرِ بَعْضِهَا فِيْ بَعْضِ الصُّحُفِ اللُبْنَانِيَّةِ, وَالَّتِيْ إِخْتِرْنَا مَقَاطِعَ إِجْتَزَأْنَاهَا مِنْ بَعْضِ سِيَاقَاتِهَا, كَنَمَاذِجَ قِيَاسِيَّةَ, لِمَا تَكْتَنِزُ بِهِ كِتَابَاتِهَا الخَوَاطِرِيَّةِ, الَّتِيْ تَتَمَاشَىْ مَعْ حَرَكَةِ عَصْرَنَةِ الفُنُوْنِ الأَدَبِيَّةِ المُسْتَحْدَثَةِ, وَالَّتِيْ نَقْصُدُ بِهَا "الخَاطِرَةْ" كَمَقَالَةْ نَمُوْذَجِيَّةْ مُوَجَّهَةً وَهَادِفَةً, كَرِسَالَةٍ مِنَ المُرْسِلِ إِلَىْ المُتَلَقِّيْ, لِتَحْقِيْقِ هَدَفِهَا المَنْشُوْدِ عِبْرَ الوَسَائِلِ الإِعْلاَمِيَّةِ, وَمِنْهَا: "الصُّحُفُ" وَالدَّوْرِيَاتُ اليَوْمِيَّةُ...
حَيْثُ تَقُوْلُ تَحْتَ عِنْوَانِ: "رِسَالَةْ إِلَىْ طُلاَّبِ الجَامِعَاتِ: ... أَنَّ مَنْ يَزْرَعَ شَعْبًا عَظِيْمًا, يَحْصُدُ وَطَنًا وَتَارِيْخًا أَبَدِيًّا. سِلاَحُكُمْ العِلْمُ وَالثَّقَافَةُ وَالكِتَأبُ وَإِعْلَمُوْا أَنَّ قُوَّةَ السِّلاَحِ مَحْدُوْدَةٌ بِلَحْظَةٍ, وَقُوَّةُ القَلَمِ أَبَدِيّةْ... وَإِزْرَعُوْا الحُلُمَ كَيْ تَحْصُدُوْا لُبْنَانَ حَضَارَةْ وَتَقَدُّمْ وَسِيَادَةْ وَتَمَيَّزْ."...
وَتَقُوْلُ تَحْتَ عِنْوَانِ: "كَفَىْ إِدِّعَاءً...: كَيْفَ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَتَكَلَمَ عَنِ الوَطَنِيَّةِ حِيْنَ لاَ نَعْتَرِفُ بِالخَطَأْ أَوْ الحَقِيْقَةِ, حِيْنَ لاَ نَعْرفُ التَّسَامُحَ وَالإِحْتِرَامَ المُتَبَادَلَ؟ وَكَيْفَ نَجْرُؤُ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنِ الوَطَنِيَّةِ فِيْ وَطَنٍ مُشَتَّتٍ وَمُقَسَّمٍ... مَا قِيْمَةُ حَبَّةَ اللُؤْلُؤْ حِيْنَمَا تَكُوْنُ مُقَطَّعَةً إِلَىْ أَجْزَاءْ؟... يُمْكِنُنَا التَّكَلُّمُ عَنِ الوَطَنِيَّةِ حِيْنَمَا نَسْتَطِيْعُ البَدْءَ مِنَ الصِّفْرِ يَدًا بِيَدٍ بِبِنَاءِ ثَقَافَةٍ جَدِيْدَةٍ بَعِيْدَةٍ عَنْ الإِدِّعَاءِ وَالنِّفَاقِ... يُمْكِنُنَا التَّكَلُّمُ عَنِ الوَطَنِيَّةِ حِيْنَمَ يُصْبِحُ الإِنْجِيْلُ كَرِيْمًا وَالقُرْآنُ مُقَدَّسًا, حِيْنَمَا يُقْرَعُ جَرَسُ الجَوَامِعِ وَتُؤَذِّنُ قُبَّةُ الكَنَائِسِ... حِيْنَمَا يَكُوْنُ الإِيْمَانُ إِرَادَةً لاَ وَاجِبًا..."...
وَتَقُوْلُ تَحْتَ عِنْوَانِ: "أُنَاجِيْكَ وَأُصَلِّيْ:... بَحَثْتُ عَنْكَ أَيُّهَا الخَالِقُ فِيْ النَّاسِ وَلَمْ أَجِدَ سِوَىْ وُجُوْهً بَلِيْدَةً قَاسِيَةً تَفْتَقِدُ الحَنَانَ وَالخَيْرَ... بَحَثْتُ عَنْكَ وَلَمْ أَجِدَ شِوَىْ طَمَعٍ وَجَشَعٍ وَتَبْذِيْرٍ وَحَيَاةٍ سَطْحِيَّةٍ بَعِيْدَةٍ عَنْكَ وَعَنْ طَهَارَةَ رَسَائِلِكَ... لَمْ أَجِدَ سِوَىْ أُنَاسٍ سَكَارَىْ يَدَّعُوْنَ الحِكْمَةَ وَالنُّضْجَ, يَسْرَحُوْنَ فِيْ أَوْهَامِهِمْ وَفِيْ مَجْدٍ زَائِفٍ فَيَسْخَرَ مِنْهُمْ الدَّهْرُ وِمِنْ سَذَاجَتِهِمْ... لَمْ أَجِدَ سِوَىْ حِقْدٍ وَضَغِيْنَةٍ فِيْ النُّفُوْسِ وَإِيْمَانٍ زَائِفٍ وَصَلَوَاتٍ تُرْفَعُ عِنْدَ الحَاجَةِ أَوْ خَوْفًا مِنْ "عِقَابٍ" وَهْمِيٍّ..."...
وَكَانَ لِقَرِيْبِهَا الْرَّاحِلِ عَبْدِالحَلِيْمْ بِنْ حُسَيْنْ الحَجَّارْ, رِسَالَةْ وَفَاءٍ وَعُرْفَانٍ وَتَقْدِيْرٍ مِنَ الكَاتِبَةُ دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المُهَنْدِسَةْ المَدَنِيَّةْ, لِلْخَدَمَاتِ الجَلِيْلَةِ الَّتِيْ قَدَّمَهَا لِلْوَطَنِ, وَالَّذِيْ لَهُ أَطْيَبَ الذِّكْرِ فِيْ حَيَاةِ النَّاسِ, سِيَّمَا أَهْلُ بَعْلَبَكَّ مِنْهُمْ, ذَلِكَ الكَبِيْرُ الَّذِيْ وُلِدَ فِيْ بَلْدَةِ شْحِيْمْ، وَتُوُفِّيَ فِيْ مَدِيْنَةِ بَعْلَبَكِّ, سَنَةَ 1896 - 1937 لِلْمِيْلاَدِ, وَالَّذِيْ تَلَقَّىْ دِرَاسَاتَهُ العُلْيَا فِيْ الكُلِّيَّةِ اليَسُوْعِيَّةِ, وَتَلَقَّىْ أُصُوْلَ اللُغَةِ وَالشِّعْرِ عَلَىْ يَدِ عَبْدَالله البُسْتَانِيْ... شَغَلَ مَنَاصِبَ كَثِيْرَةَ فِيْ لُبْنَانَ, كَانَ آخِرَهَا, مَهَامَّ قَائِمَ مَقَامَ بَعْلَبَكَّ حَتَّىْ وَفَاتِهِ... وَهُوَ شَاعِرٌ وَطَنِيٌّ مُتَنَوِّعُ الإِهْتِمَامَاتِ, وَشِعْرُهُ رِحْلَةٌ مِنَ البَحْثِ عَنِ المَرْأَةِ وَالحُبِّ... لَهُ قَصِيْدَةَ "الفَخْرُ فِيْ بِلاَدِنَا", يَنْحَازُ لِلْشَّعْبِ وَأَصْوَاتِ الجَمَاهِيْرِ, وَدَاعٍ لِلْثَّوْرَةِ عَلَىْ الفَسَادِ وَفَضْحِ التَّدْلِيْسِ, كَمَا الكَاتِبَةُ دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المُهَنْدِسَةْ المَدَنِيَّةْ, الَّتِيْ تَتَشَابَهُ فِيْ كِتَابَاتِهَا بِكَتَاباتِ الرَّاحِلِ عَبْدْ الحَلِيْمِ الحَجَّارِ... الَّذِيْ نَالَ العَدِيْدَ مِنَ الأَوْسِمَةِ التَّقْدِيْرِيَّةِ...

هَذَا وَكَمَا تَمَيَّزَتْ الكَاتِبَةْ دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المُهَنْدِسَةْ المَدَنِيَّةْ, بِالكِتَابَةِ لِمُعَالَجَةِ مَوَاضِيْعِهَا فِيْ اللُغَةِ الفُصْحَىْ لِمَنْظُوْمَةِ الأَبْجَدِيَّةِ الضَّادِيَّةِ, كَذَلِكَ أَجَادَتْ الكِتَابَةَ فِيْ مُعَالَجَةِ مَوَاضِيْعَ لَهَا بِاللَهْجَةِ المَحْكِيَّةِ فِيْ أَرْحِبَةِ لُبْنَانَ بَيْنَ أَهْلَهِ وَمُوَاطِنِيْهِ فِيْ المُدُنِ وَالبَلْدَاتِ وَالقُرَىْ, رُغْمَ صُعُوْبَةِ الكِتَابَةِ فِيْهَا, كَوْنَهَا تَعْتَمِدُ عَلَىْ اللَفْظِ, مَعْ فَوَارِقِ الإِخْتِلاَفَاتِ فِيْ مَنْطُوْقِهَا, وَمَعَانِيْ كَلِمَاتِهَا بَيْنَ مِنْطَقَةٍ وَأُخْرَىْ...
وَمِنْ عَنَاوِيْنِ وَكِتَابَاتِ المُهَنْدِسَةْ دِيْنَا رَفِيْقْ الحَجَّارْ, المَنْشُوْرَةُ فِيْ بَعْضِ الصُّحُفِ اللُبْنَانِيَّةِ وَمِنْهَا: نَهَارُ الشَّبَابِ وَ البَلَدْ... "كَفَىْ إِدِّعَاءً", "دَنَبُ الكَلْبْ", "لَيْشْ فِيْ أَذْكىْ مِنِ اللُبْنَلنِيْ؟", زُبَالَةُ التَّارِيْخِ", رِسَالَةٌ إِلَىْ طُلاَّبِ الجَامِعَاتْ", "شُوْ؟ نْسِيْتُوْ؟", "أَيُّهَا الأَبْطَالُ لاَ نَسْتَحِقُّ تَضْحِيَاتِكُمْ", "الإِسْتِقْلاَلُ آتٍ لاَ شَكَّ آتْ", "رِسَالَةٌ إِلَىْ عِبْدِ الحَالِيْمْ الحَجَّارْ", "الحَقّْ عَلَىْ مِيْنْ؟ الحَقّْ مَعْ مِيْنْ؟", "وِحْدَةُ المُجْتَمَعْ المَدَنِيْ", "أَحْلَمُ بِوَطَنْ", "شَعْبٌ غَرِيْبْ", "أُنَاجِيْكَ وَأُصَلِّيْ", "عَامٌ جَدِيْدٌ", "أَحْلاَمٌ جَدِيْدَةٌ...", "وَاقِعٌ لاَ يَتَغَيَّرْ, زَهْرَةُ الشِّتَاءْ"...