الهزيمة المدوية التي حصلت للجيوش العربية في حزيران 1967 أطلق عليها عبد الناصر -المتسبب الكبير والخطير بالهزيمة- اسم "نكسة" وكأن ما حصل في الأيام الخمسة أو الستة التي حصلت فيها الحرب شيء هين وعرض لا يستحق الوقوف عنده والتأمل فيه طويلا .. الذكرى السابعة والأربعون لهزيمة النظام السياسي العربي وللذل الذي لم يحتمله إهاب كثير من المواطنين العرب سنة 1967 فانتحروا لانتحار الأمل الكاذب والخديعة الكبرى التي أوهمهم بها عبد الناصر وهي تحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل.. غاب عبد الناصر وحضر السيسي .. الغوغاء التي حركتها الأجهزة الأمنية طالبت بعودة عبد الناصر بعد أن أعلن استقالته كرد فعل على الهزيمة المدوية، وعاد عبد الناصر بدل أن يحاكم ويعدم على تقصيره وخيانته لأنه أوهم الدنيا أنه مستعد للحرب فيما كان يقود الحرب فقط من الميكرفونات وحنجرته الصوتية راكنًا إلى التطمينات الأمريكية التي طمنته بأن إسرائيل تعهدت بأنها لن تكون البادئة بشن الحرب .. وهذا السيسي يحيي أمجاد عبد الناصر يصبح رئيسا لأم الدنيا (رئيس من غير برنامج) استجابة لرغبة الغوغاء مستندا لقوة الجيش من خلفه وراكنًا إلى خنوع كبار ضباطه الغارقين في الترف الذين باعوا شرف بلدهم وأمتهم مقابل امتيازات قد لا يكون جنرالات الجيش الأمريكي نفسه يتمتعون بها وحتى أصحاب الكروش من جنرالات جيوش الخليج ..
هذا مقال قديم وقفت على أطلاله في ذكرى الهزيمة المدوية التي تسبب بها عبد الناصر وساق الجيوش إليها الملك حسين بدهائه وثعلبته حين أحرج عبد الناصر باتهامه بأنه يحتمي بقوات البوليس الدولي في شرم الشيخ مما حمل عبد الناصر على طرد قوات البوليس الدولي من شرم الشيخ وإغلاق مضائق تيران، وقد اعتبرت إسرائيل طرد قوات البوليس الدولي إعلان حرب لأن سيطرة مصر على شرم الشيخ يعني حرمان إسرائيل من عبور مضائق تيران ومنها إلى العالم فاجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بقيادة ليفي إشكول رئيس الوزراء وأعلن قرار الحرب على الجبهات العربية .. مصر وسوريا والأردن ولبنان .. حكام نواطير للغرب ويعملون لخدمة مصالحه وتثبيت وجوده والحفاظ على ربيبته إسرائيل ..
المفضلات