أما بعد،
فليس يَعيبُ من أُشرِبَ حبَّ الدماء أن يرى نفسَه أهلا لولاية أمرِ من بقيَ من النّاجين. ليس يَعيب من حُبّب إليه الإفساد في الأرض أن يقول ها أنا ذا أطلبها فكونوا لي شيعة وعضُدا، وعبيدا وسَندا. ليس يَعيبك أن خلعتَ عِذارَك فلم تكن لك مُزعة حياء. نعم أيها السلطان المبجّل، ليس يعيبك أن تطلبها وإن كنتَ شرَّ الناس، فلستَ تريد شعبا وإنما عبيدا. لست تبغي أحرارا وإنما خدما وأقنانا. فارْتَوِ منها حتى الثَّمَل، فليس يكون في آخر الولاية إلا ما كان في أوّلها. بدأتْ بزُور وانتهتْ بجَوْر، ولكل طاغية نهاية، هي أقربُ إليه من حبل الوريد، وإن أسكرَتهُ ملذات السلطنة وشهواتُ الفرعنة.
والسلام على من اتبع الهدى
5 شعبان 1435 ه