رينيه ديكارت: اذا شئت ان تكون باحثا جاداً عن الحقيقة، فمن الضروري ولو لمرة واحدة في حياتك ان تشك في كل شئ ما استطعت.

هلوسَات آخر الليل... ....
للشوق كلام من لهيب بركان أثينا وللأحلام لون البحر الأزرق كعيون إلزا ،لست أدري كيف تكون البدايات الأليفة لنص قيسري علي بياض الصفحة الشفاف الموشوم بلغة الهباء والخوف من البوح،كلمات تخاتل المعنى فتارة تتجلى وأخرى تستتر وراء الوضوح ،فمن أين للغة الجاحظ بكل هذا اللعب النزق والملتوي كدروب الأحياءِ القَديمةِ لا يسلكهَا إلاَّ من يدري بتشعباَتها المستفزة للذَّاكرة،من أين إذا وكيف؟ عفوا!ربما بدأت من حيثُ لا أدري; هكذَا هي دومًا تخاتلني وتتمكن مني على حِين غرَّة ،لأجد نفسي في خضمها فلا أستطيع الفكاك منها...تفاهات عقل تافهٍ تفاهة هذه البلدة الشبيهة بِقُمامةٍ يرمِي بها مسافر في رِحلةٍ نحو المجهول وحياة لا جدوى منْ ورائها في عالم لا يعترفُ بالجنونِ إلا كونهُ لغة يجب وضع رأسها تحتَ المِقصلة حتى لا يستشريَ ضررها بين فئةِ العقلاَء الأوصياء علىَ حيواتنا الأرخصُ من علكَةٍ يمضغهَا ماجنٌ ثم يُلقي بها على قَارعَة اللا مبالاة ،هكذا هيَ حياة معتُوه يشبهني في جُعبتِه أحلامٌ فاسدةٌ تجاوزت تاريخ صلاحيتها ولم تعد تصلحُ سوى لأن تُقدم طعما لدود الأرض...أحيانا يكونُ لليأس ألوان قاتمة قتامة ليل ذات شتاء فيه برد ورياح تعصف بآخرِ ورقة تقاوم من أجل البقاء في غصن قصِيٍّ من شجرة الأمان ،فتهتز كل أركاَن الثقة المصنوعة من خيزران مهترئٍ،لتنتصر إرادةُ الظلام...كفى!من أين لكَ بكل هذا المجون الغارقِ في التعاسة حد التقيؤ، أفٍ منك! ـ آه ،عفوا! ربما تبدو اللوحة سوداء أكثر مما ينبغي،هل لديك ممحاة أستعين بها لأحُد من طغيان هذا الأسود اللعين..؟؟ -أوكي لابأس سأتدبر أمري..... فلأواصل إذن لعبة اللغة المارقة،لا أدري أين كنت قد توقفت؟! ربما كنت على مشارف محطة36 ،مكان يثير الكثير من أهل المنطق أمثال فوكوولكن المسكين لم ينجح في اقتحام القلعة وعاد خائبا يجر وراءه أذيال نظريات سقيمة وعليلة....... ماذا إذن أتعجبك هذه الشطحات الماجنة للغة،لابأس سأدعها جانبا وسأفسح المكان لأنشر روحي الكئيبة كغسيل آخر الأسبوع على سطح بيتنا القديم.. فمن أين تبدأ الروح ياترى وأين تتوقف تخومها؟ أعند حدود الجسد؟ أم تتجاوزه لتستوعب كل الكون و تصبح الإنسان في كل تجلياته بمعناه الأنطولوجي الواسع ،ذاك الإنسان الذي كان وكائن وسيكون ،ماذا إذن؟ أين المعنى وأين المبتغى وهل من السهل أن نستوعب كل هذا الإمتداد للروح أم نقزمه في مصطلح دال ومدلول يتمنع ولا يقبل المهادنة ..... أنا عاشق الورد،مجنون في صمت ،لي في دروب الإفتتان تراتيل لا يجيد قراءتها سواي وهذا هو منشأ التصادم بين الأنا و الآخر،ذاك الذي لن يستطيع أبدا تفكيك شفرة تلك التراتيل ومن ثمة يتفتق سر التراجيديا الإنسانية،أترين كم هو عميق هذا الجرح في روح هذا الكائن؟تراجيديا أزلية..إنها لعنة العقل ..........

جواد أفطول