المواقف الإنسانية بين الادعاء والتطبيق

قمع همجي مستمر تقوم به السلطات العراقية في كربلاء من خلال دوائرها الحكومية التي خضعت لسيطرة أصحاب النفوذ الديني المتطرف.
بعد الاعتداء على منزل المرجع الصرخي الحسني، والقتل والحرق والتمثيل بالجثث والاعتقال الذي تعرض له أتباع المرجع من قبل القوات الحكومية والمليشيات المساندة لها بأساليب وحشية بعيدة عن الإنسانية، لم يكتفوا بهذا ولم يشفِ غليلهم ولم يسكن حقدهم فوجهوا عملائهم في المستشفيات بالاعتداء على الجرحى المصابين من جراء الهجوم ومنع ذويهم من زيارتهم والاطمئنان عليهم.
ولم يقتصر الحال على الجرحى من الرجال بل شمل حتى الأطفال الذين كانوا ضحية هذا الاعتداء، وشاهدنا الطفل محمد تقي الشاوي الذي تجاوز العاشرة من عمره بسنة وبعد أن أحضرته والدته الى مستشفى الحسيني بكربلاء للعلاج إثر إصابته بأربع اطلاقات من فوهات سلاح المليشيات التي هاجمت منطقة سيف سعد، كان مصير هذا الطفل الموت بعد إهمال الكادر الطبي لعلاجه وحقنه بجرعة مسمومة أدت إلى وفاته.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وما زال مسلسل الإهمال الطبي مستمرا وبتوجيه من المؤسسة الدينية التي أمرت بالاعتداء على المرجعية العراقية، وتجسد الإهمال هذه المرة بالمواطن عباس الكهربائي الذي أصيب أيضا أمام منزل السيد الصرخي وهو أعزل عن السلاح، فكانت ضريبة تقليده وإتباعه للمرجع الصرخي الموت بعدم استقباله للعلاج في مستشفى الحسيني.
وهنا لا أخاطب السلطة ولا مليشياتها ولا المؤسسة الدينية المؤيدة لها بل منظمات حقوق الإنسان في العراق، أين حقوق الإنسان التي تنادون بها في مؤتمراتكم؟؟!!
والكلام يشمل الكوادر الطبية، فهل من الإنسانية إهمال وقتل الجرحى؟؟!!
أين هي المواقف الإنسانية أم أنها باتت أقوالا وادعاءات بعيدة عن التطبيق؟!