إتفقت الشركة العربية للأشغال و التعمير مع نظيرتها الصينية على إنجاز عمل مشترك يتمثل في إحداث ثقب بإحدى الجبال يكون بمثابة الطريق و النفق الذي يسهل عملية المرور و يحد من إكتضاض السيارات بالمنطقة ...
كان عدد أفراد الشركة الصينية لا يتجاوز الخمسين فردا بينما كان عدد أنفار شركتنا العربية يتجاوز المائة
و في أول يوم إجتمعنا و الصينيين عند سفح الجبل حيث إتفقنا معهم على أن يبدؤوا الحفر من الناحية الشمالية بينما نحن نبدأ الحفر من الناحية الغربية للجبل على أن نلتقي في منتصفه من التحت أي على كل من الشركتين أن تحدث ثقبا يبلغ طوله ثلاث مائة متر لأن مجموع الطول حسب المهندسين سوف يكون ستة مائة متر .... تمّ الإتفاق و توارى الصينيون وراء الجبل من الناحية الأخرى لا نعلم عنهم شيئا و بقينا نحن نتحاور و نرسم الخطط على الورق من أين سنبدأ الحفر و متى سنبدأ بل كنا نحفر حفرا صغيرة بسفح الجبل , نجمع الحطب من القمة نشعل النار و نطهي الشاي و نستمتع و في الآن نفسه نخطط و نرسم الخرائط للنفق ..كان لكل واحد منا براد شاي و حفرة صغيرة بمثابة الكانون الخاص به كنا جميعا ندمن الشاي الأسود القوي ..... إستمرينا على هذا الحال عدة أيام حتى فاجأنا الصينيون بالخروج فجأة من تحت الجبل .. لقد أحدثوا الثقب و أنجزوا المهمة وحدهم...تملكتنا الدهشة بينما تملكهم غضب شديد لمّا رؤونا جلوسا نطهي الشاي ..كانوا ينفضون التراب من على بدلاتهم و يمسحون العرق المتصبب من على جباههم بينما كان يمسك كل واحد منا بكأس الشاي... سألونا لِمَ لم تشاركوننا في إنجاز النفق ؟ فبادر أحدنا بمدهم بالورق و الرسومات قائلا : كنا نخطط كيف سيكون و من أين سنبدأ الحفر فثاروا و إندفعوا محطمين جميع الكؤوس و براريد الشاي بينما كنا نحن نقف وسط دهشتنا من سرعة إنجازهم و الإخلاص في عملهم
في اليوم التالي ذهبنا إلى الوزارة حيث قدمنا شكوى ضدهم لأنهم كسروا كؤوسنا و براريد شايينا ثم طالبناها بجميع حقوقنا لأننا نحن من رسم و أنجز النفق على الورق