Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

  1. #1
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

    كيف يهيئ الله النصر للمسلمين (غزوة الخندق) إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
    بينما كنت أتصفح مجلة الوعي العدد 226 مررت بزاوية عنوانها(فبهداهم اقتده) وكان موضوع الزاوية الصحابي العظيم نعيم بن مسعود والذي ارتبطت قصة إسلامه بأحداث غزوة الأحزاب وموقعة الخندق.. وقصة إسلام نعيم بن مسعود تحمل من أمارات العجب والدهشة ما يستحق التدبر والتفكر كيف يهيئ الله للفئة المؤمنة النصرة من حيث لا تحتسب؛ فقد كان نعيم بن مسعود من ألد أعداء الدعوة الإسلامية فكان إسلامه في غزوة الأحزاب قصة إلهام من الله لنصرة عباده وقصة توفيق ساقه فيها لنصرتهم بما فعله في يوم الأحزاب حين أوقع بين الأحزاب وأثار الخلافات والخصومات بينها مما حملها على الإنسحاب بعد حصار دام نحو شهر حول المدينة، وقد عززه الله بجنود من الملائكة ينصرون المسلمين ويؤيدونهم و بالريح العاتية التي اقتلعت خيام الكافرين من أوتادها، وكفأت قدورهم وملأت عيونهم بالرمل فانكفؤوا مذعورين خائبين.(يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا) .. إنها دروس تستحق التأمل ولا سيما في هذه الأيام التي تتعرض غزة لحصار الأعراب وحصار يهود فضلا عن العدوان الظالم الوحشي .. سأقف عند بعض ما توحي به غزوة الأحزاب من دروس وما تلهم من عظات وعبر ..

    التعديل الأخير تم بواسطة نايف ذوابه ; 02/08/2014 الساعة 08:52 AM
    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  2. #2
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم


    نـُـعَيـْــــم بـــنُ مَسـْـــــــعُـــود
    نُعَيْمُ بنُ مَسعودٍ فتىً يَقِظُ الفؤادِ أَلمعيُّ الذكَّاءِ خَرَّاجٌ وَلاّج (كثير المداخل والمخارج وذلك علامة على ذكائه ودهائه)، لا تَعوقُه مُعضِلةٌ ولا تُعجِزُهُ مُشكلَة. يُمَثِّلُ ابنَ الصحراءِ بِكُلِّ ما حَبَاهُ اللهُ من صِحّة الحَدْسِ (صِحةُ التقدير والظن) وسُرعةِ البديهةِ وشدّة الدهاء ... ولكِنَّه صاحِبُ صَبْوَةٍ (صاحب رغبةٍ في المتع واللذات) وخدين (رفيقٌ وصديق) متعةٍ كان يَنشُدُهما أكثرَ ما يَنشُدُهما عند يهودِ يَثربَ. فكان كلَّما تاقت نَفسُه لِقَيْنةٍ (أي لمغنية) أو هفا سمعهُ لِوَتَرٍ شدَّ رحالَه من منازل قَومِه في نجد، ويَمَّمَ وجهه شطرّ المدينةِ حيث يَبذُلُ المالَ ليهودِها بسخاءٍ ليبذُلوا له المتعَةَ بسخاءٍ أكثر؛ ومن هنا فقد كان نُعيمٌ كثيرَ التردّدِ على يثربَ، وثيقَ الصِّلةِ بمن فيها من اليهودِ، وخاصَّة بني قُرَيظةَ.
    ولما أكرم الله الإنسانيةَ بإرسالِ رَسولِه بدينِ الهُدى والحَقِّ، وسطَعَت شِعابُ مكةَ بنورِ الإسلام؛ كان نُعيم بن مسعودٍ لا يزال مُرخياً للنفسِ عِنانَها (تاركاً النفس على هواها)؛ فأعرضَ عن الدين الجديدِ أشدَّ الإعراضِ خوفاً من أن يحولَ دونَه ودونَ متعِه ولذّاتِه. ثم ما لَبِثَ أن وجد نفسَه مسوقاً إلى الانضمامِ إلى خصومِ الإسلامِ الألِدَّاءِ، مدفوعاً دفعاً إلى إشهارِ السيفِ في وجهِهِ.
    لكنَّ نُعَيمَ بنَ مسعودٍ فَتَحَ لِنَفسِه يومَ غزوةِ الأحزابِ صفحَةً جديدةً في تاريخ الدعوةِ الإسلاميةِ، وخطَّ في هذه الصفحة قِصّةً جديدةً في تاريخ الدعوة الإسلاميةِ، وخَط َّ في هذه الصفحة قِصّةً من روائعِ قِصَصِ مكايدِ الحروبِ. قِصةً لا يزال يرويها التاريخُ بكثير من الانبِهارِ بفُصولها المُحكمةِ، والإعجابِ ببطلها الأريبِ اللبيب.
    ولِتقِفَ على قصةِ نُعيمِ بن مسعودٍ لابدَّ لك من الرجوع إلى الوراء قليلاً. فقُبيلَ غزوةِ الأحزاب بقليلٍ هبّت طائفةٌ مِن يهودِ بني النَّضيرِ في يثرب، وطفِقَ زعماؤها يُحزِّبون الأحزابَ لحربِ الرسولِ عليه الصلاة والسلام والقضاءِ على دينهِ، فقدِموا على قريشٍ في مكةَ، وحرَّضوهم على قتالِ المسلمين، وعاهدوهم على الانضمامِ إليهم عندَ وصولهم إلى المدينةِ، وضربوا لذلك موعداً لا يُخلِفونَه. ثم تركوهم وانطلقوا إلى غَطفانَ في «نجد» فأثاروهم ضدَّ الإسلام ونبيِّه، ودعوهُم إلى استئصالِ الدينِ الجديد من جُذوره، وأسَرُّوا إليهم بما تمَّ بينهم وبين قريشٍ، وعاهدوها، وآذنوهُمْ (أعلموهم) بالمَوعِدِ المتّفق عليه.
    خرجت قريشٌ من مكةَ بقضِّها وقضيضها (أي جميعها) وخَيلِها ورَجِلِها بقيادة زعيمِها أبي سفيانَ بنِ حربٍ مُتّجهة شطرَ المدينةِ. كما خرجت غطفانُ من نجدٍ بعُدَّتها وعديدها بقيادة عُيَيْنَة بن حِصْنٍ الغَطَفَاني. وكان في طليعةِ رجالِ غطفانَ بطلُ قِصَّتِنا نُعَيمُ بنُ مَسْعودٍ، فلما بلغ الرسولَ صَلواتُ اللهِ عليه نبأُ خروجِهم جَمَع أَصْحَابَه وشاوَرَهم في الأمر، فقرَّ قرارهم على أَنَّ يَحْفِروا خَنْدقَاً حول المدينةِ ليَصُدُّوا عنها هذا الزَّحفَ الكبيرَ الذي لا طاقة لها بِهِ، ولِيَقفَ الخندقُ في وجهِ الجيشِ الكثيفِ الغَازِي.
    ما كادّ الجيشان الزَّاحِفانِ من مكَّةَ ونجد يقتربان من مشارِفِ المدينة،
    حتى مَضَى زعماءُ يهود بني النَّصير إلى زعماء يهود بني قُريْظَةَ القاطنين في المدينة، وجعلوا يحرِّضونهم على الدُّخول في حربِ النبيِّ، ويحُضُّونَهم على مُؤازرةِ الجيشين القادمين من مكَّةَ ونجدٍ. فقال لهم زعماءُ بني قُريظةَ: لقد دَعوتُمُونا إلى ما نُحِبُّ ونبغي، ولكنّكم تعلمون أَّنَّ بيننا وبينَ محمدِ ميثاقاً على أن نُسالِمه ونوادِعَه لِقاءَ أن نعيش في المدينة آمنين مُطمَئِنِّين، وأنتم تدرون أنَّ مِدادَ ميثاقِنا معه لم يَجِفَّ بعد، ونحن نَخشى إذا انتصَرَ محمد في هذه الحربِ أن يبطشَ بنا بَطشةً جبّارَةً، وأن يَستأصلنا من المدينة استِئصالاً جَزاءَ غَدرنا بِه؛ لكن زعماءَ بني النضير ما زالوا يُغرونَهُم بنقضِ العهدِ ويُزيِّنون لهم الغَدرَ بمحمدٍ، ويؤكّدون لهم بأنَّ الدائِرَةَ ستدور عليه هذه المرَّة لا محاَلَةَ. ويشدُّون عزمهم بقدوم الجيشين الكبيرين. فما لَبِثَ يهود بني قُريظةَ أن لانوا لهم ونقضوا عَهدهُم مع الرسولِ صلواتُ الله وسلامُه عليه، ومزَّقوا الصحيفة التي بينهم وبينَه، وأعلنوا انضمامَهم إلى الأحزاب في حَربهِ؛ فوقع الخَبَرُ على المسلمين وقوعَ الصاعقة.
    حاصَرَت جيوشُ الأحزابِ المدينَةَ وقطعَت عن أهلِها الميرَة (الميرة: الطّعام والمؤونة) والقوت، وشَعَرَ الرسولُ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه أنّه وَقَعَ بين فَكّي العدوِّ، فقريشٌ وغطفان معسكران قبالَةَ المسلمين في خارج المدينة. وبنو قُرَيظَةَ مُتربِّصون مُتَأهِّبونَ خَلفَ المسلمين في داخل المدينة، ثم إنَّ المنافقين والذين في قلوبهم مَرضٌ أَخذَوا يكشِفون عن مُخَبّآتِ نفوسهم ويقولون: كانَ محمدٌ يّعدنا بأن نملك كنوز كسرى وقيصر، وها نحن اليوم لا يأمن الواحد منا على نفسه أن يذهب إلى بيت الخلاء لقضاء الحاجة!
    ثم طفقوا ينفضُّون (يتفرقون) عن النبي جماعة إثر جماعة بحجة الخوف على نسائهم وأولادهم وبيوتهم من هجمة يشنّها عليهم بنو قريظة إذا نشب القتال، حتى لم يبقَ مع الرسول سوى بضع مئات من المؤمنين الصادقين.
    وفي ذات ليلة من ليالي الحصار الذي دام قريباً من عشرين يوماً لجأ الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى ربه، وجعل يدعوه دعاء المضطر ويكرر في دعائه قوله: (اللّهُمَّ إني أنْشُدُك عَهدَك ووعْدَك.. اللّهُمَّ إني أنْشُدُك عهدك ووعدك).
    كان نُعَيمُ بنَ مسعود في تلك الليلةِ يَتَقلَّبُ على مِهادِه (فراشه) أرِقاً كأنما سُمِّرَ (ثُبِّت بالمسامير)، جَفناه ما يَنطبِقان لنومٍ، فجعل يَسْرَح ببصره وراءَ النجومِ السابحةِ على صفحة السماءِ الصافيةِ، ويطيلُ التفكير، وفجأةً وَجدَ نَفسَه تُسائِلُه قائلةً: وَيحَكَ يا نُعَيمُ!! ما الذي جاءَ بك من تلك الأماكنِ البعيدة في نجد لحربِ هذا الرجل ومن معه؟! إنَّك لا تُحاِربُهُ انتصاراً لِحقٍّ مسلوبٍ أو حَميَّةً لِعرضٍ مغصُوبٍ، وإنما جئتَ تحارِبهُ لغيرِ سببٍ معروفٍ، أيليقُ برجلٍ له عقلٌ مثلُ عقلك أن يقاتلَ فيَقتُل أو يُقتَل لِغيرِ سببٍ؟!
    وَيحَكَ يا نُعَيمُ.. ما الذي يجعلك تُشهِرُ سيفَك في وجه هذا الرجلِ الصالح الذي يأمر أتباعه بالعدل والإحسانِ وإيتاِء ذي القُربى؟!
    وما الذي يَحملُك على أُنْ تغمِسَ رُمحك في دماءِ أصحابِه الذين اتَّبعُوا ما جاءهُم بهِ من الهُدى والحَقِّ؟!
    ولم يَحْسِمْ هذا الحوارَ العنيفَ بَينَ نُعيمٍ ونفسِه إلا القرارُ الحازِمُ الذي نَهَضَ من تَوِّه لتنفيذِه.
    - تَسَلَّلَ نُعيمُ بن مسعود من مُعسكرِ قومه تحتَ جُنحِ الظلامِ ومضى يَحُثُّ الخُطا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم..
    فلما رآه النبيُّ عليه الصلاةُ والسلام ماثِلاً بينَ يَديه قال: (نُعيمُ بنُ مسعودٍ)؟!
    قال: نَعم يا رسول الله.
    قال: (ما الذي جاء بك في هذه الساعةِ)؟! قال: جئت لأشهدَ أنْ لا إلهَ إلًّا الله، وأنَّك عبدُ اللهِ ورسولُه، وأنّ ما جئت به حقٌّ، ثم أرْدَف يقول: لقد أسلمتُ يا رسول الله، وإن قومي لم يَعلموا بإسْلامي، فَمُرْني بما شئتَ.
    فقال عليه الصلاةُ والسلامُ: «إنما أنت فينا رجُل واحدٌ، فاذهب إلى قومكَ وخذِّل عنا (ضعْضِعْ همّة عدونا وأوهن قوته) إن استطعت، فإنَّ الحربَ خُدعةٌ».
    فقال: نعم يا رسول الله ... وسَترى ما يَسُرُّك إن شاء الله.
    - مضى نُعيمُ بن مسعود من تَوِّه إلى بني قُريظة، وكان لهم (من قَبْلُ) صاحباً ورفيقاً ..
    وقال لهم: يا بني قُريظةَ، لقد عَرفتم وُدِّي لكم وصِدقي في نُصحِكُمْ.
    فقالوا: نعم، فما أنْتَ عِندنا بِمتّهمٍ...
    فقال: إن قريشاً وغطَفاَنَ لهم في هذه الحربِ شأنٌ غير شأنِكمْ.
    فقالوا: وكيف؟!
    فقالوا: أنتم هذا البلدُ بلدُكم، وفيه أموَالكم وأبناؤكم ونساؤكم، وليس بِوُسعكُم أن تُهجُروه إلى غيره. أما قريشٌ وغطفانُ فَبلدهم وأموالهم وأبناؤهم ونساؤهم في غيرِ هذا البلد، وقد جاؤوا لِحربِ محمد، ودعوكُم لِنقضِ عهدهِ ومُناصرتِهم عليهِ فأجبتموهم. فإن أصابُوا نجاحًاً في قتالهِ اغتنموه، وإن أخفقوا في قهرِه عادوا إلى بلادهم آمنين، وتركوكم له، فينتقم منكم شرَّ انتقامٍ، وأنتم تعلمون أنّكم لا طاقة لكم به إذا خلا بكم.
    فقالوا: صَدقت، فما الرّأُيُ عندكَ؟!
    فقال: الرأُي عندي ألاّ تُقاتلوا معهُم حتى تأخُذوا طائفةً من أشرافِهمْ وتجعلوهم رهائِن عندكم، وبذلك تَحملونَهُم على قتالِ محمدٍ معكم إلى أنْ تنتصروا عليه أو يَفنى آخرُ رجل مِنكم ومِنهم.
    فقالوا: أشَرتَ ونَصَحْتَ.
    ثم خرج من عِندهم وأتى أبا سفيانَ بنَ حربٍ قائدَ قريشٍ وقال له ولمن معه: يا مَعشرَ قريش، لقد عَرفتُمْ وُدِّي لكم وعداوتي لمحمد، ولقد بلغني أمرٌ فرأيتُ حقّاً عليّ أن أُفضِي به إليكم، نُصحاً لكم أن تكتموه، ولا تذيعوه عَنِّي.
    فقالوا لك علينا ذلك.
    فقال: إن بني قُريظةَ ندمُوا على مُخاصمتِهم لمحمدٍ، فأرسَلوا إليه يقولون: إنّا قد نَدِمنا على ما فَعلنا، وعَزمنا على أن نعُود إلى معاهدَتك ومُسالمتِك. فهل يرضيكَ أن نأخُذ لك من قريشٍ وغطفان رجالاً كثيراً من أشرافِهِم، ونُسلِمهُم إليك لتضرب أعناقُهم. ثم ننضمَّ إليك في محاربتهم حتى تقضِي عليهم. فأرسَل إليهم يقول: نعم. فإن بعثت اليهود تطلب منكم رهائن من رجالكم فلا تدفعوا إليهم أحداً.
    فقال أبو سفيان: نعم الحليف أنت، وجزيت خيراً.
    ثم خرجَ نعيم من عندِ أبي سُفيان ومضى حتّى أتى قومَه غطفانَ، فحدَّثهم بِمثلِ ما حدّثَ به أبا سُفيانَ، وحذّرهم مما حذّره منه.
    - أراد أبو سفيان أن يختبر بني قُريظةَ فأرسلَ إليهم ابنه فقال لهم: إن أبي يُقرئُكم السلامَ ويقولُ لكم: إنه قد طال حِصارُنا لمحمد وأصحابه حتى مَلِلنَا، وإنّنا قد عَزمنا على أن نقاتل محمداً ونفرغ منه، وقد بعثني أبي إليكم ليدعوكُم إلى مُنازلَتِه غداً.
    فقالوا له: إنّ اليومَ يوم سبتٍ، ونحن لا نعملُ فيه شيئاً، ثُم إننا لا نقاتلُ معكم حتى تُعطونا سبعينَ من أشرافكُم وأشرافِ غطفان ليكونوا رهائِن عندنا.
    فإننا نخشى إن اشتدَّ عليكم القتالُ أن تُسرعوا إلى بلادكُم وتترُكونا لمحمدٍ وحدنا، وأنتم تعلمون أنّه لا طاقةَ لنا بِه، فلما عاد ابنُ أبي سفيان إلى قومِه وأخبرهم بما سَمعه من بني قريظة قالوا بِلِسانٍ واحدٍ: خسِئَ أبناءُ القردة والخنازير، واللهِ لو طلبوا منا شاةً رهينةً ما دفعناها إليهم.
    نَجح نعيمُ بن مسعود في تمزيقِ صفُوف الأحزابِ، وتفريق كلِمتهِم. وأرسل الله على قريشٍ وأحلافها ريحاً صَرْصَراً عاتيةً جعلتْ تقتلِع خيامهُم، وتَكفأ قُدورهم (أي تقلب قدورهم)، وتطفِئُ نيرانهم وتصفعُ وجوههم، وتملأ عيونهم تراباً، فلم يجدوا مفرًّا من الرّحيل، فَرحلوا تَحت جُنحِ الظلامِ.
    ولمّا أصبحَ المسلمون ووجدوا أعداء الله قد وَلّوْا مُدبِرين جعلوا يهتِفون: الحَمْدُ لله الذي نصَرَ عَبدَه، وأعَزّ جُنده. وهزمَ الأحزابَ وَحده.
    ظَلّ نعيمُ بن مسعود بعد ذلك اليومِ موضع ثقةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَوَليَ له الأعمالَ، ونهضَ له بالأعباء، وحَملَ بين يديه الرّاياتِ.
    فلما كان يومُ فتحِ مكةَ وقف أبو سفيان بنُ حربٍ يستعرض جيوشَ المسلمين، فرأى رجلاً يحملُ راية غطفانَ، فقال لمن معه: من هذا؟ فقالوا: نعيم بن مسعودٍ. فقال: بئس ما صنعَ بنا يوم الخندَق. واللهِ لقد كان من أشدِّ الناسِ عداوةً لمحمد. وها هو يحمل راية قومه بين يديهِ، ويَمضي لِحربنا تَحت لوائِه

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  3. #3
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

    بين حصار غزة وبين حصار المدينة في غزوة الأحزاب شبه كبير؛ فهناك يهود يحاصرون المسلمين ويتربصون بهم ويبغون استئصال شأفتهم بعد أن نقضوا عهودهم مع رسول الله وكذلك مع غزة .. وهناك أعراب يحاصرون غزة نكاية بالمؤمنين وتربصا بهم بدعوى أن كتائب القسام ومن وراءها منظمة إرهابية .. فبهذه الذريعة يحاربها السيسي والنظام المصري والأنظمة العربية التي تشارك أمريكا والغرب في الحرب على الإرهاب والحقيقة هي الحرب على الإسلام وعلى كل من يعملون لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة المسلمين إلى صدارة المشهد والحضور الدولي واستئناف الدور الحضاري الإنساني بهداية الناس وإخراجهم من النور إلى الظلمات ..

    وهذه الآيات تصور حال المسلمين من الخوف والاضطراب والشعور بغظمة الابتلاء .. إنهم بشر وواجهوها كبشر
    إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدا

    لكنهم استعدوا ولم يركنوا إلى تطمينات أو وعود من بشر بل استعدوا غاية الاستعداد المطلوب منهم فحشدوا ما استطاعوا وحفروا الخندق الذي أدهش عدوهم وفاجأهم وكانوا يظنون أن مهمتهم سهلة وهذا ما أغرى يهود بنقض العهد .. كانوا يظنون أنهم سيستأصلون شأفة المسلمين ويزيلوا كيانهم من على وجه الأرض في مهمة ليس أسهل ولا أقرب منالا ..

    إن المسلمين قد أسلموا أمرهم لله ولم يلجؤوا لسواه ولم يتنازلوا عن ثوابتهم وعقيدتهم ..

    ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾

    إن صدق إيمانهم ألهمهم الثبات واليقين بالنصر .. فجاء على صور كثيرة .. تثبيت الله لهم لنحو شهر من حصار يهود وعرب غطفان وقريش حتى ملت قريش وغطفان .. ثم جاءت الضربة الثانية من خلال إسلام نعيم بن مسعود الذي أوقع بين الحلفاء ففرق شملهم وتصدع حلفهم .. ثم جاءت الضربة القاضية بما هيأ الله من جنود لم يروها من ملائكته، وجنود أخرى من مخلوقاته وكانت الرياح والزوابع العاتية فكانت شؤما على الأحزاب وجعلتهم يرحلون بعد أن تهيؤوا لذلك بما فعله نعيم بن مسعود ولما رأوا من ثبات المسلمين.

    "وأرسل الله على جيش المشركين ريحا شديدة فأزالت خيامهم وكفأت قدورهم وأطفأت نيرانهم، واختل أمرهم، وهلك كراعهم وخفهم، وحدث تخاذل بينهم وبين قريظة وظنت قريش أن قريظة صالحت المسلمين وأنهم ينضمون إلى المسلمين على قتال الأحزاب، فرأى أهل الأحزاب الرأي في أن يرتحلوا فارتحلوا عن المدينة وانصرف جيش المسلمين راجعا إلى المدينة

    فقوله تعالى: إذ جاءتكم جنود ذكر توطئة لقوله فأرسلنا عليهم ريحا الخ لأن ذلك هو محل المنة.

    والريح المذكورة هنا هي ريح الصبا وكانت باردة وقلعت الأوتاد والأطناب وسفت التراب في عيونهم، وماجت الخيل بعضها في بعض وهلك كثير من خيلهم وإبلهم وشائهم. وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور".

    والجنود التي لم يروها هي جنود الملائكة الذين أرسلوا الريح وألقوا التخاذل بين الأحزاب، وكانوا وسيلة إلقاء الرعب في نفوسهم".(التحرير والتحبير)

    ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾

    .. يتبع

    التعديل الأخير تم بواسطة نايف ذوابه ; 02/08/2014 الساعة 09:12 AM
    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  4. #4
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم


    لقد خاطب الله رسوله

    (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا)..
    وخطاب الرسول خطاب لأمته .. بعدم طاعة الكافرين وهنا الكافرون أمريكا والغرب ويهود .. وعدم إطاعة المنافقين وهؤلاء والله أعلم السلطة وأزلامها ممن أخذوا على عاتقهم حماية يهود والتنسيق الأمني معهم للإضرار بالمقاومة والمجاهدين وكل من يفكر في قتال يهود ومن هؤلاء والله أعلم أيضا ممن جندوا أنفسهم وسطاء بين يهود وبين أهل غزة .. فهذا خطاب صريح بعدم إطاعة الكافرين والمنافقين وهذا خطاب واضح لكتائب القسام بأن تطيع الله ورسوله وتنأى بنفسها عن طاعة هؤلاء الكافرين والمنافقين بعدم قبول ما يقترحونه من حلول تجافي الإسلام وتعطي الدنية في ديننا وفيها تنازل عن حقوقنا وعودة بعقارب الساعة إلى الوراء بعدم تحقق ما تحقق من رفع معنويات الأمة وإعطائها أملا كبيرا بالتغيير وقتل الوهم الذي عشعش في صدورنا وعقولنا بأن يهود قد تغولوا وهيمنوا على المنطقة ولا قبل بقتالهم وإخراجهم من فلسطين وإنهاء وجودهم فيها .. إن ما جرى فوق أرض غزة أثبت أن إسرائيل وهم ونمر من ورق .. فكيف لو اجتمعت جبهات عدة عليها من مختلف الجهات: من الأردن ولبنان وسوريا ومصر ...؟ هذا هو صمام الأمان والطريق المفضي إلى النصر وليس ذلك على الله بعزيز كما حصل في غزوة الخندق ..
    إن واجب حماس وكتائب القسام عدم القبول بالحلول التي يطرحها الوسطاء المتخاذلون ومن هنا يجب رفض المبادرة المصرية لأن هذه المبادرة هي لخدمة يهود ولإنقاذهم بعدما ارتكبوا من مجازر وفظائع وبعدما ولغوا في دماء أهلنا في فلسطين .. إن صمام الأمان هو الالتزام بشرع الله وعدم مخالفة أمره .. لأن مخالفة أمره ينذر بسوء العواقب ويحول بين الأمة وبين النصر وهذا ما نخشاه.. (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

    (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا).

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  5. #5
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم


    (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
    يكاد يكون كتاب الله هو الغائب الوحيد عن تصوُّرات نُخب الامة بشأن قضاياها، وعندما نذكّرهم بأن لله في قضيتهم حكم واجب الاتباع يشمئز البعض وكأن الله يتطفل على الخلق أو يتدخل فيما لا يعنيه، (وإذا ذُكر الله وحده اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون). هناك من ينزع القداسة والعصمة عن الله ويضفيها على الأحزاب والأشخاص ويرفض ويقاوم أي نصيحة أو انتقاد لمن وضعهم في مصافّّ الملائكة، والويل والثبور لمن لا يتعبد الله ويتقرب إليه بمحبّتهم، دعونا نحكّم معايير الشرع التي أوجب الله العمل بها وتوعّد مخالفيها بقوله: (وليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)؟ فدعونا نسأل كل من لديه أذنٌ واعية: هل يكون المسلم منسجمًا مع عقيدته عندما يقبل بحل الدولتين الذي يُسقط حق المسلمين في فلسطين؟ هل يقبل الشرع التعايش بين المسلم والذمّيّ المغتصب للأرض؟ لماذا يحاول البعض تصوير الوجود اليهودي الصهيوني على أرض فلسطين بأنه وجود أهل ذمةٍ يمكن التعايش معه؟ ألم يفرّق الشرع بين الذمّيّ المقيم في بلاد الإسلام تحت سلطان المسلمين وبين المحتل الغاصب الذي أقام كيانًا وسلطانًا على أراضي المسلمين، هل هو جهل بالشرع أم تغليف للتنازل عن الأرض برداء الشرع وضحك على الذقون؟!
    في لقاء تلفزيوني منشور على الإنترنت قال خالد مشعل: نقبل بالتعايش مع اليهود والنصارى في فلسطين دون احتلال ولم يبيّن لنا كيف؟ وبعيد عن الجدل حول ما قصد بكلامه، فمن حقّنا أن نسأل السيد مشعل: متى كان الغزاة القتلة ينطبق عليهم وصف أهل الذمة كي نقبل التعايش معهم سواء بوجود الاحتلال أو برحيله؟ من قال إن للذمي أو حتى للمسلم الحق بأن يعيش على أرض غصبها من أهلها! ألا يعرف خالد مشعل أن حكم هؤلاء القتلة الغزاة هو إخراجهم من فلسطين وإعادة المهجّرين الى أراضيهم وليس التعايش مع الغزاة الذين أقاموا سلطانهم على أراضي المسلمين، وحتى لو استرد المسلمون فلسطين ورغب الغزاة باعتناق الإسلام فليس لهم حق امتلاك الأرض؛ لأنها غُصبت من أهلها وعلى الغاصب أن يرد الحق لأهله حتى لو أصبح مسلمًا، وحتى لو كان في الأصل مسلما فعن أي تعايش يتكلم السيد مشعل!، ثم ما هي الدولة الفلسطينية التي يتحدثون عنها، لقد أعادنا قول اسماعيل هنية بشأن إقامة الدولة "على أرض فلسطين" إلى قول الملك حسين وعرفات وعباس بشأن دولة "عاصمتها في القدس" وليس القدس، فهل نفهم من السيد هنية أنه يقبل بحل الدولتين وإقامة الدولة على قطعة من فلسطين؟، هل هذا تكتيك سياسي؟ هل قبل الله المداهنة والتكتيك السياسي من نبيه حتى يقبلها من غير النبي عليه السلام؟ وهل السياسة تعني مغادرة الأحكام الشرعية المتعلقة بشؤون الحياة؟ ألم ينه الله الرسول صلى الله عليه وسلم عن التكتيك والمداهنة بقوله: (ودوا لو تدهن فيدهنون) (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) (لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات)، ألا يكفي هذا التحذير الإلهي لنبيه وللمسلمين بعدم الحيْد عن منهجه ولو "بعضًا" أو "شيئًا قليلا" ، ألم يقل تبارك وتعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)؟ إن المفاوضات الخيانية التي يُراد من قادة حماس وباقي الفصائل تفويض عباس لاستئنافها عبر شلال الدماء وأشلاء الأطفال ومحرقة النساء والشيوخ وهدم البيوت لن تفضي إلى دولة مستقلة وإنما ستفضي إلى الاعتراف بكيان يهود والتنازل عن حق المسلمين بفلسطين.
    هل يا ترى اردوغان سيحرر فلسطين أم أن السامري يريد أن يُعبّدنا عجلا جديدا له خوار كخوار عبد الناصر؟ هل يريد أن يقنعنا السيد مشعل بأن أمير قطر مجرد ساعي بريد بينه وبين أمريكا وإسرائيل؟! ألم يعلن أمير قطر بأنه يدعم حل الدولتين الذي يسقط حق الأمة بفلسطين ويضفي الشرعية على إسرائيل؟ ألم يقل حمد بن جاسم إنهم ينفذون ما تطلب منهم أمريكا دون إبطاء. لِمَ لا نتّبِع قوله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون). (وفيكم سمّاعون لهم) يا قادة حماس. عن أي دولة تبحثون فلدينا في المعهرة العربية اثنتان وعشرون دولة مرشّحة للانشطار بفضل "الربيع العربي" الذي نقل المعركة بين أبناء الأمة وأشغلها بحالها بدل أن تُفرغ طاقتها في قضاياها المصيرية، وما نوع الحكم الذي ستطبقون؟ ومن الذي سيحكم الدولة الأسيرة المقطعة الأوصال هل سيحكمها مشعل بغير ما أنزل الله أم عباس البهائي الذي يصفه مشعل بأنه يمثل الشرعية الفلسطينية وهو يعلم أنه خائن ومتآمر وعميل وعدو لله ورسوله ولأهل فلسطين ولأبناء حماس الذين لا يزالون في سجونه؟ لماذا تشاركون بحكومة وسلطة تقدس التعاون الأمني مع اليهود وتصفون دورها الوظيفي بأنها كلب حراسة لإسرائيل؟ هل تليق الغاية التي تسعون لتحقيقها بالصمود والتضحيات التي بذلت والبطولات التي سُطّرت على أيدي الرجال البواسل من أبناء غزة والقسام.
    أيها القادة في "فصائل المقاومة" إن هؤلاء الأبطال الذين أذلّوا اليهود في الميدان يستحقون قادة يرفضون الذل والخنوع والاستسلام، فاتقوا الله ولا تجعلوا للشيطان والعملاء نصيبًا، فيكم وانبذوا الخونة من بينكم واصدقوا الله في نضالكم ولا تطفئوا جذوة الجهاد التي توقّدت في قلوب المسلمين بفعلكم، وكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم فالرائد لا يكذب أهله.
    (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم).
    1\8\2014

    هذا مقال قرأته في صفحة على الفيس بوك لأخ كنّى نفسه (أبو أسيدAbu Usaid)

    Abu Usaid

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  6. #6
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: غزة والأحزاب.كيف يهيئ الله النصر للمسلمين. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

    كما قال الأستاذ فهمي الهويدي النظام المصري وإسرائيل يعملان كيد واحدة وموقفهما واحد .. بمعنى أن النظام المصري يعمل لمصلحة إسرائيل وهو يقدم المقترحات بالنيابة عنها ويسخر أجهزته الأمنية والاستخبارية لجمع المعلومات عن قادة القسام فضلا عن التحقيق مع الجرحى وتقديمها لإسرائيل وإلا فكيف تثق إسرائيل بهذا السيس السيسي .. إسرائيل لا يمكن أن تثق بأي أحد ما لم يثبت لها بشكل قطعي لا يقبل الشك أن هذا الزعيم قلبه عليها أكثر من قلب زعمائها وهو حريص على أمنها أكثر من حرص أي يهودي عليها .. وقد أثبت اليوم السيسي أنه مخلص أمين ليهود .. فقد اغتالت إسرائيل ثلاثة من قادة كتائب القسام كانوا على مقربة من معبر رفح...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    صورة الشهيد القائد رائد العطار والشهيد القائد محمد أبوشمالة اللذين استشهدا صباح اليوم مع القائد الشهيد محمد برهوم والثلاثة من القادة العسكريين لكتائب الشهيد عز الدين القسام حيث استشهدوا صباح اليوم بالقرب من معبر رفح بعدما وشت بهما سلطات الانقلاب فى مصر عملاء إسرائيل والصهيونية بعدما علمت بوجودهم وهذه الصورة لهما حول الكعبة المشرفة ومعهم الشهيد أحمد الجعبرى النائب العام السابق لكتائب الشهيد عز الدين القسام الذى استشهد فى 14نوفمبر 2012 والصور الأخرى لجنازتهم اليوم فى غزة التى شارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين ...اللهم ارحم الشهداء وأنزل لعناتك وغضبك على الخونة والعملاء .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ليس بعيدا عن السيسي والنظام المصري الذي يتزعمه أن يفعل ذلك .. والله أنا كنت خائفا على الوفد المفاوض من حماس أن يجري اغتياله في طريق عودته إلى غزة .. لكن فعلوها في هؤلاء القادة .. هذا سر ثقة إسرائيل بالسيسي .. إنه مبادر بالخيانة مبادر بالعداء للإسلام ولأهله وللجهاد والمجاهدين .... ألا لعنة الله على الظالمين والخائنين .. على حماس أن تنسحب من المفاوضات .. وتكل أمورها لله وتعتصم به فلعل الله يرى منها الصدق والنقاء وعظمة الاتكال عليه والاعتصام بحبله فيهيئ له نصرة من عنده من حيث لا تحتسب ولا تتوقع ولعل ذلك يكون فاتحة التغيير في المنطقة والنصر للمسلمين ووحدتهم .. يا رب .. اللهم عليك بالسيسي وأعوانه وكل من سار على دربه من حكام المسلمين .. عليك بهم يا رب يا رب ...

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •