ـــــــــــــــــــــ
تقولُ وعَيْنُها رمقتْكَ شَـزْراً ومنْ ألحاظها تَثِبُ السّبـاعُ
ومِلْءُ كيانِها غضبٌ مُريـعٌ يتيمٌ لمْ يتمّ له رضـاعُ
تدفّقَ للدُّنى صوتاً مُريــــعاً تُدكّ لهُ المعابد والقلاعُ
يمينَ اللهِ يا نسْـلاً غريبــاً عن ابنِ العاص أنْجبهُ الضّيــاعُ
ضمائرُكمْ، عمائمكمْ، حِماكـــمْ وكَعْبَتُكمْ لِأنْجاسٍ تُبـاع
مواجعُ غزّةٍ جَأَرتْ إليكـمْ فما لبّى الجبانُ ولا الشجــاعُ
يَطَالُ القصْفُ فيها كلَّ رُكنٍ علا "جُرْمُ" الأذان به يُـــذاعُ
وأشلاءٌ من الشهداء تَتْــرى وأحْياءٌ كما الموتى جِيــاعُ
و لا كَفٌّ تُمَدُّ إلى رجاهــا وما خالتْ يخونُكُــمُ الذّراعُ
يَرِقُّ الصخرُ ممّا حَلَّ فيــها وترْتاعُ البهائمُ والتّـــــلاعُ
وما في المسلميـن دمٌ تَلَظّى يفيض على الدروب له الْتياعُ
****
سليلةَ خَوْلةٍ .. عُذراً فهـذي هيَ الحالُ الكئيبةُ والصّــداعُ
نعمْ يا أُختُ هذي الحال حتْمـــاً إذا حَكَمَ ابنُ بَرْوعَ والرّعـــاعُ
رؤوسُ البُخْتِ قدْ ساقُوكِ هَدْياً لأصنامِ اليهود وما استطاعــوا
وقدْ بَذَلوا لهمْ صدقاتِ فِطْـرٍ لِيُرْفع صوْمُهمْ لماّ أطاعـوا
وما لله قدْ زَكّوا وصامـوا ولكنْ للعدى بذَلوا وجاعـوا
وفي أرض الكنانة راقصـاتٌ لهنّ الحلّ والعقْدُ المطــاعُ
وأصحابُ العمائم عاشقـون غرامهمُ الرياسةُ والمتــاعُ
لَكَمْ دخلوا القصورَ وغَلّقوهـا وقالوا "هَيْتَ" للدنيا فضاعــوا
يُحِلّون الدّما إرضاءَ بــاغٍ ويتلون الكتابَ ولا انتفـــاعُ
فهلْ عقلٌ يصدّ وهلْ حيـاءٌ إذا ما الدّين في "مصر" يُبــاعُ
****
سليلةَ خَوْلةٍ ما العَوْنُ يُرْجــى وهذا الحالُ خُلّبُ والبِقـاعُ
نعمْ خانتْك حُكّامٌ وأدْهــى إذا خانتْكِ يا "غزّ" الطّبـاعُ
وما عُذْرُ الشعوب ولوْ حدودٌ تُغَلّقُ أنْ يفيضَ لها يَــــراعُ
وأنْ يعلو إلى الملكوتِ منـها دُعاءٌ دامعُ الشكوى مُــراعُ
ألا هلْ مُسْعدٌ خطٌّ ونُطْـقٌ إذا لمْ تُسْعدِ الكَفُّ الصَّنـــاعُ
قصائدُنا أَأُخْتَ العِزِّ حَــرّى تَمَاوَجُ في الصّدور ولا تُـذاعُ
يُكبّلُها عن الإقْدام خَيْـــــلاً نُزُوعٌ للتصنّعِ وانْصياعُ
مع المرآة إنْ عزَمَتْ خُروجاً لها وقْتٌ طويلٌ بلْ صــــراعُ
تُقضّيهِ كغيد العصْر خـوفاً تُرى فيها الذمامةُ والرّقــــاعُ
بهاءُ الشعرِ تصْنعهُ دُهـونٌ ورونَقُهُ الأصيل لـــه وداعُ
عجيبٌ أمره في الغيد تجْري قواربهُ ولوْ قُبِض الشّـــراعُ
وفي لَهَفِ القضيّة شَحَّ مـــاءً يُزمْزمه التكلّف واصطنـاعُ
****
سليلةَ خولةٍ هذي شظايـــــا فُؤادٍ لا يُغادرُهُ نِـــزاعُ
متى في اليأس أقعده الْتِيَــاعٌ لِشوق النّصر جَدّ به اضطباعُ
فؤادٌ أرضُ غزة فيه قامـتْ تجرّع كل ما جرع القطــاعُ
متى تهوي قذائفُ في حماها يُدوّي في جوانبه انْصـــداعُ
ويقتُلُه من الحُكّام صمـتٌ فلا حتّى ثُغاءٌ مُستطــــاعُ
لقد باعوا القضيّةَ واستراحوا وهم للكفر أقربُ حين باعوا
وما عَرَفَ الأنامُ مقدّسـاتٍ سوى في المسلمين غدتْ تُضاعُ
لقد رَخُصتْ دماءُ المسلمين وهانتْ حينما حَكَمَ الرّعـــاعُ
أُلوفُ المسلمين تُبادُ جهـراً وكلّ الكون ينظرُ لا يُـراعُ
ولوْ في الكفر يُجرحُ نصفُ كلْبٍ لماجَتْ من جيوشهُمُ البقاعُ
أسائلني أعَيْنُ الغرب أغلى بها منّا القوارض والضّــــاعُ
أقاموا المحميَاتِ لها وإنــا بكلّ الموبقات لنا ابتــلاعُ
****
أغزّةُ ما أقولُ وذي حروفــي حياءً منكِ يكسوها انتفـاعُ
أغايةُ بَذْلنا دمعٌ وشعرٌ يطول له لذِلّتنا اجْتــراعُ
تشبّثنا بحبْل العُذر حتـى بَدا فيه الهشاشةُ وانقطــاعُ
أَأَرْضَ الصّدْقِ والأحرار حصْراً ويغزو الرّقُّ غيرَكِ والخـداعُ
أيا أرضَ الشجاعة ما سواك عسى فيه يُرى الآن الشجاعُ
عزانا في مُصابِكِ أنْ تَعَرّى به جمعُ النفاق فلا قنــاعُ
وأحيا في نفوسٍ داجيـاتٍ بصيصا مات فانْتبَهَ الشعـاعُ
فأضحى القلْبُ يعشق فيكِ موْتاً تذوبُ له الأضالعُ والنّخــاعُ
ليُقْضى بعدما طال افتـراقٌ لنا يا أرض "يوسفنا" اجتماعُ
ألا كيدي لنا، عزّ َ احتيالٌ عسى في رحْلنا يُلْقى الصّواعُ
عبد الرحمان بن سانية
متليلي في 04 أوت 2014م الموافق 08 شوال 1435 ه