رواية عجيبة ، محيط زاخر من المحبة

أنجزتها بكفاءة عالية الروائية التركية إليف شافاك

حول الصوفي الكبير جلال الدين الرومي الذي صاغ هذه القواعد في خلوة

مع شمس الدين التبريزي دامت أربعين يوما .

تقوم حبكة الرواية على حكايتين تسيران بالتوازي :

قصة إيلا السيدة الأمريكية ربة بيت تعيش في أمريكا متزوجة منذ أزيد من عشرين سنة تكلفها دار نشر بإعداد تقرير أدبي حول رواية لكاتب مغمور تحمل عنوان " الكفر الحلو " موضوعها جلال الدين الرومي.

وقصة الرواية التي تعود إلى القرن الثالث عشر في مدينةقونية بتركيا .
ما إن تبدأ السيدة إيلا في قراءة الرواية حتى تنشد إليها و إلى عالمها الصوفي الغامر بالمحبة
و الذي يقلب حياتها رأسها على عقب
إذ تنقلها من روتين الحياة اليومية الصاخبة إلى منابع الحب الصافية كما تتدفق بها شلالات الشرق الساحر .

قواعد العشق الأربعون كما وصفتها الكاتبة مسلمة شهال :

« ” تردد بين العقل والقلب، بين الفكر والحب، قصة اتحاد بين مولانا جلال الدين الرومي والدرويش شمس الحق التبريزي،.
اتحاد بين الاستاذ والتلميذ،
الشيخ ومريده،
الكاتب والقارئ ، فيصبحان روحا واحدة متدفقة هادرة كالشلال."

على متن 500صفحة يتدفق نهر المحبة رقراقا نقيا ثرا من القاعدة الأولى

"إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا ، فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف و الملامة فهذا يعني أن قدرا كبيرا من الخوف و الملامة يتدفق من نفوسنا ، أما إذا رأينا أن الله مفعم بالمحبة و الرحمة فإنا نكون كذلك , ص48"

انتهاء بالقاعدة الأربعين التي تختم الرواية على آخر سطر
و التي تدونها إيلاا دستورا لها في حياتها الجديدة :

« لا قيمة للحياة من دون عشق , لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريد إلهي أم دنيوي ،غربي أم شرقي ، فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسامات ، ليس للعشق تسميات و لا علامات ، و لا تعاريف
إنه كما هو نقي و بسيط
العشق ماء الحياة
و العشق هو روح من النار...
يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء ..." ص 500