سأحتفل اليوم بمناسبة سعيدة، سمعتهم يتحدّثون عنها في أخبارنا العتيدة، وفكّرت بأن أكتب شعرًا، بلا وزن ولا قافية..
عن الشّمس والقمر، وفصول مآسينا الكثيرة.
عن حقول القمح الجرداء في نيسان..
عن مواقدنا الباردة في كانون ...
عن أنّنا كنّا ذات يوم نطعم روما من سهل حوران،
يضحك البلبل المهاجر: يا لك من أبله؛ لمن ستبيع القمح أمريكا؟
سأكتب عن حالنا المائل، عن البيتزا والسباغيتي،
عن أنّ كلّ الطّرق تؤدّي إلى إبادتنا؛
وروما ليست على خارطتنا..
قلبي التّائه في صحراء وحدتي أكبر من عالمي،
ووطني ليس سوى سيجار في فم عاهر يتاجر بالقضيّة...
سأكتب ما تيسر لي من حزن، عن أفراح صادرها الحمقى تباعا،
عن أحياء يشيّعون إلى مقابر المنفى بلا وطن، عن قروش تنتهك حرماتنا في البرّ والبحر، يا لقسوة الموت! ماذا فعلنا؟
أيغيظهم أنّنا من صلب آباءنا؛ وهم لقطاء بلا هويّة؟
سأكتب على نار هادئة، مع إبريق من الشاي معتّق بالميرمية،
سآكل الخبز الحاف، وأسهر حتى الصباح؛ أطالع آخر أخبار السّلام، عن العراق المنهوب، والشّام المنكوب، عن يمننا السعيد الغارق بالأحزان، ووحدة الصومال، وطائفية لبنان، وعن علي بابا والأربعون عسكري؛ عن الآمال التي سرقوها في وضح النهار، عن الدماء التي سفكت على أرصفة القهر؛ وقيّدت ضدّ مجهول.... عن الفقر الذي ينخر عظام الأبرياء المساكين" أليس في بلاد العرب" بلاد العجائب؛ فحدث ولا حرج...
وسأعرج على بطولات القادة الميامين، وصولاتهم وجولاتهم في كل الميادين، وعن نياشينهم الكثيرة، التي حازوها في مؤامراتهم الحقيرة.
سأتحدث عن كلّ شيء دفعة واحدة، فقد لا تتكرّر مثل هذه المناسبة التّعيسة، في عالم سائر في طريق الانحدار برشد ورويّة؛ وبات القتل فيه على الشّكل واللهجة والهويّة...
شكرًا أمريكا؛ يا لك من ذكيّة!