إن تطورات الوضع بالشرق الأوسط في و في العراق بخاصة . مرورا إلى الشمال الأفريقي في ليبيا، فالتداعيات المستمرة للانقلاب العسكري في مصر. و احتمال عودة حزب " البعث " إلى حكم العراق، والذي نجح ذراعه ألاستخباري في تحريك قواعده المقاتلة في الموصل ومناطق عدة بالعراق. تحت مسمى تنظيم الدولة الإسلامية وداعش قصد إسقاطه للمالكي و إلغاء نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة، يواجه بامتعاض من المجموعة الدولية التي تراقب فوضى العنف هذه. فالوضع الذي أنتجه الحرس الجمهوري العراقي السابق واختراقه للجيش العراقي الحالي بات يتطلب تعاونا دوليا أو إقليميا لتتقدم العملية السياسية وملف الأمن هناك ، إذ أنه من مؤديات ذلك تعاون محتمل وحتمي بين استخبارات "فافاك" الإيرانية والبنتاغون، غير أن دوائر طهران متحفظة بعد تحفظ المرشد خامينئي .لكن الرياض تشوش على هذه المحاولات لإيجاد تطبيقات جديدة في الملف العراقي، فالسعودية تستفيد من الوضع العراقي الحالي وهي رؤية مشوبة بقصور كبير لأنها لا تتجاوز المدى القريب، وإن كانت تريد إبقاءه كما الراهن.فتعقيد الوضع في العراق وانعكاساته على اللاعبين الإقليمين ومستقطبيهم الدوليين أصبح يتطلب إدارة حرب تكتيكية في العراق حيث يدافع عن هذا التوجه داخل الإدارة الأمريكية "جو بايدن" يدعمه في ذلك كبار مستشاري الرئيس أوباما.إذ أن التدخل قد يسعى لانتقال السلطة في العراق بسلاسة.لكن تقليم أظافر "البعث" من مهام البنتاغون ، وضرورة مرحلية لخدمة المراحل القادمة، لأن تعقيد الوضع في المنطقة أصبح يتطلب تفكيكا شاملا لتعقيدات المشهد العراقي، وهو ما يراه البيت الأبيض جزء من إدارة اللعبة ضد الإرهاب. فك هذا التعقيد بالشرق الأوسط يتطلب خطوات متقدمة و جهود مكثفة بالارتكاز على ملفات عدة من أبرزها:
1-ملف الدولة الفلسطينية
2-ملف إيران النووي
3- الحرب ضد الإرهاب
4-الوساطات القطرية
إلى ذلك، هذا ما جعل الإدارة الأمريكية تمهد لجولة كيري الأخيرة في المنطقة، وهو عمل سيظل دوريا لتقريب الرؤى فالمرحلة حساسة إن لم تحسمها واشنطن قد تؤثر على مراحل قادمة لأن روسيا تدخل على الخط وقد تستثمر الخطوات الأمريكية لصالحها.لكن البنتاغون يعرف أداة من أدواته المهمة لخدمة المراحل.فروسيا التي تجيد إعاقة الحلول وتعقيد الأمور سيتم التضييق عليها في مناطق عدة. وهو ما كشفت عنه تقارير استخبارية تشير إلى برامج جديدة للاحتجاجات تشمل سريلانكا وصربيا و نكاراغوا وبلا روسيا وكوبا، قد تتثبت في المراحل القادمة، وتتطور إلى فوضى خلاقة حسب التنظير الأمريكي بعد تجريبه في فنزويلا و أوكرانيا والبرازيل. مما يجعل إدارة السياسات من مبادرات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وفي ذلك يتنافس الكبار، ويتم رسم خرائط جديدة للعالم بخدمة مرحلة تلو مرحلة.
نزار القريشي
صحافي مغربي