بعبع ينقذ العراق

كاظم فنجان الحمامي

انطلق الهدهد بسرعة البرق، وحلق فوق سماء سبأ لينقذ أهلها من الجهل، وهبط الغراب أمام قابيل ليعلمه كيف يواري سوأة أخيه هابيل، ووقف الفيل بوجه أبرهة الحبشي ليحمي مكة المكرمة، وتمرد الذباب على الجبابرة ليذيقهم طعم الذل ويستفز عظمتهم الزائفة، وتراقص النحل في المروج ليصنع للفقراء أعذب الشراب من رحيق الأزهار وينقذهم من المرض، ووقفت نملة صغيرة واحدة بوجه جيوش سيدنا سليمان لتحمي قومها وتنقذهم من الدمار، ونسج العنكبوت شبكته المحكمة ليحمي خاتم الأنبياء والمرسلين وصاحبه، وخرجت ناقة واحدة لتسقي ثمود من لبنها وتنقذ قوم سيدنا صالح من الجوع، وربض الكلب في الوسيط ليحمي أهل الكهف من ظلم دوقيانوس، وتسللت دودة إلى إذن النمرود لتصيبه بالجنون وتحمي الناس من ظلمه، وظهرت سبع بقرات في عالم الرؤيا لتنقذ مصر من جفاف حقولها، وخرج الثعبان من عصا سيدنا موسى ليلتهم حبال السحرة وينقذ الناس من شعوذتهم، وخرج الحوت من أعماق البحر لينقذ سيدنا يونس من الغرق، فمتى يخرج علينا بعبع عملاق بحجم حصان طروادة أو بحجم التنين الصيني لينقذ العراق وأهله من شظايا الانفجارات والعبوات الناسفة التي ظلت تطاردنا منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا ؟؟.