باحثة من البصرة تسجل اكتشافاً علمياً جديداً

كاظم فنجان الحمامي

سجلت طالبة الدكتوراه (مريم فوزي حميد شبيب البيضاني) في جامعة البصرة اكتشافاً علمياً باهراً بمساعدة الأستاذ الدكتور حامد السعد المشرف عليها في إعداد منهج البحث العلمي لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الحياتية، والذي وقف معها وساعدها في التوصل إلى الطرق المختبرية لإنتاج الطاقة الحيوية البديلة واستخلاصها بالطرق الرخيصة من طحالب شط العرب وتفرعاته النهرية.
الدكتورة مريم فوزي شقت طريقها بثبات وعناد في هذه المسارات الأكاديمية الوعرة، وسارت على خطى (مدام كوري) العالمة العصامية التي نذرت نفسها للبحث عن الحقائق العلمية وكشف أسرارها الكونية الغامضة حتى نالت شرف الفوز بهذه المكانة التي وضعتها في طليعة الرواد والمستكشفين.
المستقبل العلمي الآن بانتظار هذه العالمة العراقية الواعدة التي صبرت وكافحت وتحملت الصعاب من أجل الاستدلال على السبل الكفيلة بإنتاج الطاقة الحيوية من البيئة المائية المحيطة بمدينتها.
استطاعت (مريم) على مدى عام كامل جمع أكثر من (128) عينة من مناطق منتخبة ومتباعدة على ضفاف شط العرب، وأخضعتها للدراسة المكثفة والتحليل المختبري المتواصل والعمل الدءوب، فاكتشف أكثر من (28) نوعاً جديداً من الطحالب التي لم تُسجل حتى الآن في جداول التصنيف العالمي. ووضعت أقدامها على المسارات العلمية الصحيحة لتحقيق ضالتها المنشودة باستخراج الطاقة الحيوية من المحيط البيئي لشط العرب، ذلك النهر الذي ماانفك يفيض بخيراته وعطاياه العظيمة ويرسم الوجه الحضاري والمستقبلي للبصرة.
انتهت هذا اليوم مناقشة الأفكار والنتائج التي وضعتها (مريم) تحت تصرف العلم والعلماء، فاستحقت درجة الدكتوراه بامتياز وبمرتبة عالية. ربما لا يعلم القارئ الكريم أن هذه العالمة الواعدة تمضي وقتها كله في مساعدة والدتها في مرضها وفي العناية بها، وتواصل أعمالها الروتينية اليومية في بيت والدها (الكابتن فوزي حميد) شأنها شأن أي فتاة بصراوية حريصة على أداء واجباتها المنزلية على الوجه الأكمل إلى جانب انصرافها للدراسة المتواصلة والمراجعة المرهقة من دون أن تتذمر أو تمتعض من هذا التناقض الحياتي الرتيب بين دورها كعالمة متميزة باختصاصها ودورها كربة منزل من الطراز الملتزم بطاعة الله والوالدين. نأمل أن تلتفت مؤسساتنا الحكومية المعنية بإنتاج الطاقة وتولي اهتمامها للنتائج الرصينة التي سجلتها (مريم) في مجالات إنتاج الطاقة البديلة. وأن لا تذهب اكتشافاتها سدى في مهب الريح.
ختاماً ندعو لهذه العالمة الصغيرة بالتوفيق والنجاح متمنين لها الثبات والسداد في كل خطوة تخطوها نحو الارتقاء في المراكز العلمية المتقدمة، وأن تكون أنموذجا تحتذي به الأجيال القادمة بإذن الله تعالى.