آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كلماتي ليست للبيع .. شعر : عبدالمجيد فرغلي

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/02/2011
    المشاركات
    62
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي كلماتي ليست للبيع .. شعر : عبدالمجيد فرغلي

    كلماتي ليست للبيع
    شعر
    عبدالمجيد فرغلي
    ( 1 )
    ما كنت لأعرف
    أن الحس متاع
    قد يشرى
    يوما ويباع
    كلا لا هذا كان
    ولا ذاك
    الحس هنا نبضة قلب
    يتحرق
    شوقا للكلمة
    تفرخ أغصانا في روض
    الدوح الشعري
    على أرض الواقع
    ( 2 )
    كلماتي نبع عذري
    لا يسقط غيثا
    في رمل الجدب
    ولا تشرق نورا
    إلا في أرض الطهر
    ولا تسقط وحيا
    في بفع خربة
    أو قطع من أرض
    سبخة
    ( 3 )
    كلماتي أنوار
    من شمس
    بكر عذراء
    تستيقظ في كل
    صباح في بشر
    ( 4 )
    كلماتي قطرات ندى
    فوق ورود
    لا فوق حديد
    ذي صدإ أسود
    أو تهبط في عين
    حمئة
    يحسبها قوم
    لا يفقه سامعهم
    منها شيئا
    قد عرقت
    كلماتي من ذهب خالص
    يناساب سلاسل
    من دمع
    يبكي بسطاء الحال
    الباكين كمثلي
    شجر الحرية
    بنجيع الشهداء
    على أرض الكلمة
    ( 5 )
    كلماتي خبز للجائع
    وثياب للجسد العاري
    تكسوه الديباج الأخضر
    وتتوج زهر البستان
    الفواح بعطر الإحساس
    ( 6 )
    كلماتي ورد
    في روض الحب المسكون
    بتابوت الطهر
    كلماتي اّهات عزاء
    ترثى المنكوبين
    ضحايا الدهر
    على أيدي ظلام العصر
    من غالوا أرواح
    الكلمات
    ورضوا زهور الإحساس
    تداس بأقدام الأنكاس
    ***
    والقصيدة في
    6 / 1 / 1985


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/02/2011
    المشاركات
    62
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: كلماتي ليست للبيع .. شعر : عبدالمجيد فرغلي

    مرتزقة أبواب السلطان
    شعر
    عبدالمجيد فرغلي
    (1)

    مهلا يا ذاك المتربع

    فوق منصة إصدار الأحكام

    الجوفاء

    مهلا يا مرتزقة أيام

    الشؤم الشوهاء

    مهلا ورويدا يا مزبلة التاريخ

    ويا بوم غرابيل الماء

    مهلا ورويدا وأرونا

    فنية نظم قصائد كان وما كان

    وحكايا أيام زمان

    إن كان الشعر هو الجنس العاري

    المفضوح المذبوح

    اللابس من مزق الأردان

    ومصاص الحلمات علي ريع الطريق

    ومقطوع الأوزان

    إن كان الشعر هو العري بكل معاني

    شرف الإنسان

    من قال بأن الشعر فضالات الأسواق

    واّخر ما في جعبة .. سلة حواة جمعوا فيها

    حيات الأركان

    وتواصوا فيها باللمز وبالغمز وتمزيق

    شيات الألوان ؟

    (2)

    قد خلعوا برقع كل حياء عن وجه أسفر

    في شكل عريان

    أراهم قد قالوا : نحن فريق تنابيل

    السلطان

    نصنع من وهم قمصانا .. وملاحف

    من نسج الشيطان

    ثيابا من عري مرئي تتأذي منه الأجفان

    أن جمعوا شلتهم يوما في ساحة قصر

    الأوهام

    كم كتبوا لافتة .. في كل مكان

    وأساءوا فيها بما عملوا

    في هيئة غفران

    مذموم ملعون منا

    من قال : أنا لا أبصر من شئ

    وأمامي .. لا شال ولا ثوب

    ولا منسوج سوي وهم البهتان

    نسجوه علي نول اللا شئ

    وفيه أو هم حراس

    الملك وما كانوا قد صنعوا الشال

    ولا حاكوا أو نسجوا منه القفطان

    وقضوا شهرا أو شهرين ينالوا طعام

    السلطان

    ويزدادون لحوما وحماما وفواكه

    منها من كل زوجان

    (3)

    وغدوا في كل مكان من ساحة سلطان

    وبنفس حكاية أمس

    علي نفس المنوال

    وإليك مثالا أذكره

    من باب الذكران

    وقبل النسيان

    أنبأنا أحدهم يوما أن بلاد

    تصنع من خشب أشكالا وتوابيتا

    من خشب اللطزان أو الزان

    وكنائس من سرو الأغصان

    والباقي من خشب ذي سوس مدسوس

    معوج الأطراف

    ومختل الأوزان

    صنعوا منه كراسي علي قدر عروش

    العربان

    وأخيرا قالوا : ماقالوا من بعض

    حكايا موشي ديان

    في سابق أيام الحرب مع العرب

    لهم قال الصهيوني المنصان

    الخطة عندي في شن العدوان

    علي كل الجبهات

    وضعت لها هذا العنوان

    العرب جميعا أو معظمهم من حملة أختام وبيان

    والواحد يبصم بالخاتم أو بالإبهام

    (4)

    لا يدري المكتوب ولا يتقن فهم حروف

    لبيان

    في أكثر أربعة الأخماس

    الأمية

    فاشية بين الأذهان

    ولا يقرأ منهم إنسان

    والخمس الباقي

    إن يقرأ لا يفهم معني

    وقليل منهم إن يفهم

    قد يدري

    لكن يدركه النسيان

    فتعالي معي نستنبط بعضا مما قال تنابيل

    السلطان

    أوليسوا قد وصموا العرب ومنهم مصر

    بمقبوح النقصان ؟

    وكذلك قد وصفوا أو وصمو أو اتهموا

    بالغيٍٍ ذوي الفهم أو الوعي

    وخاضوا في حق دعاة الإتقان ؟

    وصفوا العريان بذي الثوب

    وذو الثوب له قالوا بالزور العريان ؟

    فلتطمس بالكف عليهم

    أو ذرهم كرماد

    لا تأبه يوما بنعيق الغربان

    لا تعبأ أبدا بكلام

    تنابلة السلطان

    شعر : عبد المجيد فرغلي .. صفحة 427 من

    الجزء الأول

    من الأعمال الكاملة

    " وستبقى يا وطني حيا "



    الرؤية الفنية
    في قصيدة الشيخ
    عبدالمجيد فرغلي

    مرتزقة أبواب السلطان

    بقلم دكتور/ محمد أحمد مخلوف
    أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط
    فرع جامعة الأزهر

    المبحث الأول : الرمز في القصيدة .
    ـــــــــــــــــــــــ
    وظف الشيخ عبدالمجيد فرغلي الرمز في هذه القصيدة ؛ لأنه يقصد من قوله في العنـــــــــــوان
    [ مرتزقة أبواب السلطان ] الشعراء الذين ينافقون الحكام ، أوينافقون أصحاب الجاه والسلطـة وكان هؤلاء الشعراء المنافقون أشبه بتنابلة السلطان ؛ لأنهم لم يقدموا أعمالا شعرية فنيـــــــة أصيلة وقوية ؛ لأنهم انتهازيون ، وأصحاب مصالح شخصية قد صرفتهم هذه المصالح الأنانيـة
    عن الإخلاص للشعر ، ووضعه في المكانة التي يستحقها؛ لأنه من المفترض أنه يقدم رسالة سامية ؛ ومما جعل الشيخ عبدالمجيد فرغلي يلجأ إلى الرمز في هذه القصيدة أنه تعرض لجحود هؤلاء الشعراء المنافقين لمكانته الشعرية التي يستحقها حيث إنهم كانوا يوشون به عنــــــــــد أصحاب السلطة ، ولا يقدمــونه بالطريقة التي تليق به ، ولا يذكرونه في المضمار الــــــــذي يخوضه فهذا يعد من وجهة نظره اغتيالا فنيا لشاعريته ، وإقصاء فنيا لأدبه ؛ فآلمه ذلــــــــك
    وآذى نفسيته وجعله يشعر بالكبت والحرمان والغربة في الوقت الذي يعد نفسه فيه أنه شاعـــر أصيل وفنــــان كبير وموهوب مبدع .

    المبحث الثاني : الشعر الحر في إطار القصيدة .
    ــــــــــــــــــــــــ
    تعد هذه القصيدة من الشعر الحر الذي حقق الشروط الفنية للشعر الحر ؛ لأنه حقق الشرط الأول وهو أن تكون القصيدة من بحر موحد في التفعيلات ؛ لأن هذه القصيدة من بحر الخبب وتفعيلاته هي :
    فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن
    لكن هذه التفعيلات الموحدة مبنية على نظام السطر الشعري وليس على نظام الشطرين الخليليين ، كما أنه حقق الشرط الثاني في الشعر الحر وهو ألا يزيد عدد التفعيلات في السطر الواحد عن ثماني تفعيلات ؛ كي لا نبعد عن عروض الخليل بن أحمد الفراهيدي كثيرا ، زد على ذلك أنه لم يلتزم بقافية متكررة في القصيدة من البداية للنهاية ولكنه نوع في القوافي بين الهمزة والنون .
    وذلك أن الشعر الحر الذي قنن له مقننوه لم يشترطوا فيه تكرار القافية في نظام متكرر بحيث أن الشاعر له أن يكرر القافية وله أن لا يكررها وهنا تتاح للشاعر الحرية في استخدام النظام الذي يريده ومن هنا تحلل الشاعر الشيخ عبدالمجيد فرغلي من الالتزام بقافية واحدة في كل القصيدة .

    المبحث الثالث : الصدق الفني في القصيدة :
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    قد تحقق الصدق الفني في قصيدة [ مرتزقة أبواب السلطان ] ؛ لأن الشاعر هنا قد عبر عن مشاعره بإخلاص وصور معتقده بصدق ؛ لأنه كان يشعر بأن هؤلاء الشعراء المنافقين قد اضطهدوه ، كما أنه كان يعتقد أنه شاعر قوي يعبر عن تجربة شعورية عميقة وعاطفة متوهجة بقوة الحرارة .
    ومن هنا تجد الشاعر هنا قد أخلص أيضا لجمله وعباراته وألفاظه فجاءت واضحة وسليمة معنويا ولغويا ؛ مما أدى إلى الإقناع والتأثير .

    المبحث الرابع : السخرية من الشعراء الانتهازيين :
    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    قدم الشيخ عبدالمجيد فرغلي غيظه من الشعراء المنافقين ؛ فسخر منهم سخرية لاذعة ، وجعلهم هزأة أمام المتلقي ، وأضحوكة لكل المشاهدين .

    ومن أمثلة ذلك قوله في هذه القصيدة :

    " مهلا يا مرتزقة أيام
    الشؤم الشوهاء
    مهلا ورويدا يا مزبلة التاريخ

    ويا بوم غرابيل الماء . "

    ومما دفعه إلى السخرية من هؤلاء الشعراء الانتهازيين هو أن الشيخ عبدالمجيد قد وجد أشعارهم هابطة ؛ بسبب أنهم يصورون في أشعارهم الجنس المفضوح في شكل مقبوح

    ومن أمثلة ذلك قوله عن أشعارهم :

    " أن كان الشعر هو الجنس العاري
    المفضوح المذبوح
    اللابس من مزق الأردان
    ومصاص الحلمات على ربع طريق
    أو مقطوع الأوزان
    أن كان الشعر هو العري بكل معاني
    شرف الإنسان "
    فهو هنا يعترض على الشعر الفاضح الذي لا يعتمد على الإيماء في تصوير الجنس وإنما يعتمد على التصريح الذي يغري بالوقوع في الرذيلة ، وينفر من الفضيلة .

    كما أنه هنا يعترض على الشعر الذي لا يعتمد فيه صاحبه على الصياغة في بحر من بحور الشعر العربي ولا يعتمد على وزن من الأوزان المشروطة في الصياغة الشعرية سواء في سياق الشعر التقليدي أو في سياق الشعر الحر .

    وقد اعترض الشيخ عبدالمجيد على شعر هؤلاء المرتزقة حينما جعلوا أشعارهم حشوا وهم يلبسونها بأعمال السحرة والحواة .

    ومن أمثلة ذلك قوله :
    "من قال بأن الشعر فضالات الأسواق
    وآخر ما في جعبة ... سل حواة جمعوا فيها
    حيات الأركان
    وتواصوا فيها باللمز وبالغمز وتمزيق
    شيات
    الألوان " .
    واعترض أيضا على اجتماع المرتزقة من الشعر على الصياغة الشعرية المعتمدة على الوهم والاستعانة بفعل الشيطان .

    ويمثل ذلك قوله :
    " أراهم قد قالوا نحن فريق تنابيل
    السلطان
    نصنع من وهم قمصانا ... وملاحف
    من نسج الشيطان
    ثيابا من عري مرئي تتأذى منه الأجفان
    أن جمعوا شلتهم يوما في ساحة قصر
    الأوهام "
    كما اعترض الشيخ عبدالمجيد على تنابلة السلطان من الشعراء في كونهم يهاجمون العرب وبلغاءهم وفصحاءهم زورا وبهتانا .

    ويمثل ذلك قوله :
    " وأخيرا قالوا ما قالوا من بعض
    حكايا موشي ديان
    في سابق أيام الحرب مع العرب لهم قال
    الصهيوني المنصان
    الخطة عندي في شن العدوان
    على كل الجبهات وضعت لها هذا
    العنوان
    العرب جميعا أو معظمهم من حملة
    أختام وبيان
    والواحد يبصم بالخاتم أو بالإبهام
    لا يدري المكتوب ولا يتقن فهم حروف
    لبيان " .
    فهو هنا يعترض على أن مرتزقة السلطان من الشعراء قد أيدوا الصهاينة في وصف العرب بالجهل والأمية والتخلف .
    لكن الشيخ عبدالمجيد يرى أنهم قد كذبوا في أشعارهم وزوروا ؛ لأن العرب أهل بلاغة وفصاحة وخاصة أهل مصر .
    ولذلك يقول الشيخ عبدالمجيد في الرد على من وصف المصريين بالعي والتخلف :
    " فتعال معي نستنبط بعضا مما قال تنابيل
    السلطان
    أو ليسوا قد وصموا العرب ومنهم مصر
    بمقبوح النقصان ؟
    وكذلك قد وصفوا أو وصموا واتهموا

    بالعي ذوي الفهم أو الوعي
    وخاضوا في حق دعاة الإتقان ؟
    وصفوا العريان بذي الثوب
    وذو الثوب له قالوا بالزور العريان ؟ " .
    فهو يأمر المستمع والمتلقي والمشاهد أن يرمي بكلام هؤلاء الشعراء المرتزقة عرض الحائط فيقول :
    " فلتطمس بالكف عليهم أو ذرهم كرماد
    لا تأبه يوما بنعيق الغربان
    لا تعبأ أبدا بكلام
    تنابلة السلطان " .
    والسبب في كون الشيخ عبدالمجيد فرغلي لا يعترف بأشعار هؤلاء المرتزقة هو أنه استوثق من أنهم انتهازيون وأنانيون ومشوهون ومزيفون .

    وأخيرا :
    أقول :
    إن الجديد في هذا البحث هو ما يأتي :

    أولا :
    إن الشيخ عبدالمجيد فرغلي له رؤية فنية في الهدف من الشعر ورسالته وتتمثل هذه الرؤية في أن الشعرالحق هو ما عبر عن عاطفة صادقة في شكل فني جميل ومن هنا قد صور هذه الرؤية الفنية بالشعر في هذه القصيدة مما يدل على تمكنه من صياغة أفكاره ومشاعره بأجمل الأشعار

    ثانيا :
    إن الشيخ عبدالمجيد فرغلي له رؤية فنية في وصف الشاعر وتتمثل هذه الرؤية في أن الشاعر لابد أن يتخلص من الانتهازية وأن يضع الحق في نصابه ولا يغمط أصحاب الفن والبلاغة والفصاحة ولا يحتقرهم ولا يقلل من قيمتهم وقد استطاع الشيخ أن يصور ذلك بأبيات شعرية قيمة ومؤثرة ومقنعة.

    والله الموفق
    أ . د / محمد أحمد مخلوف
    أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط
    فرع جامعة الأزهر بأسيوط

    تأليف الأستاذ الدكتور
    محمد أحمد مخلوف
    أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط
    فرع جامعة الأزهر


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •