زُفَّ القصائدَ فيهِ؛ أرخِ عنانَها
وَأَحِلَّ أبكارَ الرُّؤى إيوانَها
واجعَل لهَا مَدْحَ النبِيِّ مثابَة
عُظمَى, ورصِّع باسمهِ أركَانَها
وامْلأ مدَادَك مِن شَريفِ صفاتِهِ
وانثُر على سمعِ الزَّمَانِ جُمانَها
أسمِع حُداءَكَ فيهِ كُلَّ مُولَّهٍ
قبَضَتْ عليهِ يَدُ النَّوى أيْمَانَها
هَذي الملائكةُ الكِرامُ قوافِلٌ
نحوَ المدينةِ, جمعهَا, وُحدانهَا
سيَّاحةٌ في النَّاسِ تحمِلُ للحِمَى
مِن حَولِ قَبرِ المصطفى تحنَانَهَا
فإذَا أظلَّتْنا صَبيحَةُ جُمعَةٍ
فأَنِلْ لِنفسَكَ جَاهِداً رضْوانَها
واجعلْ صلاتَكَ والسَّلامَ مَنَاهِلاً
تَسقي بِأكوابِ التُّقى ظمآنَها
يا ربِّ صَلِّ علَيهِ ما قُمْريَّة
سجَعتْ فأشجَى سجعُها أفنانَها
يا ربِّ صَلِّ علَيهِ ما صَلَّى امرُؤٌ
وأقامَ من أشواقِهِ بُرهَانَها
عدَدَ الَّذي أحصى كِتابُكَ, مِلئ مَا
جادَتْ وأسبلتِ السَّما هطلانها
وعلى كِرَامِ الجَاهِ آلِ محمَّدٍ
أزْكَى الورَى قحطانها عدنانها




محمُـود بن كابر الشنقيطي
صبيحة الجمعة 1436/1/28