أنت وأنا .. والبحر

على مسافة أمتار
على مسافة أشبار
كنا قريبين .. كنا بعيدين
من ورائي كان البحر
وأمامك كان البحر
أمامي كنت البحر والسماء
كنت تلتحفين شجرا
يورق قبل الأوان
وكنت ترتدين جبلا
يعاند كل الأزمان
كنت أنت الشجر الأخضر
وكنت أنت الجبل الجاثم هناك
يعانق آخر لمسة
من شمس آيلة للأفول
على بعد همسة من شفتي
تأخذك سنة وتتأملين .. لا شيء
تعانق عيناي عينيك لحظة
كألف سنة مما يمكن أن نعيش
كألف سنة مما يمكن أن نموت
تخترقني نظرتك
وتحتلني أجمل احتلال
وأعنف احتلال

يحكون أنك كنت يوما ما صبية
تنطين بشقاوة على الشاطئ
فتتراقص ضفائرك
وكان البحر يغني لك
وكنت أغني معه
وأنشد معه اسمك الذي نسيته
أو ربما لم أنسه
ولكني منحتك أسماء وأسماء
وكل الأسماء
سميتك صفصافا وسنديانا
سميتك نهرا و غديرا
جبلا وكهفا ومرجا
سميتك صخرة وواديا
وأقحوانة
سميتك كل هذا
لأنك كل شيء
حين تجود شفتاك ببسمة
حين تجود عيناك بنظرة
حين تعبق أنفاسك عطرا
حين تصبح بسمتك همسا
حين يتناثر همسك .. رذاذا