إشكالية قراءة النص الشعبي
حسين فيلالي- رئيس فرقة البحث في المثل الشعبي-
مخبر الدراسات الصحراوية –
جامعة بشار الجزائر
ليس النص مجرد سلسلة من الكلمات، وإنما هو كما أوضح رولان بارت في كتابه س/ز شبكة من الشفرات تتيح للعلامة على الصفحة أن تقرأ كنص من نوع خاص.وأن نقرأ نصا ما، معناه أن نلج لعبة التأويل غير أن فعل التأويل قد يحتاج إلى مؤانسة ،ومجالسة،ومدارسة النص.وإذا كان هذا هو حال النص الأدبي بصفة عامة،فإن دارس النص الأدبي الشعبي يكون في حاجة أكبر إلى هذه المجالسة والمدارسة والمؤانسة، ذلك أن النص الشعبي بتكسيره لنظام اللغة الفصحى يخلق نظاما خاصا يجعله يستعصى على كل قراءة تتجاهل هذا النظام الخاص.فإذا كانت العرب لا تقف على متحرك، ولا تبتدئ بساكن،فإن النص العربي الشعبي يخترق هذه القاعدة،ويشذ عنها فهو يقف على المتحرك ويبتدئ بالساكن،ويسقط بعض الأصوات في النطق.
ومن الأمثلة:
"لما ولحطب قبل ما يخطب"
وإذا أردنا تحويل هذا النص إلى اللغة العربية الفصحى فإننا سنبدأ بتثبيت الأصوات الساقطة من المثل الشعبي:"الماء والحطب قبل ما يخطب"
يضرب هذا المثل بصورة عامة لمن يسير بدون منهج،ويتجاهل ترتيب الأولويات.
يتبع