قصيدة رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله تعالى
الذي لقي ربه ليلة الجمعة 4/3/ 1436هـ الموافق 23/1/2015م رحمه الله رحمة واسعة
***



خلودُ الناس في الدنيا مُحَالُ
***
شعر
صبري الصبري
***


خلود الناس في الدنيا محالُ= وإن صالوا بها دهرا وجالوا
وراحوا في نواحيها وجاءوا= بدوحات بها تحلو الغلالُ
وإن قطعوا بركبهم الفيافي = وحفهم بموئلها ارتحالُ
أو انطلقوا ببحرهم بفلك= بها شَدت صواريها الحبالُ
أو استبقوا الفضاء بطائرات= لها في أفق رحلتها مجالُ
أو اخترعوا أعاجيب ازدهار= بأجهزة بها لهمُ اتصالُ
وماجوا في مراميها بفخر= وعجوا في نواديها وقالوا
وإن ملكوا أو امتلكوا نعيما= بدنياهم بها جاهٌ ومالُ
فعمرهم بميعاد دقيق= بآجال نهايتها انتقالُ
فكلهم بسكرات لموت= وجلهمُ مصيرهمُ الزوالُ
إله العرش مُحيهم .. مميت= لهم جمعا بقبرهم السؤالُ
فمن كان التقي بروض عدن= له في القبر بالخير احتفالُ
ومن كان الشقي فنار سعر= لها في بؤس شقوته اشتعالُ
فسلِّم ربنا فضلا ليأتي= لنا من جود رحمتك اكتمالُ
وهيئ بارئي باللطف بسطا= به في خلد جنتك النوالُ
رثائي بالأسى والحزن ينعي= أبا (متعب) وقد دمع المقالُ
فقد لاحت مآثره بخير = ببيت الله بالنور الوصالُ
وتعمير وتوسعة وقرب= به لاقاه بالحب المنالُ
وتطوير لمكة في علاها= بها طابت برفعتها الخلالُ
وطيبة كلها تلقى اعتناء= لنا في ظل روضتها الظلالُ
وآلاءٌ حسانٌ في نظام= فريد الحسن للبذل المثالُ
لـ(عبد الله) بالحسنى أيادي= لها في الأرض بالبر انهمالُ
ونصر القدس والأقصى بعزم= ليرحل عن مغانيه احتلالُ
ورأب الصدع في صلح لقوم = لهم في سعر فتنتهم قتالُ
ودعمٌ طيبٌ نضرٌ لـ(مصر)= فولى عن مرابعها اختلالُ
فديدنُه السلام الحق عدلا= له بالقسط في الأرض النضالُ
بهمة قائد فذ مكين= مضى والحزن في الوجدان حالُ
فهب للراحل المحبوب ربي= نعيما فيه قد طاب المآلُ
وأجزل بسطك الوافي لعبد= قضى والخلد في الدنيا محالُ
ووفق دائما (سلمان) فينا= له هبت ببيعتها الرجالُ
وشعبٌ طيبٌ شهمٌ أصيلٌ= له في نور طلعته الجمالُ
وصلى الله ربي كل وقت= على المختار ما لاح الهلالُ
وآل البيت والأصحاب طرا= بهم طابت بدنيانا الخصالُ !