الطريق المباشر للنيل من داعش
كاظم فنجان الحمامي
بات من المؤكد أن المسلمين الملتزمين بالنهج القرآني القويم توحدت مشاعرهم الآن للقضاء على الدواعش والتخلص منهم إلى الأبد، وصار واضحاً أن الدواعش شوهوا صورة الإسلام والمسلمين بأساليبهم الوحشية المقززة، فعلى الرغم من مكابرة بعض الجهات العربية المنتفعة من هذا التنظيم الإجرامي، وعلى الرغم من المواقف الغبية لبعض الذين أخذتهم العزة بالإثم فانساقوا وراء الشعارات الفارغة التي أطلقها الدواعش. شعر المسلمون كلهم أنهم بأمس الحاجة لدحر الدواعش والتخلص منهم.
لكننا وقبل الدخول بصلب الموضوع، بودنا أن نطرح الأسئلة التالية لبيان حجم المؤامرة التي يتعرض لها ديننا الحنيف. فنقول: من هي الجهات الدولية التي تطوعت لتجهيزهم بأحدث الأسلحة الفتاكة ؟، ومن هي الجهات الدولية التي سارعت لتزويدهم بأحدث التقنيات القتالية المتطورة ؟، ومن هي الجهات الدولية التي قدمت لهم الدعم اللوجستي والاستخباري والتعبوي ؟. فإذا كان العالم كله يقف الآن ضد الدواعش، فمن هي الجهات الخفية (أو الجهة الخفية)، التي أصرت على دعمهم وإسنادهم ومؤازرتهم، وأصرت على احتضانهم وتشجيعهم ورعايتهم ؟.
اسألوا أنفسكم: لماذا تصر بعض الفضائيات العربية، وفي مقدمتها الجزيرة، على إطلاق اسم (تنظيم الدولة الإسلامية) على الدواعش ؟. هل فكرتم بحجم الدعاية المعادية للإسلام والمسلمين التي روجت لها داعش من خلال أعمالها الإجرامية المتواصلة ؟. ثم لماذا هذه المراوغة والمداهنة في محاربة الدواعش بالطرق الملتوية ؟. أليس من الحكمة أن تشترك الأقطار الإسلامية في محاربة الفقه الذي أنتج الدواعش وأوصلهم إلى هذا المستوى العدواني المروع ؟. لو قرأنا وتابعنا البيانات التي يطلقها الدواعش من حين إلى آخر لوجدنا أنها تستند كلها إلى (ابن تيمية)، هل نحن على دين محمد صلى علية وسلم أم على دين هذا الفقيه الذي حاربه الفقهاء أنفسهم في حياته ؟. أليس من العدل أن نراجع أنفسنا ونختار الطريق الأسلم والأقوم، فنسير على هدي القرآن المجيد، ونوجه بوصلتنا بتوجيه السنة النبوية المطهرة التي رسمت لنا الخطوط الأخلاقية المستقيمة عبر هذه القرون الطويلة ؟، ما الذي يدعونا الآن للتنازل عن ديننا والتخلي عن مبادئنا، ولماذا ندفن رؤوسنا بالرمال إكراما لداعش التي اختارت أسوأ الطرق الظلامية وأكثرها ترويعا وإرهابا ؟. ألا يفترض أن تلتفت الأقطار الإسلامية إلى مواطن الخلل، وترصد التحركات المشبوهة للأوكار الخبيثة، التي لا شغل لها سوى تكفير الناس وإهدار دمائهم ونهب أمولهم واستباحة أعراضهم ؟.
ألم تسمعوا بحديث الرسول الأعظم: (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه) ؟. ألم تسمعوا كلمته التي قال فيها (خير الناس من نفع الناس) ؟. أي خير يرتجى من هؤلاء الدواعش ؟. وهل الخير الذي يرونه بتكفير الناس وإخراجهم من الملة هو الخير الذي جاء به دين المحبة والرحمة ؟. ألا تلاحظون أن الدواعش يتجنبون محاربة الصهاينة ؟. ويرفضون قتالهم لأسباب فقهية تثير الريبة ؟. هل سمعتم بخبر الطائرات الخفية التي تهبط سراً على الدواعش لتزودهم بالعتاد والمؤمن ؟.
المطلوب الآن محاربة الأفكار الملوثة والعقائد المشوهة والفتاوى المنحرفة، التي اتكأت عليها داعش، واتخذتها منهجا دموياً لترويع الناس وتشريدهم.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
المفضلات