يتعرض الوطن العربي حاليا الى أكبر عملية استهداف ممنهجة ومدروسة بعناية فائقة لكل ما يرمز للحياة في وطننا فالكل مستباح فيه انسانا وأرضا وتاريخا وحضارة وكل مقومات الحياة بفعل التجزئة والاستعمار المباشر والجديد والصهيونية والرجعية العربية اضافة الى الارهاب المتدثر زورا وبهتانا بالدين الاسلامي وهو براء منه .
فالتجزئة بما هي نتاج لارادة استعمارية تجسدت في اتفاقيات سايكس بيكو في أوائل القرن الماضي ويظل الحفاظ عليها خدمة للآجندات الاستعمارية في المنطقة فالمفروض أن تتوجه الجماهير العربية لبوابات الحدود المصطنعة بين أجزاء الوطن العربي وتدمرها وتعلن عدم الاعتراف بها وتنادي بحرية تنقل الأشخاص والبضائع ذات المنشأ الوطني بكل حريةفي وطننا بذلك نضمن تشغيل ملايين العاطلين عن العمل في أرجاء وطننا ونضرب القوى الاستعمارية في مقتل .

أما الاستعمار المباشر لأرضنا العربية فان عدة دول مجاورة وحتى بعيدة عن وطننا تحتل أجزاء من وطننا كاسبانيا التي تحتل مدينتي سبتة ومليلة منذ أكثر من أربعة قرون وأثيوبيا التي تحتل منطقة الأوغادن الصومالية منذ 1978 وايران التي تحتل الجزر الاماراتية الثلاثة ومنطقة الأحواز العربية المقابلة للخليج العربي بحيث اذا تحررت هذه المنطقة تصبح ايران بعيدة وغير مطلة على الخليج العربي حيث تسعى بكل الطرق لتسميته بالخليج الفارسي حارمة بذلك أمتنا حتى من حقها الطبيعي في تسمية مواقعها الجغرافية بالنسبة الينا وكذلك منطقة لواء الاسكندونة المقطعة من سوريا والمهداة استعماريا لتركيا لجعل الأمة العربية دائما منشغلة عن الخطط الاستعمارية وفي مواجهة مفتوحة مع جيرانها ثمنأتي الى جزيرة موات التي تحتلها فرنسا لحد الآن في المحيط الهندي وهي جزيرة عربية وبالتالي فان الاستعمار والتجزئة يعملان على منع الانسان العربي من أن يباشر سيادته على كل أرضه العربية وبالتالي فانهما يتساندان في مواجهة جهود المخلصين من هذه الأمة لوحدتها .
ثم ان الكيان الصهيوني ومنذ بداية القرن الماضي يحتل فلسطين ويشرد شعبها منها بالقوة الغاشمة ويجد هذا الكيان كل الدعم السياسي والاعلامي والعسكري من قوى الاستعمار الغربي ومن الأمم المتحدة وكذلك من القوى الرجعية والعميلة في الوطن العربي من حكام وأمراء وملوك ومشايخ نصبهعم الاستعمار الغربي للتحكم في رقاب الأمة العربية .

وبالرغم من ضراوة الهجمة الصهيو صليبية ومعها كل الرجعيات العربية الا أن الأمة العربية لا تزال تحمل في طياتها عوامل المقاومة والرد بطريقة أو بأخرى سواء عن طريق محور المقاومة في سوريا وجنوب لبنان وفلسطين وكذلك عبر أحزاب ومنظمات وجمعيات ومثقفين وعلماء ومفكرين لا يزالون ينبضون بالحياة لمواجهة كل مشاريع التصفية والتدمير لمقومات الأمة وبالتالي فان هذه القوة الحية للأمة لابد بالنسبة للقوى المعادية من تصفيتها بكل الوسائل والطرق فكان أن اخترع للأمة ما يسمى بقوى الجهاد التي لم نسمع أنها قاومت المحتلين وأذنابهم في الوطن العربي فكل ضحاياهم كانوا من الفقراء والمهمشين من عناصر الجيوش العربية وقوى الأمن التي استهدفت عبر العمليات الارهابية في مختلف أرجاء الوطن العربي .