فخري السميطي كاتب عام مساعد النقابة العامة للتعليم الثانوي في حوار مع صحيفة الأمة العربية حول اضراب رجال التعليم بتونس من اجل تحسين وضعهم المادي واصلاح المنظومة التربوية
الأستاذ فخري السميطي كاتب عام مساعد النقابة العامة للتعليم الثانوي رغم مشاغله هذه الأيام بسبب الاضراب الذي تنفذه النقابة العامة للتعليم الثانوي تحسينا للمردود المادي للمربين الذي تدهور كثيرا اضافة الى رغبة النقابة في اصلاح شامل للتعليم منعا لتغول الخوصصة والتعليم الموازي المنتصب في تونس رغم أنف الجميع فانه قبل بكل ترحاب أن يحاور صحيفتنا حيث أكد لنا في الحوار الذي أجريناه معه على عدة نقاط أهمها :

الواقع القائم الذي انحدر فيه المربي بسبب وضعه السيئ إلى مستوى صار فيه عاجزا عن شراء الكتب الصادرة حديثا وكذا الشأن في كل ما يتعلق بالبرمجيات والمستحدثات الالكترونيّة
اعتادت الحكومات المتعاقبة إخضاع البرامج التعليمية والتوجهات في هذا القطاع لإملاءات صندوق النهب الدولي ما جعل التلميذ التونسي فأر تجارب غيبت في برامجه المدرسية الخيارات الحقيقية التي تؤصل هويته وانتماءه وتجذر فيه روح المبادرة والإبداع.
: إصلاح المنظومة التربوية نحسبه المدخل السوي لإعادة الاعتبار لمكانة التعليم في تونس
فتغيير وزير بوزير آخر لن يغير من الأمر شيئا لأنّ الوزراء شماعة يعلق عليها فشل التفويت في القطاع العمومي لصالح القطاع الخاص
وفيما يلي أقدم لكم الحوار كاملا :

1 الناصر خشيني: هل لكم ان تبينوا لقراء صحيفة الامة العربية أهم مطالب قطاع التعليم ولماذا اصراركم على المطالبة بهكذا مطالب في الوقت الحالي حكومة جديدة ودولة مشرفة على الافلاس ؟؟؟
فخري السميطي :أهم مطالب قطاع التعليم الثانوي يمكن أن ندرجها في ثلاثة محاور رئيسة هي العمل على تحسين الوضع المادي لأستاذ التعليم الثانوي بتحسين مردوديّة جملة من المنح التي لم تعد تلبي احتياجاته. ومنها ما بقي مفعولها ثابتا في مستويات أقرت منذ إنشائها وهذا يعد وصمة عار لحكومات متعاقبة عوض أن تكرم المربي هي بصدد العمل على إهانته بجعله يلهث وراء قوت الحياة عوض تشجيعه ودعمه حتى يلهث وراء معرفة أفضل فائدة للمتعلم الذي يرسم أفق انتظار لمرب مميّز معايش لكل المستحدثات التربويّة عكس الواقع القائم الذي انحدر فيه المربي بسبب وضعه السيئ إلى مستوى صار فيه عاجزا عن شراء الكتب الصادرة حديثا وكذا الشأن في كل ما يتعلق بالبرمجيات والمستحدثات الالكترونيّة وما يزيد الوضع سوءا هشاشة الانتداب فكيف لدولة تحترم امربي أن تنتدب أساتذة عرضيين بأجر هو خمس الأجر العادي للمربي؟ وكيف لها أن تبرهن تقديرها وحتى التغطية الاجتماعية غير مكفولة لهذه الشريحة المستغّلة من المربين غير موجودة؟
المحور الثاني هو إصلاح المنظومة التربوية فقد اعتادت الحكومات المتعاقبة إخضاع البرامج التعليمية والتوجهات في هذا القطاع لإملاءات صندوق النهب الدولي ما جعل التلميذ التونسي فأر تجارب غيبت في برامجه المدرسية الخيارات الحقيقية التي تؤصل هويته وانتماءه وتجذر فيه روح المبادرة والإبداع. وحتى الحلول الترقيعية كانت ذرا للرماد على العيون إذ كانت الأكمة الإعلامية تغطي تدهورا لوضع المنظومة التربوية فانحدر التلميذ التونسي إلى أسفل درجات التملك المعرفي. والنقابة العامة ترى أن في إصلاح المنظومة التربوية إصلاحا شاملا ومترويا ومتكاملا يكون تشاركيا هو ما ينهض بوضع التلميذ والمربي وبالتالي الدولة التي يعد الإنسان فيها مصدر الاستثمار الأهم.
المحور الثالث من المطالب هو حماية المؤسسة التربوية بكل أطرافها من الاعتداء لذلك يطالب الأساتذة بتجريم التعدي على المؤسسة التربوية عبر إصدار قانون يجرم ذلك.
2 الناصر خشيني : كيف تنظر النقابة العاتمة للتعليم الثانوي لمسالة اصلاح التعليم التي تركزون عليها أكثر من مطالبكم المادية لتحسين القدرة الشرائية للمدرسين فما السر وراء هذا المطلب الوطني

فخري السميطي: إصلاح المنظومة التربوية نحسبه المدخل السوي لإعادة الاعتبار لمكانة التعليم في تونس. فبعد أن راهنت الدولة الوطنية إبان الاستقلال على هذا الخيار واستطاعت أن تحقق من خلاله قدرا من النجاح اعتبر أهم مكاسبها انحدر وضع هذه المنظومة حتى بلغت حدا يثير قلق الجميع وليس السبب فقط في هذه الطفرة من ذوي الشهائد العليا وما تمارسه من ضغط على متطلبات التشغيل بل لانحدار مستوى المتعلم التونسي. وانسياق الجميع وراء ترضيات سياسيّة غطت بالديكتاتورية لفترات طويلة وهن المؤسسة التعليمية مثلما غطت تردي وضع المؤسسة من جهة البناء والتجهيز ما أثر سلبا على حسن إدارتها فبلغت حالة الغليان بعد أن أهين فيها كل مكوناتها التلميذ والأستاذ والحائط والطاولة فكانت صيحة الفزع هذه.
3 الناصر خشيني: هل تتصورون منذ ما بسمى الثورة بتونس للآن كل عام يتغير وزير للتربية هل يحقق هذا التغير الاستقرار في قطاع حيوي كالتعليم وكيف تنظرون لمثل هذا الأمر كنقابة
فخري السميطي : تغيير الوزراء هو دليل فشل قبل أن يكون علامة صحية على نوايا الإصلاح ومادامت سياسات الحكومات المتعاقبة هي هي تقريبا خضوع للإملاءات الخارجيّة فتغيير وزير بوزير آخر لن يغير من الأمر شيئا لأنّ الوزراء شماعة يعلق عليها فشل التفويت في القطاع العمومي لصالح القطاع الخاص. وما دامت الحكومات المتاعقبة تنظر إلى التعليم عبئا ثقيلا يثقل كاهلها مثله مثل الصحة فمن الصعب أن يرتبط الإصلاح بأي وزير حتى لو توفرت عنده الإرادة لذلك.

4 الناصر خشيني: ماهي الرسالة التي توجهونها للتلاميذ والأولياء وعموم الشعب التونسي في ظل بعض التجاذبات وما نسمعه من أصوات نشاز لبعض الاعلاميين ممن ينتقدون خطواتكم النضالية
فخري السميطي :الأستاذ ينظر إلى التلميذ باعتباره رأسماله الرمزي الذي يرفض فيه أي مزايدة ولا يخفى على أحد أن 200 ألف تلميذ من ضمن مليون تلميذ تونسي هم من أبناء المدرسين. والأساتذة تعودوا الالتزام باتمام البرامج حتى في أحلك الفترات التي مرت بها البلاد بعد 14 جانفي سنة 2011. والأساتذة تعودوا إضافة حصص تدارك حتى في أيام العطل والآحاد لذلك فطرح العلاقة بين الأستاذ والتلميذ باعتبارها فصلا أو عدائية أو استغلالا هي قوت الأنفس المريضة التي تكن لكل عمل نقابي الضغينة والحقد. ولا نستغرب أن يعمل البعض على تصوير أنفسهم في صف الأولياء والتلاميذ ضد مطالب الأساتذة في سبيل صنع هالة إعلاميّة تثبت حضورهم في المشهد الإعلامي ليقتاتوا من سب من علموهم كيف يكتبون أسماءهم ونذكر منهم سيئ الذكر زياد الهاني الذي أصيب بهذيان النقمة على من درسوه فأصبح يتسول السباب على أعتاب المحطات والجرائد ولكن لن يجد غير الخسران واللعنة.
5 الناصر خشيني :بعد النجاح المنتظر لاضراب الأساتذة وتعنت وزارةالاشراف في الاستجابة لمطالب قطاع التعليم الثانوي ماهي الحطوات القادمة ان تواصل هذا التصلب من الوزارة
فخري السميطي- نجاح إضرابات الأساتذة على امتداد هذه السنة هو من جهة دليل على أن الأساتذة مجمعون جميعا على مشروعيّة مطالبهم التي لم تعد تحتمل التأجيل بعد ثلاث سنوات نزلت وبالا على المقدرة الشرائيّة للمربين إذ شهدت المقدرة الشرائية تدهورا بنسبة 13.2كما أنها كانت سنوات تعدّ على كرامة الأستاذ ومكانته المعنويّة في مؤسسات استبيحت حرمتها وأصبحت مرتعا لمن هب ودب تمارس فيها ليلا ونهارا كل أشكال التجاوزات ومنها معاقرة الخمرة و تعاطي المخدرات المخدرات.
وهو من جهة أخرى تجلّ في أرقى مستوياته لالفافهم حول نقابتهم العامة في ترجمة لإيمان بالعمل النقابي سبيلا للحد من تغوّل الرأسمال المتوحش الذي زحف حتى على التعليم ليسحق أحلام الفقراء والمهمشين وليهدد مجانية هذا المرفق الاجتماعي المهم.
أساتذة التعليم الثانوي ماضون في نضالهم وعاقدون العزم على تحقيق مطالبهم ولا خطوط حمر تمنعهم من ذلك ولو كانت الامتحانات الوطنية أو إيقاف السنة الدراسية لأنهم سئموا سياسات التسويف والمماطلة.