لم أشهد يوما مثل هذا اليوم !

الدكتورة كواكب السامرائي:: خاص بالقادسية

لم يغضني حرق الوقف السني في الاعظمية، بقدر ما اغاضني موقف الساسة السنة وردة فعلهم الخائبة لقد تعودنا على سماع الاعتداءت على اهل السنة في العراق، وعلى ممتلكاتهم ومساجدهم ومقدساتهم، كدت افقد عقلي من موقف القيادات التي تطلق على نفسها سنية، فقد ظهر الجميع ولا اريد ان احدد اسماءهم لان ذكر اسماءهم يجعلني اتقزز من شدة الالم... ظهروا وكأنهم هم المعتدين! وكأن السنة هم الذين قاموا بالجريمة! وظهر بعض الصعاليك الشيعة يقدم اعتذارات يشتم من خلالها كل السنة فيسمي المعتدين على الوقف السني بانهم (ابناء سفيان)، وهذا الاعتذار مثل واضح صريح على الاعتداء السافر لامة سنية تنتشر في مشارق الارض ومغاربها في يوم يعتدي ابناء المتعة وامام شاشات الكاميرات على سنة العالم وليس سنة العراق فقط، فالوقف السني والامام ابو حنيفة النعمان هم ملك وتاريخ الامة السنية كلها.

فأين اتباع الامام أبا حنيفة، اين من يسمي نفسه حنفيا! في مصر والشام والحجاز ... لو كان من فعل ذلك تنظيم الدولة الذي لو دخل الى الاعظمية سيقوم بتفجير المسجد لانه يضم قبر ابي حنيفة، وستقوم الدنيا كلها عندئذ، وسنسمع حتى طهران وقم تستنكر وتشجب، وسنسمع الخطب الرنانة من كل دعاة حقوق الانسان والحيوان... ومن افواه السنة الاقحاح... قبل غيرهم، فأين هم اليوم، وأين يخبئون رؤوسهم؟
الاعظمية! هذه المدينة العريقة الشجاعة الصامدة، التي تسهر على مياه دجلة الخير الذي قدم فيه عثمان دمه من اجل انقاذ بعض الشراذم، اليوم يستبيحون الاعظمية بكل وقاحة بحماية الجيش والامن والحكومة، ثم يخرج العبادي بكل وقاحة ايضا ويدعي انه سيعاقب المجرمين، وكما حدث من قبل في مئات بل الالاف من الجرائم التي قام بها الشيعة، وقدمت الحكومة وعودا كلها كاذبة، وهذه ايضا ستذهب مع ما قبلها من اكاذيب، ولكل قاريء كريم يعتقد ان الحكومة ستقوم بالتحقيق وعقوبة المجرم فهو واهم جدا ، ربما ستعتقل بعض الاشخاص، وفي اليوم التالي ستدخل المليشيات السجون والتي تعرف مكانهم قبل الحكومة نفسها، وتطلق سراحهم امام عدسات الكاميرات، وامام قوات الامن لان القضية كما يقول المثل العراقي "حاميها حراميها" أي ان من يحمي الدار هو من يسرقه.

وهكذا هي ايران ومليشياتها، لا تتردد في تقديم الصفعات والاهانة الى زوارها من السنة، فرئيس العراق فؤاد معصوم يقوم بزيارة الى ايران هذه الايام، ويقدم لهم كل الشكر والتقدير على مواقفهم! ولقد تلقى معصوم الصفعة مرتين، ونحن ننتظر الرد!!
فهنيئا لكم يا ساسة السنة في العراق هذه " الوقفة" التي فضحت سوأتكم، وخرجتم بها اذلاء خانعين، ويا ليتكم لم تخرجوا الينا، لعلنا بقينا لدينا امل ضعيف في ان لديكم بعض بعض كرامة، ولديكم بعض غيرة على دينكم وعلى اهلكم، لكن اليوم سقطت كل الاقنعة، وخبتم وخاب كل من يدعمكم.