الحكام يصححون الإسلام

[عزت السيد أحمد]

الحكام يصححون الإسلام
الدكتور عزت السيد أحمد

لم يكن، فيما يبدو، من باب النكتة أبداً البدء بالترويج لنكتة تقول: «أنا لا أعترض علىٰ الإسلام، أنا أعترض فقط علىٰ الفهم الخاطئ للإسلام من قبل الرسول والصحابة».
لم تكن نكتة بقدر ما هي التمهيد الجدي لحملة تصحيح الإسلام التي تقودها الأنظمة العربية. الحملة ليست جديدة أبداً ولٰكن منذ أيام هلَّت البشاير من السيسي ورئيس البرلمان العراقي وبعض الغزل الصريح من قبل الأنظمة العربية الأُخْرَىٰ كلها من دون استثناء.
الأنظمة العربية كما تقول تقوم بواجبها أمام الله في تصحيح أخطاء الرسول والصحابة. بل إن السيسي أعلنها بوضوح مباشر قائلاً للشيوخ والفقهاء الذين جمعهم بأنه (سيحاجيهم) سيحاجُّهم أمام الله يوم القيامة إذا لم يقوموا بثورة في الإسلام وينقلبوا على قيم الإسلام لأنُّه دين لا يحترم الدنيا ويجب أن يصير دينا يحب الدنيا ويمجدها...
لقد اكتشف السيسي ووافقه شيوخ مصر وفقهاءها، إلا أقلهم، أن الإسلام هو سبب مشاكل البشرية بسبب النصوص المقدسة الموجودة فيه... ويجب أن ترتاح البشرية من هٰذه النصوص المقدسة، فالدين لله والوطن للجميع كما يردد فقهاء مصر اليوم، دفاعاً عن الثورة السيسية أو الانقلاب السيسي علىٰ الإسلام...
مدهشون الذين وقفوا مع السيسي في الانقلاب علىٰ الشرعية، ولٰكنَّ المدهشين أكثر مما نتصور هم الفقهاء الذين يؤيدون انقلابه علىٰ الإسلام.
الحقيقة هي انقلاب علىٰ الإسلام، انقلاب صريح تروج له أمريكا منذ نحو عشرين سنة بالتدريج، وصل في مرحلة من المراحل إلىٰ إصدار نسخة منقحة ومعدلة من القرآن الكريم سميت بالفرقان الحق، علىٰ اعتبار أنَّها القرآن الصحيح الحقيقي... رمت هٰذه القنبلة بهدوء توطئة لسبر موقف الشارع الإسلامي وتهيئته رويدا رويداً لهذه الفكرة. وها هي الأنظمة العربية تسير علىٰ هٰذا الطريق الآن بوضوح صريح... المسألة ليست مزحاً ولا مبالغة. هٰذه هي الحقيقة.
أرجو أن لا يكون الكلام مفاجئاً. أرجو أن لا يبدو الأمر مسحيلاً ولا صعباً أبداً. الأمر سهل يسير وجدًّا أيضاً حَتَّىٰ تكون المفاجأة أكبر.
تحقيق هٰذا المشروع، تعديل الإسلام وتنقيحه وتطويره لن تكون صعبة، وأقول لقد قطع الغرب شوطاً كبيراً علىٰ هٰذا السبيل. لن يكون الأمر صعباً في ظل العقلية الاجتماعية العربية الراهنة؛ عقلية تكبير الصغير وتصغير الكبير... عقلية الخبل والاستعباط والهبل.
كثيرون يستصعبون الخبل والهبل والاستعباط الغبائي. ولٰكن فيما يبدو هو سهل أكثر مما نتصور. يعني مثلاً أنزل النقطة من فوق لتحت فتصير دبابة بدل دبانة، احذف نقطة فتصير دبابة بدل ذبابة.
أرأيتم ما أسهل الأمر
يعني ولا تقرفوا مثلا: إذا أردت أن ترفع قيمة المخطة امح النقطة فتصير محطة... ولا تعجبوا من كثيرين يمدحون المخطة ويتفيئون في ظلالها علىٰ أنها محطة، وينتظرون حبيباتهم وأصحابهم في قلب هٰذه المحطة... ويريدون إقناع الناس بأنها محطة... ورُبَّما أجمل محطة.
وليكن من باب نشر الغسيل الوسخ أمام الجيران: أمتنا أيها السادة في عصرنا الراهن هٰذه هي: تبدل مواضغ النقط فقط لتكبر الصغير وتصغر الكبير، وتطول القصير وتقصر الطويل... وعلىٰ ذۤلكَ من كان صفرا يسمى صقرا، والوَحِل هو الوَجِل، والنذل هو البذل... وغير ذۤلكَ ما لا حصر له.
ولذۤلك انتقل الرعاع إلىٰ القمة ومكانهم القاع. وتصدر الأمة الجهلة الذين امتلكوا أدوات التغيير والتبديل والإقناع ولو بالقوة. وصمتت الناس علىٰ كل التجاوزات بذرائع تبدأ ولا تنتهي.
أفيصعب علىٰ من صمتوا علىٰ اللصوص والمجازر بحقهم أن يصمتوا علىٰ إصدار نسخة معدلة منقحة من الإسلام والقرآن؟
أنا لا أرى ذۤلكَ صعباً. لكم رأيكم ولي رأيي.

[نايف ذوابه]

وعلىظ° ذغ¤لكَ من كان صفرا يسمى صقرا، والوَحِل هو الوَجِل، والنذل هو البذل... وغير ذغ¤لكَ ما لا حصر له.
ولذغ¤لك انتقل الرعاع إلىظ° القمة ومكانهم القاع. وتصدر الأمة الجهلة الذين امتلكوا أدوات التغيير والتبديل والإقناع ولو بالقوة. وصمتت الناس علىظ° كل التجاوزات بذرائع تبدأ ولا تنتهي.
أفيصعب علىظ° من صمتوا علىظ° اللصوص والمجازر بحقهم أن يصمتوا علىظ° إصدار نسخة معدلة منقحة من الإسلام والقرآن؟
أنا لا أرى ذغ¤لكَ صعباً. لكم رأيكم ولي رأيي.

قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر .. إنهم حكام طغام .. أعلى مؤهلاتهم عداؤهم للإسلام وكراهيتهم البغيضة له ... إنهم خريجو المحافل الماسونية والأجهزة الاستخباراتية الدولية .. وبعد فلا تستغرب ما ينضح من عقولهم وتتفوه به ألسنتهم .. إنهم كالأنعام بل هم أضل .. أخيرا قرأت ما يستحق أن أعلق عليه .. نفتقدك أخي الكريم .. ونفتقد هذه الحرارة وهذا الوعي وهذه اليقظة في زمن غاب فيه الوعي أو غيب.. أرجو أن تكون وأسرتك بخير ..