صدر مؤخراً للشاعر صلاح انياكي أيوب روايته الأولى " الغرباء" عن مطبعة أبو آية/ وادي زم المغرب. جاء في تقديمها بقلم الشاعر نفسه:
" أن أكتب: معناه أن أنخرط في شكل من أشكال الثورة. كل الثورة التي تغير وجه الأرض ووجه البشر.
ليس غريباً أن أحب الكتابة وكل أنماط الكتابة، طالما ظلت هذه الأخيرة هويتي التي لا تعريف لشخصي من دون رقمها السّري. لقد كنت دائماً أحب أن أكتب... ولأن هذا الحب ظل دائماً القيد والإسورة، لم يكن باستطاعتي العيش بعيداً، عن غواية هذا الأسر الممتع...
أن أكتب " الرواية" بعد إصدار ديواني الأول" نشيد الروح" دليل على ميلاد تجربة جديدة ستغذي حتماً، انعطافاتي الإبداعية التي وسمت مسار حياتي الأدبية الصغيرة. ومع ذلك، لم تشعرني التجربة لحظتها، بالغربة عن مجال الخلق والإبداع الشعري رغم اتساع المسافة المتحرك داخلها. بمعنى، أن القواسم المشتركة بين حقول الإبداع تظل في نظري، قائمة حدّ الثبات، ولا مجال لخلق منعرجات تعيق ربط الصلة بين الفروع وأصولها. إن الإبداع مسار لا يتحدد أفقه إلا باقتحام حدوده.
حتماً، كل الأشياء تبتدئ صغيرة وتكبر، وبعدها تـنتهي. وحدها الكتابة لا ينتهي أثرها أبداً. إنها مجرد حكاية تتداولها الأزمنة، ولا تنتهي كحكايا الحب، وصور العدالة...
إن محكيات" الغرباء" تشبه إلى حد ما بعض حكايا الناس وصور حياتهم. إنها الواقع النازف بلمسة صادقة حدّ التماهي. إنها باختصار ملح الذاكرة."