كيف تنتصر في حملة صليبية
الشاعرة الأميركية يوته مارغريت سين
ترجمة نزار سرطاوي


من الناجية الرسمية كان من المفترض
أن يكون كلٌ منهما بالنسبة للآخر
بغيضاً
ملعوناً
مسيحاً دجّالاً

جاءوا لخوض حرب صليبية جديدة
في عام 1229 كانت دماءٌ غزيرة
قد أريقت عبثاً

الإمبراطور فريدريك الثاني من سوابيا
والسلطان الكامل
تبادلا كلمات مهذبة
وليس ذلك فحسب
فقد تبادلا الكثير من الهدايا
وليس ذلك فحسب

في خيمة محاطة بجيشيهما
جلسا ليعطيَ كلٌ منهما للآخر
ألغازاً رياضية معقدة
وليبتسم كلٌ منهما حين يحلّها الآخر

لم يكن ثّمة كفّارٌ في أيٍ من المعسكرين
من دون أن يفعلا أي شيء
وبامتناعهما عن فعل أي شيء
أثبتا بما لا يدع مجالاً للشك كيف أن سفك الدماء
بسبب الخلاف حول الديانة أمر لا معنى له

لكن شعبيهما وجيشيهما والبابا
شعروا جميعاً بالاشمئزاز وخيبة الأمل
إذ كانوا حريصين على أن يتمكنوا
من سحق رؤوس بعضهم البعض

وكان البابا قد أعلن الحرمان على فريدريك
قبل أن ينتصر في هذه الحملة الصليبية
ويحصل على سنوات عشر من حرية الدخول
إلى القدس للمسيحيين كافّة
من دون أن يريقَ قطرةَ دمٍ واحدة



HOW TO WIN A CRUSADE
Ute Margaret Saine


Officially they were supposed
to be each other’s
abomination
anathema
Antichrist

They came to fight a new crusade
in 1229 much blood
had already been shed in vain

Emperor Frederick II of Swabia
and Sultan Al Kâmil
exchanged courteous words
that wasn’t all
they exchanged bountiful gifts
that wasn’t all

In a tent surrounded by their armies
they sat down to give each other
complicated mathematical puzzles
each smiled when the other solved them

There were no Infidels in either camp
Without doing anything
by not doing anything
they proved beyond a doubt how senseless
it was to shed blood over religion

But their peoples and armies and the Pope
were disgusted and disappointed
so eager were they
to bash in each other’s heads

The Pope had excommunicated Frederick
before he won this crusade
and gained ten years of free access
of all Christians to Jerusalem
without shedding a drop of blood

-----------------------------------

يوتَه مارغريت سين شاعرة أميركية من أصول ألمانية. ولدت في مدينة نيورمبيرغ في إقليم بافاريا بعد الحرب العالمية الثانية، ثم هاجرت في أيام شبابها إلى الولايات المتحدة. حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة ييل في اللغتين الفرنسية والإسبانية، ثم انتقلت إلى ولاية كليفورنيا. تكتب الشعر والنقد وتترجم ما بين خمس لغات.

شغلت سين منصب رئيس نادي القلم في مقاطعة أورانج. وتعمل حالياً رئيس تحرير مجلة كليفورنيا الفصلية التي تعنى بالشعر وتصدر عن الجمعية الشعرية لولاية كليفورنيا. تبدي اهتماماً بأدب أميركا اللاتينية، وخصوصاً بشعراء التشيكانو – أي الذين ينحدرون من أصول مكسيكية. كذلك تنشط سين في الدفاع عن الشعراء المعتقلين في السجون في كافة أنحاء العالم.

صدرت لها عدة مجموعات شعرية من بينها مشاهد الجسد (1995)، كلمات فنية (2005) وثلاثة كتيبات من قصائد الهايكو.

-----------------------------------