آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنثى الخنزوان

  1. #1
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي أنثى الخنزوان

    تأملتُ وجهها متسائلة :أين رأيْتُ هذا الوجه ؟
    فهو وجه مألوف يشبه شيئا ما ... لا أذكر!!
    أحتاجُ إليكِ يا ذاكرتي ... حاولتُ حثها على النهوض من سباتها..
    ولكنها خذلتني كعادتها!!
    قلتُ لنفسي : كفاكِ توجّسًا، وانطلقي بعيدًا عن شعور عدم الارتياح لها ..
    و لصوتها الغريب الذي يخرج من جوفها ، الشبيه بصوت ما ..
    يا إلهي.. كم تخذلني ذاكرتي!!
    كل هذا بسبب ذلك الاصطدام الذي تسبب لي بفقد الذاكرة .. هذا ما أتذكره.. !!
    ولكن ما سبب هذا الاصطدام ؟ وكيف حدث ؟ ومتى ؟ وأين ؟ لا أتذكر!!!
    فما عدتُ أعرف من أنا ؟ وكيف أضعتُ هويتي في هذا الزحام المكتظ بالوجوه المقنعة!
    غير مهم .. يا أنا انصتي لها ولبي ما تريد فأنا أضعتُ نفسي وما عدت أعرفُ من أكون ؟
    وما الذي يجعلني هنا ؟ ولكنني أندفع بكل سعادة الدنيا لمساعدة الآخرين . والدفاع عن الضعفاء . ومواساة المحرومين.
    فرغم ذاكرتي المفقودة إلا أنني ما زلتُ أملك قلب إنسان.
    مددت لها كفّي كي أساعدها ، فلدغتني بكلمة جارحة.
    توقفتُ كتمثالٍ منهمر الذاكرة .. عرفتُ صاحبة الوجه الوتدي الشكل ، الصغير الحجم مقارنة
    بجسدها الضخم، ونهيزها الخارج من جوفها . مستذكرةً لما مضى تحصنْتُ بالصمت . اعتراها الارتباك.
    فكشفتْ عن ساقٍ غليظة ذات أظلاف عجيبة ، لم أرَ قطٌّ مثلها .بادرتني بقولها: هذا حذاءٌ جديد يمكنني من السير
    فوق الطرق الموحلة دونما الغوص فيها... لم تكمل حديثها .. فقد أطلقتْ حشرجة أفزعتني..
    هرولتْ بعيدةً عني ! .. فمضيتُ على إثرها ..
    وجدتها تنبش قُمامة النّاس بمنخرها.. تتغذّى على ما فيها!
    لم أستطع مقاومة ذلك الشعور بالغثيان وإخراج كل ما في جوفي .. تمكّثت عما تفعل ناظرة إليّ
    شزرًا ، وبتعالٍ عجيب قالتْ: كيف يمكنكِ فعلُ ذلك؟!

    التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب ; 16/06/2015 الساعة 08:08 AM سبب آخر: تصحيح خطأ كتابي
    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية دليلة بونحوش
    تاريخ التسجيل
    16/05/2015
    المشاركات
    101
    معدل تقييم المستوى
    9

    افتراضي رد: أنثى الخنزوان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
    تأملتُ وجهها متسائلة :أين رأيْتُ هذا الوجه ؟
    فهو وجه مألوف يشبه شيئا ما ... لا أذكر!!
    أحتاجُ إليكِ يا ذاكرتي ... حاولتُ حثها على النهوض من سباتها..
    ولكنها خذلتني كعادتها!!
    قلتُ لنفسي : كفاكِ توجّسًا، وانطلقي بعيدًا عن شعور عدم الارتياح لها ..
    و لصوتها الغريب الذي يخرج من جوفها ، الشبيه بصوت ما ..
    يا إلهي.. كم تخذلني ذاكرتي!!
    كل هذا بسبب ذلك الاصطدام الذي تسبب لي بفقد الذاكرة .. هذا ما أتذكره.. !!
    ولكن ما سبب هذا الاصطدام ؟ وكيف حدث ؟ ومتى ؟ وأين ؟ لا أتذكر!!!
    فما عدتُ أعرف من أنا ؟ وكيف أضعتُ هويتي في هذا الزحام المكتظ بالوجوه المقنعة!
    غير مهم .. يا أنا انصتي لها ولبي ما تريد فأنا أضعتُ نفسي وما عدت أعرفُ من أكون ؟
    وما الذي يجعلني هنا ؟ ولكنني أندفع بكل سعادة الدنيا لمساعدة الآخرين . والدفاع عن الضعفاء . ومواساة المحرومين.
    فرغم ذاكرتي المفقودة إلا أنني ما زلتُ أملك قلب إنسان.
    مددت لها كفّي كي أساعدها ، فلدغتني بكلمة جارحة.
    توقفتُ كتمثالٍ منهمر الذاكرة .. عرفتُ صاحبة الوجه الوتدي الشكل ، الصغير الحجم مقارنة
    بجسدها الضخم، ونهيزها الخارج من جوفها . مستذكرةً لما مضى تحصنْتُ بالصمت . اعتراها الارتباك.
    فكشفتْ عن ساقٍ غليظة ذات أظلاف عجيبة ، لم أرَ قطٌّ مثلها .بادرتني بقولها: هذا حذاءٌ جديد يمكنني من السير
    فوق الطرق الموحلة دونما الغوص فيها... لم تكمل حديثها .. فقد أطلقتْ حشرجة أفزعتني..
    هرولة بعيدةً عني ! .. فمضيتُ على إثرها ..
    وجدتها تنبش قُمامة النّاس بمنخرها.. تتغذّى على ما فيها!
    لم أستطع مقاومة ذلك الشعور بالغثيان وإخراج كل ما في جوفي .. تمكّثت عما تفعل ناظرة إليّ
    شزرًا ، وبتعالٍ عجيب قالتْ: كيف يمكنكِ فعلُ ذلك؟!
    الأستاذة الكريمة / سميرة رعبوب ...
    .. و أنا الأخرى وقفتُ أمام حروفك بل في قبضتها أنظر ذات اليمين و ذات الشِّمال ... لم أفهم أين أنا ؟ هل رأيتُ هذا السّحر قبلا ؟ إنّني أشعر به يأخذني إليه ... هل تُراني رأيته على سبائك من ذهب في قعر المحيط أم على جسد البُردي في عتمات الأهرام؟ هل تراه من أسرار الإغريق أم من مفاتن روما أم تراه يكون شذا زهر حمله الأثير من حدائق بابل ؟
    سيّدتي ... كم أنّك بارعة في السّرد المدثّر بالوصف ... كم أنّك ساحرةٌ بسكبِ انفعالاتك فينا .. وكم أنتِ موغلة في نبش ضمائرنا ... رمزك سيّدتي يجعل نصّك هذا طيّعا نقرأه في عدّة أبعاد و نُسقطُ عليه عشرات الحقائق المؤلمة في حياتنا ... رأيتُ في نصّك الشّر حينما يسطو على الخير في استغباء له ... و رأيتُ فيه أيضا الإنسان الإنسان الذي لا تزول إنسانيّته منه مهما تظافرت عليه المحن ... لو بقيتُ هنا أكتبُ حتى الصّيف القادم لم أستطع أن أصف سُرادق نصّك التّحفة بما يليق ... أبهرتني ..كتّفتني ... و أشعرتني بنشوة الكتابة فآيات الشّكر لك أستاذتي الكريمة .
    تحيّاتي و تقديري
    * آه تذكّرتُ أين رأيت هذا النّص : رأيته على إحدى جداريات " واتا الحضارية " بقلم الرّائعة / الأستاذة سميرة رعبوب .

    الحياة كقصبِ السّكر ... لحظاتها الأخيرة حامضة كالخل .

  3. #3
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: أنثى الخنزوان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دليلة بونحوش مشاهدة المشاركة

    الأستاذة الكريمة / سميرة رعبوب ...
    .. و أنا الأخرى وقفتُ أمام حروفك بل في قبضتها أنظر ذات اليمين و ذات الشِّمال ... لم أفهم أين أنا ؟ هل رأيتُ هذا السّحر قبلا ؟ إنّني أشعر به يأخذني إليه ... هل تُراني رأيته على سبائك من ذهب في قعر المحيط أم على جسد البُردي في عتمات الأهرام؟ هل تراه من أسرار الإغريق أم من مفاتن روما أم تراه يكون شذا زهر حمله الأثير من حدائق بابل ؟
    سيّدتي ... كم أنّك بارعة في السّرد المدثّر بالوصف ... كم أنّك ساحرةٌ بسكبِ انفعالاتك فينا .. وكم أنتِ موغلة في نبش ضمائرنا ... رمزك سيّدتي يجعل نصّك هذا طيّعا نقرأه في عدّة أبعاد و نُسقطُ عليه عشرات الحقائق المؤلمة في حياتنا ... رأيتُ في نصّك الشّر حينما يسطو على الخير في استغباء له ... و رأيتُ فيه أيضا الإنسان الإنسان الذي لا تزول إنسانيّته منه مهما تظافرت عليه المحن ... لو بقيتُ هنا أكتبُ حتى الصّيف القادم لم أستطع أن أصف سُرادق نصّك التّحفة بما يليق ... أبهرتني ..كتّفتني ... و أشعرتني بنشوة الكتابة فآيات الشّكر لك أستاذتي الكريمة .
    تحيّاتي و تقديري
    * آه تذكّرتُ أين رأيت هذا النّص : رأيته على إحدى جداريات " واتا الحضارية " بقلم الرّائعة / الأستاذة سميرة رعبوب .

    الأخت الكريمة / دليلة .. أسعدتني قرأتك ،وتفاعلك الذي دل على ذاتك التي تنبش قلوبنا بحلاوة لفظك وسحر بيانك.
    وكما تعلمين كل قاريء بما لديه من ثقافةٍ ينضحُ. لك أكاليل النقاء مطوقة بطيب المندل لحضورك الرقيق..
    تقديري والتحايا

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •